يحيى عمر يكتب: سقطت حلب يوم سقطت القاهرة | ساسة بوست

يحيى عمر يكتب: سقطت حلب يوم سقطت القاهرة | ساسة بوست

منذ 7 سنوات

يحيى عمر يكتب: سقطت حلب يوم سقطت القاهرة | ساسة بوست

منذ 1 دقيقة، 4 أكتوبر,2016\nفي الأزمة السورية الحالية فإن للنظام السوري حلفاء وللشعب السوري حلفاء (في الظاهر)، للنظام السوري حلفاء يدعمونه لأسباب مبدئية في الظاهر ولأسباب سياسية في الحقيقة كما في الحالة الروسية، وأسباب طائفية وسياسية معًا في الحقيقة كما في الحالة الإيرانية وأتباعها، وللشعب السوري حلفاء يدعمونه لأسباب مبدئية في الظاهر ولأسباب سياسية في الحقيقة كما في الحالة التركية والخليجية، وأسباب طائفية وسياسية معًا في الحقيقة كما في الحالة السعودية.\nإذا انطلقنا من صحة هذه المقدمة أو اقترابها من الصحة، فإن مواقف الذين يدعمون النظام السوري مفهومة ومتسقة مع نفسها منذ البداية، بينما مواقف الذين يدعمون الشعب السوري لا تتفق مع ظاهر ما يعلنونه ولا حتى مع أهدافهم الحقيقية، وقد يقول قائل: هذه هي السياسة ودروبها، وهذا هو القرار السياسي وتعقيداته، والرد على هذا القول: فلماذا إذًا كان حلفاء النظام السوري متسقين مع أنفسهم وكان قرارهم متسقا مع أجنداتهم، ولم يحدث هذا في الجانب الآخر؟!\nنتيجة هذه المفارقة المحزنة أن الثورة السورية انكسرت أو كادت، وأن حلب الغالية على وشك السقوط، إلا أن يشاء الله أمرًا، إن الله بالغ امره.\nعندما قامت الثورة السورية بدأت السلمية كسائر ثورات الربيع العربي، وواجهها جلاد الشعب بمثل ما واجه به أبوه الثورة في حماة من قبل، بالإبادة الجماعية، وبدا أن خيار الشعب سيكون المواجهة بالسلاح، وبغض النظر عن تقييم لهذا القرار فقد تبنته قوى عربية وأجنبية وأعلنت دعمها لخيار المقاومين، وكان على رأس هذه الدول السعودية ودول الخليج ومصر الثورة وتركيا والولايات المتحدة، بينما وقفت إيران وروسيا وحزب الله مع النظام.\nومر الصراع بفترات صعود وهبوط، لما كاد النظام أن يسقط تدخلت إيران، ثم لما لم يسعف التدخل الإيراني تدخل حزب الله بكثافة، ثم لما كادوا جميعًا أن يخسروا دخلت روسيا بقوتها الجوية الشرسة، وبعد أن كانت الكفة ضد قوات النظام التي كانت تخسر أرضًا وعتادًا كل يوم إذا بالكفة تتعادل، ثم ترجح، وهكذا كانت القوى الحليفة للنظام السوري متسقة مع نفسها ومتراصة معه وزادت دعمها له بحسب مقتضيات الموقف.\nفماذا فعلت القوى التي كان من المفترض اأنها داعمة للشعب؟! الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون رفضوا التدخل في سوريا مثلما فعلوا في ليبيا وكوسوفو، والسعودية وحلفاؤها دعموا بالمال والسلاح المحدود، لكنهم رفضوا توجيه ضرباتهم الجوية إلا ضد داعش، فلا هم واجهوا قوة النظام بضربات جوية، ولا هم سلحوا المقاومة بأسلحة مضادة للطائرات – على الأقل المروحيات وهذا أضعف الإيمان – ولا هم أعطوهم من الأموال ما يجعلهم يشترون هذا السلاح من هنا أو هناك.\nارتعشت الأيادي الداعمة للشعب أو أمسكت تعمدًا، ولم ترتعش الأيادي الداعمة للنظام، وكانت النتيجة أن الثورة السورية توشك أن تنكسر، لأن عدوها يملك السيطرة على سماء المعركة، بينما السلاح المضاد للطائرات، وهو السلاح الذي حسم النصر للمقاومة الأفغانية في الحرب السوفييتية ممنوع على المقاومين بدعوى الخشية من سقوطه في أياد غير مرغوبة، وهي دعوة واهية، فكان يمكن أن يقدم مع إشراف ممن يقدمه، لكنه التخاذل والخذلان.\nوالنتيجة ؟! ها هي حلب الشهباء، عز العرب ودرتهم، على وشك السقوط، وهي التي تبعد خمسين كليومترًا فقط عن تركيا أردوجان! ها هي حلب الشهباء على وشك السقوط رغم مضي أكثر من عام على التظاهرة التي ادعتها جيوش خمسين دولة إسلامية! ورعد الشمال، إلى آخر هذا الكلام، رعد وبرق دون غيث ولا مطر!\nويمكننا القول بأمانة أن الدول الإسلامية الداعمة للثورة – دع عنك الغرب – الدول الإسلامية الداعمة للثورة قد خذلت الشعب السوري كما خذل أهل العراق الحسين بن علي رضي الله عنه، أغروه بالخروج ثم تخلوا عنه، فلا هم تركوه في دياره ولا هم حاربوا معه كما وعدوه! فسلط الله عليهم عاقبة خذلانهم ورأوه بعدها بقليل.\nوأريد أن أضيف، إن الطرف الوحيد الذي كان يبدو وقوفه إلى جوار الشعب السوري متسقًا حقًا مع المبادئ بالدرجة الأولى كان مصر الثورة، وكانت (لبيك يا سوريا) خارجة من توجه مبدئي حقيقي بأكثر منه توجه سياسي نفعي، لذلك أثارت حفيظة الذين يظهرون المبادئ ويبطنون الولاء للأسباب السياسية من الطرفين، وكان أن سقط نظام د. مرسي في القاهرة بتعاون مثمر من حلفاء النظام السوري ومن خصومه معًا! فأما حلفاء النظام السوري فطبيعي ومنطقي أن يتآمروا على عدو له، وأما أدعياء دعم الشعب السوري فكان موقفهم مخالف لدعواهم!\nولعل (لو) التي أسوقها الآن ليست من النوع الذي يفتح باب الشيطان ولكن بغرض فتح باب للتأمل والمحاسبة، فلو بقيت مصر الثورة في معادلة الصراع ما كان يمكن بحال أن يصل إلى ما وصل إليه، إن حلب لا تتداعى للسقوط في سبتمبر 2016، بل إن حلب حوصرت فعلًا وتداعت للسقوط فعلًا في يوليو 2013 يوم سقطت العاصمة الأكبر الحليفة حقًا للشعب السوري وسط كل هذا الزيف والإدعاء والنفاق والارتعاش.\nلقد سقطت حلب يوم سقطت القاهرة.\nهذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

الخبر من المصدر