من هي الإمبراطورية حقا؟

من هي الإمبراطورية حقا؟

منذ 7 سنوات

من هي الإمبراطورية حقا؟

نشرت صحيفة "أرغومينتي أي فاكتي" مقالا لمدير مركز التحليلات الجيوسياسية فاليري كوروفين، يرد فيه على خطاب أوباما أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويسأل من هي الإمبراطورية حقا؟\nقال باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة: "عصر الإمبراطوريات ولى، في حين أن روسيا تحاول استعادة عظمتها باستخدام القوة". وهذا "يخفض مستوى الأمن العالمي".\nولكن! أليس غريبا سماع هذه الكلمات من زعيم دولة استخدمت القوة مرات عديدة من دون خجل في إسقاط الأنظمة غير المرغوب بها؟.\nأمريكا هي فعلا إمبراطورية حقيقية. ولكن لتمرير سياستها الاستعمارية تستخدم الشبكات التكنولوجية الحديثة. وهذه السياسة موجهة نحو بلدان العالم الثالث، وحلفاء الولايات المتحدة المقربين في أوروبا. أما بقية البلدان، فهي بالنسبة إلى الولايات المتحدة أسواق لترويج بضاعتها، ومصدر لاستغلال الموارد البشرية. هذا هو جوهر التاريخ الإمبراطوري للغرب خلال قرون عديدة: فالإمبراطورية البريطانية قبل زوالها أنجبت وريثة لها، ذهبت أبعد منها.\nفخلافا للبريطانيين، ينظر الأمريكيون ليس فقط إلى الهند وبلدان إفريقيا كمستعمرات، بل عمليا إلى العالم أجمع. وذنب روسيا في نظر أوباما هو أنها رفضت أن تكون مستعمَرة، على الرغم من أنها في تسعينيات القرن الماضي سارت في هذا الطريق.\nوالمزية الأخرى للإمبراطورية الأمريكية تكمن في أنها دمرت النظام العالمي الذي نشأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وجعلت العالم غير آمن من جديد. لقد أكد الأمريكيون أن شعار القوة هو القانون من خلال تقويض سيادة واستقلال الدول الواحدة تلو الأخرى. وبالذات هذا ما فعلوه في يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، ونشروا الفوضى في أوكرانيا. لقد دُمرت كل الدول التي اصبحت موضوعا لـ "الدمقرطة" - ولا تزال سوريا صامدة.\nأعمدة الدخان ترتفع فوق بلغراد بعد قصف الناتو\nإن اتهام روسيا على خلفية هذه التدخلات الغادرة بأنها تستخدم القوة في مكان ما، هو أمر يثير الضحك، لأنه يشبه أن يبصر المرء القذى في عين الآخر وينسى الجذع في عينه.\nومع ذلك، فإن أوباما محق في شيء ما. روسيا تعيد بناء قوتها وعظمتها. ولكنها مع ذلك لا تهدد العالم، بل على العكس تجعله أكثر استقرارا. روسيا تريد بناء عالم متعدد الأقطاب يضم عدة مراكز حضارية، لمواجهة العالم الذي تريده أمريكا. لنتذكر في العهد السوفييتي كان في العالم قطبان وكان هذا يضمن الأمن، وهكذا سيصبح الأمر عندما يكون العالم متعدد الأقطاب. هذا طبعا يدركه الذين يفكرون بعقلانية في الولايات المتحدة. فترامب مثلا يدعو إلى التخلي عن سياسة "الشرطي العالمي"، ويؤكد أن على الأمريكيين التركيز على حل مشكلاتهم الخاصة والمتعددة.

الخبر من المصدر