أحمد نصار يكتب: حتر يقابل جارودي على شواطئ فرنسا.. محاولة لتغيير السؤال! | ساسة بوست

أحمد نصار يكتب: حتر يقابل جارودي على شواطئ فرنسا.. محاولة لتغيير السؤال! | ساسة بوست

منذ 7 سنوات

أحمد نصار يكتب: حتر يقابل جارودي على شواطئ فرنسا.. محاولة لتغيير السؤال! | ساسة بوست

منذ 1 دقيقة، 29 سبتمبر,2016\nأثار اغتيال الصحافي الأردني ناهض حتر في العاصمة الأردنية عمان بعض الأسئلة القديمة الحديثة عن مشروعية مواجهة الفكر بالرصاص، وتجدد النقاش المحتدم بين من يرون القتيل مجرمًا يستحق الموت لتطاوله على الذات الإلهية، وبين من يرونه صحافيًّا لا يجب محاكمته على رأيه!\nيضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في المادة 19 الحق في حرية التعبير.\nوفي موسوعة ويكيبيديا نجد تعريف حرية الرأي والتعبير يمكن تعريفها بالحرية في التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود حكومية، بشرط أن لا يمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقًا لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير، ويصاحب حرية الرأي والتعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق والحدود مثل حق حرية العبادة وحرية الصحافة وحرية التظاهرات السلمية.\nهل تعني حرية التعبير أن يقول كل شخص ما يريد أن يقول؟\nربما هذا ما ييتبادر إلى ذهن البعض حين يسمع كلمة حرية التعبير، ويستدل حينها بالديمقراطية الغربية التي تسمح لكل شخص أن يقول أي شيء، بما فيه السخرية من الحاكم وانتقاده علنًا بلا خوف (طبعا هذا من المحرمات عند الحكومات العربية).\nلكن الحقيقة أن الغرب لا يسمح لكل شخص بأن يقول كل ما يريد، بل لكل دولة ثوابت ومتغيرات، تسمح لكل شخص أن يتحدث في المتغيرات، بينما الويل كل الويل لمن يقترب من الثوابت!\nهل هناك ثوابت لدى الدول الغربية تحرم الاقتراب منها؟\nبالطبع، وليس معنى أن محرماتهم تختلف عن محرماتنا أنه ليس لديهم محرمات!\nوأهم تلك المحرمات لدى الغرب هو قضية معاداة السامية! ففي كل الدول الغربية تقريبا قوانين تجرم أي فعل يفهم على أنه معاداة للسامية.\nوهذا المصطلح يحتاج إلى «تفكيك»، على طريقة الدكتور المسيري رحمه الله. فرغم أن العرب ساميون، إلا أن المقصود من المصطلح هو معاداة اليهود دون العرب!\nورغم أن الصهيونية فكرة تختلف تمامًا عن مصطلح اليهودية، وهناك يهود كثر غير صهاينة، وهناك عرب ومسلمون كثر صهاينة (الليكود العربي) إلا أن التجريم الغربي لمعاداة السامية يشمل كل فعل ينتقد الصهيونية!\nهل عاقب الغرب أحدًا بسبب رأيه؟\nنعم.. ولا أقصد هنا كوبرنيكوس الذي رفض رأي الكنيسة بمركزية الأرض، وأجل نشر كتابه حتى يوم وفاته، ولا جاليليو الذي تراجع أمام محاكم التفتيش عما يؤمن به خشية القتل والصلب، فاكتفت الكنيسة بإحراق كتبه وفرض الإقامة الجبرية عليه.\nلا أقصد هذا بالطبع، بل أقصد كاتبًا ومفكرًا فرنسيًّا مسيحيًّا شيوعيًّا، ولد في فرنسا، لأم كاثوليكية وأب ملحد. واعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشر، قبل أن يتحول إلى الإسلام عام 1982. إنه المفكر العالمي روجيه جارودي، الذي أسمى نفسه رجاء.\nشكّك جارودي، في كتابه «الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل»، في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين! فهل اعتبر ذلك حرية تعبير؟\nلا.. في عام 1998 أدانت محكمة فرنسية جارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود، وصدر بسبب ذلك ضده حكم بالسجن لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ!\nهل هذه ثوابت أوروبا الوحيدة؟\nجارودي لم يسلم من العقاب، رغم أنه كان يقول رأيًا علميًّا موثقًا بالأرقام. ورغم ذلك، فيبدو أن هذه النقطة ليست الوحيدة التي تثير حفيظة الغرب الذي يجنح شيئًا فشيئًا نحو التطرف!\nهل يستطيع أحد أن يقول ماذا فعلت السيدة المسلمة التي ارتدت البوركيني على أحد شواطئ فرنسا؟ هل أطلق الرصاص على أحد، أم كانت تخفي متفجرات تحت ثيابها؟\nالغرب يثبت أنه يستخدم مصطلح «حرية التعبير» لنقض الثوابت التي يقوم عليها الإسلام، بينما لا يسمح لأحد أن يقترب من ثوابته.\nوأحد أهم الثوابت لدى المسلمين هي الدين، ويرفضون رفضًا تامًا المس بالذات الإلهية أو أحد من الأنبياء. وإذا كان الصحافي الأردني مخطئًا خطأ يراه البعض كفرًا، فإن السؤال لا يجب أن يكون: هل تؤيد قتله أم لا، وأنا ضد قتله! السؤال يجب أن يكون: لماذا يتعمد الغرب دومًا الاقتراب من ثوابت المسلمين، من الصحيفة الدنماركية التي استهزأت بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى شارلي إيبدو وغيرها؟\nلقد كان جارودي فرنسيًّا مسيحيًّا، ومع ذلك رفض الصهيونية بكل المجازر التي تقوم بها، وكان حتر مسيحيًّا عربيًّا ومع ذلك أيد كل ما يقوم به بشار الأسد من مجازر. ولو قدر أن يلتقي حتر بجارودي على شواطئ فرنسا وشاهدوا ما فعله الأمن الفرنسي في تجريد سيدة من بني البشر من ملابسها، لدافع جارودي عن السيدة المسلمة، ولربما أساء إليها حتر في أحد رسوماته، أو وصفها بالتخلف أو الإرهاب!\nهذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

الخبر من المصدر