“ليلة سقوط الرئيس”!

“ليلة سقوط الرئيس”!

منذ 7 سنوات

“ليلة سقوط الرئيس”!

كادت أن تصل الجوجلة الرئاسية إلى خواتيمها لولا تدخّل مصالح الأقطاب في اللعبة التي بدأت تأخذ في العِناد شكلاً واسلوباً لها. إتصالات الربع ساعة الأخيرة التي عمّمت إيجابياتها على الوسط الإعلامي، لم تكن أكثر من عملية إلهاء لتنفيس إحتقان موجود لدى أصحاب القرار تتصارع فيه المصالح مع الثوابت وبينهما تفوح رائحة الصفقات.\nلم يكن لقاء الأربعاء الذي جمع جبران باسيل وسعد الحريري في باريس والذي أخفيت تفاصيله عن قصد إلا ترجمةً لإتفاق نادر وجبران في بيت الوسط والذي عبّد الطريق أمام تقطير الإتفاق في فرنسا. طار جبران نحو نيويورك وحطّ سعد لاحقاً في بيروت واضعاً على جدول أعماله زيارة سليمان فرنجية بعد أن ورط البيك في لعبة الرئاسة، هناك ووفقاً لمعلومات “ليبانون ديبايت”، أبلغ الحريري فرنجية أنه “ميّال أكثر نحو إيجاد طروحات بديلة علّها تحرّك عجلة الرئاسة المتوقفة، وأنه يعتقد بجدوى البحث عن خيارات أخرى”. فسّر حديثه بطريقة غير مباشرة على أنه “تخلٍ عن ترشيح فرنجية”، فما كان من الأخير إلّا وأصدر بياناً أكد فيه أنه باقٍ داخل سرب الترشّح بينما خلت بيانات المستقبليون من اي دعمٍ كالسابق.\nالحريري ورغمٍ عن سيره بطريقة أو بأخرى بترشيح عون بعد ثمرة إتفاق نادر – جبران وورقة المبادئ التي وقّعت بينهما، إلّا أنه يجد صعوبةً في إقناع عناصر كتلتة الأساسية في السير بعون مرشحاً، وهذا تؤكده المعلومات التي خرجت من جدران إجتماع الكتلة في بيت الوسط، التي أعلن فيها الحريري أنه “سيسير بخيارات جديدة من بينهما خيار عون” وهو ما كان محط إستهجان من معارضي الجنرال في بعبدا.\nعين التينة التي تستشعر ضياع الحريري بين بنشعي والرابية في لعبة مصالح باتت هي اليد التي ترجّح الكفة، لديها حساباتها مع العهد الجديد، فهي لا تريد تكرار سيناريو الإشتباك في عهد لحّود، ولا نموذج عدم التفاهم الذي طغى على عهد سليمان، بل تريد إتفاقاً على “سلّة العهد” كاملةً، بما فيها التعيينات، الحصة الحكومية، الثلث المعطل، قانون الإنتخاب، وصولاً إلى التحالفات.. وهي الأمور التي تعتبر أسباباً حالية لسقوط صفقة الرئاسة.\nوهنا، يسمع في دهاليز عين التينة، أن برّي يريد التفاهم مع عون على عدد الوزراء وما إذا كان يمتلك الثلث الضامن من عدمه، وإذا حصل عليه، يريد ضمانات من أجل عدم إسقاط الحكومة، وفي قانون الإنتخاب يريد الإتفاق على آليته، وفي هذه، يراقب بري عن كثب تفاهم عون – جعجع وما سينتج عنه في حال وصول عون إلى بعبدا وتحالف القطبين المسيحيين الأساسيين في الإنتخابات الذي سيغير الكثير من قواعد لعبة ما بعد الـ1990 لأن عون في رئاسة الجمهورية وباسيل في الحكومة ومثلهما التيار والقوات في البرلمان، غير الواقع الذي كان سائداً من الخارج أي أن اللعبة ستذهب نحو الإسلامية – المسيحية وهنا لا يريد تخايل حقبة الـ75 مجدداً.\nبين مخاوف برّي وضياع الحريري يخرج من موقف حزب الله الواقع بين سندان عدم “زعل” شقيقه الشيعي، ومطرقة عدم “كسر” حليفه الجنرال الذي قطع له عهداً، وهو يجد نفسه محرجاً أمام تصارع الرابية – عين التينة آخذاً لنفسه موقعاً جانبياً، يشاهد فيه ما يجري ويتدخل نسبياً كوسيط دون أن يكون له موقف خشية فهمه بطريقة لا يريدها.\nومع عدم إقتناع برّي بجدوى لقائه عون حالياً كذلك إقتناع عون بنفس الشيء، تُرحّل لعبة الرئاسة إلى 31 تشرين الأول في ظل جو سياسي مشحون حيث تجتمع كل الأسباب أعلاه سوياً لتسقط صفقة جدية لإنتخاب رئيس. الحل الجدي والوحيد بالنسبة للأوساط السياسية يكمن في جلوس برّي مع عون والإتفاق على الآليات، وهذا، غير مقدر له الخروج إلى النور حالياً، كون بري لا يريد أن يكسر نفسه، وعون يرى نفسه فائزاً ومعه قسم كبير من الكتل، وطالما أن لا إتفاق على “ورقة العهد” فإن الأمور ذاهبة نحو التعقيد أكثر وفي ظل هذا الواقع يبقى بصيص أمل الرئاسة بعيد المنال إلى حين.

الخبر من المصدر