كيف خطط مهندس لعملية اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر؟

كيف خطط مهندس لعملية اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر؟

منذ 7 سنوات

كيف خطط مهندس لعملية اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر؟

ألقى اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر بالرصاص، أمس الأحد، بظلاله على الشارع الأردني وسط حملة تنديدات صريحة من قوى سياسية متعددة، فيما يتساءل الكثيرون إن كانت مجرد عملية فردية أم مرتبطة بتنظيم ما.\nووفق مصدر مقرب من التحقيقات الأولية، فإن القاتل رياض اسماعيل احمد عبد الله يعمل مهندسًا بوزارة للتربية والتعليم، وإمامًا مكلفًا مقابل سكنه في أحد مساجد منقطة الهاشمي الشمالي بالعاصمة، وتم الاستغناء عنه في عام 2009 بسبب أفكاره المتطرفة وخلافاته المستمرة مع المصلين، حسبما ذكر موقع "هافينجتون بوست" في نسخته العربية.\nوقال المصدر، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، إن القاتل أفاد خلال استجواب المدعي العام له بأنه كان قد خطط لارتكاب الجريمة منذ فترة حيث لم يكن يعرف أو يسمع بالكاتب حتر.\nوأضاف، أن القاتل، وبعد إعادة الكاتب نشر الكاريكاتير على صفحته على "فيسبوك"، قام بالبحث عن صورته على الإنترنت، ومن خلال المواقع الإلكترونية علم بموعد الجلسة التي كانت مقرر عقدها اليوم وهو ذات اليوم الذي ارتكب فيه الجريمة.\nوأكد أن منفذ الاغتيال قام بشراء مسدس قبل أسبوع من موعد ارتكاب الجريمة، قبل التوجه صباح اليوم، إلى مقر عمله، مشياً على الأقدام نحو قصر العدل بمنطقة العبدلي في عمان.\nوظل القاتل بحسب المصدر ينتظر حتر لقرابة ساعة وبعد مشاهدته برفقة أشخاص توجه صوبه من الدرج الخلفي وقام باللحاق به وعندما أصبح بمواجهته قام بإطلاق عدة أعيرة نارية على عنق الكاتب وذراعه ولاذ بالفرار، إلا أن المواطنين والأجهزة الأمنية القت القبض عليه.\nومن جانب آخر، قال القيادي في التيار السلفي الجهادي محمد الشلبي المعروف بأبي سياف، إن حادثة مقتل الكاتب ناهض حتر "كانت متوقعة وتأتي من باب الجزاء من جنس العمل".\nوأضاف أبو سياف في تصريح لقناة رؤيا الأردنية أنه "يحمد الله أن الأمر انتهى على هذه الحال ولم تحدث أي نعرات وعصبيات وفتنة طائفية سببها الهالك"، على حد تعبيره.\nوأشار المصدر إلى أن القاتل خلال استجواب المدعي العام له أفاد بأنه "مقتنع بأن حتر أساء لله، وأن أي شخص يسيء لله يجب قتله"، حسب الأقوال المنسوبة له.\nوبين مصدر آخر قريب من التحقيقات الأمنية رفض ذكر اسمه صفته إلى أن العمل الذي قام به القاتل "هو عمل فردي ولا يرتبط بأي عمل تنظيمي، كما ليس له أي ارتباطات بأي جماعة سواء داخل الأردن أو خارجه".\nوقرر المدعي العام توقيف القاتل على ذمة القضية 15 يوماً قابلة للتجديد بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل بعد أن وجه له تهم ثلاث هي "تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار، وجناية القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، وحمل وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص".\nوبحسب قانون العقوبات الأردني تصل عقوبة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار إلى الإعدام شنقاً.\nوكان ناهض حتر قد أوقف في 13 أغسطس الماضي، عقب نشره رسماً كاريكاتورياً، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك اعتُبر "مسيئاً للذات الإلهية".\nووجه المدعي العام بعمان إلى الكاتب اليساري المسيحي تهمتي "إثارة النعرات المذهبية" و"إهانة المعتقد الديني"، وأعلن حظر النشر في القضية.\nونفى حتر حينها ما اتهم به مؤكداً أنه "غير مذنب".\nوكانت عقوبة أي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل في حال إدانته إلى الحبس ثلاث سنوات.\nونشر رسماً كاريكاتورياً رسما على صفحته على فيسبوك بعنوان "رب الدواعش" ما أثار جدلاً واستياءً على مواقع التواصل الاجتماعي.\nلكن حتر حذف المنشور الذي لم يرسمه في الأصل من صفحته بعد أن أكد أنه "يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الإرهابيون".\nواعتصم أبناء مدينة الفحيص التي تقع شمال العاصمة الأردنية عمان، والتي يقطنها القتيل ناهض حتر، بالمئات في ساحة المدينة وطالبوا بإقالة رئيس الوزراء ووزير الداخلية باعتبارهم "المسؤولين بالدرجة الأولى عن سلامة وأمن ابنهم"، الذي تلقى في وقت سابق أكثر من 200 رسالة تهديد بالتصفية وتم تسليمها لوزارة الداخلية.\nالصحفي الأردني اسامة الرنتيسي الذي زامل حتر في العديد من الصحف اليومية في الأردن، قال لـ"هافينغتون بوست عربي" واصفا حادثة الاغتيال بأنها "جريمة بشعة ارتكبها القتلة والجبناء بحق الكاتب ناهض حتر، فمهما كان الاختلاف مع حتر وأفكاره، فلا يمكن أن تصل درجات الإجرام إلى هذا الحد".\nوتابع: "ليس القاتل والمجرم فقط من أطلق النار بل هو كل إنسان حرض وتباهى بلغة الكراهية التي تسكن عقله وروحه"، على حد تعبيره.\nأما الكاتب علي الحراسيس فاعتبر أن ناهض حتر كان مستهدفاً "لمواقفه الجريئة وليس فقط بسبب نشره لكاريكاتير مسيء للذات الآلهية وهذا ما يدعوني إلى التساؤل لماذا قتل".\nوقال الحراسيس في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي" هذا الرجل أحب الأردن وشعبه، وكانت كلماته وصرخاته وانتماؤه للوطن أعمق من أن يتحملها أعداء الوطن كما حارب التوطين وتفريغ الأرض من أهلها وحارب التجنيس وتمرير مشروع الوطن البديل.\nوأضاف: "وليس هذا فحسب فقد قاوم حتر التطبيع ومشاريع السفارة الأميركية والصهيونية في بلادنا وزلزل مضاجع الفاسدين والمجرمين وفضح كل مخططات "اللبرلة" الاقتصادية وبيع مقدرات الوطن معلنا انه انه مستعد للشهادة من أجل الأردن والعرب عموماً.\nوتساءل الحراسيس مجدداً "لماذا قُتل ناهض حتر وهو المسيحي الذي كان يعتز بانتمائه للثقافة العربية الإسلامية التي حملها أجداده عبر قرون".\nمن جانبه، أدان المعارض الإسلامي ليث شبيلات عملية الاغتيال، وقال في بيان له إنه "يدين أيضاً كل التعليقات التي تبدي سرورها بمثل هذه الجريمة النكراء".\nأما عضو جبهة العمل الإسلامي (الإخوان المسلمون) حمزة منصور، فقال إن اغتيال الكاتب ناهض حتر "جريمة منكرة وعمل مدان، لأنه لا يجوز لأي كان أن ينصب نفسه مكان السلطتين القضائية والتنفيذية".\nوأضاف منصور في بيان صحفي أن الإسلام "دين الرحمة للعالمين، وكفل سائر حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حق الحياة، لا يعطي أحداً الحق بإزهاق روح إنسان بغير حكم قطعي صادر عن هيئة قضائية مختصة.\nوقال منظر التيار السلفي الجهادي محمد الشلبي المعروف بأبي سياف، إن حادثة مقتل الكاتب ناهض حتر "كانت متوقعة".\nوأكد أبو سياف في تصريح لوسائل الإعلام الأردنية، أن المنشورات التي حكم على إثرها الكاتب حتر "كادت أن تودي بالبلاد إلى فتنة طائفية وتجر البلاد إلى أمور لا يحمد عقباها".\nوأضاف أنه "لا يعلم إن كان قاتل حتر من أبناء التيار السلفي أم لا".

الخبر من المصدر