عام دراسي ساخن تنتظره وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتور الهلالي الشربيني، يفصلنا عنه أسبوع واحد ورغم ذلك يعج العام قبل بدايته بأزمات عدة انفجرت في وجه الأخير، وانهالت على رأس وزارته شكاوى عدة من قبل أولياء الأمور، والتي وصلت إلى حد المطالبة بإقالته في ظل أزمات لا نهاية لها.\nواستعدادًا لذلك العام المليء بالأزمات أصدرت وزارة التربية والتعليم، أمس الإثنين، نحو 14 قرارًا جديدًا رسمت به ملامح سياستها التي ستتبعها خلال العام الحالي بكل قطاعاتها، بدأت بالتأكيد على صيانة المدارس لاستقبال التلاميذ، ووصول الكتب المدرسية إليهم، وسير الدراسة وخطط المتابعة وإتباع التعليمات الأمنية.\nكما شددت الوزارة على ضرورة عدم استخدام أسوار المدارس في الإعلان عن الدورس الخصوصية، وحظر الحديث السياسي والرياضي أو توجيه الطلاب داخل المدارس، وكذلك حسن مُعاملة أولياء الأمور وتجنب الصدام معهم، وأيضًا منع الضرب والمعاملة السيئة من قبل المعلمين تجاه التلاميذ.\nوعلى صعيد الأزمات، كانت أولى المشكلات التي تواجه الأسرة المصرية في العام الدراسي الحالي، هي ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية بسبب سوء الحالة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار، فتعاني معظم مكتبات الجمهورية من ارتفاع حاد في اسعارها والتي تقابل بشكوى يومية من أولياء الأمور.\nوهو ما أكده أحمد أبو جبل، رئيس شعبة الأدوات المدرسية بالغرفة التجارية، بإن أسعار الأدوات المدرسية ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 35% مقارنة بشهر يناير الماضي وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار.\nولفت خلال تصريحات تلفزيونية سابقة له، إلى أن الكثير من الأدوات المدرسية المستوردة من الخارج تأثرت بقرار البنك المركزي بخفض قيمة الجنيه وذلك من خلال التقييم الجمركي للأدوات المدرسية في الجمرك بالدولار.\nوأشار إلى تأثر تجارة الأدوات المدرسية بارتفاع الأسعار في السوق المصري، من خلال توجيه الأسر مواردها للسلع الأساسية من مأكل ودواء، لافتًا إلى أن من مصلحة تجار الأدوات المدرسية دوران عجلة التجارة وبيع السلع.\nوكان قرار وزارة التربية والتعليم بإلغاء إمتحانات الميد تيرم، إحدى الأزمات التي استقبلت العام الحالي، وآثارت جدلا كبيرا حولها خلال اليومين الماضيين، بعدما صرح "الشربيني" أن الوزارة ألغت إمتحانات منتصف الفصل الدراسي "الميد تيرم".\nوغيرت الوزارة نظام "الميد تيرم"، إلى النظام الذي كان متداول بثلاث امتحانات شهرية، تضاف مجموعها إلى المجموع الكلي آخر العام، بالاضافة الى استمرار امتحانات منتصف ونهاية العام الدراسي، لكن القرار آثار غضب الكثير من أولياء الأمور، الذين وصفها بغير المسؤولة وسوف تتسبب في إضافة ضغوط أكبر على كاهل الأسرة المصرية من ناحية الدروس الخصوصية.\nوتزيد الضغوط الدراسية أيضًا في شرح المناهج على المدرسين في المدارس مما يجعل الطلاب يجدون صعوبة في اسقبال المعلومات الدراسية من المدرسين، ويضعف بشكل كبير الدرجات التي تهبط بمستواهم مما يجعل الأسرة المصرية تلجأ بشكل أكبر إلى الدروس الخصوصية مرة أخرى.\nوطالب أولياء الأمور بإقالة وزير التعليم عقب هذا القرار، وتصدر وقتها هاشتاج "نرفض قرار وزير التعليم، وإقالة وزير التعليم" قائمة الأكثر تداولًا في موقع "تويتر"، طالبوه بتنفيذ اقتراحهم العام الماضي يتنفيذ قرار الأربع أجزاء في العام الدراسي، وعدم اداء الامتحانات في الجزء الذي تم الامتحان فيه.\nوانهالت خلال الفترة الأخيرة الشكاوى على رأس الوزارة، ورفعت الكثير من المذكرات إلى مجلس الوزراء بسبب التخوفات من تكدس الطلاب في الفصول، حيث يوجد لدى الوزارة نحو 17 مليون طالب في مرحلة التعليم قبل الجامعي.\nورفع عدد من النواب مذكرات إلى مجلس الوزراء رصدوا فيها معاناة طلاب محافظتي القاهرة والجيزة ووجود ما يقرب من 70 طالبًا في الفصل الواحد بمدارس الجيزة، وفي المرج اجتمع النائب أحمد علي إبراهيم ببعض قيادات الإدارة التعليمية لبحث أزمة تكدس الطلاب وعدم وجود مقاعد قبل بدء العام الدراسي.\nوتأتي تلك الشكاوى في الوقت الذي يطلق فيه الوزير تصريحاته عن طرح 30 ألف فصل جديد بتكلفة تقدر بـ10 مليارات جنيه، لاستيعاب الزيادة المتتابعة في أعداد الطلاب، الذي يؤدي في النهاية إلى غياب الطلاب في معظم المدارس.\nوتربعت على عرش الأزمات، التي انفجرت في وجه "الشربيني" مُبكرًا، أزمة طباعة الكتب المدرسية التي أضحت في مهب الريح بين قيل وقال، أو نفي وتأكيد من قلب الوزارة نفسها، حتى بات الجميع لا يعلم من سيسبق من؟ الكتب الدراسية أم بداية العام الدراسي؟.\nوتجلت الأزمة في المذكرة التي رفعها النائب خالد عبدالعظيم عضو مجلس النواب عن دائرة صن الحجر، خلال الأسبوع قبل الماضي، كشف فيها مفاجأة قوية وهي توقف أصحاب المطابع عن طباعة الكتب المدرسية بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم نتيجة لارتفاع الأسعار.\nفي الوقت الذي صرح فيه وزير التعليم أن المطابع انتهت من طباعة 60% من الكتب، ألا أن الوزارة أحرجته وأعلنت أن بعض مؤسسات الصحف القومية انتهت من طباعة 70% من الكتب المدرسية، ليقوم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية منه بهاشتاج "عام دراسي بلا كتب".\nواتهمت غرفة الطباعة، أمس الأحد، وزير التعليم بأنه يتجاهل أزمة طباعة الكتب المدرسية على الرغم من مخاطبة الغرفة للوزارة عدة مرات، إلا أنه لم يستجب وتنصل من القضية، مطالبة بضرورة الحد من الأزمة واتخاذ الاجراءات اللازمة لطباعة الكتب.