التطرف الفكري يصادر الحق في الاختلاف بالمغرب

التطرف الفكري يصادر الحق في الاختلاف بالمغرب

منذ 7 سنوات

التطرف الفكري يصادر الحق في الاختلاف بالمغرب

"المغرب يعرف تنامي خطاب الكراهية، والعنف والتطرف والإرهاب في مواقع التواصل الاجتماعي، والصحف والمواقع الالكترونية"، كما يقول محمد الهيني المستشار والقاضي السابق والمنسق العام للجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب بالمغرب، في مداخلة له مع DWعربية، مشيرا إلى أن هذا الخطاب مغلف بالمفاهيم الخاطئة عن الدين وذو مضمون تحريضي وتكفيري ضد الآخر.\nمحمد الهيني، قاض سابق وناشط حقوقي، والمنسق العام للجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب بالمغرب.\nتبعا لما سلف ذكره، يؤكد محمد الهيني، أن المغرب في ظل هذه الظرفية، في حاجة إلى مبادرات وطنية ومجتمعية تروم نشر قيم وثقافة التسامح ونبد التطرف والإرهاب، واحترام حرية التعبير، والحق في الاختلاف والمجادلة بالحسنى، مؤكدا في السياق ذاته أن هذا هو الهدف الذي تروم الجبهة الوطنية التي يترأسها بهدف تحقيقه.\nبخصوص هذه الجبهة الوطنية التي تم تأسيسها حديثا بالمغرب الشهر السابق، يؤكد الهيني، أنه تم العمل على إعداد خطة العمل، و تبويبها بديباجة تقديمية من منطلقات ما تضمنته الأرضية التأسيسية، المتمحورة على استراتيجية ستكون مبنية على ما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وعلى أساس المرجعية الكونية لحقوق الإنسان في شموليتها.\nيضيف المتحدث ذاته،على أن استراتيجية عمل الجبهة تركز على مناهضة التطرف في جميع أشكاله، "بهدف مجابهة خطاب التطرف الديني السائد حاليا، وغيره من نزوعات التطرف، والذي يحرض على مصادرة حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة وحقوق المرأة، والحق في الاختلاف إلى حد تكفير كل من يتبنى الاختيار الديموقراطي الذي هو أحد الثوابت الدستورية المغربية".\nمن جانبه عبد السلام البقيوي، الفاعل الحقوقي والعضو في الجبهة الوطنية لمناهضة الإرهاب والتطرف، أشار إلى وجود تنامي ملحوظ لفكر الكراهية والحقد لدرجة كبيرة، مشيرا أن مثل هذه الأفكار تلقى التمجيد من طرف مجموعة من الفاعلين السياسيين في المجتمع، كونهم يعتمدون نهج الإسلام في الترويج لطموحاتهم السياسية، مشيرا إلى "أن الشعب المغربي يشعب عظيم يتبنى الإسلام، الذي ورثه عن الأجداد والذي يدعو للتسامح وعدم التكفير، مهما بلغ خطأ أحد في مجتمع آبائنا لم تصل بهم درجة الوقاحة يوما للتكفير، بل يقولون اللهم اغفر لنا وله".\n"نحن ضد الإرهاب والتطرف الفكري"\nكما أشاد عبد السلام، بالدور المهم لشبكات التواصل الاجتماعي، التي سيتم الاعتماد عليها بشكل مكثف في التعريف بالأنشطة التي ستقوم بها الجبهة الوطنية، مع الحرص على تمكين الشباب الفاعلين في المجال الحقوقي من الترافع والتعريق بالقضايا الحقوقية بشكل يعتمد على مواقع رسمية للجبهة على الفيسبوك،مشيدا من خلال ذلك بالدور الفعال لشبكات التواصل الاجتماعي، في إيصال الرسالة التي تناضل من أجل إقرارها الجبهة الوطنية، وإلا ستظل مجرد أفكار حبيسة أفق ضيق. وختم حديثه بالقول "نحن لا نواجه حزبا معينا، ولا تيار بعينه، بل نحن ضد الإرهاب والتطرف الفكري، والترويج للكراهية على أساس الدين أو العرق، خصوصا وأن بلدنا المغرب، بلد التنوع الثقافي والاختلاف".\nمنار السليمي، محلل سياسي مغربي.\nفي نفس السياق، يضيف الدكتور أحمد الدريري،الكاتب العام للمركز المغربي من أجل ديمقراطية الانتخابات، وعضو في الجبهة الوطنية لمحاربة التطرف، يقول أن تنامي العنف اللفظي، خاصة بين بعض الفاعلين السياسيين، قد ينتج مجموعة من الممارسات المتطرفة، بسبب انتشار العنف المؤسسي، مما يسمح لبعض القياديين في مجموعة من الأحزاب استعمال الدين في الانتخابات. وهو الأمر الذي يحتم المسارعة إلى تفعيل الحقوق الكونية لاحترام حقوق الإنسان.\nمشيرا المتدخل نفسه، أن أهداف الجبهة الوطنية لمحاربة التطرف والإرهاب، سطرت مجموعة من الأهداف بعيدة المدى، التي تتمثل في العمل على تغيير العقليات، واحترام حقوق الإنسان وعدم استعمال الإسلام لبلوغ أطماع سياسية، مشيرا إلى أن معظم خطابات اليوم متطرفة.\n"ساستنا ينظرون من منظور كلاسيكي، ولا يهتمون بخطر الإرهاب"\nرشيد جرموني، باحث مغربي في سوسيولوجيا التدين.\nمنار السليمي، المحلل السياسي المغربي، يضيف من جانبه، أن المواضيع التي تتحدث عن التطرف تكاد تكون غائبة في خطابات الأحزاب السياسية، كما لو كانت هذه الأخيرة غير معنية بالتحولات الكبرى التي يشهدها المجتمع المغربي، وهذا ما يجعلها أي الأحزاب السياسية، غير معنية ولا تأبه بالقضايا والتحولات السوسيولوجية الكبرى، والأفكار التي تنتجها وتروج لها الجماعات الإرهابية وتستهدف فيما بعد الشباب. مؤكدا أن هذا الغياب والفراغ هو الذي يجعل السياسة تنظر من منظور كلاسيكي، لأن الأحزاب في المغرب تستعمل هذا الخطاب فقط في بعض الأحيان بشكل دعائي.\n"الإسلام السياسي أخفق في بلورة نموذج مجتمعي مغرٍ للشباب"\nمن المنظور السوسيولوجي، يفسر بدوره رشيد الجرموني، الباحث في سوسيولوجيا التدين، توظيف الإسلام في السياسة، من خلال التأكيد على أن العالم اليوم يشهد موجة من الحماس الديني، خصوصا بعد تراجع الإيديولوجيات الكبرى، حصل "فراغ" فكري وإيديولوجي كبيرين، وهو الأمر الذي أدى إلى الارتماء في أحضان المكون الديني بشكل جديد، وفيه نوع من البحث عن الذات والبحث عن اليقين في زمن اللايقين واللامعقول.\nومن بين النتائج الكبرى لهذا التحول، "تفكك البينات التقليدية وصعوبة بناء أشكال جديدة من المؤسسات والبنيات والهياكل، ورغم البروز التاريخي لحركات الإسلام السياسي، إلا أن تجربتها طيلة السنوات الأخيرة، أبانت عن إخفاق مذوي خصوصا، في فشلها في بلورة نموذج مجتمعي مغرٍ للشباب وللمجتمع بصفة عامة".\nواجهت الممثلة المصرية إلهام شاهين حملة من عدد من القنوات الدينية حيث اتهمها أحد الشيوخ، الذي ينسب نفسه لجامع الأزهر، بالزنا والفجور مما دفعها لخوض معركة قضائية ضده انتهت بالحكم عليه سجنا نافذا لمدة سنة بالإضافة إلى غرامة مالية.\nتعرض نجيب محفوظ إلى محاولة اغتيال سنة 1995 من طرف شابين اتهماه بالكفر بسبب روايته "أولاد حارتنا" الصادرة سنة 1959 وطعناه بالسكين في العنق. نجا محفوظ من الموت بأعجوبة آنذاك. وتوفي الكاتب الحائز على نوبل للآداب في سنة 2006.\nفي سنة 1992 تم اغتيال المفكر المصري فرج فودة في القاهرة بعد أن اعتبرته الجماعات الإسلامية المسلحة مرتدا عن الدين. قام الرئيس المعزول محمد مرسي بالعفو عن قاتل فرج فودة في سنة 2012. وما يزال فكر فرج فودة يشهد إقبالا، سواء كتبه أو ندواته المتواجدة في شبكة الانترنت.\nاتهم المفكر المصري نصر حامد أبو زيد بالارتداد عن الدين بسبب كتاباته حول سلطة النص القرآني، مما دفع بعض الشيوخ إلى رفع دعوى قضائية للتفريق بينه وبين زوجته باعتباره "غير مسلم" في نظرهم، الأمر الذي استجابت له المحكمة. غادر أبو زيد مصر رفقة زوجته إلى هولندا التي اختارها كمنفى له. توفي نصر حامد أبو زيد في سنة 2010.\nواجهت الطبيبة والكاتبة المصرية نوال السعداوي تهمة ازدراء الإسلام وتعرضت للتهديد بالقتل مما دفعها إلى مغادرة مصر في عقد التسعينات الذي شهد عمليات إرهابية واغتيالات. انتقدت السعداوي، البالغة اليوم 82 عاما، تعدد الزوجات في الإسلام ونظام الإرث وغيرها من التشريعات الإسلامية.\nوُضع اسم عادل إمام في لائحة الاغتيالات التي كانت تنوي الجماعات المسلحة تنفيذها في تسعينات القرن الماضي. عادل إمام تحدى الجماعات وقام بعرض مسرحيته في مدينة أسيوط، التي كانت تعتبر معقلا للجماعات المتطرفة آنذاك، بالرغم من التهديدات. كما رُفعت على عادل إمام دعوى تتهمه بازدراء الأديان في السنة الماضية بُرّئ منها.\nعاش فنانون جزائريون فترة سوداء في تاريخهم الفني، حيث تلقوا التهديدات بالقتل من الجماعات الإسلامية المسلحة. واحد من هؤلاء الشاب خالد الذي لجأ سنة 1986 إلى باريس. ضحايا القتل باسم الدين في الجزائر كثيرون كالشاب حسني الذي اغتيل سنة 1994 والشاب عزيز الذي تم قطع رأسه سنة 1996 والفنان الأمازيغي معتوب لوناس الذي اغتيل سنة 1998.\nيعد معتوب الوناس رمزا للغناء القبائلي الجزائري. اشتهر بمواقفه المعادية للإسلاميين المتشددين ولنهج سياسة التعريب. تم اغتياله من ملثمين مسلحين في 25 يناير/ كانون الثاني 1998 بعد يوم من عيد ميلاده الثاني والأربعين.\nمصطفى العقاد هو مخرج الفيلمين العالميين "الرسالة" و"عمر المختار". يعد من أكثر المثقفين الذين دافعوا عن صورة الإسلام في الغرب. قتل مصطفى العقاد رفقة ابنته في انفجار بالعاصمة الأردنية عمان سنة 2005، وهو التفجير الذي نفذه تنظيم القاعدة في أحد فنادق عمان والذي تصادف مع إحياء حفلة أحد الأعراس.

الخبر من المصدر