أحمد حمدان يكتب: بأي حال عدت يا عيد | ساسة بوست

أحمد حمدان يكتب: بأي حال عدت يا عيد | ساسة بوست

منذ 7 سنوات

أحمد حمدان يكتب: بأي حال عدت يا عيد | ساسة بوست

منذ 12 دقيقة، 15 سبتمبر,2016\nعيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ       بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ\nأبو الطيّب المتنبي (303هـ – 354هـ) (915م – 965م)\nكلمات المتنبي التي باتت هي الترجمة الحقيقية لما يدور بقلب كل فرد من أبناء هذه الأمة المكلومة التي أصبحت بين شهيد أو معتقل أو مطارد، تلك الكلمات التي قيلت منذ أكثر من ألف عام أصبحت تترجم حال الثكالى والأرامل واليتامى والمشردين في شتى بقاع الأرض.\nالعيد تلو العيد يأتي والغائب لم يعد والشهيد لم يعد والمعتقل لم يعد والمشردون لم يرجعوا، حال الأمة التي تربو على المليار ونصف المليار لا تستطيع أن ترى شبرًا من أرضها إلا وأصوات القذائف والمدافع تغطي كل صوت، وبتنا في هذه الحياة لا نملك إلا أن نسترضي الغرب تارة ويقتلنا الغرب تارة أخرى ويبقى الجرح ينزف، كانت فلسطين ثم العراق ثم ليبيا ثم اليمن ثم لبنان ثم سوريا ثم مصر ثم …\nكل يوم نزداد في خندق الحروب والنزاعات التي أهلكت بلادًا بأكملها وبات الناس يكرهون اليوم الذي قامت فيه تلك الثورات.\nحكام لا يسمعون ولا يرون بل ويبيعون بلادهم لمن يدفع الثمن الأكبر والحقيقة أن هؤلاء ليسوا حكامًا بل متحكمين فينا يأكلون خيرات بلادنا ثم يقتلوننا.\nيأتي العيد وفي هذه الأمة من يبيتون ليلتهم ليس بلا طعام بل بلا طعام أو لباس أو منزل يأويهم ومنهم من أصبحت وجباته مصدرها صناديق القمامة.\nفي الوقت نفسه تجد من يجلسون على مائدة الطعام وأمامهم ما لذ من الطعام ولا تقل طاولتهم عن عشرات الأصناف من الطعام فكما قيل «إذا رأيت فقيرًا فاعلم أن هناك غنيًا سرق حقه».\nأريد أن أكتب عن أم الدنيا التي نهبها العسكر على مر التاريخ فلم يترك لأهلها إلا الفتات والطلقات التي باتت تحصد الأرواح بلا جريرة.\nأرى في عيون الأمهات الثكالى ومن اعتقلت أزواجهم أو أولادهم الحزن على ما فقدوا وحسبهم الله في ذلك وصبرهم على ما أخذه الله منهم ليكونوا نورًا يهتدي به أهل الحق ممن ضاقت بهم السبل ومحصتهم تلك المحنة، فرأينا مثلًا لأصحاب محمد يمشون بيننا يحبون لله ويبغضون لله.\nبأي حال عدت يا عيد؟ على هؤلاء الذين غيبهم ظلم الحاكم خلف جدران السجون في ريعان الشباب وصمودهم ووقوفهم في وجه الظالم أكبر دليل على صدقهم أنهم باعوا لله هذه الدنيا ليربحوا جنة عرضها السماوات والأرض أعدت لهم، ونحسبهم والله حسيبهم من المتقين.\nأم بأمر فيك تجديد؟ لمن ينتظرون اليوم للعودة لهذا الوطن الغالي الذي نعرف قدره ونأمل أن نكون بُناتَه على نهج الحبيب محمد الذي علمنا أن حب الأوطان من الإيمان؟\nدمعات الأهالي التي لا تغادر العيون كأنها ألفتها واستوطنت فيها يوم انقلب العسكر على أول رئيس أحبه القاصي والداني.\nفي هذا الوقت الذي يوافق سعي السيدة هاجر بين الصفا والمروة بحثًا عن الحياة في الأرض المقفرة يسعى هؤلاء الأهالي للبحث عن الحق الضائع وكلماتهم لو لم يبق من أهل مصر من ينادي بحق الشرعية غيرنا لفعلنا، يبحثون في يقين عن اليوم الذي يستردون فيه حقوق هؤلاء الشهداء والمعتقلين يقينهم يقين هاجر يوم قالت إذن فلن يضيعنا.\nبأي حال عدت يا عيد؟\nما زالت للقبور ظلمة وللسجون ظلمة والناس فوق الأرض في سجن وتحت الأرض أحرار، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا، وهذا هو الحال تحت الحكم العسكري رددها كثيرون من قبل إن لم نستطع العيش فوق هذه الأرض بكرامة فلندفن تحتها بعزة.\nهذا هو الحال يا عيد فليت العيد لم يأتِ ليهيج الصدور بذكرى الأحبة وليجري الدمع من جديد في قلوب وعيون الثكالى.\nوندائي لكل من يقرأ كلماتي أن توجهوا لهؤلاء الأمهات وهؤلاء الآباء وأولئك الثكالى لا تتركوهم يفقدوا أولادهم وذويهم مرتين، أظهروا لهم أبناءهم في أخلاقكم، ذكروهم بالأيام الجميلة التي قضاها ذووهم في صداقتكم ومرحكم وسهركم وسفركم، شاركوهم هذه الأيام لا تتركوهم حتى لا تكون الفاجعة فاجعتين مرة في أولادهم ومرة في من تركوا الأمل فيهم ليبحثوا عن حق هؤلاء.\nفي العيد ابحثوا عنهم واطرقوا أبوابهم فربما كان شهيدهم الولد الوحيد أو الأخ العائل أو الزوج الحبيب.\nأو الأب الحاني الذي ترك الصغار يقاسون مر الزمان وفرقة الأحباب، شاركوهم ولو بكلمات قلائل فلا تعلمون ما تفعله كلماتكم في قلوبهم.\nأخيرًا وقد جاء العيد ولا نرى فيه إلا صور الدم الذي رأيناه ولن ننساه ما حيينا فلنعاهد الله أولًا ولنعاهد هؤلاء الأسر على الصمود في وجه الظلم ولو بالقليل من العمل، ولنسارع لمن قدموا فلذات أكبادهم حسبة لله دون انتظار الثمن إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة.\nاسألوا عن أحوالهم المادية وابذلوا المال فهم أحق الناس بأموالكم وليس غيرهم ممن يؤيدون الدم والقتل ويتمنون لكم الزوال.\nادخلوا بيوتهم واملؤوها فرحة ولا تجعلوا أولادهم يظنوا أن الفرحة قد ماتت بموت أبيهم، فأبناء الشهداء أنتم أملهم بعد أبيهم.\nولا يبقى إلا أن ننتظر وعد الله ليخلصنا من تلك العصابة المجرمة التي لا ترقب في مؤمن إلًّا ولا ذمة.\nويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا وكل عام أنتم بخير وعيدنا القادم بإذن الله في الأقصى وقد حرر وبلادنا قد عادت وحررت وانتصر الحق وزهق الباطل، وعاد رئيسنا الشرعي المنتخب إلى قصره مكرمًا عزيزًا ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرًا.\nوكل عام والأحرار في كل مكان بخير.\nهذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

الخبر من المصدر