فيديو| في العكرشة.. الغُلب للجميع والصحة تاج على أدخنة المصانع

فيديو| في العكرشة.. الغُلب للجميع والصحة تاج على أدخنة المصانع

منذ 7 سنوات

فيديو| في العكرشة.. الغُلب للجميع والصحة تاج على أدخنة المصانع

الفقراء غرباء في أوطانهم"، هكذا يقول الجميع، ولكن عندما يجتمع الفقر مع عدم وجود مياه أو صرف صحي أو وحدة صحية، وتكون أدخنة المصانع هي السمة الأساسية لما يتنفسه الرجال والنساء والأطفال، وتكون الأوبئة والأمراض عاملاً مشترك بين الأهالي، تصبح الحياة في قرية " العكرشة" بالقليوبية على شفا حفرة من الموت.\n" العكرشة" تعتبر إحدى قرى مركز الخانكة بالقليوبية، الأكثر فقراً بالمحافظة، ويعيش بها أكثر من 10 آلاف مواطن فى ظروف غاية فى الصعوبة، فمن نجا منهم من الفقر يعاني من انقطاع المياه بشكل دائم، وتصاعد أدخنة المصانع التي بلغ عددها 1300 مصنع لصناعات البلاستيك والكرتون والزجاج والمسابك والنسيج والكيماويات، بالإضافة إلى رشاح المياه الذي يمتلئ بمخلفات المصانع ومياه الصرف، وعدم وجود وحدة صحية غير واحدة مهجورة لتواجدها وسط المصانع.\n"مصر العربية" - في ثالث حلقاتها عن القرى الأكثر فقرًا - اخترقت أوجاع أهالي "قرية العكرشة" التي تقع على خريطة مصر ولكن أهلها خارج حساب الحكومة.\nعندما تسير في القرية تجد معظم منازلها مكتوب عليها لافتات " منزل للبيع"، حتى أن الوحدة الصحية كُتبت عليها نفس اللافتة، حيث أوضح الأهالي أن أصحاب هذه البيوت هربوا من القرية حفاظاً على أنفسهم وعلى صحة ابنائهم.\nيقول محمود الصاوي أحمد أهالي القرية " الماية بتيجي كل يومين ساعة أو نص ساعة، وبتبقى متتشربش  هي ومياه الطرمبات واحد ويمكن الطرمبات أحسن منها"، مضيفاً  أن كابلات الكهرباء خارج الأرض وتتسبب في كهربة الأطفال.\nوأضاف الصاوي لـ"مصر العربية" أن القرية لا يوجد بها صرف صحي على الرغم من أن الوصلات تم تركيبها منذ شهر يناير، مضيفاً أن " دخان المصانه بليل مبنعرفش ننام منه، أن واحد من الناس عامل دعامة وقسطرة ومتبهدل بسبب الدخان اللي بيخرج من المصانع".\nوأكد أن القرية لا يوجد بها وحدة صحية، إلا واحدة مهجورة لأنها موجودة داخل المصانع، ولا يوجد بها مدرسة ولا صيدلية، لافتًا إلى أن القرية بها رشاح يملأها بالأوبئة لأن به مياه الصرف الصحي ومياه غسيل البلاستيك والمصانع.\nوقالت "أم محمد، " احنا قاعدين في بيت لو دخلتيه مش هتلاقي زي الناس ما عايشة، ولا عندنا ماه ولا نور ولا أي حاجة خالص"، موضحة أن ابنائها لا يذهبون للمدارس بسبب ضيق الحال.\nوأضاف زوجها "حسن" أنه يعمل على بابا الله، وليس لديه أي دخل ثابت ولا حتى معاش من الدولة، مضيفاً " الحكومة قالت انها هتعمل مستقبل للغلابة، ومعملتش حاجة والغلابة كلهم تعبانين".\nوقال محمد محمود  الشهير بـ"أبو قاسم" أحد البقالين، أن القرية تعيش تحت الصفر ولا يوجد بها مياه ولا وحدة صحية ولا صرف صحي ولا أي خدمات .\nأئمة الأوقاف يمتنعون عن القرية\nأكد أهالي القرية أن مسجد القرية بلا خطيب، وأن وزارة الأوقاف على علم بذلك ولكن الائمة يمتنعون عن الذهاب إلى هناك بسبب التلوك الموجود بالقرية ونقص الحياة، منادين وزارة الأوقاف بإرسال خطيب ليوم واحد فقط حتى يستطيعوا سماع خطبة الجمعة منه.\nالقرية تحتوي علي 1300 مصنع لتصنيع الحديد والبلاستيك والألومنيوم، و73 مصرف يصبون مياههم في الرشاح الموجود بالقرية، وتقع منازل الأهالي بين أدخنة المصانع واوبئة الرشاح.\nفيقول علاء حمد الله أحد أهالي القرية أنهم يعانون من المصانع والدخان والمسابك وخاصة مصانع الحديد التي تعمل عن طريق تجميع الحديد الخردة من الورش والمصانع الكبرى في المحافظات ثم تتم اعادة حرقه داخل افران مخصصة لصهر الحديد مرة اخري، مضيفاً أن مصانع الأقمشة ترمي " مياة النار" التي تستخدمها في إعادة تصنيع الأقمشة في الرشاح إلى جانب الريحة الكريهة التي تخرج من حرق المواد بها.\nوأكد أن هناك عدد من الأهالي يشربون مياه الرشاح، مبررين ذلك بأنها من مياه النيل العذبة، رغم ما بها من مخلفات.\nجديرٌ بالذكر أنَّ جهاز التعبئة والإحصاء قد أعلن تزايد نسب الفقراء خلال العامين الماضيين في البلاد، حيث بلغت نسبتهم 27.8% في 2015، بارتفاع 1.5% عن عام 2013، لافتًا إلى أنَّ الفرد يحتاج إلى دخل لا يقل 482 جنيه شهريًّا بزيادة عمَّا تمَّ رصده في البحث السابق حيث بلغ 362 جنيهًا.\nوكشفت نتائج بحث الدخل والإنفاق أنَّ 57% من ريف الوجه القبلي فقراء مقابل 19.7% بريف الوجه البحري، موضِّحًا أنَّ 15% من سكان المحافظات الحضرية فقراء، وأنَّ أعلى مستويات الفقراء تستحوذ عليها محافظتا أسيوط وسوهاج بنسبة 66%، ثمَّ محافظة قنا بنسبة 58%.\nوبيَّن أنَّ محافظة القاهرة تصل نسبة الفقراء بها نحو 18%، في حين تمثل محافظة بورسعيد أقل المحافظات في نسبة الفقراء والتي تبلغ 6.7%، ثمَّ يليها محافظة الإسكندرية بنسبة 11.6%.\nوتعتبر «العكرشة»، إحدى قرى مركز الخانكة بالقليوبية، الأكثر فقراً بالمحافظة، نظراً لسوء الخدمات بشكل كبير، بالإضافة لتدنى مستوى دخل الفرد، حيث يعيش أكثر من 10 آلاف مواطن فى ظروف غاية فى الصعوبة، لا يتحملها بشر بعد ثورتين نادتا بالعيش والحرية والكرامة الاجتماعية. فور وصولك القرية تجد آلاف الأسر تعيش تحت خط الفقر والإهمال من جانب المسئولين، وسط غياب للخدمات الصحية والبيوت الآدمية، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة عمل الأطفال لمساعدة آبائهم، بعد ترك المدرسة لعدم قدرة الأسر على التعليم، كما أن أوضاع النساء صعبة، حيث يتم الدفع بهن للعمل فى مصانع المنطقة، وهى مصانع عشوائية تتصاعد منها أدخنة تسبب أمراضاً مزمنة وسرطانية امتلأت بها أجساد الصغار قبل الكبار، وسط حصار محكم من تلال القمامة، التى تسبب الفقر فى أن تكون مصدر رزق لهؤلاء المواطنين، الأخطر أن القرية الفقيرة بها منطقة صناعية عشوائية تضم أكثر من 400 مصنع لصناعات البلاستيك والكرتون والزجاج والمسابك والنسيج والكيماويات وغيرها، ما جعل المنطقة بؤرة تلوث خطيرة على الأهالى، كما خصصت الدولة أموالاً لتطوير القرية قبل ثورة يناير، إلا أن التطوير لم يحدث لاصطدامه بمعوقات الروتين.

الخبر من المصدر