أربعة فى مهمة وطنية! | المصري اليوم

أربعة فى مهمة وطنية! | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

أربعة فى مهمة وطنية! | المصري اليوم

لا أهدف من تقديم التهانى هنا، أننى بصدد «أوكازيون العيد».. بالعكس.. فقد اخترت نماذج من الناس تعبر عن شىء ما بالنسبة لى خصوصاً، ومسيرة الوطن عموماً.. واليوم ثالث أيام العيد.. أقدم التهنئة لأربعة قادة، كل فى مجاله.. الأول المشير طنطاوى، والثانى الوزير منصور عيسوى.. والثالث هو د. سامى عبدالعزيز.. والرابع المفكر الدكتور عبدالمنعم سعيد.. ودائماً هم فى مهمة وطنية لا ينكرها أحد!\nلم أتذكر المشير طنطاوى لأن الدولة تحج إلى مسجده الشهير فى كل جمعة وفى كل عيد.. المشير طنطاوى له حضور دائم.. فى لحظة ما كان أشبه بالشاطر محمد.. عندما أنقذ الثورة، وفى لحظة أخرى تحول إلى لغز.. هتفنا له وهتفنا ضده.. صبر واحتسب.. وفى لحظة ثالثة شعرنا بالمرارة عندما آلت الأمور لدولة المرشد.. وقلنا إنه سلم مصر للإخوان.. واكتشفنا أنه «أخدهم لفة» وقال إنه سلمهم للمصريين!\nتغيرت مواقفنا خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلا المشير طنطاوى كان موقفه مع مصر.. ربما تتضح الأمور أكثر ونفك لغز المشير بعد سنوات، حين نجد من يؤرخ للثورة والدولة والإخوان.. لذلك يستحق التهنئة.. كل سنة وأنت طيب يا فندم.. أيضاً الوزير منصور عيسوى، راهب من رهبان الأمن فى مصر.. تولى الوزارة فى فترة عصيبة، بعد أن عاش سنوات فى البيت.. يذكرنى بالفريق يوسف صبرى أبوطالب!\nوالمشير والوزير كانا يحرسان مصر خارجياً وداخلياً من أعدائها.. ذات يوم حاصر الإخوان منزله، فقالت له القيادة العامة نرسل لك مدرعة.. رفض وزير الداخلية وقال: وعزة جلالة الله اللى هيقرب منى ليكون آخر يوم فى عمره.. معقول وزير الداخلية ينزل من بيته فى مدرعة.. لكنه حتى الآن لم يكشف عن شىء مما فى خزانة أسراره.. وأظن أن المشير والوزير صندوقان أسودان لم يفتحهما أحد حتى الآن!\nالدكتور سامى عبدالعزيز عميد الإعلام الشهير، يجمعه بالمشير والوزير، أنه كان يؤدى مهمة.. مهنته هى الإعلام، وسلاحه هو الرسالة الإعلامية.. لا يحمل سلاحاً ولا بندقية.. يشترك معهما أنه ظلم.. عمل للمهنة فقط قبل الثورة وبعد الثورة.. ولم يحسب على أى نظام إلا مصر وحدها.. هو نفسه صاحب حملة «اتخنقنا» لصهره العميد الراحل نعمان جمعة، مرشح الرئاسة ضد مبارك!\nلم أسمع من صديقى العميد كلمة «سلبية» فى أحد.. وهو دائماً محب لمصر.. يؤمن بأن «المصرى هيفضل مصرى، النيل رواه والخير جواه».. إذن هو يؤدى مهنة، ويشعر أن لديه مهمة.. أما الرابع فهو المفكر الكبير عبدالمنعم سعيد.. قيل إنه من العصر البائد، وأرادوا تصفيته معنوياً، وإبعاده من المشهد.. وهو واحد من كبار الإصلاحيين، أخلص لوطنه ومهنته.. يمتلك خبرة ورؤية كبرى نحو البناء لا الهدم!\nولا أذيع سراً أننى حين عرفت الصديق الدكتور سعيد، ندمت أننى تأخرت، كل هذا الوقت، بلا تواصل معه.. وللأسف ظلمنا كثيرين أولهم المشير والوزير، وفى وقت ما ظلمنا قامتين مثل سامى عبدالعزيز، وعبدالمنعم سعيد.. جريمتهم أنهم كانوا يؤدّون مهمة وطنية، وشعارهم «إن سقط النظام فلا ينبغى أن تسقط مصر»!.

الخبر من المصدر