عيد الأضحى في ليبيا .. الذبح لداعش والكحل لـ"الخرفان"

عيد الأضحى في ليبيا .. الذبح لداعش والكحل لـ"الخرفان"

منذ 7 سنوات

عيد الأضحى في ليبيا .. الذبح لداعش والكحل لـ"الخرفان"

لليبيين طقوس مختلفة عن باقي الدول العربية في استقبالهم لعيد الأضحى كما أنهم يمرون بظروف سياسية وأمنية مختلفة أيضًا، ولكن المختلف في هذا العيد أن موازين القوى تغيرت.\nتكحيل عيون الخروف وإشعال النار ( الكانون ) ووضع البخور عليه فتطوف به أطراف البيت وتبتهل وتصلي على النبي المختار وعلى أله وصحبه أفضل السلام هكذا تفعل السيدة الليبية في ليلة العيد.\nعادة يذبح الليبيون خرافهم بأنفسهم إما على يد الأب أو أحد الأبناء ويكون شواء الكبد هو الوجبة الأولى التي تقدمها الزوجة لأهل البيت أثناء قيامهم بسلخ وتقطيع الخروف بعدها يذهب الأب للقيلولة فيما يتولى الأبناء الصغار مسؤولية شواء اللحم.\nالعادات الطرابلسية في يوم العيد كثيرة ومتعددة ولكن تتشابه أغلبها منها قيام النساء في البيت بعد كل ما سلف ذكره بتجهيز ما يسمى (بالعصبان) وهذه أكلة معروفة في ليبيا ويتميز بها يوم العيد .\nومن الأكلات الشعبية والتي يتميز بها العيد أيضاً ( القلاية ) وبعد الانتهاء من هذا يكون لحم الخروف قد جف بعد غسله ( تطهيره ) وهو لازال كاملا وهنا بعض العائلات تفضل أن تجري عملية التقطيع والتقديد في يوم العيد والبعض الآخر يقوم بها ثاني أيام العيد .\nويخلي الرجال لحم الخروف العظم للنساء حيث يقمن بعملية تقديده وتمليحه بالإضافة لذلك يقمن بصنع ما يسمى بالعصبان اليابس أي (المقدد ) .فيما يكسر الرجال العظم المكسو باللحم.\nالجلود هامة لليبيين فالبعض ينضفها ويجففها للجلوس عليها أو استخدامها كوسائد يتكئون عليها.\nهكذا هي عادات الليبيين الرئيسية في عيد الأضحى ولكن في السنوات الأخيرة لم يكن الذبح في بلدهم للخراف فقط ولكن مع ظهور داعش بات الناس عرضة للذبح أيضًا، فالتنظيم الذي ولد في ليبيا 2014 انسلاخا من تنظيم أنصار الشريعة ذراع تنظيم القاعدة في ليبيا اشتهر بالذبح أيضًا\nأبرز هذه المظاهر البشعة كانت فبراير الماضي حين ذبح التنظيم 21 مصريا يرتدون ملابس الإعدام الحمراء ليعدموا مقيدين على الشاطئ،.\nونشط التنظيم في سرت  فقد جاء بعد فراغ كبير شهدته المدينة عقب الثورة ، وهروب أنصار القذافي من المدينة التي كانت آخر معاقلهم حتى سيطر عليها التنظيم بالكامل وباتت معقله الرئيسي نوفمبر الماضي وتوقفت الحياة هناك كما نشط التنظيم في درنة.\nولكن قبيل عيد الأضحى هذا العام انقلبت الآية فبات التنظيم من يتعرض للذبح والقتل بعد أن القوة المخيفة بليبيا لدرجة أنه حاول التمدد خارج سرت والسيطرة على الهلال النفطي على الساحل، ولأول مرة وطأت أقدام رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فائز السراج الذي أثبت أن خليفة حفتر قائد عملية الكرامة ليس صاحب القوة المقابلة في ليبيا وحده.\nوجاء هذا بعد أن انحسر التنظيم في أقل من 2 كيلو حيث ضيقت قوات البنيان المرصوص الخناق على التنظيم و تمكنت يوم 31 أغسطس من التقدم في منطقة عمارات 600، وأجبرت داعش على الفرار إلى حي الجيزة البحرية، آخر موطئ قدم له في المدينة الساحلية الغنية بالنفط.\nالقوات الأمريكية التي ساهمت في هزيمة تنظيم داعش في ليبيا بتنفيذها حوالي 50 غارة جوية منذ تدخلها الحرب أغسطس الماضي تقدر ما تبقى من داعش في سرت بنحو مائتي مقاتل مازالوا يتحصنون داخل أحد أحياء المدينة.\nسبب تأخر حسم المعركة في سرت هو لجوء التنظيم إلى استخدام النساء والأطفال دروعا بشرية ضد الهجمات التي يشنها مقاتلوا الحكومة من عدة محاور ويواجهون مقاومة من قناصة يعتلون أسطح المنازل هكذا برر المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص العميد محمد الغصري عدم حسم الأمور نهائيا للآن.\nوبدأت الحياة تعود من جديد إلى أحياء سرت المحررة، حيث فتحت المحلات التجاربة أبوابها أمام الأسر العائدة من النزوح. كما استأنفت بعض المصارف أنشطتها في المدينة التي يسيطر عليها "داعش" منذ ما يزيد عن العام.\nالتنظيم الذي احترف القتل أبى الاستسلام أو الانتقال لدول الجوار كما هو متوقع له دون أن يحاول الرد على تقدم الحكومة الليبية في معاقله بتنفيذ العديد من العمليات الانتحارية التي كان اخرها 9 ستمبر بتنفيذ انفجارين بسيارتين مفخختين بالقرب من مقرات حكومية بالعاصمة الليبية .

الخبر من المصدر