الفقرات المحذوفة من مقال "مأساة هشام جعفر"

الفقرات المحذوفة من مقال "مأساة هشام جعفر"

منذ 7 سنوات

الفقرات المحذوفة من مقال "مأساة هشام جعفر"

حذفت إدارة مؤسسة الأهرام، فقرات من مقال للكاتب الصحفي كارم محمود، عن "مأساة هشام جعفر".\nوالمقال، بحسب المرصد العربي لحرية الإعلام والتعبير، سرد فيه الكاتب معاناة الباحث هشام جعفر المحبوس بتهمة التخابر والانتماء لجماعة محظورة، فضلا عن معاناته مرضًا عضالاً بالعين أوشك على أن يفقده بصره.\nوقالت الفقرة المحذوفة من المقال النصف الشهري للكاتب اليساري "والدكتورة منار الطنطاوي زوجة هشام جعفر من بين أصدقاء صفحتي على الفيس بوك وقد كتبت أخيرا جملة أوجعتني قالت: "أدركت اليوم مدى قبح المجتمع". وحقيقة إنني اخشى عليها من اليأس هي وآلاف أهالي من يشعرون بظلم حبس ذويهم.\nوجاء في الفقرة المحذوفة أيضًا "أخشي على الجميع والمجتمع بأسره من بذر بذور التطرف والعنف لذا أكتب هنا متضامنا مع هشام جعفر وكل زملائي ومواطني الذين يشعرون بظلم لا يمكن دفعه وبخاصة هؤلاء الذين ينظرون برعب إلى مصير مواطنين ماتوا في المحابس متهمين بقوائم طويلة من الادعاءات ثم صدرت أحكام براءتهم بعدما غادروا الدنيا كلها قبل إن يستردوا حريتهم وهذا حدث ويحدث وسيحدث، وكل سنة وانتم طيبين رغم المعاناة والمأساة".\nوجاء نص المقال كاملا :\nهذا ليس برجل يحمل أفكار سيد قطب في التطرف وتكفير الدولة و المجتمع، وهو لا يؤمن بجاهلية العصر. لكن حتى لو كان سيد قطب في ظروف احتجازه وحبسه الآن لحق علينا ان نقف معه ونعمل على حماية إنسانيته وحياته وصحته.\nإنه في حبس قارب على عام كامل من دون محاكمة . ويزيد من معاناته ومأساته تدهور حالته الصحية بصرا وبروستاتا .و ثمة في مواجهته قسوة غير مبررة.\nفقد ضغط زملاؤه بنقابة الصحفيين حتى دفعوا الى نقله وآخرين من سجن العقرب شديد الحراسة الى مستشفي القصر العيني في مارس الماضي . وهاهو يعاد الى السجن نفسه شاكيا من أنه لم يتلق العلاج، ولم تجر له جراحة ضرورية . ثم يظهر حاملا قسطرة البول ومضربا عن الطعام أمام المحكمة في 25 أغسطس ليتجدد حبسه احتياطيا 45 يوما.\nمشهد لايليق بمصر صاحبة حضارة تمتد الى آلاف السنين .ولا يليق بالقرن الحادي والعشرين الذي نعيش.\nاتحدث عن الزميل الصحفي هشام جعفر .وهو أيضا باحث مرموق . التقينا آخر مرة بالصدفة في أكتوبر 2013 عندما ذهبت للقاء الصديق الطبيب المثقف حنا جريس بمقهى ريش لأحاوره في سياق اعداد كتابي "خريف الإخوان : كيف فشل حكم الجماعة في مصر؟". فوجدته كعادته وقورا دمثا.\nوتناقشنا فيما يجرى في مصرنا الحبيبة فلمست كما عاهدت فيه إعتدالا و حرصا على المجتمع والدولة ومؤسساتها . بل كان كما في كتب قبل ثورة يناير ضمن كتاب مشترك بعنوان "أزمة الإخوان المسلمين" ناقدا للجماعة . ولعلني أضيف الى وصف نائب الشعب السابق "مصطفى النجار" لهشام جعفر بشيخ الإصلاحيين في المجال العام بأنه رجل يقترن اسمه وتاريخه بالحوار .\nولقد راجعت سيرته الذاتيه .فوجدت الى جانب مشاركته في صياغة بعض وثائق الأزهر التي تتسم بالوسطية والساعية الى توافق وطني والداعمة لمدنية الدولة مستشارا لمؤسسات دولية تعمل على أهداف السلام والتآخي والحوار. وبعضها متخصص في منع الحروب والنزاعات المسلحة والعنف .ومن بينها مركز الحوار الانساني بسويسرا.\nوهو مؤسسة تقول بانها مستقلة وتعمل في مجال الدبلوماسية غير الرسمية على الحوار والوساطة بين الأطراف المتحاربة أو التي توشك على الانزلاق الى الحرب .\nكما تصف نفسها بانها بعيدة عن التجاذبات السياسية . وهذا فضلا عن ان هشام جعفر عمل مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونسف) في مشروعات تخدم المجتمع المصري.\nناهيك عن جهده الصحفي الإعلامي و البحثي المتميز مهنية ورصانة . كما تعرف جدران مؤسسة الأهرام ونشاط مركزه للدراسات الاجتماعية والتاريخية مساهماته ونقاشاته ، وبما في ذلك عن القانون والمجالس العرفية .\nويصعب على المرء و على نفسي شخصيا تصور ان يدور رجل بهذا التاريخ والصفات والجهود في دائرة الحبس الاحتياطي ، ومعها جملة دوائر شريرة تصحبها من حبس انفرادي واهمال طبي يهدد البصر والصحة والحياة ومنع الدواء والعلاج .وربما كان الرجل ضحية وشاية كاذبة أو أحد التقارير الأمنية الطائشة.\nوربما كان السبب في الزج به الى هذه المعاناة والمأساة ـ كما يخمن البعض ـ وثيقة فكرية سياسية عمل على اعدادها في نهاية ابريل 2015.\nأي قبل القبض عليه في 15 أكتوبر الماضي .وتحمل عنوان : من أجل تقوية مجال سياسي ديموقراطي تحكمه قواعد اخلاقية متفق عليها . وهي وثيقة ومن فقرتها الأولي تنادي بتطوير المجتمع وتعزيز حقوق المواطنة و منع خطر العنف و الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية واصلاحها ودعم موقع بلدنا الإقليمي والدولي . وتحدد وسائل تحقيق أهدافها في العمل السياسي السلمي والارتقاء بادارة الخلافات بين المصريين.\nوتشدد على الامتناع عن دعوات العنف والتحريض على التكفير والتخوين ،وتغذية النعرات العنصرية والطائفية والقبلية ، والتشهير والتحقير والتعريض بالحياة الشخصية للخصوم . كما تشدد اكثر على مكافحة الإرهاب وعدم استخدام دور العبادة لأغراض سياسية حزبية.\nوهي أيضا ترفض عزل أو اقصاء اي تيار فكري أو سياسي من المجال العام ومن المشاركة السياسية .كما تضع اجراءات وصفتها بأنها أولية لضمان عملية انتخابات شفافة ونزيهة .\nومنها اعتماد واحترام مدونة سلوك تضبط كافة جوانب مشاركة الأحزاب والمترشحين . ناهيك عن تقوية الدور التشريعي والرقابي للبرلمان .\nأقول ربما .ولعل هناك أكثر من ربما .لكن هشام جعفر يقينا يستحق وفي الحد الأدني محاكمته مطلق السراح لأسباب عدة من بينها حالته الصحية .\nوالدكتورة منار الطنطاوي زوجة هشام جعفر من بين اصدقاء صفحتي على الفيس بوك وقد كتبت أخيرا جملة أوجعتني . قالت :"أدركت اليوم مدى قبح المجتمع".\nوحقيقة انني اخشي عليها من اليأس .هي وآلاف أهالى من يشعرون بظلم حبس ذويهم .وأخشي على الجميع والمجتمع بأسره من بذر بذور التطرف والعنف.\nلذا أكتب هنا متضامنا مع هشام جعفر وكل زملائي ومواطني الذين يشعرون بظلم لا يمكن دفعه . وبخاصة هؤلاء الذين ينظرون برعب الى مصير مواطنين ماتوا في المحابس متهمين بقوائم طويلة من الادعاءات ثم صدرت أحكام براءتهم بعدما غادروا الدنيا كلها قبل ان يستردوا حريتهم . وهذا حدث ويحدث وسيحدث.\nوكل سنة وانتم طيبين رغم المعاناة والمأساة .\nاشترك على صفحة المصريون الجديدة على الفيس بوك لتتابع الأخبار لحظة بلحظة

الخبر من المصدر