وجهة نظر: فوز على الأحزاب التقليدية عبر مناهضة اللاجئين

وجهة نظر: فوز على الأحزاب التقليدية عبر مناهضة اللاجئين

منذ 7 سنوات

وجهة نظر: فوز على الأحزاب التقليدية عبر مناهضة اللاجئين

في زمن استطلاعات الرأي المتكررة يضعف مجال المفاجئات الكبيرة أو المدهشة. منذ شهور كان مرتقبا أن يحقق حزب "البديل لألمانيا" الذي تأسس فقط في 2013 نجاحا كاسحا حتى في ولاية ميكلنبورغ فوربومرن. وهي الولاية التي يوجد في برلمانها فريق للحزب القومي اليميني المتطرف منذ عام 2006، ولكن أقصي منه أخيرا. وهذا خبر جيد، حيث إن جميع البرلمانات الألمانية باتت الآن خالية من ممثلين نازيين فيها.\nلكن أن يشغل الآن كثير من اليمينيين الشعبويين مقاعد المعارضة عوض ذلك الحزب، فهذا يعبر فقط عن مواساة ضعيفة للكثيرين. لكن كيفما كانت شرعية الانتقادات الموجه لناشري مشاعر الخوف من حزب "البديل لألمانيا"، فلا يجوز إدراج هذا الحزب في نفس الخانة مع الحزب القومي اليميني، لأن ذلك سيكون غير منصف ودليلا على وجود ارتباك قوي، حيث إن هناك بعضا من الفوارق بين الشعبوية والتطرف.\nنقاش مفتعل يخدم حزب "البديل لألمانيا"\nصحيح أن اليمينيين الجدد يتحركون بلاغيا على هامش العنصرية أو يتجاوزون تلك العتبة أحيانا. ولذلك يجب وضعهم عند حدهم. ويؤدي ذلك أحيانا إلى صدامات داخل صفوف الحزب نفسه، كما حصل في ولاية بادن فورتمبيرغ حيث انقسمت الكتلة النيابية عقب شتائم معادية للسامية لأحد النواب.\nولكن أن يواصل حزب البديل لألمانيا سلسلة نجاحاته رغم الخلافات الداخلية ورغم المنافسة القوية بين أعضائه، فهذا يقلق بوجه خاص الأحزاب التقليدية. لكن لا يحق لهذه الاحزاب أن تستنتج العبر الخاطئة، وتسقط في فخ حزب "البديل لألمانيا" أي في الموضوعات الكبرى مثل موضوعات اللاجئين والإسلام. ولكن هذا هو ما يحصل تحديدا عندما تطالب أحزاب الاتحاد المسيحي بنهاية العمل بالجنسية المزدوجة أو منع البرقع. هذه المراوغات المكشوفة قبل موعد الانتخابات تخدم فقط الخصم السياسي الذي يتبجح حقا بذلك، من خلال تقمص مواقف لحزب "البديل لألمانيا".\nصحيح أن الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر واليسار والحزب اللليبرالي في ميكلنبورغ- فوربومرن كانت تتحرك في كل الأحوال من موقع خاسر. فالأجواء العامة بعد مرور عام على بداية أزمة اللجوء التي هي أيضا فرصة سانحة، ما تزال مشحونة للخوض في نقاش اجتماعي متوازن. والسبب في ذلك لا يعود فقط للفاعلين الحاكمين في برلين ولما يصدر التعبير عنه من مواقف في ميونيخ، والمقصود هنا المستشارة أنغيلا ميركل ونائبها زغمار غابرييل ورئيس وزراء بفاريا هورست زيهوفر. فخلافاتهم المستمرة حول الطريقة الناجعة التي يجب نهجها في فترة تاريخية مهمة ينظر إليها من طرف المواطنين كضعف غير مسئول من قبل القيادة. ومآل هذه الحقيقة معروف: العزوف عن المشاركة في الانتخابات أو التصويت في الاقتراعات من خلال الموقف الاحتجاجي فقط. في ميكلنبورغ- فوربومرن كانت المشاركة الانتخابية عام 2011 في حدود 50 في المائة، وهذه المرة أدلى نحو 60 في المائة بأصواتهم. وكان من المعروف أن يستقطب حزب "البديل لألمانيا" جمهور الغاضبين. وإذا كانت الأحزاب الأخرى تنوي وقف النجاح الباهر لهذا الحزب الجديد، فعليها الآن أن تغير إستراتيجيتها، حيث يجب الكشف بوضوح عن نقاط ضعف حزب "البديل لألمانيا" وتجاوزاته، ولكن التأكيد أيضا على مواطن القوة الذاتية بكل ثقة وشجاعة.\nقد يحصل الكثير في غضون سنة\nيفصلنا عام عن موعد الانتخابات التشريعية في 2017. وما قد يحصل في هذه الفترة الزمنية، يظهر في مثال صعود حزب "البديل لألمانيا "الذي من المستبعد أن يختفي بسرعة، حيث إنه ممثل الآن في برلمانات محلية لتسع ولايات من بين 16 ولاية. ويجب على الأحزاب الأخرى أن تستعد لمواجهة معارضة مستعصية وشاقة -وبالتأكيد - غير مريحة. إن السعي إلى التهميش الكلي لهذا الحزب سيكون السبيل الخاطيء. أي من خلال نهج سياسة ذات مصداقية أكثر إقناعا على المدى البعيد لاسترجاع الثقة، بدل نهج موقف معارض لليمينيين الشعبويين فقط.\nهذا ما يراهن عليه الأسقف البروتستانتي ماركوس دروغه - أسبوعين قبل الانتخابات المحلية في برلين - الذي أكد في مقابلة مع صحيفة "تاغسشبيغل" على ضرورة الخوض في نقاش موضوعي، رغم أن ذلك يبدو صعبا أمام سياسيين ينطلقون من العواطف. فالتعامل مع حزب "البديل لألمانيا" هي قضية قناعة وأمل. ويجب امتلاك الصبر لتحقيق ذلك.\nحظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من بعض المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم.\nشهدت محطة القطارات في ميونيخ وصول أفواج من اللاجئين عايشوا ظروفا صعبة قبل وصولهم إلى ألمانيا. وفي انتظار أن تسجل الشرطة أسماءهم ويتم نقلهم إلى مراكز الإيواء، تناول بعضهم الطعام في مطاعم مؤقتة في المحطة خصصت لهذا الغرض.\nعدد من اللاجئين وصلوا عن طريق القطارات القادمة من شرق أوروبا، في حين هناك بعض اللاجئين الذين تم تهريبهم عن طريق السيارات. في الصورة الشرطة الألمانية تضبط على الحدود سيارة فيها لاجئون.\nفي الصورة قطار خصص لنقل اللاجئين من مدينة ميونيخ إلى مدينة دورتموند في إطار توزيع اللاجئين على الولايات الألمانية. ويرتكز التوزيع على المعطيات الديموغرافية لكل ولاية وخاصة عدد سكانها.\nقام عدد من الشباب العربي في برلين باستقبال اللاجئين القادمين من سوريا والعراق في محطة القطارات الرئيسية في برلين. ويقوم عدد منهم بمساعدة اللاجئين خاصة في يتعلق بالترجمة في المصالح الإدارية الألمانية.\nدخل لاعبو فريق بايرن ميونيخ الملعب في إطار مباراة في الدوري الألماني البوندسليغا وهم مصحوبين بأطفال اللاجئين، وهي رسالة ترحيب يبعث بها النادي الألماني العريق، والذي له ملايين من المحبين في ألمانيا وكافة أنحاء العالم.\nحرصا على إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني قامت بعض معاهد تعليم اللغة في برلين بفتح أقسام مجانية لتعليم اللاجئين اللغة الألمانية. كما التحق أبناء اللاجئين بالمدارس الألمانية ومنهم من نجح بتفوق في الامتحانات.\nقدمت شركات ألمانية برامج تطبيقية خاصة بتقديم معلومات مفيدة للاجئين، بحيث ترشدهم إلى المصالح الإدارية التي تهتم بإصدار الوثائق الخاصة بالإقامة والمساعدات الاجتماعية، وتعليم اللغة، وبرامج تشرح لهم القوانين الخاصة باللجوء.\nبالرغم من جو الترحيب باللاجئين الذي تشهده ألمانيا إلا أن عدة مراكز لإيواء اللاجئين تعرضت لاعتداءات كإضرام الحريق في مركز فيرتهايم. وقد أكدت المستشارة ميركل أن لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.\nكما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبال اللاجئين تحولت إلى مواجهات مع الشرطة الألمانية. في الصورة مظاهرة معادية للاجئين نظمها أعضاء في حزب النازيين الجدد.

الخبر من المصدر