أسامة سند يكتب: في الذكرى الحادية عشر لمحرقة مسرح بني سويف

أسامة سند يكتب: في الذكرى الحادية عشر لمحرقة مسرح بني سويف

منذ 7 سنوات

أسامة سند يكتب: في الذكرى الحادية عشر لمحرقة مسرح بني سويف

الرئيسيه » اخر الأخبار » أسامة سند يكتب: في الذكرى الحادية عشر لمحرقة مسرح بني سويف\nأحد عشر عاماً على ذكرى محرقة مسرح قصر ثقافة بني سويف والذي راح ضحيته خمسون شهيداً من المسرحيين والأدباء والمثقفين.. وذلك دون أن نشعر ودون أن نتذكر.\nإن آخر ما ينتظره المبدعون الهواة في مصر هو أن يتقاضوا بعضاً من الأجر مقابل حفاظهم على ما تبقى لمصر من بقايا هويتها الثقافية والإبداعية.. فهم ينفقون أموالهم ووقتهم في ذلك عن طيب خاطر.. ولكنهم في المقابل لا يتوقعون الموت بدون أدنى ذنب اقترفوه.\nكان هذا بالضبط ما حدث في تلك الليلة القاتمة.. حين سقطت شمعة على إحدى ستائر المسرح وأضرمت النيران فيها، ثم ما لبثت تلك النيران أن اجتاحت كل شيء أمامها من أجساد الضحايا في غرفة غير مؤمنة وغير مؤهلة لاستضافة مهرجان للعروض المسرحية.\nكل ذلك كان من الممكن أن يتم تفاديه إن كانت هناك سيارة إطفاء وسيارة إسعاف واحدة فقط لا غير.. ولكن فقط لأننا في مصر فإن سيارات الإسعاف لا تصل إلا بعد ساعة على الأقل.. وهي لم تسعف أحداً في ذلك اليوم.\nلم يكن نظام مبارك الغاشم ليكتفي بقصف الأقلام وقمع المبدعين والفنانين فقط.. بل أشرف أيضاً على دماءهم الزكية الطاهرة بالإهمال والازدراء والنظرة المتعالية.\nومن العبث أيضاً أن ذلك كان في عهد فاروق حسنى، وزير الثقافة، الذي لم يتزعزع قيد أنملة عن منصبه حتى قيام ثورة يناير المجيدة التي أطاحت بهذا النظام بلا رجعة.\nأشباح ومهمشون في قصر ثقافة الفيوم\nهل ذهب أحدكم يوماً إلى قصر ثقافة الفيوم؟\nمن ذهب إلى هذا المكان يعي تماماً أن هذا المكان ممتلئ بالأشباح.. إنها ليست أشباح بما تحمله الكلمة من معنى في الأساطير والخرافات.. ولكنني أعني تلك الذكريات المؤلمة التي لدى كل من أمضى عمره في هذا المكان الذي قدم وحده واحد وعشرين شهيداً وأربع مصابين.. كل رواد هذا المكان لديهم من فقدوه من أب وأخ وصديق وربما أستاذ وقدوة يحتذى بها.. ربما كلهم يبكون الآن في ذكرى “صلاح حامد” الذي كان بمثابة الأب الروحي لكل  مثقفي الفيوم.. الجيل الحالي من ممثلي المسرح في الفيوم جميعهم خرجوا من عباءة هذا الرجل.. ربما لن يتذكره أحد بعد برهة إلا هؤلاء الشباب المكلوم بعدما مرت ذكراه الحادية عشر أمامهم كأنها كانت بالأمس.\nواليوم بعد أن مر كل هذا الوقت.. نحن لم نتعلم من الصفعة، ولم نمنح هؤلاء الشهداء التقدير والاحترام الذي يستحقوه.. ولم نعط اهتماماً لمن بقى على قيد الحياة.. لابد أننا في انتظار صفعات أخرى حتى نعي أن لدينا مهمشون في هذا المجتمع.\n“ولاد البلد” شركة إعلامية مصرية رائدة تستهدف تطوير الصحافة المحلية في بلادنا، مفهوما ومهارات وممارسة، تشمل شبكة واسعة وعالية التأهيل من الصحفيين المحليين تمتد من مرسى مطروح إلى الأقصر، تتمثل رسالتها في المساهمة في بناء صحافة عالية المهنية ملتزمة أقصى الالتزام بأخلاقيات المهنة وقيمها السامية، تخدم مجتمعاتها المحلية وترتبط بها بأوثق الروابط وتعبرعن صوتها وهمومها وتشكل وسيطا بين أبناءها وبين السلطات المعنية، صوت لمن لا صوت، وشعارها “أخبار بلدك من ولاد بلدك”. تضم “ولاد البلد” 10 غرف أخبار محلية، تصدر ستة اصدارات ورقية وتدير موقعا الكترونيا مخصص للمحليات عبر الجمهورية يقدم خدمة صحفية متكاملة ومتعددة الوسائط.

الخبر من المصدر