أبو محمد العدناني.. المنجنيق الإعلامي لتنظيم الدولة

أبو محمد العدناني.. المنجنيق الإعلامي لتنظيم الدولة

منذ 7 سنوات

أبو محمد العدناني.. المنجنيق الإعلامي لتنظيم الدولة

أبو محمد العدناني أحد أبرز قادة تنظيم الدولة الإسلامية، والمتحدث باسمه ويتولى منصب "أمير الشام" في التنظيم، وكان عنصرا مغمورا في تنظيم القاعدة، ثم انتقل إلى جبهة النصرة، لينتهي به الأمر في تنظيم الدولة قياديا وموضع ثقه قائده أبو بكر البغدادي.\nلا يعرف الاسم الحقيقي "لأبي محمد العدناني"، حيث إن له عدة أسماء مستعارة، منها طه صبحي فلاحة، وطه البنشي، وأبو محمد العدناني، وأبو محمد العدناني الشامي، وياسر خلاف حسين نزال الراوي، وجابر طه فلاح، وأبو بكر الخطاب، وأبو صادق الراوي.\nويفيد المقربون من التنظيم بأن اسمه الحقيقي الأكثر ترجيحا لأبي محمد العدناني هو طه صبحي فلاحة، وأنه ولد في سوريا عام 1977، في بلدة بنش قرب مدينة سراقب في محافظة إدلب.\nتغيب المعطيات الخاصة بشأن ارتياد أبي محمد العدناني مدارس أو جامعات نظامية، ووفقاً لتركي بن مبارك البنعلي -أحد عناصر تنظيم الدولة، الذي كتب تعريفا بالعدناني- فإن الأخير نشأ في صغره على حب المساجد، والمطالعة حتى أن أهله "إن أرادوا شراء الهدايا له لا يأتونه إلا بالقصص والكتيبات"، وأنه "كان يقرأ كل ما يقع في يده، بما فيها من كتب لغة وفلسفة وغيرهما، وحفظ القرآن الكريم في أقل من عام".\nباشر العدناني العمل القتالي التنظيمي عام 2000، وبايع الزعيم السابق للقاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي، وبعد دخول الأميركيين العراق شد رحاله إليه.\nاستدعي العدناني من جهاز أمن الدولة السوري مراراً وخضع للتحقيق، وسجن ثلاث مرات بسوريا "على خلفيات دعوية وجهادية".\nبدأ العدناني قتاله في سوريا عندما أرسله البغدادي إلى هناك أواخر عام 2011 على رأس مجموعة من عناصر التنظيم لقتال النظام السوري، برفقة أبو محمد الجولاني، تحت مسمى "جبهة النصرة لأهل الشام"، غير معلنين في البداية أنهم مجموعة تابعة للبغدادي.\nعاد العدناني للظهور على الساحة مرة أخرى عندما أعلن مبايعته البغدادي أميرا "لدولة الخلافة الإسلامية"، وظهر في مقطع فيديو على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق في الثلاثين من يونيو/حزيران 2014 أعلن فيه قيام "دولة الخلافة" على الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.\nوفي تسجيل صوتي له بعنوان "فيقتُلونَ ويُقتَلون" أعلن العدناني أن زعيم "الدولة الإسلامية" أبا بكر البغدادي قبل بيعة أبي بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام، داعياً جميع المسلمين إلى النفير لغرب أفريقيا التي أصبحت تحت ظل "الخلافة". \nيطلق تنظيم الدولة على العدناني لقب "المنجنيق"، كونه المصدر الرئيسي لنشر الرسائل الرسمية، بما في ذلك إعلان إنشاء الخلافة الإسلامية، كما يصدر تسجيلات صوتية وبيانات مكتوبة، تتناول عمليات التنظيم في العراق وسوريا، واشتهر بتهديداته وتصريحاته التي طالت العديد من دول العالم، والتي من أبرزها "إننا نريد باريس قبل روما، ونريد كابول، وكراتشي، والرياض، وعمّان، وأبوظبي وغيرها".\nهاجم العدناني أيمن الظواهري زعيم القاعدة الأم، وقال -في بيان له حمل عنوان "عذرا أمير  القاعدة"- الدولة ليست فرعا تابعا للقاعدة، ولم تكن يوما كذلك، بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين كما أنتم اليوم جنود تحت سلطات الملا عمر.\nاكتشفت المخابرات الأميركية أنها اعتقلت العدناني وزجت به في سجن "بوكا" المخصص للمعتقلين الإسلاميين المتشددين، وذلك في 31 مايو/أيار 2005 في محافظة الأنبار العراقية، لكنه نجح في خديعة القوات باستخدامه اسما مزوراً، وهو ياسر خلف حسين نزال الراوي، ولعدم إدراك قوات التحالف أهميته قامت بالإفراج عنه عام 2010.\nوصفته الولايات المتحدة لاحقا  بأنه "إرهابي عالمي"، وقالت إنه أحد المقاتلين الأجانب الأوائل، الذين يعارضون قوات التحالف الذي تقوده  في العراق منذ عام 2003، وكشفت الاستخبارات الأميركية أن اعتداءات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وتفجيرات برج البراجنة في ضاحية بيروت، خضعت لإشراف أبو محمد العدناني.\nوفي الخامس من مايو/أيار 2015، أعلنت الخارجية الأميركية أنها ستمنح مكافأة يبلغ قدرها خمسة ملايين دولار مقابل معلومات عن العدناني.\nقبل حلول شهر رمضان عام 2016 -وهو الشهر الذي وقع فيه هجوم أورلاندو- دعا تسجيل صوتي منسوب للمتحدث باسم تنظيم الدولة أنصارَ التنظيم إلى شن هجمات على الولايات المتحدة وأوروبا خلال الشهر الفضيل.\nوقال العدناني إن "رمضان شهر الغزو والجهاد"، وأضاف "اجعلوا هذا الشهر بمشيئة الله شهر المصائب على الكفار في كل مكان، هذه (الدعوة) موجهة خصيصا إلى أنصار الخلافة الإسلامية في أوروبا وأميركا".\nفي السابع من يناير/كانون الثاني 2016، أقرّ الجيش العراقي بفشله في اغتيال أبو محمد العدناني بعد استهدافه بغارة جوية في مدينة حديثة في محافظة الأنبار، وأعلن مجلس محافظة الأنبار -وكذلك هيئة الحشد الشعبي- وفاته في تلك الغارة.\nيذكر بنعلي أن للعدناني عددا قليلا من الكتب في شكل شعر منظوم أو نثر، منها كتاب ومنظومة شعرية حول فقه الجهاد، وكتاب "السلسلة الذهبية في الأعمال القلبية"، و"معينة الحفاظ" الموجه لحافظي القرآن، وقصيدة "القاعدي" للرد على بعض منتقدي القاعدة إبان وجوده ضمن صفوفها.\nوحسب بنعلى فإن العدناني درّس كتب العلوم الشرعية لأعضاء تنظيمي القاعدة والدولة خلال وجوده بهما، ومنها كتابه "في فقه الجهاد ومسائله"، واهتم بتدريس كتب حول قواعد الإيمان والكفر واللغة والنحو.\nأعلن تنظيم الدولة يوم 30 أغسطس/آب 2016 مقتل العدناني أثناء تفقده "العمليات العسكرية في ولاية حلب"، وفق ما ذكرت وكالة أعماق التابعة للتنظيم.

الخبر من المصدر