أنا سواريز (6) - "لست عنصريا يا إيفرا.. أنت لم تفهم معنى Negro"

أنا سواريز (6) - "لست عنصريا يا إيفرا.. أنت لم تفهم معنى Negro"

منذ ما يقرب من 8 سنوات

أنا سواريز (6) - "لست عنصريا يا إيفرا.. أنت لم تفهم معنى Negro"

نيجرو.. هل استخدمت كلمة Negro في نقاش بالإسبانية مع باتريس إيفرا في 15 أكتوبر 2011 بمواجهة ليفربول ومانشستر يونايتد؟ الإجابة هي نعم.\nهل كلمة تحمل كلمة Negro في الإسبانية نفس معناها في الإنجليزية؟ لا.. بكل تأكيد لا.\nهكذا يفسر سواريز واقعة اتهامه بالعنصرية في الكتاب الذي أصدره نجم برشلونة عن حكايته.\nيمرر ويصنع ويسجل الأهداف، هذا ليس كل شئ، فهو يصنع الحدث أيضا. إنه العضاض.. لويس سواريز.. المهاجم الأفضل في العالم كما يصنفه البعض، لديه من حكاياته أسرارا أخرى يرويها بنفسه.\nفي تلك السلسلة، سيستعرض لكم FilGoal.com أهم ما ورد بكتاب لويس سواريز.\nكل ما يلي يرد على لسان نجم أوروجواي:\nارتعبت حينما أدركت اتهامي بالعنصرية. لا زلت أشعر بالحزن والغضب من التفكير في أن هذه البقعة ستظل عالقة بمسيرتي للأبد.\nأدركت أن هناك مشكلة حينما اقترب داميان كومولي مني عقب المباراة وسألني إذا ما كان شيء ما حدث بيني وإيفرا. في البداية لم أتمكن من تذكر شيء محدد. كنت دخلت في نقاش.. حسنا عدة نقاشات معه أثناء المباراة، وحينها قال لي كومولي: "إنهم يشتكون من كلمات عنصرية".\nما حدث أن إيفرا ذهب نحوي أثناء ضربة ركنية ليسألني لماذا ركلته؟ أعتقد أنه من النفاق حينما يقدم مدافع لا يتوقف عن ركلك طوال المباراة على الشكوى من تعرضه لركلة. في تلك اللحظة استخدمت كلمة Negro.\nتلك الكلمة ليست مثل Nigger في الإنجليزية. لم أستخدم هذه الكلمة مطلقا. Negro في الإسبانية تعني أسمر أو اللون الأسود طالما لم تكن مصحوبة في الأساس بسباب. من الممكن أن تستخدم تلك الكلمة للحديث عن شخص أسمر أو أسود الشعر.\nزوجتي تناديني في بعض الأحيان بهذه الكلمة وجدتي اعتادت على مناداتي بـ Negrito (أسمراني).\nيوجد الكثير من اللاعبين في أمريكا اللاتينية الذين يحملون لقب El Negro مثل الأسطورة أوبدوليو فاريلا قائد أوروجواي في مونديال 1950. عادة ما تستخدم هذه الكلمة بشكل ودي.\nالنقطة الأهم أنه هو ما قلته بالفعل بعد سؤال إيفرا. حينها أجبته سؤاله بسؤال وقلت "لماذا يا Negro؟" لم أقل أبدا "لأنك زنجي"، ولكن لم يكن أحد لديه وقت لهذه الدروس اللغوية حينما تعرضت للإدانة بالعنصرية.\nصحيح أن إيفرا غير اتهامه لاحقا، ولكنه قبلها قال أنني استخدمت كلمة "nigger" (زنجي) خمس مرات. الحقيقة أنني قلت كلمة Negro مرة واحدة وداخل الإطار الذي شرحته دون أي عنصرية.\nأخبرت كومولي بما حدث وهو أبلغ كيني دالجليش وأخبر الثنائي الحكم وهذه هي نسخة الأحداث التي وصلت للمحكمة. لماذا لم أذهب لغرفة الحكم بعد المباراة؟ لأن أحدا لم يخبرني بأن أفعل هذا. بعيدا عن كل هذا كانت هناك 25 كاميرا لمراقبة المباراة وثلاثة متخصصين في قراءة الشفاه ولم يعثر أي منهم على ما اتهموني به.\nلا يتحدث إيفرا أيضا الإسبانية بشكل جيد وحينما جاء لي قرر بدء النقاش بهذه اللغة وقال حرفيا: "لماذا أنت تضرب أنا؟". إذا لم تكن قادرا على الحديث بالإسبانية فلا يجب عليك اتهام أحد بأنه سبك بهذه اللغة!\nخلال الأيام التالية أدركت مدى خطورة الأمر وقررت عدم النطق بكلمة إضافية. ربما كنت لأقول الكثير من الأشياء.. ربما كان يجب أن أقول الكثير من الأشياء، ولكن النادي طلب مني الصمت وكنت أظن أنه من الأفضل ألا تعلق وأنت مستاء.\nلم يستخدم أي مدافع بعد هذه الواقعة سواء كان أسمر أم أبيض هذه الواقعة ضدي. لم يكن هناك أي استفزازات، بل أن اللاعبين السمر كانوا يأتون لتبادل القمصان معي بعد المباريات. هذا الأمر أسعدني كثيرا، ولكن كنت أعي أنه لا يجب على أن أبدو قلقا للغاية لنزع تهمة العنصرية عني.\nأوقفوني في النهاية لمدة ثماني مباريات ولكن الأسوأ من هذا أنه وسموني بصفة العنصرية طوال حياتي". من الممكن أن تدعوني "العضاض" أو "صاحب الفم الكبير" أو "الغطاس". توجد أدلة على هذا، ولكن وصفي بالعنصرية أمر مؤلم جدا.\nبعد إعلان العقوبة كتبت خطابا مفتوحا وتحدثت فيه عن الأمر ولكن لم أعتذر أبدا لإيفرا لأنني كنت أعتبر أنني لم أتعرض له بأي إساءة. إذا ما كانت هناك فرصة ما للمصالحة بيننا، فإنها مرت بالفعل في مواجهة مانشستر يونايتد التالية في فبراير 2012. سألتني زوجتي قبل المباراة "هل ستحييه؟" وأجبتها "نعم ليس لدي مشكلة في هذا".\nأثناء التحية بين لاعبي الفريقين مد ايفرا يده للجميع ولكنه خفضها حينما اقتربت. حيا جوردان هيندرسون الذي كان أمامي ثم أنزل يده وأبعدها عني.\nكانت يدي ممدودة على نفس المستوى ولكنه خفض يده. قلت لنفسي "حسنا. إنه لا يرغب في هذا" وأكملت سيري. بمجرد مروري بدأ الـ"شو" بجذبي من ذراعي والاحتجاج كما لو كنت لم أقم بتحيته. نظر نحو السير أليكس فيرجسون ليرى إذا ما كان والده الحبيب يشاهده. كانت خدعة وسقطت ضحيتها.\nلم يكن برندان رودرجرز صاحب اسم كبير ولم أعرف الكثير عنه ولكن سوانزي سيتي كان فريق يتميز بطريقته الجذابة في اللعب. كان مختلفا خاصة وأنه فريق حديث الصعود. واحدة من أخر مباريات موسم 2011-2012 كانت أمام سوانزي. قابلت برندان في الممر بعد المباراة وقال لي بالإسبانية: "أنت لاعب ممتاز. تهانينا". أتذكر أنني حينها قلت لنفسي "مدرب سوانزي يتحدث الإسبانية؟ يا له من أمر شيق".\nكانت أول محادثة بيننا عقب تعيينه قصيرة ولكنه كان يرغب في الحديث بخصوص شائعات انتقالي ليوفنتوس. حينها كان مر موسم ونصف على تواجد في الدوري الإنجليزي ولم أكن أفكر في الرحيل، لذا أخبرته بأنني مستمر مع ليفربول.\nحدثني برندان بالإسبانية وقال لي إن أمنحه وقتا وأنني سأحب كيف سيلعب ليفربول معه: تحريك الكرة نحو الأمام على الأرض وليس في الهواء والاستحواذ وتقديم كرة قدم هجومية. حدثني بالتفصيل لاحقا عما يرغب في القيام به وحينها أدركت أن كل شيء سيصبح مختلفا.\nكانت فلسفته باختصار كالتالي: لديك خط دفاع رباعي يلعب قلباه خارج المنطقة وحارس يجيد اللعب بقدميه (حينها كان بيبي رينا)، فيما أن أحد لاعبي الوسط يمكنه التراجع بحثا على الكرة، أما إذا ما كان مراقبا فزميله سيفعل هذه المهمة.\nإذا ما كان لديك 30 مترا من بداية مكان تواجد الحارس وحتى منتصف الملعب وإذا ما كان اللاعبون يجيدون التعامل مع الكرة فإن الخصم سيضغط عليك كأقصى حد برجلين. لن يتقدم أحد أخر.\nإذا ما كنت ممرا جيدا وتتمركز بالصورة المناسبة فستكون عملية افتكاك الكرة منك شبه مستحيلة. لماذا؟ لأنك تتمتع بأفضلية عددية ودائما ما ستجد خطا مفتوحا لتمرير الكرة، ما يسمح لك بالتقدم في الملعب.\nمع سقوط لاعب وسط في الفراغ الذي يخلقه قلبا الدفاع وعند فتح اللعب يتحول الحارس إلى لاعب إضافي في الملعب. بهذه الطريقة يمكنك تحريك الكرة نحو الأمام. استمعت إليه وأقنعني. الأمر بدا بسيطا للغاية ولكن لم يشرحه لي أحدا قبل ذلك بهذه البساطة.\nقلت لنفسي: "هو محق.. من المستحيل في مساحة 30 مترا ومع اللاعبين الذين يمتلكهم ليفربول ومهارة رينا في اللعب بقدميه أن يتمكن أحد من انتزاع الكرة منا، إلا إذا ما ارتكبنا أخطاء بالطبع".\nخلال الأيام التالية كانت هذه قاعدة عملنا مع برندان. كان هذا هو حجر الأساس في إنشاء أسلوب جديد، ورغم أن النتائج في البداية لم تكن مقنعة، إلا أننا كنا نلعب بصورة أفضل وهذا الأمر زاد من حماسي.\nكانت فلسفة برندان تعتمد على اللعب الهادىء والحفاظ على الاستحواذ ومحاولة استعادته عبر الضغط، وليس اللعب بسرعة وذعر مثل الموسم السابق، بل البحث عن المساحات في الوقت المناسب.\nكان الأسلوب الجديد يخدمني بشكل جيد. فحينما تلعب في إنجلترا حيث تجد كل المدافعين ضخام الجثة فإن الكرات الطولية ليست جيدة بالنسبة لي، ولكن الكرة السريعة الممررة من أي طرف في الملعب تجاهي كانت ملائمة للغاية.\nكنت أحتاج لأن تظل الكرة على الأرض وبرندان كان يدرك هذا وعمل معي على تطوير وتحسين تحركاتي لعزل المدافعين. هذا الأسلوب لم يكن مناسبا لأندي كارول لهذا بحث لنفسه عن حل ورحل نحو وست هام. كان المدرب أمينا معه وهذا دائما شيء جيد. إذا لم تكن تنوي استخدام لاعب ما فمن الأفضل أن تخبره.\nبرندان أظهر أيضا بعض المرونة حيث كان يقوم ببعض التغييرات وفقا لهوية الخصم. إذا ما كان المنافس يلعب بمهاجم واحد في الأمام فكان المدرب يلعب بثلاثة مدافعين ويستخدم الرابع لزيادة سعة وعمق الهجوم.\nكنت أشعر بالحماس بسبب تغيير الأسلوب فيما كان القلق يسيطر على البعض، ولا أقول أنهم كان لديهم هذا الشعور بسبب قصة الأظرف الثلاثة. لمن لا يعرفها فهي حدثت خلال فترة الإعداد حيث عرض علينا رودرجرز ثلاثة أظرف وقال إن داخلها أسماء ثلاثة لاعبين سيخذلون الفريق طوال الموسم.\nأضاف حينها أن واجب كل منا ألا يظهر اسم أي منا داخلها وأنه في نهاية الموسم سيفتح الأظرف وسنرى الأسماء الموجودة بداخلها. لم يسبق وأن شاهدت أي مدرب يقوم بهذا الأمر. بكل تأكيد تحدث اللاعبون عما فعله بعد ذلك.\nلم نعرف أبدا ما الذي كان مكتوبا في هذه الأظرف. ولكن أعتقد بل وأنا متأكد من أن هذه الأظرف كانت فارغة وأن ما فعله كان أحد طرق تحفيزنا.\nكان العمل مع رودجرز في البداية رائعا ولكن النتائج لم تكن كذلك. خسرنا أول مباراة أمام وست بروم بثلاثية نظيف وبعدها لم نفز في أي مباراة من أول خمس مواجهات وأخرها الخسارة من مانشستر يونايتد بهدفين لواحد في أنفيلد.\nفي بعض الأحيان يلعب الحظ دوره ولكنه لم يقف بجانبنا بالمرة. هذه هي اللحظات التي يقع فيها الإيمان بالأسلوب الجديد تحت الاختبار. كانت لدي قناعة بأنه على المدى الطويل ستسير الأمور بشكل جيد. الأسلوب الجديد وكل هذا العمل الشاق والتحليل في فترة الإعداد سيأتي مردوده.\nواجهنا بعدها نورويتش وفزنا بخمسة أهداف لاثنين في كارو رود وسجلت هدفين. كانت هذه المباراة بمثابة نقطة تحول بالنسبة لنا ودليل على أننا نتحسن. صحيح أننا بعدها فزنا بمباراة من أصل خمس ولكننا لم نخسر. تعادلنا مع تشيلسي بهدف لمثله وايفرتون بهدفين لمثلهما.\nكانت الأمور تتحسن وكنا نشعر أن شيء ما ينقصنا. القائمة كانت قصيرة وأي إصابة كانت ستضع الفريق في خطر، لذا حينما تعاقدوا في يناير مع دانييل ستوريدج وفيليبي كوتينيو كنا في قمة السعادة.\nاندهشت من أول مرة تحدثت فيها مع ستوريدج في ميلوود لأنه قال لي "معا يمكننا القيام بشيء كبير". من الطبيعي أن يشعر اللاعبون بأن الصفقات الجديدة تأتي لتنافسهم وأنا لست مختلفا وأظن أن دانييل كذلك أيضا.\nالدفع بنا معا كان يعني إدخال تغييرات ولم أكن واثقا بخصوص هذا الأمر منذ البداية. سألني برندان إذا ما كان بإمكاني لعب بعض المباريات على اليمين أو اليسار بل وكصانع ألعاب. أعتقد أنني لعبت مرات أكثر كصانع ألعاب، والسبب وراء هذا بصورة أساسية كان لكي نلعب نحن الاثنان معا.\nحينما سألني برندان قلت لنفسي "ولكن انتظر. أنا المهاجم الصريح". رودرجرز كان ذكيا في تقديم عرضه وفكرته حيث قال "لويس نحتاج لمهاجم أخر لكي لا نعتمد عليك أنت فقط وأيضا لخلق المزيد من المساحات لك". قبلت هذه النظرية طالما أنها ستساعدني أنا والفريق.\nفي البداية كان يلعب دانييل في القلب وأنا على أي من الطرفين ولكن أنا لا يمكنني اللعب كجناح. لا زلت أميل نحو اللعب في قلب الهجوم. يمكنني لعب مباراتين أو ثلاثة كجناح ولكن في الرابعة سأشعر بالاستياء.\nأدرك برندان أنه ستأتي اللحظة التي لا ألاحق فيها الظهير الخصم وأن رد فعلي الدفاعي لن يكون سريعا، لذا عثر على طريقة استخدامي أنا ودانييل بشكل مريح لنا. في بعض الأحيان يتم ابتكار طرق لجعل اللاعبين سعداء وليس كتكتيك معين وهذا الأمر ليس سهلا بالنسبة للمدربين. كنا نعرف بعض الآليات بالفعل ولكنه أضاف اليها وأصبح كل منا يكمل الآخر.\nدائما ما تكون الأمور صعبة بالنسبة للمدافعين إذا ما كان المهاجمان يتحركان كثيرا. دانييل يتحرك سريعا وبشكل جيد وقادر على انهاء الهجمات. هذا الأمر يخلق مساحة بالنسبة لي والعكس صحيح أيضا. هذه هي عقدة المدربين. يقول أحدهم "راقب سواريز"، ولكن هذا كان يترك المساحة لدانييل.\nسأقول لكم شيئا. كل المهاجمين يتحلون بالأنانية.\nلا أعرف مهاجما ليس أنانيا، ولكن هذا الأمر ليس سيئا ولا يمثل مشكلة. الفريق ينتفع من هذا. حينما أتحدث عن أنانية المهاجمين فأنا أقول أن الأمور يجب أن تكون هكذا. توجد لحظات يتحلى فيها المهاجمون بالكرم ولكنهم يهدرون حينها الفرص لرغبتهم في تمرير الكرة في اللحظة غير المناسبة.\nمع نهاية موسم 2012-2013 كنت سجلت 23 هدفا في الدوري على الرغم من الغياب لخمس مباريات بعد ما حدث مع برانيسلاف ايفانوفيتش. لم أتحدث أنا ودانييل أبدا عن من سجل أكبر قدر من الأهداف ولو حتى على سبيل المزاح.\nلم يكن أحد منا مهووسا بأن يصبح نجم الفريق أو أكبر الهدافين. الأنانية التي أتحدث عنها كروية أي أنها تتعلق بلحظات في المباريات وليس من يرغب في أن يصبح أكثر أهمية من الأخر. المهم هو الفوز وليست تسجيل الأهداف من أجل إحصائيات متراكمة.

الخبر من المصدر