تركيا تتدخل عسكريًا في سوريا.. الأهداف والأسباب

تركيا تتدخل عسكريًا في سوريا.. الأهداف والأسباب

منذ 7 سنوات

تركيا تتدخل عسكريًا في سوريا.. الأهداف والأسباب

في خطوة مفاجئة، عبرت دبابات تركية إلى سوريا في إطار حملة عسكرية تشنها أنقرة لطرد مسلحي تنظيم الدولة من مواقعهم في شمالي سوريا"، في عملية عسكرية أطلق عليها "درع الفرات".\nويعد التدخل التركي في سوريا الأهم لدى أنقرة منذ فترة طويلة، فهذه المرة هي الأولى التي تقصف فيها طائرات حربية تركية أهدافاً في سوريا منذ 9 أشهر، عندما أسقطت تركيا مقاتلة سوخوي الروسية قرب الحدود، كما أنها أول توغل كبير معلن للقوات الخاصة التركية منذ عملية قصيرة في فبراير 2015 لنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية.\nالتوغل التركي داخل الأراضي السورية وملاحقة تنظيم داعش في مدينة جرابلس، سبقه قصف مدفعي مكثف من الجانب التركي، ومطاردة لعناصر التنظيم من قبل المعارضة المسلحة والجيش السوري الحر على حدود منبج وجرابلس.\nوكان الجيش التركي قد أعلن وقت سابق أن وحدات منه بدأت حملة عسكرية لطرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من مواقعهم في شمالي سوريا، وتشارك في الحملة طائرات تركية من طراز اف 16.\nوأطلقت هيئة الأركان التركية اسم "درع الفرات" على عملياتها العسكرية التي تقودها قوات المهام الخاصة المشتركة بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في بلدة جرابلس شمالي محافظة حلب السورية.\nوقصفت المدفعية وطائرات مقاتلة أهدافا تابعة للتنظيم في بلدة جرابلس السورية المحاذية للحدود التركية، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع من مواقع في البلدة بعد القصف.\nوأكدت مصادر أن قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية والقوات الجوية للتحالف الدولي تشارك في الحملة العسكرية.\nويشارك في العملية العسكرية وحدات المشاة والهندسة والدبابات والمدفعية القتالية، إضافة إلى عناصر الدعم اللوجستي وعناصر الدعم الجوي والبري بتنسيق متكامل، بحسب المصادر ذاتها.\nورجحت مصادر تركية أن تستغرق العملية المشتركة بين تركيا والتحالف الدولي لتطهير منطقة جرابلس من داعش قرابة أسبوعين.\nالمفكر السياسي السوري موفق زريق قال، إن حملة تركيا العسكرية في جرابلس تأتي نتيجة التفاهم الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا بشان منع الكيان الكردي وقبول تركيا بالأسد والتطبيع معه وحرب داعش.\nوأوضح المفكر السوري لـ"مصر العربية" أن داعش قامت بوظيفتها وسينتهي أمرها الآن، مضيفا أن تركيا لن تساوم على وحدة وجودها القومي وضمنت كل الأطراف إلا الولايات المتحدة الأمريكية.\nوتابع: قريبا سيتصاعد الصراع التركي مع الغرب أكثر، مشيرا إلى أنه ليس أمام تركيا ضد التوسع الكردي إلا التدخل المباشر.\nومن الناحية العسكرية تحدث الخبير العسكري السوري موفق النعمان أبو صغر، قائلا: "التدخل التركي في سوريا ومعركته في جرابلس في الأساس هي لدعم الثورة السورية، عبر دعم الجيش السوري الحر ومطاردة تنظيم داعش من جانب والأكراد من الجانب الآخر".\nوأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أن عملية جرابلس العسكرية ستنعكس عسكريا على قوى المعارضة السورية، نظرا لأهمية المنطقة والتي تعد مصدر قلق لأنقرة، وبالفعل تم استخدامها نقطة انطلاق مسبقة لبعض العمليات التفجيرية ضد المدنيين في تركيا، كما أنها أيضا ذات أهمية، لوقوعها على آخر منفذ حدودي داخل الأراضي السورية.\nوأردف الخبير العسكري السوري قائلا: "العملية أيضا هي رد قوي على هجمات داعش في تركيا مؤخرا، كما أنها نقطة تحول هامة في إطار الحرب ضد داعش سوريا.\nوتابع: "الأهم في التدخل التركي في سوريا هو إبعاد شبح التقسيم في شمال سوريا، خصوصا وأنه حال نجاح العملية العسكرية سيسيطر الجيش السوري الحر على مناطق واسعة في الشمال، وبالتالي يصعب قيام الدولة الكردية في تلك المنطقة.\nاقتحام دبابات تركية أراضي سورية\nفي السياق، رأى مصطفى زهران الباحث في الشأن التركي، أن الهدف الأسمى والرمزية الأقوى تجاه العمليات العسكرية النوعية برا في مدينة جرابلس السورية يكمن بالأساس إلى إيصال رسالة إلى الداخل التركى بشكل عام، وإلى دول الخارج بشكل خاص -ممثلا في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية..\nوتابع: "فضلا عن منطقة الشرق الأوسط التى تعج بالكثير من الأزمات السياسية والمشكلات الأمنية – مفادها أن الجيش التركى خرج من مشهد الانقلاب -الفاشل - الأخير أكثر قوة، وبدا متعافيا لدرجة كبيرة من خلال تعزيز دوره الحقيقي المنوط به بعد خروجه تدريجيا من المشهد السياسي للقيام بدور حاسم وجاد أمام موجات الإرهاب".\nوأضاف، أن مايدعم هذه الفكرة ويشدد عليها هو قيادة رئيس الأركان  "خلوصى آكار"  العملية بنفسه في رمزية أخرى تضاف إلى سابقتها تدعم وحدة الجيش التركى بعد حديث بعض وسائل الإعلام الغربية عن ثمة انقسامات قد تضرب وحدة الجيش التركى أحد أهم الجيوش النظامية في الإقليم والعالم، وأيضا للتشديد على أن تركيا الجديدة مابعد الانقلاب تختلف عن سابقتها، وأنها ستنهي كثير من المفات التى كانت عالقة من قبل وعلى رأسها الملف الكردي.\nوكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن تركيا تستهدف بعمليتها درع الفرات في سوريا تنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري، وحدات الحماية الشعبية، لوضع حد للهجمات عبر الحدود.\nوقال أردوغان، في كلمة ألقاها بالعاصمة أنقرة صباح الأربعاء "بدأت عملية في شمال سوريا ضد الجماعات الإرهابية التي تهدد بلادنا باستمرار مثل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي، بهدف إنهاء المشاكل في سوريا".\nوذكرت مصادر عسكرية تركية أنها أصابت أهدافا بشكل دقيق، تقدر بأكثر من 80 هدفا، كان من المخطط ضربها من قبل القوات الجوية التركية.\nوكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو تعهد الثلاثاء بأن بلاده "ستقدم كل أشكال الدعم" من أجل طرد مسلحي "تنظيم الدولة الاسلامية" من بلدة جرابلس السورية الحدودية.\nوتتهم تركيا "داعش" بالمسؤولية عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف عرسا في بلدة غازي عنتاب السبت وأسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا.\nويحتشد معارضون سوريون موالون لتركيا على الحدود للمشاركة في الهجوم على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في جرابلس.\nوأمرت السلطات التركية بترحيل سكان بلدة قارقامش التركية الواقعة قبالة جرابلس بعد تعرضها لقذائف أطلقها تنظيم الدولة من سوريا.\nمن جهته، هدد زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم في تغريدة على موقع تويتر اليوم الأربعاء، القوات التركية بخسارة معركة جرابلس شمالي محافظة حلب في منطقة الحدود بين سوريا وتركيا قائلا إن "تركيا ستخسر في مستنقع سوريا مثل ما خسر تنظيم داعش".\nفي حين، قال مسؤول أمريكي كبير اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ستوفر غطاء جويا للعملية التركية ضد تنظيم داعش في بلدة جرابلس بشمال سوريا، مضيفا أن واشنطن تنسق الخطط مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.\nبدوره، أعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض للنظام في دمشق، الترحيب بالدعم الذي تقدمه تركيا والتحالف الدولي للعملية العسكرية في جرابلس.\nوذكر الائتلاف في بيان أنه "يؤكد دعمه للجيش السوري الحر الذي بدأ، بمشاركة عدد من الفصائل المقاتلة في حلب، هجوماً على مدينة جرابلس لتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، ولإبعاد خطر الإرهاب وتنظيمات حليفة للنظام عن تلك المنطقة".

الخبر من المصدر