عفوا عميد الأدب العربي: الآن الفساد كالماء والهواء وليس التعليم

عفوا عميد الأدب العربي: الآن الفساد كالماء والهواء وليس التعليم

منذ 7 سنوات

عفوا عميد الأدب العربي: الآن الفساد كالماء والهواء وليس التعليم

بدأ عميد الأدب العربي طه حسين نضاله منذ أن بدأ عمله العام في سنة١٩٢٣وحتي سنة ١٩٤٣حتى يحقق مقولته الشهيرة "التعليم كالماء والهواء" بنجاحه في تطبيق مجانية التعليم في عصر وزير المعارف أحمد نجيب الهلالي.\nولكن هل يدري طه حسين الآن ماهو مصير مقولته الشهيرة.\nإنها للأسف تحولت إلى "الفساد كالماء والهواء"، فقد تسرب هذا الطاعون المهلك للشعوب في كل شيء في حياتنا، التعليم والصحة والإسكان والصرف الصحي والماء والهواء.\nأصبحنا نستنشقه لنعيش ونشربه لتستمر الحياه اصبح الفساد في مصر إسلوب حياه.\nالفرق بين الانسان الفاسد وغير الفاسد أن الأخير لم تسنح له الفرصة للفساد فقط. أصبحنا ننادي بمحاربة الفساد في حالة واحدة فقط وهي عدم الانتفاع منه. ولكن بمجرد الاستفادة من الفساد يصبح حق لا يمكن التنازل عنه. نعم نحن شعب يحب الفساد.\nلا تصدقون من يقول إن الفساد في مؤسسات الدولة فقط. فالحقيقة أن الفساد في بيوتنا وشوارعنا وجهات عملنا الخاصة قبل العامة، بتنا شعب لا يرحم بعضه ولا يحنوا على بعضه، فصاحب الفرن الخاص يتعامل مع المنتفعين بمنتهى التعالي والفظاظة، ويتكلم مثلما يتكلم أي مسؤول وربما أسوأ منه، فهل هذا ليس من الشعب وأيضا يشكو من الفساد وهو بؤرة من الفساد.\nوموظف المجمعات الاستهلاكية يتعامل مع المواطنين بمنتهى قلة الأدب وكأنهم يتسولون منه، لمجرد أنه أصبح في يديه سلطة يمنح بها من يشاء، والتجار زاد جشعهم، والأطباء والمهندسين والفلاحين والعمال والموظفين وأصحاب الأعمال والمحاسبين والمدرسين.\nالرجال والنساء بل وصل الفساد إلى الجهات الرقابية التي من واجبها بالأساس محاربة الفساد، الشعب يشكوا الفساد وهو يعشقه.\nهل أصبحنا من الشعوب المريضة بالفصام. نشكوا من التوكتوك ونركبه ونشكوا من الباعة الجائلين ونشتري منهم، نشكوا من البلطجية ونستخدمهم، نشكوا من العنف ونفتخر به.\nنشكوا من الفقر ولا نعمل، نشكوا من أعباء الحياة وننجب دون حساب، نشكوا من الدروس الخصوصية وندافع عنها، نشكوا من الأسعار ونرفعها على بعضنا دون قرار من الدولة.\nالبلد لن ينصلح حالها حتى لو قمنا بعشرات الثورات، وحتي لو غيرنا مئات الرؤساء وآلاف الحكومات، مصر ستتغير إذا بدأنا بأنفسنا، إذا تركنا كل واحد يعمل في مجاله، إذا لم نسمح بالخطأ وإذا كان هناك ثواب وعقاب، وإذا أدركت الدولة بالفعل حقيقة محاربة الفساد وليس إدارة الفساد وتقنينه.\nوأخيرا يجب أن يعلم الجميع أننا جميعا سندفع الثمن وأن التاريخ لن يرحمنا أننا فرطنا في مصر، وجلسنا في مقاعد المتفرجين المنتقدين لكل الأحوال دون أن نجتهد ونعمل لننجح وتنجح عائلاتنا وأولادنا وبالتالي تنجح بلادنا بالعمل وليس بالتحايل والفساد، وأن نرجع إلى قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ونسنعيد قيمة العمل التي فقدناها، وليقم كل بعمله، ولتقوم المنظومة الثقافية بأكملها،ى تعليم وإعلام وثقافة بدورها في التوعية دون أن يقتصر دورها على كشف الواقع الأليم فقط ولكن ليمتد دورها لتقديم العلاج وإبراز القيم الحميدة التي نريدها أن تنتشر في مجتمعنا.\nالمقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مصراوي.

الخبر من المصدر