الفساد والإرهاب والاقتصاد.. "ثالوث" يدفع تونس نحو المجهول

الفساد والإرهاب والاقتصاد.. "ثالوث" يدفع تونس نحو المجهول

منذ 7 سنوات

الفساد والإرهاب والاقتصاد.. "ثالوث" يدفع تونس نحو المجهول

على الرغم من المساعي التونسية لترسيخ التجربة الديمقراطية الوليدة بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، إلا أن تونس تعيش اليوم أوضاعا شبيهة بتلك التي سبقت 2011، بسبب الفشل الاقتصادي وتفشي الفساد والمحسوبية وتنامي الخلايا الإرهابية وهو ما سيدفع تونس نحو المجهول بحسب مراقبين.\nوحققت تونس تقدماً سياسيا ملحوظاً في الخمس سنوات منذ "ثورة الياسمين" التي أطاحت برئيس البلاد، حيثن تم صياغة دستور جديد و إجراء انتخابات تشريعية نزيهة، وشداً وجذباً سياسياً تتسم به كل ديمقراطيات العالم المتحضر.\nلكن بسبب التركيز على الجانب السياسي في تونس أخفقت البلاد في جوانب لا تقل أهمية عن السياسية منها فقدان النمو الاقتصادي فضلاً عن العراقيل التي تواجه الاقتصاد بشكل عام والمتمثلة في ارتفاع كتلة الأجور التي تشكل 14% من الناتج الإجمالي المحلي وفقدان توازن ميزان المدفوعات وارتفاع نسبة البطالة التي تبلغ 15.6%.\nكما فشلت البلاد أيضا في محاربة ظاهرة الفساد التي تفشت بسرعة في تونس وشملت جميع جوانب الاقتصاد، إضافة إلى التهريب والتهرب من الضرائب والاقتصاد الموازي الذي يشكل 50% من الاقتصاد المهيكل حتى أن استطلاعا للرأي أشار إلى أن 71% من التونسيين يرون أن بلادهم "تسير في الاتجاه الخطأ".\nوتجاوزت نسبة الشباب العاطل عن العمل 30% في المدن و40% في الأرياف، حسب إحصاءات منظمة العمل الدولية، وها هم اليوم، يتخذون الأرصفة منصات للاحتجاج والشوارع ساحات للمواجهة مع أجهزة الدولة.\nوأوضح تقرير لـ مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن صعود الجماعات الإسلامية وسلسلة الهجمات "الإرهابية المدمرة"، ظواهر أثارت نوازع الخوف وعدم الثقة، لذلك ليس ثمة ما يثير الدهشة من أن دراسة حديثة خلصت إلى أن التحول الديمقراطي في تونس "يتعطل".\nوعددَّت فورين بوليسي أسبابا كثيرة تعيق طريق تونس نحو الازدهار ليس أقلها الإرهاب فإغلاق الحدود حتى لا يتسلل منها المسلحون المتشددون أمر في غاية الصعوبة إذا كان "الإرهابيون" يستطيعون بكل بساطة رشوة حرس الحدود لكي يشيحوا بأبصارهم عنهم.\nبدوره قال رئيس الهيئة التأسيسة لحركة وفاء التونسية عبد الرؤوف العيادي، إن ما تعيشه تونس ليس مفصول عن ما صار في الوطن العربي من محاولة التفاف القوى الاستعمارية على الثورات العربية للتخلص ودفعها نحو المجهول.\nوأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن استشراء الفساد في أغلب القطاعات - خاصة منها الأمن و الصحة - مسألة تثير الحيرة و ترهب المواطن، لافتا أن الفساد استشرى لأن النخبة التونسية لا تحمل لواء القيم.\nوأوضح أن أن تونس كيان مريض يحتاج إلى المعالجة من الفساد والفشل الاقتصادي، مشيراً إلى أن الفساد السياسي مرتبط أساسا بفساد قيمي و ليس بفساد مادي كما تريد أن تروّج له الحكومة، مؤكداً أن التيار الثوري قادر على مواجهة هذا الفساد المتعدّد الأبعاد.\n"يخربون بيوتهم بأيديهم" بهذه الآية القرآنية لم يجد الدكتور رياض الشعيبي أمين عام حزب البناء الوطني التونسي التعبير عن الوضع الحالي في تونس قائلاً: لم أجد أبلغ من هذه الكلمات لأصف بها منظومة الحكم الحالية في تونس، وهي تترنح من سقوط إلى سقوط ومن فشل إلى فشل.\nوأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الشعب كان متخوف عقب الانتخابات الأخيرة من تغول الائتلاف الحاكم، لكن تبين اليوم هشاشة هذا الائتلاف بل ضعف كل مكون من مكوناته، ولعل مجريات تشكيل الحكومة الأخيرة تبرز بوضوح حالة الصراع على التموقع بعيداً عن أية مشاريع وخيارات سياسية حقيقة.\nوأوضح أن الوضع الحالي عاد بالحياة السياسية إلى صراع النفوذ والهيمنة في مظهرها الطبيعي المتوحش،لا شيء آخر غير تحقيق المنافع المادية الضيقة في مزاد مفاوضات تشكيل الحكومة، لافتا أنه لا يستثني من ذلك أي طرف من أطراف هذه المفاوضات مهما أدعى من طهرية.\nوأشار إلى أن هذا التسارع الذي نراه في تهالك المشهد الحالي منذر ومبشر بمزيد من الأزمات المتتالية التي ستصيب مجتمعنا خلال الأيام القادمة بما في ذلك هيمنة لوبيات الفساد على مسالك الدولة وتوسع خطر عدم الاستقرار الأمني والاجتماعي والسياسي، وكل ذلك مؤذن وفق التعبير الخلدوني بخراب عمرانهم.\nوتابع: على أية حال سيولد فجر جديد، تتوفر فيه الكرامة متساوية لكل التونسيين ويتعزز عندهم شعورهم بانتمائهم الوطني بما يجدونه في دولتهم من إخلاص في خدمتهم وتوفير شروط العيش الكريم لكل أبنائها تتساوى فيه فرص التنمية بعيداً عن أي تمييز جهوي أو جنسي أو طبقي في دولتهم العادلة، مؤكداً أنه لا توجد دولة وطنية دون تنمية عادلة، ولا عدالة اجتماعية دون خيارات تنموية وطنية.

الخبر من المصدر