دبلوماسي أمريكي ينتقد بلاده بشأن "انقلاب تركيا"

دبلوماسي أمريكي ينتقد بلاده بشأن "انقلاب تركيا"

منذ ما يقرب من 8 سنوات

دبلوماسي أمريكي ينتقد بلاده بشأن "انقلاب تركيا"

انتقد سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون, موقف بلاده, الذي يتسم بالتراجع أمام تزايد النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وأوروبا, والذي ظهر بوضوح في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا, حسب تعبيره.\nوقال بولتون في مقال له بصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية في 17 أغسطس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت من جديد قدرته على اغتنام الفرص، حيث سارع لدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد الانقلاب الفاشل ضده.\nوتابع " بوتين كان أول زعيم أجنبي يلتقي أردوغان, رغم الأزمة الكبيرة بينهما منذ العام الماضي, على إثر إسقاط تركيا مقاتلة روسية".\nواستطرد " لقاء بوتين وأردوغان كشف بوضوح تراجع نفوذ الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط لصالح بوتين", محذرا من أن بوتين يخطط للهيمنة البحرية على البحر الأسود، والوصول منه إلى البحر الأبيض المتوسط عبر مضيقي البوسفور والدردنيل في تركيا, وبالتالي تهديد أوروبا بقوة. \nكما حذر من احتمال أن ينضم أردوغان للمحور الروسي الإيراني, وبالتالي تزايد نفوذ بوتين في الشرق الأوسط.\nوأشار بولتون أيضا إلى أن بوتين غير نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية, المتمثل في عدم السماح بتغيير حدود الدول الأوروبية بالقوة العسكرية، حيث قام مؤخرا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا, دون عواقب تذكر, وهو ما شجعه على التمادي في تهديد مصالح الولايات المتحدة والغرب, حسب تعبيره.\nوكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, قالت أيضا إن هناك حالة من الذعر في الغرب بسبب الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا في 9 أغسطس.\nوأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 12 أغسطس , أن قرار أردوغان بإقامة صداقة جديدة مع روسيا يعتبر خبرا سيئا للغرب، ويشكل تحديا خطيرا للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.\nوتابعت " سبب ذعر الغرب يعود إلى أنه إذا تعاونت تركيا وروسيا معا, فسيكون بوسعهما إعادة تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط والإخلال بنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا".\nواستطردت " يجب على أردوغان ألا ينسى أن بلاده عضو في حلف الناتو وهو نظام أمن جماعي غربي حافظ على السلام لعقود, فيما يسعى بوتين لتفكيك هذا الحلف ردا على انهيار الاتحاد السوفيتي السابق ".\nوأشارت الصحيفة إلى أن مسارعة بوتين بإظهار دعمه لأردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في 15 يوليو، تهدف إلى إحداث وقيعة في حلف الناتو، وتعميق الخلاف بين تركيا والغرب.\nوكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, قالت هي الأخرى إن الزيارة التي قام بها أردوغان إلى روسيا, تعتبر بمثابة "ازدراء" للغرب, وانتقام سريع من تأخره في إدانة المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في 15 يوليو.\nوأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 10 أغسطس, أن الغرب كان بطيئا في إدانة المحاولة الانقلابية، وهو ما أدى إلى استياء حتى الأتراك المعارضين لأردوغان، وغذى الشكوك بين الأتراك حول دعمه للانقلاب.\nوتابعت " الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا لم يفوت الفرصة للوقيعة بين تركيا والغرب, واستقبل أردوغان بحفاوة وأظهر دعما قويا له, على عكس ما فعلت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي".\nواستطردت " زيارة أردوغان لموسكو تحقق له أيضا مكاسب داخلية كبيرة, لأن الهجمات الإرهابية وعدم الاستقرار السياسي في تركيا يخيفان السياح والمستثمرين على حد سواء، وبإمكان روسيا أن تخفف الضغط الاقتصادي على أنقرة إذا رفعت العقوبات عنها وأحيت صفقات الطاقة معها".\nوخلصت الصحيفة إلى تحذير الغرب من عواقب استمرار تجاهل التحديات التي تواجهها تركيا داخليا, وعلى حدودها, مشيرة إلى أن هذا الموقف يصب فقط في مصلحة بوتين, لأن استقطاب تركيا إلى صف روسيا يساعد الأخيرة على تنفيذ مخططها بإثارة الخلافات بين أعضاء حلف الناتو, وبالتالي إضعاف الحلف في النهاية.\nوكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا خلال قمتهما في مدينة سان بطرسبورغ الروسية في 9 أغسطس على تطبيع العلاقات بين بلديهما، والعودة بها إلى مستوى ما قبل الأزمة التي تفجرت إثر إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية في نوفمبر من العام الماضي.\nونقلت "الجزيرة" عن بوتين وأردوغان القول في مؤتمر صحفي في سان بطرسبورغ إنه تم الاتفاق في مستهل المحادثات على استئناف المشاريع الاستراتيجية المشتركة، ومن بينها بناء محطة "أك-كويو" النووية في تركيا بواسطة شركات روسية، واستئناف مشروع خط الغاز الروسي نحو جنوب أوروبا عبر تركيا.\nوأضاف بوتين أن بلاده تريد استئناف العلاقات مع تركيا "بشكل كامل"، وإنه يجري العمل على ذلك، وأضاف أنه تم خلال اللقاء مع أردوغان رسم أولى الخطوات لاستعادة المستوى الذي كانت عليه العلاقات بين البلدين قبل الأزمة الأخيرة.\nوأشار إلى أن روسيا سترفع القيود عن الواردات الزراعية من تركيا، وعن شركات البناء التركية، فضلا عن استئناف الرحلات السياحية الروسية نحو تركيا.\nوقال الرئيس الروسي أيضا إن عودة العلاقات التجارية إلى مستواها السابق تتطلب بعض الوقت حيث إنها انخفضت في الأشهر الماضية بأكثر من 40%. وأضاف أن محادثات تفصيلية بين الجانبين الروسي والتركي بشأن تطبيع العلاقات التجارية ستعقد لاحقا.\nوبشأن الأزمة السورية، ذكر بوتين أن لدى روسيا وتركيا هدفا مشتركا يتمثل في تسوية الأزمة وأنه يمكن حل الخلافات بين موسكو وأنقرة بشأن سبل التسوية وسيتم البحث عن "حلول ترضي الجميع"، وشدد مجددا على رفض بلاده محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 يوليو الماضي\nومن جهته, قال أردوغان في المؤتمر الصحفي إن المحادثات مع روسيا ستدفع بالبلدين إلى الأمام، وتحسن العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن زيارته لروسيا هي الأولى للخارج بعد محاولة الانقلاب.\nوأضاف أن هناك إرادة سياسية لرفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى أعلى مما كانت عليه قبل الأزمة الأخيرة، كما أكد أن تضامن تركيا وروسيا يمكن أن يساعد في حل المشاكل بالمنطقة.\nوأشار إلى أن مفاوضات اليوم أدت إلى اتفاق على استئناف الرحلات السياحية الروسية، وإلغاء العقوبات على المواد الزراعية التي تستوردها روسيا من تركيا. وبشأن نتيجة لقائه بنظيره الروسي، قال إنه تم الاتفاق على تطوير التعاون في مجالات الدفاع والصناعة والطاقة النووية، مشيرا إلى المحطة النووية التي ستبنيها شركات تركية في روسيا.\nوأكد الرئيس التركي أيضا أن العلاقات بين البلدين أصبحت مستقرة أكثر من أي وقت مضى، وألح على ضرورة العمل لرفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى مائة مليار دولار من 35 مليار دولار قبل أزمة الطائرة الروسية.\nاشترك على صفحة المصريون الجديدة على الفيس بوك لتتابع الأخبار لحظة بلحظة

الخبر من المصدر