في ذكرى رحيل أبو الاقتصاد المصري.. طلعت حرب مؤسس بنك مصر.. درس الحقوق واهتم بالاقتصاد.. انتقده محمد فريد وأشاد به مصطفى كامل.. وقدم استقالته حفاظًا على إنجازه

في ذكرى رحيل أبو الاقتصاد المصري.. طلعت حرب مؤسس بنك مصر.. درس الحقوق واهتم بالاقتصاد.. انتقده محمد فريد وأشاد به مصطفى كامل.. وقدم استقالته حفاظًا على إنجازه

منذ 7 سنوات

في ذكرى رحيل أبو الاقتصاد المصري.. طلعت حرب مؤسس بنك مصر.. درس الحقوق واهتم بالاقتصاد.. انتقده محمد فريد وأشاد به مصطفى كامل.. وقدم استقالته حفاظًا على إنجازه

علمٌ من أعلام الاقتصاد المصري في العصر الحديث، فبالرغم من دراسته الحقوق إلى أنه كان مولعًا بالشأن الاقتصادي منذ بداية عمله، وأصبح شغله الشاغل النهوض باقتصاد مصر وتحريره من التبعية الأجنبية وقيود الاستعمار، فنجح في تأسيس بنك مصر، والعديد من الشركات العملاقة، إلى أن لُقِب "بأبو الاقتصاد المصري".. إنه رجل الاقتصاد الأول في مصر طلعت حرب الذي تحل ذكرى وفاته اليوم.\nبين ضواحي المحروسة، ولد طلعت حرب في 25 نوفمبر 1867 بالقاهرة، والتحق بمدرسة الحقوق الخديوية في أغسطس عام 1885، وحصل على شهادة مدرسة الحقوق في عام 1889 وكان من أوائل الخريجين، وإلى جانب دراسته الحقوق، اهتم حرب بالأمور الاقتصادية.\nوبعد تخرجه، التحق حرب للعمل كمترجم بالقسم القضائي "بالدائرة السنية"، ثم أصبح رئيسًا لإدارة المحاسبات، ثم مديرًا لمكتب المنازعات، إلى أن أصبح مديرًا لقلم القضايا.\nو في عام 1905، عمل حرب مديرًا لشركة "كوم إمبو"، ثم عمل مديرًا للشركة العقارية المصرية، والتي عمل على تمصيرها حتى أصبحت غالبية أسهمها ملكًا للمصريين، وحاولت الشركة المالكة لقناة السويس تقديم مقترح لمد امتياز الشركة 50 عام أخرى، إلا أن طلعت حرب ساهم في حشد الرأي العام لرفض هذا المقترح، والتي نجحت لاحقًا بعد قيام مجلس النواب برفض هذا المقترح.\nوكان حرب معارضًا لكتابات قاسم أمين، فأصدر كتابي، "تربية المرأة والحجاب" و"فصل الخطاب في المرأة والحجاب"، كذلك لديه بعض المؤلفات الأخرى مثل: "مصر وقناة السويس" و "تاريخ دول العرب والإسلام"، كما كان من أعضاء الجمعية الجغرافية المصرية.\nوبالرغم من أدوار طلعت حرب الوطنية في تلك الفترة وإشادة مصطفى كامل به، إلا أنه تعرض كثيرًا للنقد من شخصيات الحركة الوطنية ومنهم محمد فريد، واعتبره البعض أنه يميل للأثرياء والخديوي بصفة خاصة بعد انضمامه لحزب الأمة الموالي للإنجليز، إلا أن موقف طلعت حرب الوطني شهد تغير جذريًا في السنوات التالية.\nوبالرغم من إنشاء البنك المصري والبنك الأهلي ، إلا أنهم كانوا مخصصين لتمويل الأجانب فقط، وتسبب الاستعمار وقتها في استنزاف موارد الاقتصاد المصري لمصالحهم فقط، لذلك أطلق طلعت حرب دعواه عام 1906 من أجل إنشاء نظام مالي مصري خالص لخدمه أبناء الوطن، والتحرر من القيود الاستعمارية الاقتصادية.\nوفي عام 1908، استطاع حرب تأسيس شركة التعاون المالي برأس مال مصري، وساعده على ذلك عودة الدكتور فؤاد سلطان من الخارج والذي كان أحد أبرز الخبراء الاقتصاديين آنذاك، وقام بتقديم الدعم الكامل لمساعي طلعت حرب.\nوأصدر حرب كتابه "علاج مصر الاقتصادي" الذي طرح من خلاله فكرته في ضرورة إنشاء بنك للمصريين، وقرر المجتمعون تنفيذ فكرة حرب، إلا أن جهود الإنشاء تعطلت بسبب الحرب العالمية الأولى، إلى أن عادت فكرة إنشاء البنك عقب قيام ثورة 1919 في مصر.\nوأقنع طلعت حرب 126مصري بالاكتتاب لإنشاء البنك، وبلغ ما اكتتبوا به80 ألف جنيه، وفي يوم الثلاثاء الموافق 13 إبريل 1920، نشرت الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى "بنك مصر".\nوفي 10 مايو 1920، تم افتتاح البنك رسميًا، وألقى طلعت حرب خطبته في دار الأوبرا المصرية بمناسبة بدء أعمال بنك مصر، و كان أول مقر له في شارع الشيخ أبو السباع، وانطلقت رحلة "بنك مصر" في تمصير الاقتصاد المصري، وتأسيس مجموعة من الشركات المستقلة.\nوبعد عامين فقط من إنشاء بنك مصر، أنشئ طلعت حرب أول مطبعة مصرية عام 1922، برأس مال قدره خمسة آلاف جنيه، بهدف دعم الفكر والأدب، ووصل رأس مال المطبعة بعد فترة لأكثر من 50 ألف جنيه.\nوفي 27 مايو 1932، أصُدر مرسوم ملكي بإنشاء شركة مصر للطيران كأول شركة طيران في الشرق الأوسط برأس مال 20 ألف جنيه، وكان أول خط من القاهرة إلى الإسكندرية ثم مرسى مطروح، وكان الخط الثاني من القاهرة إلى أسوان، وفي عام 1934 بدأ أول خط خارجي للشركة من القاهرة إلى القدس.\nوساهم في إنشاء العديد من الشركات العملاقة التي تحمل اسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج، ومصر للتأمين، و مصر للمناجم والمحاجر، ومصر لصناعة وتكرير البترول، ومصر للسياحة، وستديو مصر وغيرها.\nوعلى الرغم من النجاح الاقتصادي الذي حققه بنك مصر، إلا أن الأزمات المفتعلة من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي وبوادر الحرب العالمية الثانية، أدت إلى حالة من الكساد الاقتصادي ودفعت المخاوف الكثيرين لسحب ودائعهم لدى بنك مصر مما تسبب في أزمة سيولة.\nورفض المحافظ الإنجليزي للبنك الأهلي حينها، أن يقرضه بضمان محفظة الأوراق المالية، وعندما ذهب طلعت حرب إلى حسين سري باشا وزير المالية آنذاك وطلب منه حل هذه المشكلة، رفض بإيعاز من علي ماهر باشا بسبب قيام طلعت حرب بمساندة خصمه النحاس باشا من قبل.\nوأقترح الوزير حلًا لهذه الأزمة لكنه أشترط تقديم طلعت حرب لاستقالته، فقبل على الفور هذا الشرط من أجل إنقاذ البنك، وقال كلمته المشهورة: "مادام في تركي حياة للبنك فلأذهب أنا وليعيش البنك".\nوعقب استقالته من إدارة بنك مصر، أنتقل طلعت حرب للعيش في قرية العنانية، في مركز فارسكور بدمياط، وعاش بعيدًا عن الأضواء، إلى أن توفي في 13 أغسطس عام 1941 عن عمر يناهز 74 عامًا، وأُقيمت جنازته بمنزله القاطن في شارع رمسيس.\nوحضر الجنازة كل من: مندوب الملك، ومصطفى النحاس رئيس الوزراء، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية مثل: أحمد ماهر، وأحمد حسنين، وشيخ الأزهر مصطفى المراغي، ووكيل بطركية الأقباط، ومفتي الديار المصرية، وشيخ المشايخ الصوفية، كذلك نعاه العديد من الشعراء بقصائد رثاء مثل: عباس العقاد، وإحسان عبد القدوس، وأمير الشعراء أحمد شوقي.

الخبر من المصدر