أردوغان في ضيافة بوتين

أردوغان في ضيافة بوتين

منذ ما يقرب من 8 سنوات

أردوغان في ضيافة بوتين

تستعد بطرسبورغ الروسية لاستقبال الرئيس التركي، الذي سيصل على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة هدفها رأب الصدع في العلاقات وبعث شراكة كادت تقضي في حادث القاذفة الروسية.\nالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خصّ وكالة "تاس" الرسمية الروسية للأنباء عشية زيارته إلى روسيا بحديث قال فيه: زيارتي إلى روسيا سوف تحمل طابعا تاريخيا، وستؤسس لانطلاقة جديدة. إنني على يقين تام بأن المباحثات التي سأعقدها مع صديقي فلاديمير، ستفتح صفحة جديدة في علاقات بلدينا، إذ أمامنا الكثير من العمل المشترك الذي يتطلب إنجازه.\nوفي التعليق على العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي، لفت الرئيس أردوغان النظر إلى تنصّل الاتحاد الأوروبي من وعود قطعها لأنقرة. وقال: ما انفكوا يخادعوننا طيلة 53 عاما، فيما نبرهن نحن وبشكل ممنهج نزاهتنا في انتظار الرد بالمثل. على الاتحاد الأوروبي أن يتخلى عن عرف الكيل بمكيالين.\nولم يهمل أردوغان أهمية التعاون بين بلاده وموسكو في معالجة قضايا المنطقة وأزماتها، مؤكدا "استحالة تسوية القضية السورية وإيجاد حل سياسي لها بمعزل عن روسيا".\nأما على الضفة الروسية من نهر العلاقات بين موسكو وأنقرة، والذي احترقت جسوره بنار حطام القاذفة الروسية، وكاد ينضب لمرارة مقتل طيارها وأحد رجال القوات الخاصة الروسية التي هرعت إلى مكان الحادث لإنقاذ الطيار وملاحه، يؤكد الكرملين أنه لم ينس ما حدث.\nدميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي، وفي تعليق على برنامج زيارة الرئيس التركي المرتقبة قال بهذا الصدد: "حادث طائرتنا "سو-24"، لم يصبح ضربا من الماضي، مما يعني أنه من غير المقبول اعتبار أن مياه العلاقات بين أنقرة وموسكو قد عادت إلى مجاريها كما يعتقد البعض".\nيوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، من جهته، قال: "تطبيع علاقات التعاون السياسي والاقتصادي الثنائي بين البلدين يتصدر أولويات اللقاء المرتقب" على أرفع المستويات.\nوأضاف: زيارة أردوغان إلى بطرسبورغ رغم الوضع السياسي الداخلي المعقد في تركيا، خير شاهد على مصداقية اهتمامه بإحياء العلاقات مع بلادنا. بين مواد البحث المطروحة على طاولة المحادثات، جملة واسعة من برامج التعاون التجاري والاقتصادي والتقني العلمي، والثقافي بين البلدين للفترة بين عامي 2016 و2019 والتي كان من المزمع تبنيها العام المنصرم.\nوتابع: المشاريع الكبرى التي سيتناولها اللقاء، "السيل التركي" لضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، وتشييد موسكو محطة "أكويو" الكهرذرية في تركيا، ومشروع "شمال جنوب" للنقل السككي الذي سينعش حركة البضائع والتجارة بين الهند وإيران ودول الخليج عبر أذربيجان وروسيا، ومنها إلى شمال أوروبا وغربها.\nالملفت في التحركات الأخيرة التي تقودها موسكو، وسوف تلتحق بها أنقرة من عاصمة الشمال الروسي يوم غد، أنه سيعقب قمة بوتين أردوغان لقاء سيجمع الرئيس الروسي بنظيره الأرميني سيرج سركيسيان في اليوم التالي لاجتماعات بطرسبورغ، ومادة البحث الأولى في طياته، التسوية في إقليم قره باغ الجبلي المتنازع عليه بين يريفان وباكو، والذي يعني كلا من موسكو وأنقرة وطهران على حد سواء.\nالأنظار اليوم مشدودة إلى باكو، وغدا إلى بطرسبورغ، وبعدها إلى قمة بوتين سركيسيان، لتبقى قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، والأزمة السورية، والمشاريع الاقتصادية القارية في أوراسيا عالقة، فيما الأمل في حل هذه القضايا وتنفيذ المشاريع المنشودة، يبقى قائما.

الخبر من المصدر