قوائم الاغتيالات!! | المصري اليوم

قوائم الاغتيالات!! | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

قوائم الاغتيالات!! | المصري اليوم

فى التسعينيات وقبل أن تجف دماء شهيد الوطن الدكتور فرج فودة، تحصلت على قوائم الاغتيالات التى سجلتها الجماعات الإرهابية فى اعترافات وأوراق كانت بحوزة نيابة أمن الدولة العليا، وتسربت إلى نفر من المحامين العاملين على هذه القضايا، ونشرها بشجاعة نادرة الأستاذ الكبير «عادل حمودة» لتحتل بصور أهم الشخصيات غلاف «روزاليوسف» التى حملت دوما لواء الوطن.\nوحدث اضطراب عظيم، ومحاولات مسفة للتسفيه والتهوين، وتتالت المحاولات الإرهابية لاغتيال نفر من الذين وردت أسماؤهم فى القوائم المخيفة، برهان ودليل، وقتها كانت القوائم محدودة محددة، للأسف الآن الأهداف المرشحة للاغتيال لا تعد ولا تحصى، لا تكفيها مجلدات منشورة.\nالإرهابيون يستهدفون البلد بسياسييه ومفكريه ومثقفيه وحتى العاديين، أهدافا مستباحة لإجرامهم، مصر يستهدفها الإرهاب اغتيالا، بالأمس اغتالوا النائب العام الشهيد هشام بركات، وأمس حاولوا اغتيال العلّامة الدكتور على جمعة، ولكن عناية الله كانت ترعاه، وصعد المنبر فى شجاعة نادرة رابط الجأش ثابت الجنان، ليكمل رسالته التى تكشف زيفهم وضلالهم، وقال قولته الشجاعة، إنه طلب الشهادة فى شبابه أمام الكعبة، وتابع «أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله».\nما جرى للدكتور على جمعة قبالة المسجد وهو على وضوئه ويهم بخطبة الجمعة جد خطير، أخشى قد يتكرر مع آخرين، والقوائم طويلة، خاب مسعاهم قبلا فى محاولتهم اغتيال الدكتور أحمد كريمة (حرقا) فى منزله، وكل من قال ربى الله ثم استقام عرضة للاغتيال، وهنا مكمن الخطورة، الأهداف سانحة، والناس تمشى على الأرض وتغشى الأسواق، للأسف، كلنا أهداف متحركة فى مرمى هؤلاء.\nاللغط الذى ثار أخيرا عن محاولة اغتيال الرئيس السيسى فى «نواكشوط» لاتزال تلوكه المنتديات وتتحسب من هوله المقالات، وتاريخ «كلاب النار»، كما سمّاهم الدكتور على جمعة طويل ومسربل بالدماء الزكية، تاريخ الاغتيالات من تاريخ الإخوان، من اغتيال الخازندار مرورا بالنقراشى إلى حادثة المنشية، لا ينمحى من الذاكرة، اغتيال الدكتور محمد الذهبى (1977) على أيدى فصيل تربى على تعاليم سيد قطب فى سجون السادات، سلسال الدم يؤرخ لهؤلاء، والذاكرة تهدر بالكثير من الذكريات الأليمة التى من ورائها معالم على طريق الدم.\nلماذا الدكتور على جمعة، لماذا النائب العام الشهيد هشام بركات، لماذا الرئيس عبدالفتاح السيسى، لماذا الشعب المصرى؟، لأن هذا الشعب بعوامّه قبل قياداته، وعلمائه ومفكريه، أخرجهم من الحكم فى يوم مشهود، كل من انتمى لمنصة 3 يوليو مستهدف، كل من خرج عليهم ثلاثا، فى 30 يونيو و3 و26 يوليو مستهدف، مصر جميعا مستهدفة، وتتعدد أشكال الاستهداف، وتتنوع الوسائل، وتتشكل الجماعات الإرهابية على أشكال وأنواع، كلاب النار عقورة تنتشر فى الطرقات.\nوكلما كان الصمود عظيما، كان المخطط خطيرا، مثل الدكتور جمعة فى صموده وشجاعته وعلمه وفقهه وقدرته على تعرية أفكارهم، وإحباط فتاواهم المفخخة، رشحته هدفا، حاولوا اغتياله معنويا قبلا فى كلية «دار العلوم»، وجيشوا جيشا إلكترونيا عرمرما لإحباط الفقيه بفيديو حقير، ونعتوه بفقيه السلطان، وسلطوا غلمانهم لينالوا من عمامته الأزهرية الشريفة، فلما فشلوا أمام حجته، وخابت سهامهم أمام درعه المتينة، قرروا الخلاص من فضيلته ليسكتوا صوته، والله خيرٌ حافظاً.\nمحاولة اغتيال الدكتور جمعة، برهان على تهافت «حديث المصالحة»، الذى به يتخرصون، لا عهد لهم ولا أمان، ونجاته بحول الله تزرع الأمل فى نفوس الصابرين، لن يُمكّنوا أبدا فى الأرض، ولن تُفتح لهم مصر، وشجاعته النادرة فى مواجهة الرصاص وصعوده المنبر إعلانٌ بالمواجهة، وليكف المترددون، وليقلع المتخابثون، للأسف، بعضهم- ولا يزالون- يختانون وطنهم وشعبهم ودينهم فى المضاجع الإخوانية، وهم على قوائم الاغتيالات!!.

الخبر من المصدر