المحتوى الرئيسى

القرموطي: إعلام التطبيل فقد تأثيره.. وأنا عائد

08/04 18:19

امتطاء الإعلاميين جواد "الثورية" أضرّ بالإعلام

إدارة الدولة لـ"محاكمة جنينة" لغز وتعبر عن وجود "خلل"

المؤسسات السيادية لا بد أن تخضع للرقابة

الطريقة التى خرجت بها "ليليان داود" من مصر مهينة

تلقيت اتصالات هاتفية من جهات سيادية بعد حلقة "الجزيرتين"

"ماسبيرو" أصبح بلا جدوى وعليه أن يتوقف

محاكمة نقيب "الصحفيين" نقطة سوداء فى تاريخ الصحافة

فوجئت بقرار رحيلى من "أون تى فى".. وكان أفضل لى بعد "ساويرس"

ملف "الحريات" يحتاج إلى مراجعة.. ولا يجوز تركه لـ"الأمن"

أولى حلقات "مانشيت" فى "العاصمة 2" منتصف أغسطس

بشخصيته العفوية وطريقته التلقائية فى تقديم حلقات برنامجه، استطاع أن يثير جدلًا كبيرًا بين المواطنين وفى الأوساط الإعلامية، قد تتفق أو تختلف مع أسلوبه الساخر فى طرح المشكلات التى تواجه المجتمع، إلا أنه استطاع أن يحجز له مكانًا بين صفوف الإعلاميين.

اختفى الفترة الماضية عن الشاشات بعد توقف برنامجه "مانشيت" عقب انتهاء تعاقده مع قناة "أون تى فى" وقيام المهندس نجيب ساويرس ببيعها إلى رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، إلا أنه يؤكد أنه سيعود قريبًا إلى جمهوره وبالشكل المعتاد عليه متمسكًا بأسلوبه الساخر والذى يعترف بأنه سبب رئيس فى كره البعض له، كما أنه سبب أيضا فى حب الكثير له، بحسب تصريحاته. 

إنه الإعلامى والصحفى جابر القرموطى، يحدثنا فى هذا الحوار عن تفاصيل انتقاله إلى قناة "العاصمة" بعد انتهاء تعاقده مع "أون تى فى"، ورأيه فى الاتهامات التى توجه إلى الكثير من الإعلاميين بأنهم ينافقون النظام على طريقة "التطبيل"، وكيف يمكن إعادة ما يسمى بـ"الانضباط" إلى الإعلام دون فرض أجندات معينة؟ وما حقيقة مصطلح الإعلامى "الأمنجى" الذى يُطلق على البعض؟ ورأيه فى الطريقة التى تم بها ترحيل الإعلامية ليليان داود من مصر، وهل الدور الذى لعبه الصحفيون بعد تحول البعض منهم إلى مذيعين كان مفيدًا للمهنة أم أضر بها؟ ولماذا حمل البعض الإعلام جزءًا كبيرًا من مسئولية التباس المشهد السياسى بالبلاد؟ وأسباب عجز الدولة المصرية عن إنشاء محطة إخبارية قوية تنافس القنوات العربية؟ وتقييمه لسقف الحريات، ورأيه فى مفارقة مثول نقيب الصحفيين يحيى قلاش أمام المحاكمة بعد اقتحام وزارة الداخلية للنقابة، وكذلك المستشار هشام جنينة بعد تصريحاته عن الفساد.

فى البداية نهنئك على انتقالك إلى قناة "العاصمة".. هل يمكن أن تروى لنا كواليس توقيع العقد؟ ومتى كان أول اتصال تلقيته للانضمام إليها؟ وهل كانت هناك عروض لقنوات فضائية أخرى؟

بعد رحيلى من "أون تى فى" رسميًا فى 18 رمضان، لم أكن أعرف محطتى القادمة ستكون أين، وكنت أعزم على ألا أفكر فى الموضوع إلا بعد انتهاء عيد الفطر، وفوجئت فى يوم 27 رمضان بعروض من أربع قنوات فضائية لا داعى لذكر أسمائها، وجميعها قنوات تحظى بقدر عالٍ من الاحترام، وكان من بين أسباب عدم انضمامى لها هو التوقيت الخاص بعرض برنامجى، فأنا أفضل التوقيت من الساعة السادسة وحتى الثامنة مساء، وهذا التوقيت محجوز بالفعل لصالح برامج أخرى، مما قد يستدعى تغيير خريطة البرامج بالقناة التى قد أوقع معها وهذا لا أفضله، وهناك قنوات لديها برنامج بالفعل يتحدث عن الصحافة، وعند انتقالى إليها قد يؤدى إلى إلغاء برنامج آخر وهذا لا أفضله لأنه يغلق أبواب زملاء لى.

وفى ثالث أيام عيد الفطر، تلقيت اتصالاً هاتفيًا من سعيد حساسين، صاحب قناة "العاصمة"، قال فيه إنه على أبواب افتتاح قناة جديدة اسمها "العاصمة 2"، ويريدنى أن أنضم إليها خاصة أنها ستكون تحت إشراف المهندس أسامة الشيخ، وطلب منى أن أقابله، وبالفعل تمت المقابلة واتفقنا فيها على التفاصيل، وبصراحة أنا تحمست لفكرة الانضمام لقناة جديدة لأسباب عديدة، منها أن أختبر مدى شعبيتى وأعرف مدى اهتمام المشاهدين بمتابعة برنامجى، وسيكون انطلاق البرنامج والقناة فى 14 أغسطس، وربما قبل ذلك، لكن هذا هو الموعد المتفق عليه، وسيكون هناك برنامج للزميلة أمانى الخياط فى الصباح، والزميلة منى سلمان مساءً.

برنامج "مانشيت".. هل ستكون عودته بنفس التركيبة التى اعتاد عليها المشاهدون بطريقتك وأسلوبك الساخر فى عرض الأخبار أم أن هناك تعديلات؟

سيكون هناك ترشيد لبعض الأخطاء التى كانت تُرتكب، مثل بداية البرنامج التى كانت تطول منى أحيانًا، والشخصيات التى كنت أقوم بها والتى أعترف بأن كان بها بعض "الأفورة" فى الأداء، وسيتم تقليلها بقدر الإمكان، كما أنه سيكون هناك تغيير فى طبيعة الأخبار التى أعرضها، حيث سأسلط الضوء على الصحافة الأجنبية أيضًا.

ولكن سأظل محافظًا على أسلوبى الساخر وأعرف أن هناك من يحبون طريقتى، كما أعرف أيضا أن هناك من يكرهوننى بسبب هذا الأسلوب، وفى كل الحالات لا أنزعج، وأذكر أن أحد الإعلاميين المعروفين وجه إلىّ نقدًا شديدًا، وفى الوقت نفسه وجدت زوجة هذا الإعلامى فى إحدى حفلات الزفاف تقول لى إنها من أشد المتابعين للبرنامج ولا تفوت لى حلقة، بل واعتذرت لى عما قاله لى زوجها، وبعدها جاء وصافحنى وقالى لى: "أنا أحبك وأحترمك ولكن مازلت عند رأيى فيك"، وقلت له: "رأيك وأنت حر فيه وأنا مازلت عند موقفى"، لذلك أنا أتقبل الرأى والرأى الآخر، ومن الضرورى أن يكون لك معارضون، لكن لا بد أن تكون معارضة بنّاءة، وأؤكد أن أكثر من يتواصلون معى الآن ويسألون عنى هم من كانوا يعارضون أسلوبى، والكثير منهم يقولون لى إنهم كانوا ينتظرون رد فعلى وتعليقى على كثير من الأحداث الماضية.

هل سبق أن قمت بتقديم حلقة وتلقيت بعدها اتصالات من جهات معينة داخل البلاد تخبرك فيها بأنك تجاوزت ما يُسمى بـ"الخطوط الحمراء"؟

نعم.. كثير من الحلقات كانت تأتينى بعدها مكالمات من جهات سيادية، ومنها الحلقة التى كنت أتحدث فيها عن موضوع جزيرتى "تيران وصنافير"، وكذلك حلقة "الخازوق" الخاص بكوبرى سوهاج، قامت بعدها مؤسسات داخل الدولة بتوجيه انتقادات لى، ولكن لا أستطيع أن أنكر أن علاقاتى مع مؤسسات الدولة جيدة، وكذلك وزارة الداخلية، وعلى الرغم من أنهم كثيرًا ما ينتقدون طرحى لبعض الموضوعات لدرجة أن أحدهم منع عنى أخبار "الداخلية" بعد مجموعة من الحلقات، ولكن للأمانة أكثر وزارة تعاونت معى فى حل مشكلات الكثير من المواطنين هى "الداخلية"، وأنا لست ضد أى مؤسسة بالدولة ومن حقى أن أنتقد ومن حقهم أن ينتقدونى.

هل كنت على علم بقرار بيع "أون تى فى" قبلها بفترة كافية تمكنك من تدبير أمورك؟

لا.. أنا فوجئت بقرار البيع، كما فوجئت من قبل أنها تحولت لرياضة، وأنها ستتحول إلى قناة مسلسلات، وفوجئت بعدها أيضًا بأننى سأرحل.

لماذا لم تبادر بمعاتبة المهندس نجيب ساويرس فى ظل علاقتك القوية به بعد كل هذه الأحداث خاصة مفاجأة الجميع بقرار البيع؟

هو بمثابة أخى الأكبر، ولم أعاتبه لأننى منذ أن دخلت القناة أخذت عهدًا على نفسى بألا أتواصل معه بطريقة مباشرة فى ظل وجود رئيس للقناة، فأنا من البداية أفصل بين علاقتى بساويرس وكونى أعمل مذيعًا بالمحطة التى يمتلكها.

بعد بيع القناة إلى رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.. هل تعتقد أن البرنامج كان مشاغبًا للدرجة التى تستدعى الإدارة الجديدة للاستغناء عنه؟

لا أستطيع أن أطلق على برنامجى أنه "مشاغب"، ولكن من يستطيع أن يقول ذلك المشاهدون، ومن يعملون بالمهنة، وأعتقد أن من ينتقدوننى يقصدون ما أقوم به داخل الحلقة من أشياء خارج الإطار، ومن حق الإدارة الجديدة أن تأخذ القرارات التى تناسبها، وهذا طبيعى بعد التغيير، وبصراحة ساويرس أعطانا سقفًا كبيرًا داخل "أون تى في"، وأعتقد لو كنا بالبرنامج حتى هذه اللحظة كنا سنأخذ وقتًا حتى نتأقلم على السياسة الجديدة، وأرى أنه من الأفضل لى أن أتركها بعد أن باعها ساويرس.

وأذكر أننى قمت بعمل إحصائية عن البرامج الصحفية طوال السنوات الماضية منذ افتتاح مبنى الإذاعة والتلفزيون، ووجدت حوالى 131 برنامجًا منها 19 بعنوان "الصحافة تقول"، و13 بعنوان الصحافة اليوم وغيرها، ولكن عند سؤال أى شخص عادى عن برنامج يتحدث عن أخبار الصحافة سيقف عند 3 برامج أولها "رئيس التحرير" للإعلامى الكبير حمدى قنديل، والذى أعتبره البوتقة التى خرجنا جميعًا منها أبى من أبى ووافق من وافق، فكان يمتلك أسلوبًا جدليًا مختلفًا.

وكذلك الكاتب الصحفى حسنين كروم فى جريدة القدس العربى، فهو أبرز من يقدم التقارير عن الصحافة المصرية، فهو علامة بارزة فى كيفية كتابة تقرير عن مصر، وعندما أقرأ له أشعر بأننى ألقيت نظرة حقيقية على الصحافة.

كيف ترى الطريقة التى خرجت بها الإعلامية ليليان داود من مصر بعد انتهاء تعاقدها مع "أون تى فى"؟ وما رأيك فى الاتهامات التى توجه لمؤسسة الرئاسة بأنها مسئولة عن ترحيلها؟

هى طريقة مهينة، وما كان يجب أن نقوم بها إذا كنا نريد أن نحافظ على الدولة، لأن ما حدث هو العكس، لأننا أساءنا للدولة، وكان من الممكن أن يُعالج الأمر بطريقة أخرى، فأنا لست ضد القانون لكن أحيانًا القانون يُطبق على بعض الأشخاص ولا يطبق على آخرين، أما عن الزج باسم الرئيس ومؤسسة الرئاسة فى كل الأمورفهذا ليس أمرًا منطقيًا.

بصراحة.. هل هناك نية لتصفية الإعلاميين أصحاب الرأى أو "المعارضين" فى ظل اتهامات تلاحق كثيرًا من الإعلاميين منها مواصلة ما يمكن أن نطلق عليه "التطبيل"؟

لا.. وفى الفترة الأخيرة أرى كثيرًا من الإعلاميين ينتقدون الأداء سواء للحكومة أو غيره، وفى قضية ليليان داود كثير من الزملاء وقفوا إلى جانبها وانتقدوا طريقة ترحيلها من البلاد.

ونحن أمام 20% من الإعلاميين يقومون بـ"التطبيل" ولا داعى لذكر أسمائهم لأنهم معروفون، لكن الباقى لا يقوم بذلك، ومن "يطبل" الآن فهو شاذ عن القاعدة وعليه أن يعرف ذلك، لأن تصوير أن الدنيا جميلة ولا توجد مشكلات أصبح غير مؤثر مع الناس، وأعتقد أن الكثير من الزملاء الآن غير راضين عما يحدث، وخاصة فى أزمة القمح والخاصة باللجنة البرلمانية وما اكتشفته.

مصطلح "الإعلامى الأمنجى" أصبح يُطلق على بعض الإعلاميين المعروفين ذوى الصلات الوثيقة بالجهات الأمنية.. كيف تبدو العلاقة بين "الإعلام" و"الأمن"؟

أنا أسمع مثل الكثير من الناس عن هذا الأمر، ولكنى لم أر شيئًا بعينى، وهذا اتهام خطير، ومن يقولون أو يتفاخرون بذلك عليهم أن يغيروا برامجهم لتكون فكرة البرنامج متوافقة مع توجهاتهم.

وهناك من اتهمونى بأنى "أمنجى"، وأقسم بالله لم يحدث مرة وأن قالت لى جهة معينة بأن أذيع لها خبرًا بعينه أو طالبتنى بأن أقول كلاما معينا، وكذلك لم يقل لى مسئول شيئًا خاصًا، بل كل الكلام يكون فى صورة عتاب على طريقة "أنت كنت تقيل علينا النهاردة"، ولم يحدث أى تهديد أو أوامر أو خبر أو تقرير أمنى من أى جهة، ولا أسمح لنفسى بأن أكون جواز مرور لخبر أو لموضوع لست مقتنعًا به. 

البعض حمل الإعلام مسئولية التباس المشهد السياسى فى ظل محاولة الإعلاميين نقل وجهة نظرهم واستخدامها لتوجيه الرأى العام ولا سيما فيما يخص تجاهل نقل الرأى الآخر و"شيطنة" المعارضين.. ما رأيك؟

أنا أرفض فكرة التخوين، وأعتبرها أمرًا جللاً، وبالتالى فكرة أن كل من يقول رأيًا معارضًا "خائن"، سيؤدى إلى أن تفقد الكلمة معناها وتأثيرها، وعلى سبيل المثال هناك من يخون الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وأنا أرفض هذا الأمر؛ لأن التوصيف الصحيح له بأنه "معارض"، وكذلك الإعلامى باسم يوسف، فهو له أسلوب مختلف قد يعجب البعض وقد لا يلقى قبولاً عند البعض الآخر، ولكن لا يمكن وصفه بالعمالة، لأنه فى النهاية مواطن مصرى معارض، ومن حقه أن يقول وجهة نظره، أما على الجانب الآخر، فالدكتور محمد البرادعى هو بالنسبة لى شخصية غامضة، ولا يمكن أن أتهمه أيضًا بالعمالة أو الخيانة، ولم أقترب منه بالقدر الكافى، وقد يكون غموضه شيئًا إيجابيًا، فأنا لا أعرفه عن قرب، ولكن مشكلته من وجهة نظرى أنه ليس لديه قدرة على مواجهة المشكلات، وأرى فى حال عدم مغادرته للبلاد لكان المشهد السياسى تغير، وكذلك لا أستطيع أن أحكم عليه من خلال "التويتات" التى اعتاد عليها، لأنه يعتقد أنها كافية للتعبير عن رأيه.

والدولة المصرية لا يمكن أن تقوم إلا بوجود معارضة حقيقية، والمعارضة لن يكون لها تأثير إلا إذا كانت بنّاءة، والدولة لا تريد هامش معارضة كبيرًا، والمعارضة الموجودة لا تريد أن تكون حقيقية، وهادفة لزيادة الوعى، والدليل أن داخل الأحزاب يوجد صراع على المناصب.

ولكن ثورة 25 يناير لم يكن المحرك الأساسى لها الأحزاب بل كانت الطليعة الشبابية التى نجحت فى حث الجماهير على النزول؟

صحيح.. وأعظم ثلاثة أيام فى تاريخ مصر كانت من 25 حتى 28 يناير، ولا يمكن قياس الشارع المصرى على أداء الأحزاب، ولكن ما نجده الآن هو خوف على الدولة وما رأيناه فى تركيا الأيام الماضية جعل الصورة عند الكثير من الناس تختلف، ولذلك على الرغم من قسوة الظروف الاقتصادية نجد الشعب يتحمل وذلك خوفًا من مصير بعض الدول فى المنطقة مثل سوريا والعراق وليبيا.

رأيك فى الطرح الذى يقول بأن دخول بعض الصحفيين إلى المجال الإعلامى أضر بموضوعية وحيادية المذيع لأن الصحفى من الأساس يُشكل وجدانه على أنه "صاحب رأى" عكس المذيع الذى من المفترض أن يكون غير متحيز لأفكار معينة؟

أتفق مع ذلك الطرح، وكثير من الإعلاميين وأنا واحد منهم فى لحظة من اللحظات كنا نشعر بأننا نشطاء سياسيون وثوريون، وكثير من الإعلاميين امتطوا جواد "الثورية" وهذا أضر بالإعلام، وأعترف بأننى أخطأت فى بعض الأحيان، وكنت سأمضى فى هذا الدرب، ولكن الحقيقة أننى لم أكن ثوريًا ولن أكون فى يوم من الأيام هكذا، فأنا أطالب بحقى ولكن ليس لدى فكرة "الثورية"، وإذا كان لى حق فى مكان ولا أعرف كيف آخذه أتركه وأمضى ولكن ليس لدى فكرة "الثورية"، وللأسف نحن وقعنا فى فخ "السقوط"، وظهر هذا جليًا فى تغطية الأحداث الأخيرة بتركيا عقب محاولة الانقلاب؛ لأنه كان هناك عدم قراءة للمشهد جيدة، فظهرنا بشكل سيئ جدًا، فكانت أسوأ الاختبارات للإعلام المصرى وأظهرت أننا لا نملك إعلامًا خارجيًا جيدًا، والدليل عند وقوع أحداث تركيا كان يتم البث من خلال "سكاى نيوز" و"العربية"، وفى فترة من الفترات تميزت قناة "أون تى فى" فى هذا الأمر، ولكن لا نجد الآن سوى قناة "النهار اليوم".

ولماذا لا نملك قنوات إخبارية محترفة ذات ثقل مثل "العربية" و"سكاى نيوز" أو حتى "الجزيرة"؟

نحن ليس لدينا قناة تتحدث باسم الدولة خارجيًا، لتدافع عن مصالحها، فنحن لدينا نقص أفكار وتمويل، فنحن نفتقد إلى الإرادة، ويجب أن ترعاها الدولة، وهناك فرق بين أن تنقل وجهة نظر الدولة فى أشياء، وأن تحيطنى علمًا بالأحداث الدولية.

والتلفزيون المصرى أقصى ما يمكن أن يقوم به الآن هو أن ينافس بعضه، وهو عبء ينال من ماسبيرو الماضي، وعلى الحالى أن يتوقف حتى نجد فكرة أو طاقة حتى لا نفقد القيم التى تعلمناها منه، فهو الآن لا جدوى منه، فهل يوجد "توك شو" واحد بعد برنامج "البيت بيتك" يلقى صدى عند المشاهدين، فماسبيرو هو قلعة البيروقراطية الإعلامية على الرغم من أن الطاقات الإعلامية فى القنوات الفضائية والقنوات العربية قد خرجت منه، فهو مجمع التحرير الإعلامى وبداخله كوادر كبيرة وعلى مستوى عالٍ، ولكن وفى حال استمر بهذا الشكل سيضيع الجيل الجديد، كما أنه سيظلم الجيل السابق وتاريخ ماسبيرو كله.

بعيدًا عن الإعلام.. كمواطن كيف ترى الأزمة الاقتصادية الأخيرة وارتفاع الأسعار؟

أنا لا أفهم كيف يصل سعر صرف الدولار إلى 12 جنيهًا، وكيف تترك الدولة الأمور تصل إلى هذا الحد، وكيف تترك البرلمان وحده فى مشكلة فساد القمح، فالملف الاقتصادى وارتفاع الاسعار بمثابة لغز لى لا أفهمه.

ما رأيك فى محاكمة المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات السابق بعد تصريحاته عن وجود فساد  بـ 600 مليار جنيه؟

إدارة الدولة لهذا الملف تعد لغزًا أيضًا، وتعبر عن وجود خلل، وحتى يقتنع الرأى العام لا بد أن يكون هناك حسم لأمور عديدة، وترك الأمور على هذا النحو بحيث يفهم كل شخص ما يريده ليست سليمة، فالحكومة أيضًا أصبحت لغزًا فى ظل وجود وزراء لا يعملون.

ولماذا لا يوجد قانون يحاسب الوزراء والمسئولين عن فترة توليهم المنصب؟

من أفضل القوانين التى أصدرت فى هذا الشأن قانون أصدره رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل، وهو "قانون المحاسبة للوزراء"، والآخر هو القانون الخاص بالهدايا والذى يلزم أى مسئول فى حال تلقيه هدية تفوق قيمتها 100 دولار أن يسلمها للحكومة ثم تقوم بعرضها بمزاد علنى، وأذكر أنهم قاموا بإجراء مزادين، وأعتقد أن هذه من أفضل القوانين التى خرجت وإن جاز التعبير فى عهد الإخوان.

إلى متى ستظل مصر تدار بفكر المسئولين الذين يضعون خططًا ثم يرحلون ويأتى غيرهم بخطط أخرى مغايرة للذين سبقهم فى استنزاف واضح لمقدرات الدولة؟

حتى نفهم معنى "الدولة" ومؤسساتها، وليس مفهوم مؤسسة الدولة أن تكون بعيدة عن الرقابة تحت مسمى "مؤسسة سيادية"، والسؤال لماذا تجنح المؤسسة السيادية إلى ذلك الأمر، فلا بد أن تخضع للرقابة، وهناك ملف أظن أنه طالما لا يجرى الاقتراب منه أو تطويره سنظل كما نحن، وهو ملف التعليم، لأنه ينعكس على كل شيء وبالتالى ستحدث نهضة.

هناك حديث دائم عبر وسائل الإعلام عن مؤامرة خارجية وهناك من يرى أن ما نواجهه هو تعارض مصالح بعض الدول التى لها سياسات خارجية مع مصالحنا.. لماذا لا نواجه أنفسنا بالحقيقة ونسأل ماذا نفعل فى المقابل لحماية مصالحنا؟

كل دولة بالعالم لها ذراع إعلامية تحمى بها مصالحها، فعلى سبيل المثال "فرنسا 24" فرنسية، و"سى إن إن" أمريكية، وبريطانيا لديها "بى بى سى"، وقطر لديها "الجزيرة"، وللأسف نحن لا نملك هذه الذراع الإعلامية، وأتفق مع فكرة أنه آن الأوان أن نتآمر نحن أيضًا ونبحث عن مصالحنا ونحميها ولكننا لا نفعل شيئًا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل