«الوفد» تحاور الطفل «فارس» من داخل مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية

«الوفد» تحاور الطفل «فارس» من داخل مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية

منذ ما يقرب من 8 سنوات

«الوفد» تحاور الطفل «فارس» من داخل مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية

لافتة مدون عليها «مستشفى العباسية للصحة النفسية»، هذه أول لافتة وقعت عليها أعيننا، عندما انتقلت «الوفد» لزيارة الطفل «فارس» ضحية الإهمال بدار النصيرى للأيتام.\nدخلنا من البوابة الرئيسية، واستوقفنا الأمن للسؤال عن سبب الزيارة، فقلنا له فى زيارة لـ«فارس» دون أن نفصح عن هويتنا الصحفية، فرحب بنا وسمح لنا بالدخول، وشعرنا بأن فارس شخصية مشهورة ومحبوبة منهم. وصعدنا للدور الثالث وعلى الحائط وجدنا لافتة مدونا عليها قسم الأطفال والمراهقين.\nطرقنا باب الغرفة، ووجدنا «فارس» يجلس على السرير ويلعب «بالمكعبات» مع «مصطفى الليثى» و«أحمد زكى» عضوا فريق قلب واحد والمتكفلان برعاية حالة فارس، ورأينا الحجرة مزينة ببوسترات وملصقات لشخصيات كرتونية يحبها الأطفال تبعث البهجة فى نفوسهم.\n استقبلنا «فارس» بخجل فى بادئ الأمر وألقى علينا السلام وعلى وجهه ضحكة بريئة، فحاولنا ان نلعب معه لكسر الحاجز ليتحدث معنا براحة واطمئنان. \nوأثناء الحديث مع فارس لمحنا انه يتمتع بشخصية فكاهية فهو لديه الموهبة فى تقليد بعض الممثلين، ولديه القدرة على التمثيل وظهر ذلك جليا عندما نزلنا للعب معه فى حديقة المستشفى، كما أنه يتمتع بصوت موسيقى ذى نغمة رنانة جميلة، ففى بعض الأحيان كان يحدثنا وهو يلحن كلامه. ولاحظنا انه يمتلك ذكاء فطريا يستطيع من خلاله أن يميز بين الكذب والصدق فى حديثنا معه، كما انه يعى جيدًا ما هو الصواب والخطأ ويقوم دائما بمراجعة نفسه ويعترف بأخطائه ويقومها.\nوخلال حديثنا مع «فارس» علمنا أنه تعرض للضرب بالخرطوم فى دار النصيرى للأيتام، وتم استخدام الشطة واطلاق الكلاب عليه لمعاقبته على «شقاوته» وعدم اطاعته الأوامر.. حاولنا خلال حديثنا معه الاجابة عن عدة أسئلة ومن بينها ماذا حدث له فى دار النصيرى والوقوف على الأسباب التى جعلته يصل إلى شخص عدوانى كما وصفه أصحاب الدار؟ وكيف هرب ووصل إلى المنيا؟ وهل هو طفل يحتاج إلى علاج نفسى أم انه يبحث عن حب ورعاية فقط؟ وإلى نص الحوار:ـ\nفى نهاية زيارتنا تبين لـ«الوفد» أن فارس يتلقى رعاية مناسبة من كل المحيطين به بالمستشفى، وأصبح شخصية محبوبة من جميع الأطباء والممرضين. وأنه فى انتظار أن تستقبله دار يجد فيها اخوات يحبونه ويلعبون معه.\nوقال «أحمد زكى» المتكفل بحالة فارس: «إن فارس حالته تغيرت كثيرًا للأفضل فى وقت قصير وذلك عندما شعر بالحب والحنان وتلقى الرعاية المناسبة»، مشيرًا ان فارس كان يشعر دائمًا فى دار النصيرى بأنه شخص غير مرغوب فيه والجميع كان يتحدث عنه بشكل سلبى ويقومون بضربه وإهانته، فكان من الطبيعى أن يصبح فارس شخصا عدوانيا ومتذمرا.\nوطالبت مجموعة قلب واحد بسرعة التحقيق فى تجاوزات دار النصيرى للأيتام، مؤكدين أنه بعد حملات النشر على مواقع التواصل الاجتماعى والصحف تحولت الدار إلى «جنة» من حيث الشكل، بينما مازالت الإدارة كما هى.

الخبر من المصدر