معارض أهوازي: شاركنا الخوميني في إسقاط الشاه ثم نكث وعوده لنا

معارض أهوازي: شاركنا الخوميني في إسقاط الشاه ثم نكث وعوده لنا

منذ ما يقرب من 8 سنوات

معارض أهوازي: شاركنا الخوميني في إسقاط الشاه ثم نكث وعوده لنا

في الجزء الثاني من حوار الدكتور عبديان بني سعيد مستشار حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي، ورئيس منظمة حقوق الإنسان الأهوازية لـ"مصر العربية" يتحدث عن علاقتهم بالحركات المعارضة العربية والحركات المعارضة الإيرانية كمجاهدي خلق وغيرهم.\nكما يتطرق بالتفصيل إلى أشكال الاضطهاد التي يتعرض لها الشعب الأهوازي في إيران والتي تزيد أضعافا عن أي أقليات مضطهدة أخرى هناك، وعن نهب طهران ثروات الإقليم والفقر الذي يعيشون به، بجانب جملة المحرمات التي تحرمها إيران عليهم، والإعدامات بالجملة التي تواجه أي معارض أهوازي أو من يروج للغة العربية.\nبما أنكم حركة عربية ما علاقتكم  بالشعوب والمعارضات العربية؟\nلنا ارتباط مع معظم الأحزاب والحركات التقدمية العربية، نحن مسلمون عرب علمانيون، ولكن لسنا ضد الدين كما يظن البعض بالعلمانية، لكن نُصر على فصل الدين عن السياسة، أي فصل الدين عن الدولة، فأول سؤال يوجه لنا " أنت شيعي أم سني"، نحن نقول: لاندخل بهذه الطائفية، وهي في الحقيقة  تنزيل مستوى  طموحاتنا وأهداف شعبنا، لدينا أرض محتل نحاول استردادها، هذه مسألة سياسية ، نحن علمانيون  شيعة وسنة من اليمين إلى اليسار مثل الحركة الفلسطينية ، فيها مسلمون مسيحيون.\nهذا يميزنا عن بعض الإخوة،  نُصر على فصل السياسة عن الدولة ، ونحن أيضا نتضامن حتى مع الأحزاب والحركات التقدمية الفارسية ، طبعا الأذربجانية والكردية وغيرها ومع الحركات الموجودة في العالم العربي، لكن خارج هذه البلبلة الجارية اليوم  بالصراعات الطائفية بالمنطقة، لأنها  ضدنا وضد بعض الإخوة في العالم العربي الذين يصرون ويدفعون صوب الطائفية وهذا خطأ كبير.\nبعض أجهزة المخابرات في دول الجوار حاولت أن تستخدم حركتنا كورقة، فتعلمنا من هذا الدرس، وتجنبناها.\nأنا مستشار حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي، وهو الحزب الوحيد الأهوازي الذي يطرح  بشفافية فصل الدين عن السياسة، ونطالب بالفيدرالية كحق الحد الأدنى، لكن في إطار حق تقرير المصير، نحن عرب الأهواز، لكن لنا أهداف واضحة، وهذه المسائل  تسبب اليوم لنا العداوات، لأن حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي هو الحزب الوحيد الذي يعترف أنه جزء من حركة الشعوب الأخرى للحرية والعدالة، وثانيا هو الحزب الوحيد الذي يحدد  مراحل تحقيق أهدافنا ، وفي هذه المرحلة المفروض نركز على اسقاط  النظام.\n"عداوات" ممن؟ وماهي أشكال الاضطهاد التي يمارسها النظام الإيراني  على الأهوازيين والقوميات الأخرى؟\nمع الأسف  شعبنا يعاني من أسوأ أنواع  الاضطهاد القومي، هناك تمييز عنصري للكل، تاريخيا هناك تمييز وعداوة بين الفرس والعرب، لأن الفرس تاريخيا يقولون إن تخلفنا اقتصاديا واجتماعيا سببه العرب والمسلمين، ونحن  كأهوازيين عرب ومسلمين نؤكد أن أرض الأهواز توفر 90% من موارد إيران، لذلك الحكومة تخاف منا، وتخاف من وعي قومي عربي أهوازي لذلك هناك تطهير عرقي مبرمج ومدروس من جانب الحكومة المركزية.\nمثلا  صدر قرار من الحكومة الإيرانية، يقضي بتشكيل لجنة للتطهير العرقي، ورصدت الحكومة لها مليارات الدولارات، الهدف من عملها خلال مدة عشر سنوات تخفيض عدد السكان العرب الأهوازيين  من 70% أو 80% في إقليم  الأهواز إلى الثلث أو اقل.\nووفقا لذلك هجروا نحو مليون ونصف  من العرب  إلى  المحافظات الفارسية الأخرى، وأحلوا مكانهم نحو مليون و200 ألف فارسي استوطنوا أراضينا في الأهواز، أسسوا مستوطنات فارسية مثل إسرائيل تماما، وهذا التطهير العرقي أسوأ شيء، حتى أن أكبر نهر في إيران هو نهر كارون، الذي يجري في أراضينا العربية، حولوا مجرى النهر إلى مناطق فارسية.\nهل تتعاملون  بالعربية في الإقليم؟\n اليوم الحكومة لاتسمح لنا باختيار أسماء عربية، ويضعون قائمة من الأسماء الفارسية، وقائمة من أسماء الشيعة، فهم لايسمحون باسم عمر لتسمية المولود، حتى الأسماء لزعماء عرب لهم كارزما يمنعونها مثلا أخي جليل ابن سعيد ولد عنده ابن  فأسماه عبد الناصر ، فلم يقبلوا وقالوا أنت تقصد الزعيم جمال عبد الناصر فأنت قومي، فتوجه للمحكمة، ورفضت اسم عبد الناصر، هناك أسوأ تميز قومي ضد شعبنا.\nوماذا عن الثروة النفطية بالإقليم؟\nما  بين 4 إلى 6 مليون برميل نفط يصدرونه يوميا من أراضينا لطهران ولا نحصل على نصف ولا واحد بالمائة من النفط ، فالفقر والبطالة بالأهواز وصلت اليوم إلى خمسة أو ستة أضعاف مقارنة بالمعدل الموجود في إيران، حيث نسبة البطالة في إيران تتراوح بين 12 %و 14 %، والبطالة بين شبابنا  بالأهواز 50 إلى 60 % ، والفقر مثل تلك النسب طالما لايوجد عمل، هذا حقيقة وأنا تحدثت عن هذا في الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى.\nمسألة التعليم شيء آخر، اللغة الأم في دستور إيران واللغة الرسمية الوحيدة هي الفارسية " واللغات الأخرى غير رسمية يعني نحن لانستطيع أن ندرس باللغة العربية رغم أنها  لغة القرآن، وأيضا الشعوب الأخرى البلوشية ، التركية، الكردية، أيضا ممنوعة من التعليم بلغتها.\nوبين كل 4 تلاميذ فرس منهم 3 يكملون الدراسة الثانوية، وواحد يترك الدراسة، وعند عرب الأهواز العكس  واحد يكمل المرحلة الثانوية  وثلاثة يتركون الدراسة، فهم لايسمحون حتى بالدراسة، حاول شبابنا فتح مدارس خاصة أو أهلية بالداخل، تدرس باللغة العربية ، البعض أعدموهم مثل هاشم شعباني وبعض الأخوة أعدمهم النظام الإيراني لأنه كان عندهم منظمة الحوار للتدريس وتعليم اللغة العربية ومساعدة شباب الأهواز للدخول في الجامعات، هذا ذنبهم .\nطبعا هناك اضطهاد ضد كل الشعوب غير الفارسية ، لكن ضد الأهوازيين أسوأ اضطهاد ، بلغ  الحد الأقصى ، منذ الحرب العراقية - الإيرانية لايزال الحقد موجودا  منذ 26 سنة لأن كل  القرى بين العراق وإيران للأهوازيين هجروهم منها إبان الحرب العراقية – الإيرانية ، وبعد انتهاء الحرب أراد الأهوازيون العودة إلى أراضيهم، فرفض النظام الإيراني  عودتهم  إلى قراهم وأراضيهم، يعني هذا تطهير عرقي مبرمج.\n هناك شيء آخر خلال الحرب العراقية - الإيرانية  معظم النخيل دمرتها وأحرقتها إيران ، لأن النخيل رمز عربي، أنا أعرف ملفات الفلاحين العرب يريدون زراعة النخيل لايسمحون لهم لأن النخلة رمز عربي، مع الأسف العالم العربي لايعرف عنا شيئا، إن شاء الله يعرفون ، أطلب من الشعوب العربية أن يكونوا معنا جنبا إلى حنب.\nكناشط في حقوق الإنسان كيف ترى ملف الإعدامات في إيران؟\nفي عهد أحمدي نجاد الرئيس السابق تم 700 أو 800 إعدام، وفي سنة 2015 حسب إحصاءات رسمية  أكثر من 1000 إعدام، وفقا لمندوب  إيران بالأمم المتحدة الدكتور أحمد شهيد  ارتفعت الإعدامات في عهد روحاني ، ومعظم الإعدامات من الشعوب غير فارسية .\nهناك تعتيم إعلامي على مايجري في الأهواز، مثلا توجد في أذربيجان حركة سلمية ضد الحكومة لم يحدث فيها إعدامات  نفس الحركة  السلمية لو قامت بالأهواز ورفعت  لافته  واحدة ضد الحكومة  فالأحكام لاتقل عن 20 سنة سجنا.\nالحقيقة أن الإعدامات كثيرة بالأهواز والتمييز العنصري ضد الأهوازيين، مثلا  في طهران يستطيع المعارض السياسي أن يجري مقابلات مع قنوات أجنبية ولا يتعرض لأية عقوبة لأنه فارسي، هذا العمل لو قام به  ناشط عربي أهوازي يؤدي به للإعدام.\nسألت سنبراق زاهدي أحد قادة مجاهدي خلق عن القضية الأهوازية قال هدفنا إسقاط نظام الملالي، وبعدها نتكلم عن حقوق القوميات الأخرى، ما رأيك بهذا؟\nهذه مسألة مهمة، وهذا اختلافنا مع إخواننا المجاهدين ، كيف تقدر إسقاط النظام؟ إذا كنت تستطيع إسقاط النظام فلماذا لم يسقط خلال 37 سنة ؟  نحن لم نشارك في أي حركة  سواء  المجاهدين أوالآخرين حتى يعترفوا اعترافا صريحا  بحقوق الشعوب الأخرى في إيران، فإيران تتكون من شعوب، وليس شعبا واحدا.\n أنا أحترم المجاهدين، ولكن إن كانوا يريدون  تنسيقا وعملا مشتركا المفروض تكون لديكم شجاعة وتعترفون بنا كشعب عربي، ونحن تعلمنا الدرس من الخميني، أنا من الأشخاص عملت مع الخميني لإسقاط الشاه، وقالوا لنا  نفس الشيء في كل مرة نطرح مسألة الأهواز، وهو "ليس وقتها الآن"، وبعد إسقاط الشاه لم يعترفوا بنا.\nنحن لانشارك بأي حركة لا يعترفون بنا ولا يعترفون بحكومة لامركزية، وحق تقرير المصير حتى لو في إطار إيران، وبعدها اعتراف بأن الشعب بالنهاية يقرر مصيره.\nفي مؤتمر مجاهدي خلق عقدنا لقاءات مع كل القياديين، وأنا شاركت لأول مرة بمؤتمر مجاهدي خلق السنوي ، دعيت كثيرا من قبل وكنت أعتذر، لكن حاليا توجد تطورات إقليمية  جديدة في المنطقة فقررت المشاركة هذا العام.\nنحن كسياسيين لا يجب أن  نمكث في زاوية وننغلق على أنفسنا، لذلك نبدأ بالحوار حتى مع أعدائنا دوليا، أنا جاهز من أجل حركتنا أن أقابل أي شخص ونتحاور ونتفاوض معه، وعموما أي شكل للحوار هو معرفة لرأي الآخر.

الخبر من المصدر