أهوار العراق على قائمة يونسكو للتراث العالمي.. تعرف إليها

أهوار العراق على قائمة يونسكو للتراث العالمي.. تعرف إليها

منذ ما يقرب من 8 سنوات

أهوار العراق على قائمة يونسكو للتراث العالمي.. تعرف إليها

إنجاز لافت سجلته العراق مساء الأحد تمثل بموافقة لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو المنعقدة في إسطنبول في اجتماعها الـ40، ضم ثلاث مدن قديمة وأربعة من الأهوار العراقية إلى سجل لائحة التراث العالمي.\nوبضم الأهوار باتت المواقع العراقية المرجة في لائحة التراث تضم: سامراء وأشور والحضر وقلعة اربيل وأور وأريدو والوركاء بالإضافة إلى مناطق الأهوار، الأهوار الوسطى والحمّار الشرقي والغربي وهور الحويزة.\nومنطقة الأهوار التي يغذيها نهرا دجلة والفرات توفر أراض للمزارع السمكية على الخليج وتضم أنواعا من الطيور مثل أبو منجل المقدس.\nوتعد أيضا نقطة استراحة وتوقف لآلاف الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا، وكانت الأهوار قد جفت بالكامل تقريبا خلال حكم صدام حسين.\nوتعتبر مناطق الأهوار التي تمثل ما نسبته 43 في المئة من مساحة مناطق جنوب العراق، أكبر نظام بيئي من نوعه في الشرق الأوسط وغربي آسيا، وتضم ثلاثة أهوار رئيسية هي هوير الحويزة الذي يتداخل مع الحدود الإيرانية، وهور الحمارة، وهور الفرات التي تمتد وتتوسع باتجاه شمال وغرب البصرة وجنوب منطقة العمارة وصولا إلى منطقة مصب دجلة والفرات وهو ما يعرف بشط العرب، وتقدر مساحة أهوار جنوب العراق بين 15000كم مربع إلى50000 كم متر مربع؛ لأن المساحة المائية التي تحتلها الأهوار غير ثابتة وغير مستقرة.\nوأشاد بيان صدر عن وزارة السياحة العراقية، بالجهود التي بذلها أعضاء الوفد العراقي المشارك في الاجتماعات ووزارة الخارجية ابراهيم الجعفري من خلال هشام العلوي، سفير العراق في أنقرة، مشيراً إلى أن الجعفري أجرى خلال الساعات الحاسمة للتصويت، اتصالاً هاماً مع وزير الخارجية التركي، لضمان الدعم اللازم للطلب الذي قدم لضم المدن الآثارية وأهوار العراق إلى لائحة التراث العالمي.\nوكانت الاجتماعات ب‍مؤتمر اليونسكو استأنفت صباح اليوم، بعد توقفها جراء محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا ليلة الجمعة، وحظي طلب العراق بدعم كل من إيران ولبنان وفرنسا والكويت وكازاخستان وفنلندا وإندونيسيا والبرتغال وتونس وتنزانيا وفيتنام والبيرو واليابان.\nولا تقتصر معايير ضم مناطق جديدة إلى لائحة التراث العالمي على عوامل ثقافية، إذ تدرس اللجنة 6 معالم ثقافية و4 طبيعية في المنطقة المحددة وهو ما تضمنه الأهوار وأدى إلى نجاحها في الانضمام إلى لائحة التراث العالمي..\nوالأهوار جزء لا يتجزأ من طرق عبور الطيور المهاجرة ما بين القارات، ودعم أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، واستمرارية مناطق صيد أسماك المياه العذبة، وكذلك النظام البيئي البحري في الخليج العربي. وإضافة إلى أهميتها البيئية، تعتبر مناطق الأهوار تراثاً إنسانياً لا نظير له، وقد كانت موطناً للسكان الأصليين منذ آلاف السنين. ويعيش سكان الأهوار في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة في الأهوار، ويستخدمون نوعا من الزوارق يسمى "المشحوف" في تنقلهم وترحالهم، للأهوار تأثير إيجابي على البيئة فهي تعتبر مصدرا جيدا لتوفير الكثير من المواد الغذائية من الأسماك والطيور والمواد الزراعية التي تعتمد على وفرة وديمومة المياه مثل الرز وقصب السكر.\nفي حقبة التسعينيات وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية قام نظام صدام حسين بحملة هندسية واسعة ومبرمجة لتجفيف أهوار الجنوب العراقي، وقد اشترك جيشه بكل قدراته التنفيذية على مستوى الجهد الهندسي وإمكانيات دوائر الري وقد رافق ذلك إجلاء قسري لسكان القرى الواقعة ضمن المشروع بالقوة وهدم البيوت والقتل والقصف المدفعي، وقد تم تنفيذ هذا المشروع بإنشاء سدود ترابية لمنع تدفق المياه من الأنهار التي تغذي الأهوار.\nوأدت هذه العملية إلى تحطيم نظام حياة بيئي استمر أكثر من 5000 سنة وتقليص مساحة الأهوار التي كانت تمتد إلى 15000-20000 كيلومتر إلى أقل من 2000 كم مربع، وتدمير الأهوار المركزية بنسبة 97% وتحولت إلى أراضٍ جرداء ما صاحبه انخفاض مجموع السكان من 400.000 مواطن إلى حوالي 85000 مواطن.\nوكان محافظ ميسان علي دواي، قد ذكر لصحيفة "الحياة" السعودية إن "إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي سيضمن محمية طبيعية لها، وسيوفر إمكان وضعها تحت وصاية وحماية اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وتعريفها دولياً، وسيساعد على الاستقرار الاجتماعي ورفع المستوى الاقتصادي للسكان".

الخبر من المصدر