رغم فشل الانقلاب.. هل تتغير مواقف تركيا تجاه سوريا؟

رغم فشل الانقلاب.. هل تتغير مواقف تركيا تجاه سوريا؟

منذ ما يقرب من 8 سنوات

رغم فشل الانقلاب.. هل تتغير مواقف تركيا تجاه سوريا؟

قدم فشل محاولة الانقلاب في تركيا راحة مؤقتة للمعارضة وملايين السوريين اللاجئين في تركيا الذين اعتمدوا على دعم الرئيس رجب طيب أردوغان، إلا أن هذا الدعم على وشك أن يتغير بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" اﻷمريكية.\nوقالت الصحيفة، منذ بداية الثورة السورية عام 2011، تركيا كانت واحدة من الداعمين الرئيسيين، واستضافة المعارضة السياسية في المنفى، وسمحت باستخدام حدودها لتمرير الأسلحة، والأموال للمعارضة في شمال سوريا، بجانب مرور حوالي 2.7 مليون لاجئ سوري.\nالجيش السوري الحر - ائتلاف فضفاض من الفصائل المعارضة- سارع بإصدار بيان السبت يتضامن فيه مع "الحكومة التركية المنتخبة"، ومع الشعب التركي الذي خرج للشوارع لمواجهة الانقلاب.\nأردوغان أبدى في الآونة الأخيرة تغييرا في بعض المواقف بشأن سوريا، حيث استعاد العلاقات مع روسيا، ودعم هجومها على اﻷكراد في سوريا، خاصة أن تركيا كانت قلقة من أكراد سوريا بسبب الحروب التي بينهما.\nولكن محاولة انقلاب الجمعة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التغييرات في الموقف التركي تجاه الوضع في سوريا، بحسب الصحيفة.\nونقلت الصحيفة عن "آرون لوند" من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي قوله:" اذا سقط أردوغان، فأن تأثير ذلك على السياسة الخارجية، وخاصة بشان سوريا سيكون كبيرا، ولكن حتى مع استمراره سيحدث تغيير في السياسة، ولكن لا يعرف مقداره".  \nالمشاعر ضد اللاجئين السوريين في مصر تحولت بشكل حاد في أعقاب الانقلاب العسكري في مصر عام 2013 الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد محمد مرسي، الذي كان إسلاميا مثل اردوغان. السوريون، الذين دعمهم مرسي، وجدوا أنفسهم فجأة عرضه للهجوم في مصر، مما دفع العديد منهم للعودة لسوريا.\nوأضاف لوند: إذا كان هذا يقال فقط لتعزيز شعبية أردوغان، أنا لا أرى لماذا لا يستمر في فعل ما يريد فعله بشأن سوريا".\nالمعارضة السورية تعاني لسنوات مما تصفه بتخاذل الداعمين، تركيا حتى الآن، واحدة من عدد قليل من الدول الداعمة بانتظام.\nونقلت الصحيفة عن جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة أوكلاهوما قوله:" في محاولة من أردوغان لمواجهة الأعداء في الداخل، فأنه قد يضطر للتخلي عن مصالحه في سوريا، وسحب دعمه للمعارضة".\nوأضاف:" تركيا في غاية الأهمية للمعارضة السورية.. ولو حدث أي تحول مهمها كان صغيرا فأنه سيكون كبيرا للمعارضة السورية".\nسونر كاجابتاي، مدير برنامج تركيا بمعهد واشنطن :" لا يتوقع أي تغيير في سياسة تركيا تجاه سوريا أو اللاجئين السوريين، لكنه يرى عواقب كبيرة على قدرة تركيا على المحافظة على الشراكات العسكرية الآن، خاصة مع انقسام وضعف جيشها".\nواحدة من الشراكات العسكرية الرئيسية في الوقت الراهن مع الولايات المتحدة التي تسمح لها باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا، لضرب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.\nوقال كاجابتاي: الانقلاب سوف يزعزع قدرة الجيش على تأمين الحدود التركية البالغة 565 ميلا مع سوريا، ولقد حان الوقت لكي تطالب أنقرة الدول الغربية بتضييق الخناق على حركة المقاتلين اﻷجانب عبر الحدود.\nفي السنوات الأخيرة، أصبحت الحدود منطقة عسكرية على نحو متزايد مع وجود خنادق عميقة، وجدران عالية وجنود يمنعون الناس من محاولة عبور الحدود إلى تركيا. 

الخبر من المصدر