غضب ومظاهرات ودماء بإسطنبول إثر محاولة الانقلاب

غضب ومظاهرات ودماء بإسطنبول إثر محاولة الانقلاب

منذ ما يقرب من 8 سنوات

غضب ومظاهرات ودماء بإسطنبول إثر محاولة الانقلاب

بعد وقت قصير على وصول جنود الانقلاب إلى ساحة تقسيم في إسطنبول تجمعت حشود غاضبة في المكان للتنديد بهم، وأطلقت هتافات منددة بالانقلاب.    \nوذكرت المشاهد بالمظاهرات الحاشدة التي حصلت قبل ثلاث سنوات احتجاجا على الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان آنذاك رئيسا للوزراء، لكن هذه المرة كان المتظاهرون إلى جانبه، وكان عناصر الجيش أقل عددا بكثير من المتظاهرين -مئة مقابل ألف- وهدفا لغضب المتظاهرين.    \nوهتف المتجمعون "ليخرج الجيش من هنا"، وتجمهروا حول نصب يخلد ولادة الجمهورية التركية قبل نحو قرن.    \nوقال دوغان (38 عاما) "الناس يخشون حكومة عسكرية"، وأضاف "معظمهم خدموا في الجيش، يعرفون ما تعنيه حكومة عسكرية".    \nوبينما حلقت مروحية فوقهم بدأ الناس يطلقون هتافات شاجبة ويرفعون قبضاتهم باتجاه الطائرات، ثم انتشر الذعر عندما فتح الجنود النار.    \nوأصيب ثلاثة أشخاص، أحدهم سقط أرضا وهو ينزف، ووصلت سيارات الإسعاف وكانت أضواؤها الزرقاء تكشف عن وجوه الحشود الغاضبة.    \nوارتفع صراخ أحدهم قائلا "الجيش فعل هذا! قتلة!".    \nوبعد دقائق نزلت أعداد من عناصر شرطة مكافحة الشغب من الشاحنات حاملين دروعهم، وتفرق المتظاهرون الذين تجمعوا في الطرق الفرعية يسترقون النظر وسط هدوء حذر.\nوسمع إطلاق نار متقطع في الساحة التي أصبحت شبه خالية، وراحت سيارة إسعاف تجول في المكان بحراسة عربات الشرطة البيضاء المتوقفة.\nكما أطلق جنود النار على آلاف المدنيين الذين حاولوا عبور جسر السلطان محمد الفاتح فوق مضيق البوسفور سيرا على الأقدام، مما أدى إلى جرح عشرات الأشخاص، ووقف أحدهم مذهولا في شارع مجاور وعلى صدره علم تركي عليه آثار دماء، وتجمهر حشد حول رجل مسن عانى من ضيق وسارع البعض إلى إنعاشه.   \nوأغلقت المتاجر بسرعة مع ورود الأنباء عن محاولة الانقلاب، ووقف العشرات أمام أجهزة الصراف الآلي لسحب الأموال قلقين مما قد تحمله الأيام المقبلة.\nوفي شوارع حي شيلشي بإسطنبول التي تعج بالحركة سارع الناس المذعورون إلى شراء الماء قبل أن يختفوا داخل منازلهم التي كانت تسمع منها أصوات البث المباشر للأخبار.\nوبدت بعض أجزاء إسطنبول كمدينة أشباح، ولم تعد إليها الحشود إلا بعد ساعات، ربما تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان الناس إلى الخروج ومقاومة الانقلاب.    \nوبدا الجسران اللذان يربطان الجانبين الآسيوي والأوروبي من البوسفور والمزدحمان عادة بالسيارات في أي ساعة مقفرين.    \nوفيما كانت المروحيات تحلق قال علي -في بشكتاش- إنه لا يريد لبلاده أن تعاني انقلابا جديدا بعد سلسلة الانقلابات التي شهدتها منذ 1960.\nوقال "هذا البلد شهد العديد من الانقلابات، أنا ضد ذلك، الأمر لن ينجح".\nوتابع "هذا الانقلاب ليس جيدا، سيعيدنا عشرين سنة إلى الوراء، لا يجب أن يحصل سفك دماء بين الإخوة".    

الخبر من المصدر