بالفيديو| طوابير ألبان الأطفال.. رحلة البحث عن رضعة

في مشهد ليس بجديد، عادت طوابير الأهالي أمام منافذ صرف ألبان الأطفال المدعمة لتمتد عشرات الأمتار، نظرًا لنقص مخزون الألبان، ذلك في الوقت الذي يخرج فيه وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، على وسائل الإعلام ليقول إنَّ الوزارة لديها من ألبان أطفال تكفي لمدة تسعة أشهر.\nيبدو أن أزمة نقص واختفاء الألبان الأطفال المدعمة باتت صداعًا مزمنًا في رأس المواطن المصري الذي أصبح يذوق الأمرّين بحثًا عن شيء أشبه بالعملة النادرة، فرغم شكاوى المواطنين إلا أنّ وزارة الصحة لا تزال تؤكد توافر الألبان الصناعية المدعمة للأطفال.\nوفي سياق متصل، قال الدكتور علي عبدالله، صيدلي، مدير المركز المصري للدراسات الدوائية والإحصاء، في تصريحات لـ"مصر العربية" إن ألبان الأطفال تنقسم حسب الفئة العمرية بالمرحلة الأولى منذ اليوم الأول من الولادة والثانية منذ الشهر السادس والثالثة فوق السنة من العمر وهناك أنواع أخرى للنمو والتغذية فوق الثالثة من العمر.\nوأشار إلى أن الشركة المصرية لتجارة وتوزيع الأدوية هي الشركة الحكومية الوحيدة التي تستحوذ على حق التوزيع للألبان المدعمة في مصر بينما تشترك كل الشركات الموزعة الأخرى مع المصرية في توزيع الألبان غير المدعمة.\nوأفاد عبدالله أن من أمثلة الألبان المدعمة بيوميل Biomil ونكتاليا nactalia وليبتوميلك liptomilk وتصنعها شركات فرنسية وبلجيكية، أما الألبان غير المدعمة فلا تعمل من حيث التسعير معاملة الأدوية لذا فهي دائمًا التغير والارتفاع من حيث السعر.\nوشدد على أن شركات أدوية عالمية أمريكية وأوروبية تستحوذ على صناعة الألبان من شركة وايث wyth وشركة  أبوت Abbott ونسلة nestleونوتريشيا  nuttricia.\nوأشار إلى أنه قد تقسم الألبان حسب الحالات المرضية الخاصة فهناك ألبان للأطفال المبتسرين أي المولودين قبل التاسع وهناك نوع يعطى بعد الخروج من الحضانة وهناك لعلاج ارتجاع اللبن أو الحساسية للاكتوز أو الحساسية للبن البقري كالتالي: Bebelac premature 75 400 g   للمبتسرين South 26 pdf 75 400 g   بعد الخروج من الحضانة Bebelac fl 52 400 خالي من اللاكتوز S 26 fl 65 400 S 26 ar 75 400  لعلاج الارتجاع، وهناك أنواع يصل سعرها لـ150 جنيهًا للعلبة الواحدة.\nوأكد مدير المركز أننا في مصر نحتاج 60 مليون علبة لبن سنويًا بمعدل 4 علب للطفل الواحد بينما يكفيه 6 علب، ويتم الدعم بما يقرب من 350 مليون جنيه سنويًا أي لا يزيد عن 40 مليون علبة.\n ونظرًا لعدم امتلاك الصيادلة إمكانية فرز الأمهات من حيث الاستحقاق المادي أو الصحي للبن الأطفال، فقد اقترح قصر توزيع الألبان المدعمة على مراكز الأسرة حيث يقوم الطبيب بفحص الأمهات وتقدير احتياج الطفل للبن وعدم قدرة الأم على إرضاع الطفل أو وجود توأم أو وفاة الأم أو تناولها بعض الأدوية التي تفرز في لبن الأم وبالتالي تضر الطفل مثل أدوية السرطان أو الصرع أو أدوية تقلل من إفراز اللبن، كذلك وجود أخصائي اجتماعي يقدر حالة الأسرة المادية من حيث القدرة على شراء اللبن غير المدعم، أو إلغاء الدعم على اللبن نهائيًا وصرفه في هيئة دعم مادي للأسرة غير القادرة وشراء اللبن من الصيدليات.\nوتابع: وفي حالة استمرار الدعم يتم توجيهه كاملًا للمرحلة الأولى وتحرير الألبان للمرحلة الأولى، قائلًا إن الألبان المدعمة بمثابة صداع بالنسبة للصيادلة فهو من ناحية لا يكفي احتياجات كل الناس ولا يستطيع توزيع اللبن التوزيع العادل ويدخل في التوزيع عنصر المجاملة رغم أنف الصيدلي، ثم إن بيع اللبن لا يمثل أي نوع من أنواع الربحية للصيادلة .\nواستطرد: بالطبع نحن تحت تهديد حدوث نقص حاد في الألبان واختفاؤها من السوق، مطالبًا بسرعة إنشاء مصنع محلي للألبان أو تطوير المصنع السابق وليس معنى خطأ في تشغيله هو غلق المصنع فليس متبع في وزارة الصحة غلق مصانع الأدوية بعد اكتشاف تشغيلات غير مطابقة للمواصفات.\nوأوضح عبدالله أن وجود مصنع محلي سوف يوفر الألبان خاصة في وجود الخبرات والمواد الأولية ويمكن الاستعانة بالتكنولوجيا والخبرات الأجنبية كذلك توجيه الدعم إلى المصنع ثم توفيره للإنتاج فيما بعد والألبان المستوردة متداولة في بلد المنشأ كما تتداول في مصر.\nوأضاف أن وزارة الصحة المصرية عليها قبل تداول الألبان فحص عينات من هذه التشغيلات ومدى مطابقتها للمواصفات وصلاحيتها للاستخدام، كما أن هذه الألبان تتداول في مصر وتلك الدول منذ سنين ولم تسجل أي شكوى منها لا في مصر ولا تلك الدول وعليه فلا داعٍ للتشكيك في جودة الألبان المدعمة.\nوأكد أن تناول ألبان فاسدة ضار جدًا بالصحة وقد يؤدي إلى وفاة الطفل، حيث يجب تخزين الألبان في مكان جيد التهوية بعيدًا عن ضوء الشمس والحرارة في درجة حرارة الغرفة (أقل من 25) وبعيدًا عن الرطوبة.\nوكان وزير الصحة قد أعلن أن مشروع ميكنة ألبان الأطفال المدعومة يتضمن 1005 منافذ توزيع الألبان في 27 محافظة، منها 525 منفذًا تابعًا لبرنامج الرعاية الصحية لغير القادرين، و480 منفذًا جارٍ تجهيزها.\nوأشار وزير الصحة إلى أن الهدف من المشروع هو دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية، ومتابعة نمو الأطفال للاكتشاف المبكر والحد من أمراض سوء التغذية والتقزم، وزيادة عدد منافذ توزيع الألبان وإحكام الرقابة والمتابعة على صرف ألبان الأطفال المدعومة وحساب الدعم بشكل دقيق لضمان وصول الدعم لمستحقيه.\nوأكد أن تنفيذ المشروع من المتوقع أن يكون له مردود إيجابي على مستويات أربع وهي: المستوى الصحي والتشغيلي والاجتماعي والاقتصادي.\nوتبلغ تكلفة المشروع 13.7مليون جنيه، مشيرًا إلى أن المشروع يستهدف أربع فئات: الأولى هي تعرض الأم لإصابة مرضية، والثانية عدم قدرة الأم على الرضاعة الطبيعية، والثالثة وفاة الأم، أما الرابعة فهي ولادة أكثر من توأمين.\nوفي تصريحات أخرى، أكد الدكتور أحمد عماد، متابعة ما تم إنجازه من بروتوكول التعاون بين وزارة الصحة والسكان، ووزارة الإنتاج الحربي، الذي يشمل توريد وتجهيز مصانع ألبان الأطفال، نظرًا لأن الاحتياجات السنوية تقدر بحوالي٤٠ مليون علبة لبن بودرة، لافتًا إلى استيراد ٢٠ مليون علبة لبن أطفال سنويًا بالإضافة إلى مصنع لإنتاج الأمصال واللقاحات.\nوفي أبريل الماضي، وقع وزير الصحة، أمر إسناد ترسية مناقصة الألبان الصناعية للأطفال حديثي الولادة من سن يوم حتى عام على الشركة المصرية لتجارة الأدوية كوكيل للشركات العالمية المنتجة للألبان المتقدمة لهذه المناقصة لتوريد أصناف "ليبتوميلك 1&2 سويسري الصنع، وسويسلاك برايمر 1& 2 هولندي الصنع، وبيوميل 1&2 بلجيكي الصنع، ناكتاليا 1&2 تركي الصنع، وذلك وفقًا لما انتهت إليه لجنة ممارسة الشركات المتقدمة بتلك العملية.\nوبلغ سعر التوريد ٢٦ جنيهًا مصريًا للعلبة الواحدة "شاملة التوريد والتخزين والتوزيع" أي ما يعادل 2.47 يورو بالسعر الحالي، علمًا بأن سعر اليورو الحالي طبقًا للبنك المركزي ١٠.٥٠ جنيهًا.\nوشدد الدكتور خالد مجاهد، متحدث وزارة الصحة، أن هذه الصفقة توفر على الموازنة العامة للدولة ما يقدر بـ56 مليون جنيه، حيث كان يصل سعر العلبة إلى 33 جنيهًا في المناقصة السابقة التي تم إلغاؤها أكتوبر الماضي وهو ما يعد إنجازًا.\nولفت إلى أنه قد تم تأكيد وضع مجموعة من الضوابط التي تضمن وصول الألبان المدعومة إلى مستحقيها بالسعر المقررة وهو 3.5 جنيهًا للعلبة، وذلك من خلال تطبيق منظومة الكروت الذكية التي بدأ العمل بها اعتبارًا من أول يونيه في كافة وحدات الرعاية الصحية الأولية.