«أهلا بكم في كوكب المشتري»

«أهلا بكم في كوكب المشتري»

منذ ما يقرب من 8 سنوات

«أهلا بكم في كوكب المشتري»

بعد رحلة قطعت خلالها مليارين و700 مليون كيلومتر، وصلت المركبة الأميركية غير المأهولة «جونو»، أمس، الى مدار كوكب المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية. في مهمة ترمي الى كشف أسرار هذا الكوكب العملاق.\nولدى الاقتراب من الكوكب أشعلت المركبة البالغ وزنها ثلاثة أطنان و600 كيلوغرام محركها الأساسي لمدة 35 دقيقة لكبح سرعتها، ثم دخلت في جاذبية المشتري، ووضعت في مدار حوله.\n«أهلا بكم في كوكب المشتري»، هكذا أعلن معلق تلفزيون وكالة الفضاء الاميركية «ناسا» وصول المركبة الى مدار الكوكب الغازي العملاق، عند الساعة 3,53 ت.غ. من فجر الثلاثاء، مثيرًا عاصفة من التصفيق في قاعة مركز التحكم الفضائي في كاليفورنيا.\nانتظر العلماء 48 دقيقة للتثبت من نجاح المهمة، اذ ان المشتري يبعد عن الأرض 869 مليون كيلومتر، لذلك تستغرق الإشارات اللاسلكية التي ترسلها المركبة 48 دقيقة لتصل الى مركز التحكم الأرضي.\nستحلق المركبة 37 مرة حول المشتري في مهمة تستمر عشرين شهرًا. أثناء ذلك تغوص أجهزة المركبة في طبقات السحب لدراسة ظاهرة الشفق القطبي والغلاف الجوي للكوكب وحقله المغناطيسي. ومن أهداف المهمة التعمق في فهم تكوين الكوكب تحت طبقات السحب الغازية التي تغطيه، وهو أمر لا يزال محجوبًا عن عدسات التلسكوبات حتى الآن.\nويقول مدير الأبحاث في «المركز الوطني الفرنسي للابحاث» تريستان غيو: «ما زلنا حتى اليوم لا نعرف ان كان لكوكب المشتري نواة مركزية أم لا». وستقوم الأجهزة التسعة الموجودة على متن المسبار، وهي أجهزة أوروبية وأميركية، بقياس الانبعاثات الاشعاعية للاجواء العميقة للكوكب، لمعرفة تكوينه.\nأطلقت المركبة «جونو» من الأرض في الخامس من آب العام 2011، في مهمة تبلغ تكاليفها مليارا و100 مليون دولار. ويعول العلماء على هذه المهمة، لفهم كوكب المشتري وفهم بدايات تشكّل المجموعة الشمسية.\nلكنّ جملة من الأخطار تحدق بالمركبة لدى اقترابها من المشتري، منها طبقة الهيدروجين، التي تشكل 90 في المئة من غلافه الجوي، والتي يمكن ان تتحول بفعل الضغط الشديد الى مادة موصلة للكهرباء، ومن شأن ذلك أن يدمر المركبة.\nقبل أكثر من عشرين عاما، أطلقت وكالة الفضاء الاميركية مهمة «غاليليو» التي فتحت آفاقا واسعة في دراسة أقمار كوكب المشتري، منها القمر «أوروبا» الذي يعتقد العلماء بوجود محيط مائي تحت سطحه المتجمد حيث يمكن أن توجد بعض أشكال الحياة. (أ ف ب)

الخبر من المصدر