الألمان يقهرون الطليان بعد نصف قرن من المعاناة

الألمان يقهرون الطليان بعد نصف قرن من المعاناة

منذ ما يقرب من 8 سنوات

الألمان يقهرون الطليان بعد نصف قرن من المعاناة

الاصطدام بإيطاليا مجددا في كأس الأمم الأوروبية هو بمثابة الكابوس لمشجعي المنتخب الألماني، لأنهم تعودوا على الهزائم والتعادلات طوال اللقاءات التي جمعت الفريقين في النهائيات الأوروبية، بل وخلال نهائيات كأس العالم (4 انتصارات لإيطاليا، و4 تعادلات).\nلكن هذه المرة نجح الألمان في فرض أفضليتهم على مجريات المواجهة في ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا في فرنسا. التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لهدف كان غير منصف للألمان، لو نظرنا لنسبة السيطرة على مجريات اللعب، ولعدد الفرص الخطرة أمام المرمى.\nويبدو أن هذا الحظ العاثر انقلب إلى الضد خلال ركلات الترجيح الدرامية، والتي ضغطت على أعصاب مشجعي الفريقين. وفي النهاية تمكن هيكتور ونوير من العبور بألمانيا إلى نصف النهائي.\nبعد الفوز الكبير لألمانيا في ثمن النهائي على سلوفاكيا بثلاثة أهداف نظيف، قرر المدرب يواخيم لوف تعديل خطة لعبه، وأبقى نجم تلك المباراة يوليان دراكسلر حبيس مقاعد الاحتياط أمام إيطاليا. بالمقابل أشرك لوف اللاعب هوفيديس ليكون قلب الدفاع الثالث إلى جانب هوملس وبواتينغ. وهذا التكتيك بالضبط قاد الماكينات الألمانية للفوز (4/1) على الطليان في اللقاء الودي الذي جمع الفريقين في ميونيخ في 29 مارس/آذار الماضي.\nأما المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي فاصطدم بغياب أحد أبرز نجوم الآزوري وهو اللاعب دي روسي لتعرضه للإصابة، ودفع باللاعب ستورارو بديلا له. وهو ما أثر على الطليان الذي قهروا في ثمن النهائي حامل اللقب المنتخب الإسباني.\nدخول شفاينشتايغر في تبديل مبكر بسبب إصابة خضيرة\nبدأت المباراة بسيطرة وضغط هجومي من جانب المنتخب الألماني الذي حاصر منافسه في وسط ملعبه لدقائق، لكن سرعان ما دخل الفريق الإيطالي في أجواء المباراة وبدأ الانتشار على أرضية الملعب. وجاءت أولى المحاولات التهديفية في الدقيقة الخامسة وكانت من نصيب المنتخب الإيطالي حيث انطلق إيمانويلي جياكيريني وحاول التصويب من داخل منطقة الجزاء لكن جيروم بواتينغ أخرج الكرة إلى ضربة ركنية لم تستغل. وسقط الألماني سامي خضيرة مصابا في الدقيقة 12 وخرج لتلقي العلاج ثم واصل اللعب لكن المدرب لوف وجد نفسه أمام أول موقف صعب: سامي خضيرة يخرج مصابا في الدقيقة 16، والبديل كان المخضرم باستيان شفاينشتايغر.\nوواصل المنتخب الألماني استحواذه وضغطه المتواصل، بينما اعتمد الفريق الإيطالي بشكل أساسي على الهجمات المرتدة لكن أيا من الفريقين لم يشكل الخطورة الكافية على مرمى منافسه لأكثر من 20 دقيقة.\nواهتزت شباك الحارس الإيطالي بوفون في الدقيقة 27، حيث تلقى شفاينشتايغر كرة عالية من ماتس هوملس ووجهها برأسه إلى داخل الشباك، لكن الحكم لم يحتسبها هدفا لتدخل شفاينشتايغر مع ماتيا دي تشيليو خلال تسديد الكرة.\nوأهدر ماريو غوميز فرصة ثمينة للمنتخب الألماني في الدقيقة 40 حيث تلقى كرة عالية من كيميتش لكنه صوب الكرة برأسه فوق العارضة. وشن المنتخب الألماني هجمة خطيرة أحدثت ارتباكا داخل منطقة الجزاء لكنها انتهت بتسديدة ضعيفة من توماس مولر ليمسك بوفون بالكرة بثبات. ورد المنتخب الإيطالي بهجمة خطيرة بدأت بطولية تلقاها جياكيريني الذي سدد كرة تصدى لها الحارس وارتدت لتصل إلى ستيفانو ستيورارو الذي سدد بقوة لكن بواتينج وجه الكرة إلى خارج الشباك ، ولم تسفر الدقائق المتبقية عن جديد لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.\nولم يختلف الحال كثيرا في مطلع الشوط الثاني حيث استمر التفوق الألماني في الاستحواذ وواصل الفريق الإيطالي في البحث عن الفرصة من الهجمات المرتدة. واقترب المنتخب الألماني بشكل كبير من هز الشباك في الدقيقة 54 حيث هيأ ماريو جوميز الكرة لتوماس مولر الذي راوغ ثم سدد بقوة لكن أليساندرو فلورينزي أبعد الكرة بمهارة، وبعدها بثوان سدد بواتينغ كرة صاروخية بقدمه اليسرى من خارج منطقة الجزاء لكنها مرت فوق العارضة مباشرة. وفي الدقيقة 65 افتتح المنتخب الألماني التسجيل عن طريق أوزيل حيث انطلق ماريو غوميز من الناحية اليسرى ثم مرر الكرة بمهارة إلى يوناس هيكتور الذي هيأها لأوزيل ليسكنها الشباك دون تردد.\nوأخيرا الفوز على إيطاليا في مباراة رسمية (في كأس العالم أو كأس أوروبا). ركلات الترجيح الماراثونية ابتسمت للألمان (6 مقابل 5). الحظ وتألق مانويل نوير ساهما في حسم الأمر. اللاعبون يتحلقون حول نوير وهيكتور، الذي نفذ الركلة الأخيرة، محتفلين بتأهل تاريخي.\nوباستعراض مجريات اللقاء، انطلاقا من الشوط الأول نجد أن خطة المدرب يواخيم لوف اصطدمت بإصابة مبكرة لسامي خضيرة في الفخذ، ليخرج من أرضية الملعب ويحل باستيان شفاينشتايغر بديلا له في الدقيقة 16.\nشوط أول سلبي مع أفضلية نسبية للألمان ولكن بدون فرص خطرة على المرمى. كلا المدربين لعب بتركيز دفاعي كبير، وخاصة المدرب الإيطالي كونتي.\nمسعود أوزيل يضع الألمان في المقدمة، مفتتحا التسجيل في هذه المباراة في الدقيقة 65، بعد تمريرة من الظهير الأيسر هيكتور.\nهو الهدف الأول في هذه البطولة الذي يلج شباك المخضرم بوفون. صحيح أن إيطاليا تلقت هدفا، عندما خسرت أمام ايرلندا في آخر مباراة لها في دور المجموعات، ولكن بوفون لم يلعب في تلك المباراة.\nخطأ فادح من بواتينغ، عندما رفع ذراعيه عاليا فوق رأسه. وفي مثل هذه الحالات فإن القانون يقول أي لمس للكرة حتى ولو لم يكن مقصودا يستوجب ركلة جزاء إذا كان اللمس داخل منطقة الجزاء.\nهدف التعادل لإيطاليا في الدقيقة 78. بونوتشي ينجح في تنفيذ ركلة جزاء بشكل صحيح ويعيد الطليان إلى أجواء المباراة مجددا.\nهو الهدف الأول أيضا الذي يلج شباك مانويل نوير في هذه البطولة، بعد أن نجح في الذود عن نظافة شباكه طوال أربع مباريات في هذه البطولة. ولكن عزاء نوير أن الهدف جاء من ركلة جزاء.\nالمباراة كانت مثيرة وشهدت التحامات قوية. وإن كان الشوط الأول من الوقت الأصلي قد خلا من البطاقات، إلا أن بقية المباراة عرفت رفع 5 بطاقات صفراء للطليان، مقابل بطاقتين للألمان.\nالجماهير الألمانية فرحة بتحطيم العقدة الإيطالية عقب عقود من الانتظار للثأر من الآزوري في مباراة رسمية.\nأما الجماهير الإيطالية فستترك وراءها بعض الصور الجميلة في هذه البطولة، ولكن ساعة الرحيل قد حانت ولا بد من العودة إلى الديار.\nوكاد غوميز أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 68 حيث تلقى تمريرة من أوزيل وانطلق ثم سدد الكرة بلمسة مهارية أمام المرمى لكن بوفون أخرجها إلى ضربة ركنية لم تستغل. وفي الدقيقة 72 دفع لوف باللاعب يوليان راكسلر بدلا من ماريو غوميز المصاب.\nوضغط المنتخب الإيطالي بقوة أملا في التعادل وأتيحت فرصة أمام جرازيانو بيلي في الدقيقة 74 حيث تلقى عرضية قابلها بتسديدة قوية لكن الكرة مرت بجوار القائم. وفي الدقيقة 77 حصل المنتخب الإيطالي على ضربة جزاء إثر تصدي بواتينغ للكرة بيده داخل منطقة الجزاء، وتقدم ليوناردو بونوتشي لتنفيذها مسجلا هدف التعادل. وانتعش المنتخب الإيطالي هجوميا وكثف محاولاته للتقدم وبالفعل هدد المرمى الألماني لكن الدفاع تعاون مع نوير بالشكل المطلوب.\nوكاد ماتيا دي تشيليو أن يحسم المباراة للمنتخب الإيطالي في الدقيقة 89 حيث سدد كرة زاحفة قوية من حدود منطقة الجزاء لكنها مرت بجوار القائم مباشرة لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 1 / 1 ويخوض الفريقان وقتا إضافيا عرف سيطرة ألمانية وامتدادا نحو الأمام دون تسجيل. وأهدر دراكسلر فرصة ثمينة لألمانيا في الدقيقة 106 حيث تلقى الكرة أمام المرمى لكنه سددها خلفية مزدوجة فوق العارضة مباشرة. بالمقابل كانت هناك بعض المحاولات الجادة من إيطاليا.\nومع انتهاء الوقت الإضافي بالتعادل، احتكم الفريقان إلى ركلات ترجيحية لأول مرة في تاريخ مواجهاتهما ضمن البطولات الكبرى. وبعد لعب كل فريق ثماني ركلات ترجيحية عرفت حبس الأنفاس من جماهير الفريقين وتألقا لحارسي المرمى، تمكن مانويل نوير من صد الركلة التاسعة لإيطاليا والتي نفذها دارميان، قبل أن يختم يوناس هكتور المواجهة بركلة منحت بلاده بطاقة التأهل (6-5)، متخطية ركلات الترجيح للمرة السادسة على التوالي. وكانت ألمانيا قد أهدرت ركلتي ترجيح فقط من أصل 28 في البطولات الكبرى، بيد أنها أهدرت 3 ركلات في مباراة واحدة هذه المرة ضد ايطاليا.\nف.ي (DW، أ.ف.ب، د.ب.ا، رويترز)

الخبر من المصدر