«أم العواجز».. قِبلة الصوفية فى قلب القاهرة | المصري اليوم

«أم العواجز».. قِبلة الصوفية فى قلب القاهرة | المصري اليوم

منذ ما يقرب من 8 سنوات

«أم العواجز».. قِبلة الصوفية فى قلب القاهرة | المصري اليوم

«أم هاشم – أم العواجز- اجبرينا بكرماتك، اجبرى بخاطرنا وريحى قلب الملهوف».. كلمات يرددها مريدو وزوار مقام السيدة زينب بوسط القاهرة، الواقع بجوار مسجد السيدة زينب بميدان يحمل نفس الاسم بالقاهرة، للمسجد والمقام مكانة كبيرة فى قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالوها.\nالسيدة زينب هى البنت الكبرى رضى الله عنها للسيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب، وُلدت فى شهر شعبان بعد مولد شقيقها الحسين بسنتين، وعاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا «الرسول»- صلى الله عليه وسلم- «زينب» على اسم ابنته.\nتزوجت السيدة زينب بابن عمها عبدالله بن جعفر الطيار بن أبى طالب، وأنجبت منه جعفر وعلياً وعون الأكبر وأم كلثوم وأم عبدالله، وكان للسيدة زينب درس حافل وهو أنها عندما انشغلت بأمر الدعوة مع أخويها الإمامين الحسن والحسين رأت أنها لا تستطيع أن تجمع بين واجب الجهاد والواجبات الزوجية، فأذنت لزوجها عبدالله بن جعفر أن يتزوج، فتزوج (الخوصاء الوائلية)، ثم تزوَّج بـ (جمانة الفزارية) بنت المسيب أمير التوابين- حسب ما أكده عدد من العلماء.\nأما عن حكاية وصولها إلى مصر وتعلق أهل مصر بها فهى تعود إلى عام 61 من التقويم الهجرى، حيث أمر يزيد بن معاوية الأموى، بإخراج السيدة زينب بنت الإمام على بن أبى طالب، خارج حدود المدينة، طالبًا منها أن تختار لها بلدًا تسكن فيه، بعد أن أصبح بقاؤها يؤجج نيران الثورة ضد الخلافة الأموية، فأبت فى أول الأمر وقالت «أأترك بلد أبى وجدى»، فقال لها عبدالله بن عباس «يا ابنة بنت رسول الله، اذهبى إلى مصر، فإن فيها قومًا يحبونكم لله، ولقرابتكم لرسول الله، وإن لم تجدى أرضًا تسكنيها هناك، فستجدين قلوب أهلها وطنًا».\nاختارت السيدة زينب مصر لتقيم فيها، ووصلت إليها فى شعبان عام 61 هجرية، وعلى مشارف مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، خرج لاستقبالها جموع المسلمين بالدفوف والزغاريد، وعلى رأسهم والى مصر الأموى آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصارى، وأقامت فى بيت الوالى حتى وافتها المنية فى الـ 14 من شهر رجب عام 62 هجرية، ودفنت فى بيت الوالى، الذى تحول إلى ضريح لها فيما بعد.\nوتعتبر السيدة زينب من أول نساء أهل البيت اللاتى قدمن إلى مصر إليها فوصلت مع بزوغ هلال شهر شعبان بعد 6 أشهر على استشهاد أخيها الحسين ومعها «فاطمة» و«سكينة» و«على» أبناء الإمام الحسين، واستقبلها أهل مصر وواليها فى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهرى (حى السيدة الآن).\nويعتبر المسجد مركزا من مراكز الطرق الصوفية ومريديها. وفى كل عام فى شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات وتنتشر حلقات الذكر فى جنبات المسجد الذى يزدحم بالمريدين ومحبى آل البيت.\nمقامه الذى يتبارك به الناس ويبكون بالدموع وتتعلق به كل من لديه أمنية أو مطلب «أم هاشم مش بترد حد وكله بييجى هنا يبتارك بيها ويدعلها عشان تحقق طلبه».. قالتها عزة حامد إحدى المترددات على المقال وقالت إنها تأتى لزيارة المقام أسبوعيا واعتادت أن تقدم الحلوى لكل زوار المقام وتأتى لقراءة الفاتحة ووضع النذور والدعاء للسيدة زينب والتبرك بآل البيت.\nاختلف المؤرخون على وجود جسمان السيدة زينب فى المقام منهم من يؤكد أنه بالفعل مقام السيدة زينب الكبرى ابنة الإمام على بن أبى طالب، التى أبعدها الأمويون إلى مصر خوفا من تأثيرها على أهل المدينة بعد مأساة كربلاء، ومنهم من يؤكد أن السيدة زينب لم تصل إلى مصر أبدا، وأن صاحبة المقام هى زينب بنت يحيى المتوج بن حسن الأنور بن زيد بن الحسين بن على بن أبى طالب، بينما يرى الإمام المقريزى أنها زينب بنت أحمد بن جعفر بن الحنفية.\nعلى مدخل مقام السيدة زينب تتواجد قبة من الزجاج مكتوب عليها مقام سيدى محمد العريس وبجواره مقام سيدى عبدالرحمن العيدروس من علماء اليمن وتحيطه الكثير من العملات النقدية وصور لرجال وسيدات وبنات وشباب، قالت إحدى الزائرات وتدعى سعدية حسن إن هذا المقام معروف ببركته فى إتمام الزيجات «بيحل عقدة الزواج وبيجيب الفرح والنصيب كل اللى عليك تدفعى بركة وتحطى صورة الحبيب أو الحبيبة وتدعى عنده وربنا هيبارك لأن دى كرامته».\nوقال أحد العاملين بالمسجد طلب عدم ذكر اسمه إن هذا المقام وضع عليه الزجاج نظرا لاستغلال بعض الشحاذين زوار المقام وطلب المال منهم ولذلك قامت إدارة المسجد بترك العملات النقدية والصور وكل شىء ووضع الزجاج حولها.\nلا يعرف على وجه التحديد متى تم إنشاء المسجد أعلى قبر السيدة زينب فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن والى مصر العثمانى على باشا قام سنة 951 هـ/1547م بتجديد المسجد، وفى عام 1940م قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تماما وأقامت المسجد الموجود حاليا وبالتالى فالمسجد ليس مسجلا كأثر إسلامى. وكان المسجد وقتها يتكون من سبعة أروقة موازية لجدار القبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، وفى الجهة المقابلة لجدار القبلة يوجد ضريح السيدة زينب رضى الله عنها محاطا بسياج من النحاس الأصفر وتعلوه قبة شامخة. وفى عام 1969 قامت وزارة الأوقاف بمضاعفة مساحة المسجد.

الخبر من المصدر