حوار- فريد زهران: البرلمان مرتبك ومربك.. والسيسي لا يسير في الاتجاه الصحيح

حوار- فريد زهران: البرلمان مرتبك ومربك.. والسيسي لا يسير في الاتجاه الصحيح

منذ ما يقرب من 8 سنوات

حوار- فريد زهران: البرلمان مرتبك ومربك.. والسيسي لا يسير في الاتجاه الصحيح

قال فريد زهران - رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن حكم محكمة القضاء الإداري برفض اتفاقية تعيين الحدود مع السعودية كان منطقيًا وأسبابه واضحة وينسجم مع مصرية القاضي الذي حكم وأنه تربى مثلنا على أن هذه الجزر مصرية.\nوأضاف زهران في حواره لموقع مصراوي، أن زعم دولة تجمعنا بها علاقات قوية أو غيره أن هذه الجزر ليست مصرية فهذا حقها، ويفترض أن يقدم الطرف الآخر الأدلة والبراهين على ما يفيد بعدم مصريتها ويقدم الطرف المصري ما يفيد بمصريتها، وهذه هي طبائع الأمور.\nما الفرق بين النزاع حول طابا والنزاع حول تيران وصنافير؟\nنظام حسني مبارك الذي نرفضه في هذا الوقت تصرف بطريقة منطقية وجيدة حيث شكل لجنة للمفاوضات بشفافية كاملة، وكل الرأي العام عرف بهذه اللجنة فاطمئن لأن كان على رأس هذه اللجنة الدكتور وحيد رأفت - سكرتير عام حزب الوفد "المعارض"، فأدركنا أن النظام تجاوز عن الخلافات الداخلية في سبيل قضية وطنية، واختار الشخص الأنسب حتى لو من حزب معارض، وهذا كان إشارة أن هناك جدية في تشكيل اللجنة وكانت على مستوى رفيع، وذهبنا للتحكيم الدولي.\n"وهنا أن أتساءل، ماذا لو حكم لإسرائيل أحقيتها في طابا؟، كان الرأي العام المصري سيقبل لأنه رأي النظام عمل اللي عليه، لأنه كون لجنة وأمدها بكل العون الممكن وسلحها بكل البراهين والأدلة التي تثبت مصرية طابا، تروح التحكيم تكسب تخسر خلاص أنت عملت اللي عليك وزيادة".\n"لكن في حالة تيران وصنافير يتوفر مئات البراهين على إن هذه الجزر مصرية، يدعي البعض أن هناك براهين تقول أنها غير مصرية".. طيب أنا اللي أقدمها؟!.. هل يعقل أني كمواطن مصري أتسابق مع مواطن مصري ثاني لنثبت أنها غير مصرية؟!.. أي منطق يقبل هذا، هناك خلل منطقي في الموضوع، ومع افتراض أن هناك 100 وثيقة 50 يقولون أنها مصرية والـ 50 الآخرين يقولون عكس ذلك، أنت عليك كمواطن مصري أن تبرز إيه؟!".\nهل تنازعت مصر على الجزيرتين من قبل؟\nنحن نتحدث عن جزر لم ينازعنا أحد فيها وكان جمال عبد الناصر يغلق ويفتح مضايق الجزر وكان المجتمع الدولي لا يستطيع يمنعه باعتبارها لا تخصهم، وإذا رأى المجتمع الدولي أن هذه الجزر لا تخص مصر كان منع عبد الناصر من غلق وفتح المضايق حيث أوقف مرور السفن الإسرائيلية أكثر من مرة.. "أنا تربيت على أن تيران وصنافير جزر مصرية".\nفسر لنا الحكم ببطلان الاتفاقية أكثر؟\nالقاضي حكم بأوراق والحكومة لم تقدم حتى الاتفاقية ولا نصها ولا أي برهان، واكتفت بالطعن التقليدي أن القضاء غير مختص لأن هذا من عمل السياسة.\nكيف ترى الطعن الذي قدمته الحكومة على الحكم؟\nهذا الطعن غير كافي لأن القاضي قال أن القضية تتجاوز فكرة السيادة إلى التفريط في تراب الوطن، ولا أفهم كيف جرؤ من اتخذ هذا القرار وكيف قبل على نفسه أن يقول لا هي ليست مصرية، أين كانت مشاعرك الوطنية وأنت تقول هي غير مصرية.\nكيف ترى مواجهة الأمن للمظاهرات ضد اتفاقية تعيين الحدود مع السعودية؟\nأن ترى الأمن وهو يطارد شراذم من الشباب بمنتهى القسوة والغلظة،هذا مشهد مايجلب استثمارات أجنبية ولا سياحة، أنت رسمت مشهدا أن هذا البلد يفتقد إلى الأمن والاستقرار، بينما في أي بلد في العالم هناك 500 ألف يتظاهرون بسلام، هذا من الممكن أن يعطي صورة أكثر تحضرًا ومختلفة.\nسنخوض انتخابات المحليات، وسنحاول أن يكون القانون عاكس لإرادة الناس ويعبر عنهم، ومعركة القانون هي جزء رئيسي من معركة الانتخابات.\nهل هناك تنسيق بينكم وبين أحزاب أخرى؟\nلا تنسيق لكن هناك حوارات مع أحزاب أخرى، بحثًا عن إمكانيات تنسيق سواء في صياغة القانون، تحاورنا مع أحزاب التيار الديمقراطي والليبرالية، مثل المصريين الأحرار والمحافظين والإصلاح والتنمية والتجمع.\nما هو توصيفك للحياة الحزبية المصرية؟\nالحياة الحزبية هشة وضعيفة والسبب في ذلك غياب السياسة والسياسيين عن المجال العام فيما يزيد عن 6 عقود، عودة السياسة مرة أخرى كان بعد 25 يناير تعرضت لضربات كبرى بعد 30 يونيو، وكان يُردد إن "ماجبش البلد ورا غير السياسة والسياسيين.. وهجوم على ثورة 25 يناير ونتائجها ومن بين النتائج التي تتعرض للهجوم هو وجود سياسة وسياسيين وأحزاب، ومن ثم قوى الاستبداد على اختلافها كلاهما مجمعين على قتل السياسة وتحميل السياسيين مسؤولية كل الأزمة التي يعيشها الوطن".\n"هناك خبرة سلبية عند المواطن العادي إن الثورة والسياسة والسياسيين لم يحققوا إنجازات وكان سقف التوقعات عال جدًا وطلبات كبيرة من الثورة والسياسة، يبدو الأمر كما لو كان السياسيين خذلوا المواطن ولم يستطيعوا أن يحققوا له أي إنجاز".\nهل حققت 30 يونيو أهدافها؟\n30يونيو جاءت للإطاحة بنظام الإخوان، وكنا نأمل كأحزاب وتحالفات بناء دولة ديمقراطية حديثة، وكان من بينا هذه التحالفات قوى تنتمي للنظام القديم أكثر من الثوار، وبالتالي كان هناك خليط غير متجانس لم يوحده إلا الهدف الأكبر وهو إسقاط نظام الإخوان، حدث صراعات بين هذا الخليط انتهت أن دعاة الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة يُستبُعدوا من المشهد لصالح قوى تحاول إعادة دولة مبارك بصيغة جديدة بوجوه جديدة.\n"والهدف الرئيسي المعلن من 30 يونيو تحقق وهو إسقاط نظام الإخوان، 25 يناير أسقطت مبارك الهدف بالإيجاب فماذا بعد إسقاط الإخوان لا يوجد إنجاز واضح، لكن هل تحقق طموح الحزب المصري الديمقراطي في بناء دولة مدنية حديثة؟ الإجابة لا، فالأحزاب التي تحاول إعادة نظام مبارك شايفة إن ما تحقق كافي".\nما هو تقييمك للسيسي في عامين؟\n"اعتقد أنه شخص مخلص وجاد وشريف وشغالتي بتاع شغل وعملي، ولكنه لا يسير في الاتجاه الصحيح".\nما هي الدلائل التي تثبت صحة وجهة نظرك أن السيسي لا يسير في الاتجاه الصحيح؟\nأمام خيارات مختلفة على سبيل المثال هو لا يثق في السياسيين ولا السياسة ولا العملية السياسية، ويرى أن حل الأزمة الاقتصادية - الاجتماعية يمكن أن يكون بحلول فنية أو اقتصاديًا فقط، بينما أنا أرى مثلًا أن حل الأزمة الاقتصادية لا تُحل إلا في إطار رؤية سياسية.\nأنا اختلف معه كثيرًا بصرف النظر عن مدى إخلاصه أو جديته أو مدى ما حققه من إنجاز، كل هذا يفتقد إلى وجهة وإطار، فأنا دائمًا ما أضرب المثال الذي يقول: "أن السيسي مثل السائق الماهر ويمتلك سيارة كويسة لكن إحنا ما اتفقناش على كده كنا متفقين نذهب للإسكندرية فهو طلع بينا على أسيوط.. يعني هو شايف إنه لما يرصف طرق هيجيب استثمارات أجنبية، أنا شايف رصف الطرق نمرة 10 في جذب الاستثمارات الأجنبية، نمرة واحد إنك تحقق الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وأنت غير قادر على تحقيق ذلك لأنك رافض أن تأخذ بالأساليب الديمقراطية والسياسية في الحكم والإدارة.\nهل من الممكن أن يدفع الحزب بمرشح رئاسي؟\nوارد لما لا، أتمنى أن تبدأ الإعداد لهذا، وعندنا عشرات من الشخصيات تصلح وهذا ما يحدده الحزب، ومن طبائع الأمور أن يكون للحزب مرشح، وهناك أصوات طالبت بضرورة الدفع بمرشح رئاسي، وأنا كنت من أنصار أن يكون للحزب مرشح رئاسي.\nبرلمان مرتبك ومربك، وأرادت له الدولة ذلك.\nكيف ترى تعامل الدولة مع ملف الحريات؟\nالدولة تتعامل مع ملف الحريات بأسوأ شكل ممكن، وتعامل الدولة مع أزمة الصحفيين هو جزء من تعاملها مع ملف الحريات بأسوأ شكل ممكن، وكل هذه معاملة تفتقد للكياسة للنضج تفتقد للحس السياسي، تعامل يبنى وكأننا في حالة عِند أو في حالة صدام.\nكيف ترى محاكمة نقيب الصحفيين؟\n"يصيبني دهشة عندما أسمع أحدهم يقول أن نقابة الصحفيين تسعى لتحطيم الدولة، وهي جزء من الدولة.. أو أن الحزب الفلاني يسعى لهدم الدولة.. "يعني إيه دولة؟..ناس كتير متخيلة أن الدولة هي شخص الرئيس ومعه مجلس الوزراء وشرطة وقضاء وجيش، الدولة مش كده الدولة هي هؤلاء بجانب الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والعمالية، أنا لما أقول أن الدولة الألمانية قوية أنا لا أعني أن الحكومة قوية، الحكومة القوية لا تخلق دولة قوية".\nكيف ترى عدم شفافية الدولة في التعامل مع الأزمات؟\n"عدم الشفافية، نفس الفكرة وهي إحنا عندنا نزعة استبدادية ولا ديمقراطية، فعندما يكون هناك نزعة ديمقراطية هاعمل لجنة مفاوضات حول تيران وصنافير، ما أقعدش اتناقش 11 شهرًا من غير الناس ما تعرف، مفروض أعرف أطرافها وأسامي اللجنة إيه واختلفوا في إيه، وبعدها تعلن إسرائيل أنها وأمريكا كانتا طرف في المفاوضات، فعندما أقرأ الصحافة الإسرائيلية وآخذ منها معلومات أصبح غلطان، حكومتي لم تعطيني معلومات، الشفافية وتداول المعلومات جزء من العملية الديمقراطية، الاستبداد يؤدي إلى الاحتقان".\nهل الدولة فشلت في احتواء الشباب؟\nبالطبع فشلت، احتواء الشباب بالنسبة للدولة يعني استقطاب بعض الشباب وتقديم خدمات أو "رشوة"، وأنت لا تستطيع أن ترشي كل الناس، ولكي ترضي كل الناس ينبغي أن يكون عندك سياسات حكيمة.\nكيف تنصح الدولة في التعامل مع الشباب؟\nتبدأ بالإفراج عنهم وتفعل آليات الديمقراطية، فالشباب يرغب في دولة ديمقراطية مدنية حديثة، يشعر فيها أنه يعيش بكرامة ووطن يحترم حقوق الإنسان وحريته، الشباب طلباته بسيطة وخصوصا الشباب اللي صوته عالي، وعندهم أحلام يعيشوا في مجتمع ديمقراطي حديث.

الخبر من المصدر