المحتوى الرئيسى

بعد مرور ثلاث سنوات.. 30 يونيو إرادة شعب خضعت لها البلدان.. الخليج والأردن أول الداعمين.. أوروبا وأمريكا للخلف در.. وتركيا وقطر "بلاك ليست"

06/29 19:38

منذ اللحظة الأولى لإندلاعها، شحذ المصريون همتهم لفرض إرادتهم الشعبية، لتتناثر الأراء وتتبدل المواقف بين مساند وداعم وبين محايد و ثالث رافض، وبعد مرور ثلاث سنوات من قيام ثورة 30 يونيو، نعيد إلى الأذهان أبرز المواقف الدولية تجاه الإرادة المصرية آنذاك..

كانت دول الخليج أولى الدول التي أعلنت دعمها الكامل لإرادة الشعب المصري، ولخارطة الطريق، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت، بينما وقفت كل من؛ تركيا وتونس وقطر في موقف المعارض، وتغيرت المواقف الأوروبية من عاٍم إلى عام بعدما تداركت حقيقة الوضع في مصر وتيقنت من إرادة المصريين.

فور تعيين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية رئيسًا مؤقتًا للبلاد، بعث العاهل السعودي، الملك "عبد الله"، برسالة تهنئة أشاد فيها بقيادة القوات المسلحة المصرية لإخراجها مصر من نفق، الله يعلم أبعاده وتداعياته، كما صرح إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي آنذاك، أن المملكة العربية السعودية وافقت على تقديم حزمة مساعدات لمصر قدرها خمسة مليارات دولار، تشمل ملياري دولار وديعة نقدية بالبنك المركزي، وملياري دولار أخرى منتجات نفطية وغاز، ومليار دولار نقدًا.

وسارع الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان" حاكم الإمارات، بإرسال برقية تهنئة إلى المستشار عدلي منصور ذكر فيها: "لقد تابعنا بكل تقدير وارتياح الإجماع الوطني الذي تشهده بلادكم الشقيقة، والذي كان له الأثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة، وتعزز دورها العربي والدولي"

كما قدمت الإمارات العربية المتحدة حزمة من المساعدات المالية والنفطية تقدر بمليار دولار، وقرضًا بقيمة 2 مليار دولار وديعة للبنك المركزي.

فيما أشاد الشيخ "صباح الأحمد الصباح" أمير دولة الكويت، بالقوات المسلحة المصرية على الدور الإيجابي والتاريخي الذي قامت به في الحفاظ على الاستقرار، كما عرضت دولة الكويت تقديم مساعدة تقدر بــ6 مليار دولار، سواء وديعة في البنك أو مساعدات نفطية.

أكدت الحكومة العراقية أنها تقف إلى جانب الشعب المصري ومستعدة لتطوير العلاقات بين البلدين لأعلى مستوى.

وأعلنت المملكة الأردنية الهاشمية تأييدها لما حدث، حيث أكد ناصر جودة وزير الخارجية الأردني آنذاك، في تصريح له احترام بلاده لإرادة الشعب المصري، وأن بلاده تكن احترامًا عميقًا للقوات المسلحة المصرية.

وفي سوريا، قال الرئيس بشار الأسد، في تصريح له، "إن الاضطرابات التي تشهدها مصر هزيمة للإسلام السياسي"، وأكد أن من يأتي بالدين ليستخدمه لصالح السياسة أو لصالح فئة دون أخرى سيسقط في أي مكان في العالم.

ورحبت فلسطين والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، بما قام به الفريق عبد الفتاح السيسي، وسارع بإرسال برقية تهنئة إلى المستشار عدلي منصور، بعد أدائه اليمين الدستورية كرئيس انتقالي لمصر، وقد أشاد بدور الجيش المصري وشعب مصر في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية.

وبالرغم من المواقف العربية العديدة المؤيدة لمصر، إلا أنه كان هناك دول أخرى قررت أن تسلك مسارًا معاديًا لإرادة الشعب المصري، وكانت تونس تقبع تحت حكم حزب النهضة الإسلامي، الذي يعد امتداد لجماعة الإخوان في تونس، وبالتالي سارعت الحكومة التونسية في معارضتها لثورة 30 يونيو، ووصفها بالإنقلاب، وقال منصف المرزوقي، الرئيس التونسي آنذاك، "إن تدخل الجيش أمر مرفوض تمامًا، ونحن نطالب مصر بتأمين الحماية الجسدية لمرسي"

وفور إندلاع ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم الإخوان، شهدت العلاقة بين كل من؛ مصر وقطر توترًا شديدًا لا سيما عقب سحب السفير القطري من مصر، فضلًا عن توجهات قناة الجزيرة القطرية التي وصفها المراقبون بالسياسة التحريضية ضد مصر، وبالرغم من مساعي المملكة العربية السعودية إلي عقد مصالحة بين مصر وقطر، إلا أن أواصر التوتر الشديد بين البلدين لازالت تبعاته مستمرة حتى الآن.

واختلفت ردود الأفعال الأمريكية عقب 30 يونيو، حيث أبدت المؤسسات الأمريكية الرسمية (البيت الأبيض - الكونجرس - البنتاجون) تحفظها في اللحظات الأولى بعد بيان السيسي بمهلة الـ48 ساعة، وأبدت قلقًا عميقًا على عملية التحول الديمقراطي، نتج عنه قطع المساعدات الأمريكية لمصر، لكنها أعلنت مؤخرًا استئناف مساعداتها العسكرية لمصر، التي تقدر بـ1.3 مليار دولار، فضلا عن التصريحات الأمريكية بأن مصر دولة محورية في الشرق الأوسط وتواجه إرهابا داخليا، وأعلنت عن دعمها لمصر في مواجهة هذا الإرهاب.

وعقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي وحكم جماعة الإخوان، أعلن الاتحاد الأفريقي تجميد عضوية مصر في يوليو 2013، إلا أن مجلس الأمن والسلم بالإتحاد الأفريقي أعلن عقب انتخاب السيسي رئيسا إنهاء تجميد عضوية مصر بالمنظمة، كما شارك السيسي في قمة الاتحاد المنعقدة في مالابو في يونيو 2014.

ومن الاتحاد الإفريقي إلى الاتحاد الأوروبي، حيث كانت العلاقة بين الأخير ومصر متداخلة للغاية عقب ثورة 30 يونيو، نتيجة لسوء التقديرات الذي كان سائدًا آنذاك، من جانب وسائل الإعلام الغربية، إلا أن التحرك الدبلوماسي المصري النشط ساهم في تغير موقف دول الاتحاد الذي تأثر كثيرًا بالتقارير والمعلومات المغلوطة التي أشاعتها جماعة الإخوان نفسها والمعارضون للدولة المصرية.

وكان لزيارات كاثرين آشتون مفوضة الشئون الخارجية السابقة، أثرًا واضحًا في تغيير موقف الاتحاد الأوروبي، حيث قامت آشتون بزيارات متكررة للقاهرة، وعلى إثرها، أدرك الاتحاد بمرور الوقت أن ما حدث هو امتثال لإرادة شعبية، وأن ثورة 30 يونيو هي استكمال لثورة 25 يناير 2011.

وبدا الموقف ألماني متحفظًا تجاه ثورة 30 يونيو، حيث أعرب الرئيس الألماني "يواخيم جاوك" عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في مصر، إلا أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لألمانيا ساعدت على تغيير السياسات الألمانية تجاه مصر، حيث طالبت المستشارة أنجيلا ميركل من نفسها، لقاء الرئيس السيسي في ألمانيا، ونجحت الزيارة في تصحيح الصورة الكاذبة التي روج لها البعض، فضلًا عن جذب الاستثمارات والسياحة الألمانية لدعم الاقتصاد المصري.

وكانت فرنسا من الدول التي غيرت موقفها سريعا، بعد تفهمها لإرادة الشعب المصري، وأعقب ذلك التغير تحول واضح في المصالح المشتركة بين مصر وفرنسا عقب توقيع صفقة طائرات رافال الفرنسية لمصر، والتي أعقبها تعاون سياسي وعسكري على أعلى مستوى بين البلدين.

وبدأ الموقف البريطاني سيئ للغاية، حيث استدعت الخارجية البريطانية سفير مصر لديها وطالبت بضبط النفس، ودعا وزير الخارجية ويليام هيج في بيان له قيادات كل الأطراف بالعمل لخفض احتمال وقوع أعمال عنف من خلال الحوار وضبط النفس، كما أعلن هيج وقف التعاون الأمني مع الجانب المصري وإلغاء عدد من اتفاقيات السلاح المبرمة بين الطرفين.

وشهدت العلاقات المصرية الروسية تطورًا ملحوظًا وتأييدًا كبيرًا عقب ثورة 30 يونيو، حيث أجري السيسي كوزير للدفاع، زيارة إلي روسيا التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فضلًا عن الزيارات المتبادلة للرئيسين، التي وقعت خلالها اتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجالات المختلفة، ولاسيما المجال العسكري الذي تمتد أواصر التعاون المشترك فيه حتى الآن.

وأعلنت الصين منذ اليوم الأول، احترامها الكامل لإرادة الشعب المصري، وأكدت على أن الشعبين الصيني والمصري تربطهما علاقات صداقة وتعاون لن تتغير مهما كانت الأوضاع، مشيرة إلى أن ما حدث في مصر شأن داخلي لا ينبغي التدخل فيه.

وكان لليونان موقف مشرف منذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة 30 يونيو، وعكس بحق النظرة العميقة والشاملة للعلاقات بين البلدين، إذ عارضت اليونان منذ البداية تناول الاتحاد الأوروبي لشئون مصر الداخلية بشكل سلبي، وأكدت ضرورة إتاحة المجال لمصر لإجراء الإصلاحات المطلوبة.

كما أيدت كوريا الجنوبية ثورة الشعب المصري في 30 يونيو، مؤكدة احترامها لاختيار المصريين، ومشددة على أن مستقبل مصر يحدده شعبها، كما كان لكوريا الشمالية ولا يزال موقف إيجابي تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو، وهذا ما أكده السفير الكوري الشمالي باك شون آبل الذي أعلن تأييد بلاده الكامل لمصر في مواجهة الإرهاب.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل