لماذا يجب أن تحب خيار شراء الأسهم للموظّفين؟ [رأي]

لماذا يجب أن تحب خيار شراء الأسهم للموظّفين؟ [رأي]

منذ ما يقرب من 8 سنوات

لماذا يجب أن تحب خيار شراء الأسهم للموظّفين؟ [رأي]

بناء الشركة الناشئة يقوم على جهود الفريق، لذلك من الإنصاف أن تتشارك بعض الأرباح مع الفريق الذي يُشاركك رحلتك الريادية. وهذا يعني التخلّي عن بعض الأسهم الخاصّة بك وتخصيصها لفريقك.\nكمستثمرين، نرى الكثير من الشركات الناشئة التي تأتي إلينا من دون تخصيص أيّ أسهمٍ لفرقها. هذه الفرَق تصبح أكثر تطلباً، في حين بات من السهل التوقع أنّه عند الانضمام إلى شركةٍ ناشئة سوف تحصل على بعض الأسهم.\nلذلك فأنا، المستثمر، أريد منك أن تتشارك بعض الأسهم مع فريقك، وفريقك يتوقّع منك أن تتشارك معه بعض الأسهم. ماذا تفعل؟\nحسناً، يمكنك إتاحة خيار شراء الأسهم stock option pool، وهي جزء من الأسهم التي يخصّصها المؤسّسون من أجل الموظفين في المراحل الأولى للشركة.\nالمشاركة لا تعني الاهتمام وحسب، بل هي جيّدة أيضاً من الناحية التجارية في الأيام الأولى للشركة. (الصورة من "إن5")\nبمكن ببساطةٍ السؤال "لماذا"، ولكن لا، ذلك ليس إيثاراً، فالأمر يتعلّق بالتأكّد من حصول شركتك الناشئة على الموارد الضرورية التي تحتاجها لتحقيق النجاح.\nلكي تنجح أنت وتنجح شركتك الناشئة، عليك أن تستقطب أفضل ذوي المواهب الإدارية.\nلا تُخطِئ في ذلك، فنجاح الشركة الناشئة أكثر ارتباطاً مع قوّة فريق الإدارة في هذه الشركة. وهذا ما يدعوه الرئيس التنفيذي لشركة "140 بروف" 140 Proof، جون إلفكروغ، بـ"الخطوة الأولى العالمية لبناء شركة قوية ومستدامة".\nيحتاج فريق الإدارة إلى خبراتٍ في عددٍ من القطاعات: على سبيل المثال لا الحصر، خبراتٍ فنية ومالية وتشغيلية وتسويقية وخبراتٍ لتطوير الأعمال. وإذا كان أحد هذه القطاعات يفتقر إلى الموهبة، فهذه مشكلة.\nأمّا الحلّ فهو في أن تُحيط نفسك بأفرادٍ ذوي كفاءاتٍ عالية - وهو ما لا يمكن للشركات الناشئة في مراحلها الأولى تحملّه.\nومع ذلك، يمكن للشركات الناشئة أن تقدّم لأصحاب المواهب فرصة مقايضة الراتب العالي في الوقت الحالي بواحدٍ آخر محتمَل يكون تصاعديّاً عند عملية التخارج (صفقة بيع الشركة أو الاستحواذ عليها) من خلال إتاحة خيار شراء الأسهم للموظّفين SOP: عندما تقوم الشركة بصفقة تخارج كبيرة، فإنّ أعضاء الفريق الإداريّ يحصلون على الكثير من المال عبر بيع الأسهم، وبالتالي التعويض عن الأجر المتوسّط الذي كانوا يحصلون عليه في الأيّام الأولى لعملهم مع الشركة.\nلتأسيس عملٍ ما يجب أن تحيط نفسك بالأشخاص المناسبين، وهؤلاء عليك أن تدفع لهم مقابل وقتهم. (الصورة من "كرييتيف كومونز" Creative Commons)\nثانياً عليك تحفيز صاحب الموهبة هذا، وبالتالي فإنّ إتاحة خيار شراء الأسهم هو أفضل وسيلةٍ لتحقيق المواءمة بين مصالح الشركة وموظّفيها.\nفي عام 2015، قدم الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر" Twitter، جاك دورسي، ما يقارب 1% من الشركة إلى موظفيها - أي ما يساوي ثلث حصّته الخاصّة في الشركة.\nلماذا فعل ذلك؟ يشرح المدير المالي لشركة "كيو ستريم" Qstream، ديفيد ستاك، بإيجازٍ عبر قوله إنّ "تمكين الموظّفين مع الشعور بالملكية يوفر حافزاً كبيراً للتقدّم".\nمَن يمتلك قسماً في الشركة لا يكون له مصلحةٌ فقط في أدائها، بل أيضاً في نجاح الشركة بأكملها على المدى الطويل. وهذه العقلية متقدّمةٌ في مجال مكافحة ترك الموظّفين للعمل، ما يساعدك على جذب أفضل المواهب وكذلك الاحتفاظ بهم.\nثالثاً الفوائد التي تعود على البيئة الحاضنة يمكن أن تعود وتساعدك في وقتٍ لاحق.\nمجموعة الموظّفين الذين أسّسوا "باي بال" PayPal قبل بيعها لـ"إي باي" Ebay مقابل 1.5 مليار دولار أميركي، أي الذين يسمّونهم "مافيا باي بال" PayPal Mafia، أنشأوا فيما بعد عدّة شركاتٍ ناشئة أخرى مؤثّرة كما أصبحوا مستثمرين بحدّ ذاتهم.\nوذلك ناهيك عن دورهم في المساعدة في إعادة تنشيط قطاع التكنولوجيا في وادي السليكون، بحيث أنّ هذه المجموعة التي تتألّف من 220 عضواً، قامَت على سبيل المثال بإنشاء 7 شركات "يونيكورن" (أي تقدّر قيمتها بأكثر من مليار دولار). لقد كانوا قادرين على القيام بهذه الأمور لأنّهم امتلكوا أسهماً في شركة "باي بال" كموظّفين في المراحل الأولى للشركة واستفادوا من خيار شراء الأسهم.\nالموظّفون أنفسهم الذين يستفيدون من خيار شراء الأسهم الذي تتيحه لهم، يمكن أن يعودوا ليستثمروا في شركتك الناشئة التالية أو يمكن أن يصبحوا مستثمرين محترفين يمكنهم مساعدة الشركات الناشئة الأخرى في العثور على التمويل الذي تحتاجه. حتّى أنّه بإمكانهم أن يصبحوا صوت البيئة الحاضنة عندما يتعلّق الأمر بالضغط على الحكومة من أجل تغيير سياساتها.\nإنّها حلقةٌ حميدةٌ يودّ كلّ واحدٍ منّا أن يراها في هذه البيئة الريادية.\nأخيراً، إتاحة لخيار شراء الأسهم ستبيّن للمستثمرين أنّك جادٌّ حيال فريقك وحيال عملك.\nستُظهِر لهم أنّ المؤسّسين يستثمرون في موظّفيهم، ويُدركون أهمّية المواهب، وأنّهم يقدّمون المخصّصات من أجل جذب ذوي المواهب الذين يحتاجونهم في سبيل النموّ.\nوبالإضافة إلى ذلك، سيرى المستثمرون شركةً ناشئةً قادرةً على حلّ مشاكلها بنفسها وعلى استعدادٍ للتوسّع. وذلك ما يطلبه في الواقع معظم المستثمرين، مثل "واي كومبينايتور" Y Combinator. كما أنّ الشريك في "ريد بوينت فينتشرز" Redpoint Ventures، توماس تونجاز، يعتبر خيار شراء الأسهم كأقدس أفضل الممارسات في عالم الشركات الناشئة.\nفي هذه المرحلة، ربّما تكون حريصاً حقاً على خيار شراء الأسهم وتريد أن تعرف مقدار الأسهم يجب أن تخصّصها لفريقك.\nبصفةٍ عامة، تتراوح الأسهم التي يمكن للموظّفين شراؤها بين 10% إلى 20%.\nفي هذا الصدد، يرى رئيس "واي كومبينايتور"، سام ألتمان، أنّه في العادة عليك أن تخصّص ما لا يقلّ عن 10% للموظفين الـ10 الأوائل، و5% للموظّفين الـ20 التاليين، و5% للموظّفين الـ50 المقبلين. سام ألتمان هذا رجلٌ مثيرٌ للاهتمام يعرف الكثير عن الشركات الناشئة، لذلك إذا كنتم لا ترغبون في الاستماع إليّ ربما عليكم الاستماع إليه.\nلا يزال هناك الكثير لنتعلّمه عن خيار شراء الأسهم. على سبيل المثال، بعض التفاصيل مثل التفويض تحميك من تخلّي الموظّفين عنك في اللحظة التي تمنحهم فيها أسهماً في الشركة: بحيث تمنحهم ملكية الأسهم بعد مرور فترةٍ من الزمن، في العادة 4 سنوات، وبهذه الطريقة يمكنك ضمان بقائهم معك لفترةٍ أطول.\nتحتاج أيضاً لأن تكون قادراً على الإجابة على أسئلة الموظّفين مثل: ما هو تضخيم عدد الأسهم بإصدارات جديدة dilution؟ متى يمكن أو يتواجد خيار شراء الأسهم؟ كيف يمكنك بيعها؟ ما هي السوق الثانوية؟\nيمكنك البحث عن معظم هذه الأمور على "جوجل" Google. ولكن المهمّ هنا هو أن تبدأ بالتفكير في إتاحة خيار شراء الأسهم للموظّفين في شركتك الناشئة.\nتامر عازر يرأس ذراع الاستثمار وتطوير المشاريع في "إيه15" A15، شركة ريادية تستثمر في الشركات الناشئة والتقنيات الرقمية. يمكنك متابعته عبر "تويتر" على @Tamer_Azer.

الخبر من المصدر