الإخوان أمام معضلة جديدة

الإخوان أمام معضلة جديدة

منذ ما يقرب من 8 سنوات

الإخوان أمام معضلة جديدة

قال خليل العناني، الأستاذ المساعد في معهد الدوحة للدراسات في مصر، بأن  جماعة الأخوان المسلمين أمام معضلة جديدة من خلال التحديات التي تواجه الجماعة مؤخرا على إثر بروز دعوات تدعو إلى الفصل بين الشقين السياسي، والدعوي في الجماعة.\nوأضاف العنانى ،فى مقالة له على صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، حيث يثور جدل داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر حول الفصل بين الشقين السياسي، والدعوي في أعقاب قرار حركة النهضة التونسية بالفصل بين الجانبين.\nوتابع العنانى قائلا " حظيت الفكرة بتأييد من بعض شخصيات الجماعة البارزة في المنفى، بينما رفضها آخرون لأنها غير قابلة للتطبيق في الواقع. وكانت مثل هذه الدعوات قد صدرت من قبل عن مفكرين إسلاميين بارزين. إلا أن الجماعة تواجه عقبات تمنع اتخاذ قرار كهذا".\nونقل  العنانى فى مقالته تصريحا لأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط الذي انشق عن الجماعة في التسعينيات في مقابلة أجريت معه مؤخرًا: «إن على الإخوان الاهتمام بالدعوة فقط».\nوأوضح العنانى إن الجماعة تعاني من خلل في الأساس الذي قامت عليه، لأن مؤسسها حسن البنا كان يريد لها أن تمارس الدورين الدعوي، والسياسي، فقد أراد أن تكون الجماعة عنصرًا فاعلًا في المجتمع، وتعمل على تغيير الوضع السياسي القائم، وصبغه بمسحة إسلامية ،مضيفا بقوله "منذ أربعينيات القرن الماضي، يقول العناني، انغمست الجماعة وتفاخرت بخلط الدين بالسياسة كجزء من أيديولوجيتها الشاملة. فبالنسبة للجماعة، يمثل الإسلام منهاجًا شاملًا ينظم أمور الحياة وهذا جزء رئيسي من أدبيات الجماعة وهويتها، حيث يلتحق الناس بالجماعة بسبب أنشطتها الاجتماعية والسياسية والتعليمية. وإذا ما تخلت الجماعة عن الشق السياسي، سيدفع هذا الكثير من أعضائها إلى تركها، لأنهم سيعتبرون ذلك نوعًا من العلمنة. فالسياسة هي العمود الفقري للجماعة، ويستحيل التخلص منه دون تغيير طبيعتها".\nوأشار العنانى إلى إن التلقين الأيديولوجي داخل الجماعة يعتمد على حث أعضائها على المشاركة في السياسة، وتدريبهم على النشاط السياسي والاجتماعي، وليس الدعوي فحسب وعند التخلي عن جانب السياسة، فهذا يعني إلغاء برامج التلقين والتنشئة الحالية، وهو ما لا يمكنها فعله نقلا عن موقع ساسة بوست ترجمة عن  مترجم عنEgypt’s Muslim Brotherhood faces a dilemma: Religion or politicsللكاتب Khalil al-Anani.\nويقول التقرير إن بنية الإخوان المسلمين متماسكة ومنضبطة، ما جعلها تصمد أمام قمع كل الأنظمة. إلا أنها لم تكن ذات نفع على الدوام، أنشأت الجماعة حزب الحرية والعدالة بعد ثورة يناير الذي تكوّن في معظمه من أعضاء في الجماعة مع قليل من الأفراد من خارجها. ولم تكن هناك حدود تفصل بين الحزب والجماعة. على سبيل المثال، أنشئ قسم الشباب داخل الحزب من أعضاء مكتب الطلاب في الجماعة.\nالعقبة الأخيرة، كما يقول العناني، هي أن الجماعة تعاني من انقسامات حادة بين صف القيادات والقواعد الدنيا، وأنها تكافح من أجل النجاة من إحدى أسوأ عمليات الإقصاء التي تتعرض لها. وهذا الانقسام امتد إلى كل شيء، بدءًا من السياسة، وحتى التكتيكات المتبعة وقد يؤدي قرار كهذا إلى إحداث مزيد من الانقسام داخل الجماعة إلى حد تديرها.\nويقول الكاتب إن استبعاد الشق السياسي من الجماعة ما هو إلا وهم. ووفقًا لم يقوله عمرو دراج، الوزير السابق، فإن «على الإخوان عدم الانسحاب من الفضاء السياسي، ولكن عليها الابتعاد عن المنافسة السياسية مع الأحزاب الأخرى». إلا أن التيار الذي يمثله دراج لا يتمتع بسلطة حقيقية داخل الجماعة.\nيختتم العناني بالقول إن أي محاولة للفصل بين الجانبين السياسي، والدعوي سيتطلب تغييرات جوهرية في بنية الجماعة، وهو ما لا يتوقع حدوثه في المستقبل القريب.\nاشترك على صفحة المصريون الجديدة على الفيس بوك لتتابع الأخبار لحظة بلحظة

الخبر من المصدر