«مترجم» 11 خدعة تمكنك من تعلم اللغات الأجنبية - ساسة بوست

«مترجم» 11 خدعة تمكنك من تعلم اللغات الأجنبية - ساسة بوست

منذ ما يقرب من 8 سنوات

«مترجم» 11 خدعة تمكنك من تعلم اللغات الأجنبية - ساسة بوست

منذ 13 دقيقة، 23 يونيو,2016\n«لم أعش لأتعلم لغة أبدًا، إنما أتعلم اللغة كي أعيش حياة أفضل»\nيبلغ من العمر 35 عامًا، ويتحدث 11 لغةً، هو «لوكا لامبريللو» متعدد اللغات.\nربما تكون قد قابلت شخصًا ما يتحدث العديد من اللغات بطلاقة، ولعلك أصبت بالدهشة، الأمر طبيعي تمامًا، فعادة يأتي رد فعل أغلب الناس بنفس الاندهاش. بالطبع تعلم لغة جديدة أمر جيد لكنه صعب، لا سيما عندما تتعلم لغة ثانية وثالثة ورابعة في عمر متأخر.\nنشر موقع مجلة «Babble» مقالًا يعرض فيه أهم 11 نصيحة أو بالأحرى خدعة ودروسًا مستفادة  ينصحك بها «لوكا»، يحدثك عن السبيل للتحفيز وخلق الدافعية لتعلم لغة جديدة. يقول «لوكا» أنه دائمًا كان يجد تعلم لغة جديدة تجربة حماسية فيها تحدٍّ.\nيركز في عرض تجربته الفريدة على بضعة جوانب قد تختلف عن الدرب المعتاد في تعلم اللغات، إذ يعلي من أهمية الدافعية إلى المرتبة الأساسية. فأنى تجد التحفيز، وكيف تعززه؟\nتعلم اللغة ليس مجرد تكديس أكوام من الكتب أو قضاء ساعات يومك في الدراسة، إنما يرتبط بالسفر وعيش الثقافة المختلفة، مقابلة الناس والاستمتاع بمأكولات شعوب أخرى وعدد لا نهائي من رحلات استكشاف الذات.\n«تعلمت: اللغات لا تُدَرَّس، بل تُتَعلَّم. ولعلك ستجد الفائدة الأكثر في وجود مرشد يساعدك خلال تعلمك. جد مرشدًا وليس مدرسًا».\nيقول «لوكا» إن اللغة الإنجليزية كانت قد صارت بالفعل لغة عالمية وقت بلوغه العاشرة عام 1991، وكانت دراستها أمرًا إجباريًّا في المدرسة. لم يكن يحب مُدرسَته فضلًا عن قواعد الإنجليزية النحوية المحيِّرة والكتب المُملة، ففقد الأمل في تعلمها، إلى أن قرر والده إعطاءه بعض الدروس لدى معلمة خاصة وهو في عمر الثالثة عشر. انبهر «لوكا» بالمعلمة، فهي لم تعطه تعليمات كالمعتاد، إنما ساعدته في استكشاف اللغة. فوضعت بذلك رجليه على الطريق الصحيح في تَعَلُّم لغةٍ جديدة، ولعل أهم ما تعلمه هو «حب اللغة».\nفكانت خطوته التالية لتعلم الإنجليزية هي قراءة العديد من الكتب بالإنجليزية، ومشاهدة الأفلام يوميًا، ومناقشة معلمته مرة أسبوعيًا. يقول «لم يكن هناك مجال للتراجع»، فأصر على تعلمها حتى اكتسب اللكنة الأمريكية وصار يتحدث اللغة بطلاقة في عمر الخامسة عشر.\n«التعلم كنز يتبع صاحبه أينما ذهب» مثل صيني\n«تعلمت: اللغة هي بابك إلى عالم كامل يستحق الاستكشاف. لذا دع عنك حذرك، ولتقع في حب اللغة والبلد والناس والطعام،  فليس هناك ما يحفزك أكثر من ذلك».\nيقول «لوكا» إن تعلمه للفرنسية كان متزامنا مع تعلمه الإنجليزية، وتشابهت المشكلات التي واجهها مع اللغتين، إلا أن كل ذلك تغير بعمر 14 سنة، بعد أن دأب على مشاهدة التلفاز الفرنسي ساعتين يوميًا لمدة سنة. وقد فاق أثر ذلك ما حاول تعلمه خلال ثلاث سنوات دراسية في المرحلة المتوسطة.  فضلًا عن إقامته بفرنسا مدة 3 سنوات منحه دراية عميقة بالثقافة الفرنسية والتاريخ والأدب الفرنسي وكذلك العادات والتقاليد وحتى الدعابات.\n«اللغة هي  خارطة طريق الثقافة،  تخبرك من أين أتى شعبها والى أين هم متجهون» ريتا ماي براون\n«تعلمت: إذا عثرت على طريقة تجديك نفعًا وتحبها في نفس الوقت، يمكنك حينئذ تعلم أي لغة بنفسك. ليس هناك «طريقة مثلى» تفلح مع كل الأشخاص، إنما جرّب لتجد الطريقة الفعَّالة معك».\nيستكمل «لوكا» نقل خبرته، وينتقل للدرس الذي تعلمه من خلال محاولة تعلمه اللغة الألمانية، يقول إن الألمانية كانت أول لغة يحاول دراستها كاملة بنفسه، قد لا يتذكر لماذا قرر خوض ذلك من الأساس، لكنة يتذكر جيدًا مدى ارتباكه في البداية، فلم يكن لديه أي فكرة عن كيفية البدء ومن أين، إلا أنه قضى قرابة الشهرين محاولًا الاستعانة بكتاب قواعد نحوية من مكتبة جدته القديمة. وفي يوم ما كان يشاهد التلفاز وعُرِض إعلان عن مسلسل مترجم لأربع لغات، فقرر مشاهدته. وأصر على تعلم الألمانية.\nبدأ في استكشاف الطريقة المثلى له، وتمثلت حينها في التقاط الأنماط الأساسية للغة وبنائها بسهولة طبيعية. وكانت الطريقة فعالة ومرحة في نفس الوقت. بعد عام ونصف حين التقى مجموعة من الأصدقاء، اندهشوا من طلاقته في التحدث بالألمانية. وبالطبع شعر بالفخر والإنجاز، وبالتبعية اتقد شغفه لإتقانها أكثر، فبدأ القراءة بنهم. منذ تلك اللحظة صارت اللغة محورًا في حياته متكاملًا مع بقية أجزائها.\n«إذا خاطبت رجلًا بلغة يفهمها فكلامك يصل لعقله، لكن إذا تحدثت إليه بلغته الأم فكلامك يصل القلب» نيلسون مانديلا\n«تعلمت: تعلم اللغة يعمق إدراكك للغتك الأم. إذا أقدمت على تعلم لغة تشبه لغتك الأم، تحدثها من البداية، فالأمر أسهل مما قد تتخيل».\nيقول «لوكا» إن اللغة الإسبانية والإيطالية كالشقيقتين، مختلفتان لكنهما متشابهتان إلى حد ما. ولعل أهم الأساطير المنتشرة في إيطاليا بشأن مدى التشابه بين اللغتين، أن من السهل تحدث الإسبانية، فما عليك سوى إضافة صوت \s\ في آخر كل كلمة إيطالية. بالطبع هناك تفاوتات بين اللغتين من حيث النطق والتعبيرات الاصطلاحية وغيرها.\nيذكر أنه في 2007، اشترك في برنامج لتبادل الطلاب بين إسبانيا وإيطاليا، وكانت زميلته في السكن فتاة إسبانية تتمتع بحيوية كبيرة وتخرج كثيرًا مع أصدقائها الإسبانيين. ساعد ذلك الاختلاط في صقل لغته، وعندما عاد روما مرة أخرى صارت الإسبانية جزءًا منه.\n«أولئك الذين لا يعرفون شيئا عن لغة أجنبية، هم لا يعرفون شيئا عن لغتهم الأصلية». فون غوته\n«تعلمت: لا يوجد شيء اسمه لغة بلا فائدة. فكل لغة لها أهميتها عاجلا أم آجلا. لذا لا تدع الآخرين يقرروا بالنيابة عنك ما تتعلمه. أعط اهتماماتك وقناعاتك الفرصة لإرشادك».\nأما عن تجربته في تعلم اللغة الهولندية، يقول «لوكا» إنه بينما كان يخيم في شمال ساردينيا، قابل فتاة هولندية لم تكن تتحدث الإنجليزية، يقول إنهما كانا يقضيان وقتًا ممتعًا إلا أن شيئا ما كان مفقودًا. فكان ذلك دافعًا له لتعلم الهولندية. لاحقًا انقطعت علاقتهما لكن بقيت معه اللغة.\nعندما قرر تعلم الهولندية، قال له الكثيرون أنها ليست لغة ذات أهمية، فلِمَ يتعلمها؟ إلا أنه أصرَّ على تعلمها واستمر في قراءة الكتب والمجلات بالهولندية، فقد كان على يقين أنها ستفيده يومًا ما. لاحقًا، كان زميله في السكن هولنديًّا، وبالطبع تواصل معه بسهولة. ولعل الدرس الأهم الذي استفاده هو إثبات خطأ النظرية القائلة أنه لتتعلم لغة عليك السفر لموطنها.\n«تعلم كل شيء قدر استطاعتك، وقتما تستطيع، من أي شخص تجده، سيأتي عليك يوم تفخر فيه أنك فعلت ذلك». ساره كالدويل\n«تعلمت: ابدأ بتحسين النطق من البداية، وتجنب تنمية العادات السيئة. كن مرنًا في تعلمك، ولو أن لغة ما لها بعض الملامح المميزة، تعلمها من البداية وطورها».\nبعد انغماسه في الثقافة الكاتالونية في إسبانيا، يقول «لوكا» إنه راودته نفسه كثيرًا لتعلم لغة إسكندنافية. بعد أن أهدته إحدى صديقاته بعض الدروس عن اللغة السويدية هدية عيد ميلاده، وجدها «لوكا» لغة موسيقية للغاية، إلا أنها صعبة. في 2004 ، سافر إلى إستوكهولم حيث وقع في غرام اللغة والثقافة السويدية كلها، أحب مشاهدة أفلام الغموض والإثارة. وحسب وصفه فتحت اللغة السويدية له بابًا للتعرف على الثقافة الإسكندنافية الباهرة.  \n«أن تعرف لغة ثانية هو امتلاكك روح ثانية» شارليمان\n«تعلمت: إذا استشعرت بدنو اليأس منك، جدد رغبتك في تعلم اللغة، سافر لموطنها أو شاهد فيلمًا أو حتى سجل فيديو على يوتيوب، أي شيء تفعله لتستعيد رغبتك ودافعيتك هو  بالتأكيد جيد».\nيقول «لوكا» إنه بعد تعلم بعض اللغات الرومانية والجيرمانية، تولدت داخله رغبة في تعلم لغة جديدة: الروسية. بدت له الروسية لغة فيها تحدٍّ كما فيها غِنى، كانت بالنسبة له لغة مثيرة وغريبة فاتنة في تعقيدها، فيُشبِه جملها أن «كل بضعة جمل فيهم من التعقيد ما يشبه اللغز الرياضي». حاول تعلمها بنفسه لمدة 8 شهور لكن النتيجة لم تكن جيدة، على الرغم من أنه بدأ يشكك في مدى صحة قراره بتعلم تلك اللغة، فقد استمر في دراستها 3 سنوات.\nفي مرحلة ما، قرر أن يسجل فيديو ويشاركه على يوتيوب، فكانت ردة الفعل صادمة له بسبب مقدار التشجيع فيها والثناء على جودته. كان لذلك الأثر في استعادته حماسته، كما استعاد ثقته في قدرته على شق طريقه خلال متاهات اللغة الروسية النحوية.\n«تعلمت: يمكنك تعلم لغتين في آنٍ واحد، إذا تمكنت من إدراة وقتك وطاقتك جيدًا».\nبدأ «لوكا» في تعلم البرتغالية تزامنا مع محاولة تعلمه اللغة الصينية الشمالية، يقول إنه ألزم نفسه بمجموعة محددة من التعليمات والإرشادات. كانت البرتغالية له أشبه بالإسبانية؛ سهلة التعلم. وقرر التركيز على ما يميزها في النطق وقواعده. من المعروف أن البرتغالية البرازيلية هي الأكثر استخدامًا وانتشارًا، إلا أنه قرر تعلم البرتغالية الأوروبية، وعندما سُئِل عن ذلك، قال إنه لا يختار اللغات التي يتعلمها، إنما هي تختاره.\n«اللغة هي دماء الروح حيث تظهر الأفكار ومنها تنمو» أوليفر وندل هولمز\n«تعلمت: السفر هو أفضل المحفزات لتعلم لغة. سافر قدر استطاعتك، متى استطعت، فسوف يفتح لك السفر الأبواب، ويدفعك لتعلم اللغات».\nفي 2012 ، سافر «لوكا» إلى بولندا للمرة الثانية في حياته، وأَسَرَتهُ البلد وأهلها. في بداية تعلمها كان يتبع طريقة الترجمة ثنائية اللغة. وانضم لبرنامج تبادل مدته أسبوع حيث قابل «ميشال»، شاب بولندي ساعده في تعلم اللغة. تشبه البولندية الروسية إلى حد ما، ومن هذا المنطلق يقول لوكا إنه لو أن شخصًا ما يتحدث لغة سلافية، فإن تعلم أخرى سلافية يكون سهلًا بالطبع.\nالآن يتحدث البولندية بطلاقة، ويسجل فيديوهات لاقت رواجًا كبيرًا، حتى أجرى التليفزيون البولندي مقابلة معه، ولأن تعلم أي لغة له فائدته عاجلًا أم آجلًا، فقد حصل على وظيفة في التليفزيون البولندي وصار له برنامجه الخاص.\n«تعلم لغة واحدة يقيدك في دهليز واحد طوال حياتك. أما تعلم لغتين يفتح لك كل الأبواب على الطريق» فرانك سميث\nتعلمت: «لا تشعرنك سمعة لغة أنها صعبة بالتهديد»\nيقول «لوكا» إنه سمع كثيرًا عن صعوبة اللغة الصينية، وربما فكر فعليًا في عدم الاستكمال. بيد أنه استمر في تعلمها بطريقته، فواجه نوعًا مختلفًا من التحديات «المنعشة» حسب وصفه.\n«من المستحيل تعلمها» هكذا قال له أحدهم، إلا أنه كان على يقين أن الصينية بالفعل صعبة، لكنه تعلم كيف يتعامل مع الألفاظ والرموز، وأخيرًا بعد أن قطع شوطًا طويلًا في تعلمها كانت المكافأة عظيمة، فقد انقتح له بابًا أمام ثقافة عظيمة.\n«حدود لغتي هي حدود عالمي» ليديونيغ فيتجنشتاين\n«تعلمت: بعض اللغات لديها ملامح جديدة للغاية، لذا كن مرنًا وأقلِم طريقتك في التعلم مع اللغة التي تريد تعلمها. إذا كانت طريقتك غير فعَّالة لا تستسلم ولا تعزف عنها».\nيقول «لوكا» إنه لم يكن يتخيل أبدًا أن تعلم اليابانية سيكون بهذا التحدي والصعوبة. فبسبب بنائها المختلف عن أي لغة أخرى، لم يتمكن حتى من بناء جملة واحدة صحيحة. وقد بلغ مرحلة قرر فيها أنه ربما حان الوقت لتغيير طريقة تعلمه، ويعيد تقييمها ويبدأ يعيش اللغة.  فكانت النتيجة ملحوظة على المدى البعيد.\n«اللغة الأجنبية هي رؤية مختلفة للحياة»\nيختتم «لوكا» مقالته الملهمة بالتأكيد على أهمية الشغف والدافعية. يقول إن اكتشافه طريقة تعلم اللغات الجديدة بلا أدنى شك هي أحد  أفضل الأمور التي حدثت له طوال حياته. فتعلم لغة جديدة يعد تجربة حماسية مبهجة، بيد أنه لم يختبرها بجلوسه طوال اليوم في المنزل محدقًا بجداول الأفعال محاولًا حفظها. إنما اكتسبها بخروجه وعيش الحياة واللغة أيضًا.\nتعلم اللغة ليس عملية عقلية بحته ولا ينبغي أن يكون. إنما هو فعل محبة تجاه نفسك والآخرين يساعدك على استكشاف التنوع المبهر للطبيعة البشرية، فضلًا عن تنوع جوانب شخصية الفرد الواحد نفسه.\nولعل السؤال الأهم هو: لماذا أحب «لوكا» تعلم اللغات الجديدة؟ فيجيب «لم أعش لأتعلم لغة أبدًا، إنما أتعلم اللغة كي أعيش حياة أفضل».\nهذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

الخبر من المصدر