7 خطايا لـ"الإخوان".. أسوأها رقم 4

7 خطايا لـ"الإخوان".. أسوأها رقم 4

منذ ما يقرب من 8 سنوات

7 خطايا لـ"الإخوان".. أسوأها رقم 4

سرد الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، الخطايا السبعة لجماعة الإخوان المسلمين خلال سنوات الثورة المصرية، مؤكدًا أن الجماعة ارتكبت العديد من الأخطاء من بينها إغلاق أية فرصة للحوار الوطني وكذلك تقديرها لحملات الغضب التي حدثت ضدها خلال فترة الحكم.\nوقال "السناوي" في مقاله بصحيفة "الشروق"، إن الإخوان رفضت مشاركة يمكن أن تفضى وفق تعقيدات لا مثيل لها إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون حل مجلس الشورى الذى تسيطر عليه أو تعليق العمل بالدستور الذى صاغته وحدها.\nقبل أربعة أيام من تظاهرات (٣٠) يونيو بدا البلد على أعصابه ينتظر ما يقوله الرجل الذى آلت إليه مقاليد الرئاسة فى قاعة المؤتمرات الكبرى.\nفى هذا المساء من عام (٢٠١٣) انتهى كل شىء وهو يخطب بعصبية بالغة بين حشد من أنصاره يدعونه إلى الحسم مع خصومه السياسيين والتحريض على أية قيمة ديمقراطية.\nكانت الخطيئة السياسية الأولى إنكار أن هناك أزمة كبرى، وإنكار الأزمات من أسباب سقوط النظم وتقويض الرئاسات.\nتصورت جماعة الإخوان المسلمين أن ما لديها من قوة فى التنظيم ووفرة فى الموارد كاف للحسم وأعدت بالفعل قوائم اعتقالات لخصومها بانتظار فشل (٣٠) يونيو.\nأفرط «محمد مرسى» فى التهديد والوعيد وتحرش بقضاة وإعلاميين وسياسيين.\nكان ذلك إغلاقا عنيفا لأية نافذة سياسية محتملة.\nفى جو الغضب العام تبدت ثلاثة مطالب.. أولها: تغيير النائب العام بآخر يختاره المجلس الأعلى للقضاء.. وثانيها: إقالة الحكومة والتوافق على شخصية مدنية تترأسها.. وثالثها: إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.\nالتاريخ لا يكتب بأثر رجعى ولا بالنوايا الحسنة غير أن أى درجة من الاستجابة للمطالب الثلاثة كانت سوف تضع الأزمة التى توشك أن تنفجر على مسار آخر.\nالحقيقة أن القرار الأخير لم يكن لـ«مرسى» فى «الاتحادية» بقدر ما كان لمكتب الإرشاد بـ«المقطم».\nفى أول يونيو زارت ثلاث شخصيات عربية مكتب الإرشاد فى محاولة لإقناع المرشد «محمد بديع» بـ«مخرج سياسى» للأزمة تستجيب على نحو ما لمطالب المعارضة المدنية.\nالثلاثة هم: الشيخ «راشد الغنوشى» زعيم «حركة النهضة» فى تونس، والأستاذ «منير شفيق» المفكر الفلسطينى المعروف، والدكتور «خير الدين حسيب» مؤسس المؤتمر القومى العربى.\nأخفقت المهمة تماما، ولم يبد أن الجماعة مستعدة لأية تسويات سياسية معتقدة أن عضلاتها تردع وأن بوسعها وحدها «التكويش» على السلطة.\nكانت تلك خطيئة سياسية ثانية أفضت إلى طردها من المسرح كله.\nلم تكن الجماعة مهيئة للحكم وافتقدت الحد الأدنى من كفاءة الأداء العام وتعاملت مع السلطة كأنها «جائزة» أتت إليها متأخرة وأنه حان الوقت لأعضائها أن يتولوا كل المناصب العامة من أعلاها إلى أدناها.\nفى تجربة السلطة توارت «الجماعة المظلومة» وبرزت الجماعة التى تظلم الآخرين.\nلم تخلص لأية وعود قطعتها على نفسها ولم تبق على أى تحالف مع أية قوى وثقت فيها.\nنجحت بصورة هائلة فى اكتساب العدوات وبدأت كل الأنهار تتدفق إلى محيط غضب واحد وجد عنوانه فى (٣٠) يونيو.\nكانت الخطيئة السياسية الثالثة أن الجماعة وضعت نفسها فى مواجهة المجتمع.\nهونت من حجم التظاهرات المحتملة وتصورت أن بوسعها أن تحشد أكثر منها.\nلم تدرك أن مشكلتها الرئيسية مع مجتمعها، خسرت بصورة شبه كاملة الطبقة الوسطى المدينية وجماعات المثقفين والفئات الأكثر فقرا الذين طالعوا لأول مرة ما هو خاف فى حقيقتها.\nبدت فى العراء السياسى لا يقف بجوارها سوى بعض التنظيمات الإسلامية، وبعضها إرهابى بالمعنى الحرفى.\nخلطت بين الشرعية والشريعة وتلاعبت بأهداف الثورة وفق حسابات اللحظة.\nإن أى قراءة متأنية لمواضع التظاهرات الاحتجاجية ضد حكم الإخوان المسلمين، تكتشف ببساطة أن القوة الضاربة فى مجتمعها قد حسمت أمرها وأن السقوط مرجح بأثر رفع أى غطاء مدنى عنها.\nذلك ما حدث على العكس من توقعات الجماعة لحجم تظاهرات (٣٠) يونيو وقوة أثرها.\nكانت تلك خطيئة سياسية رابعة فى معاندة الحقائق.\nلم تكن مستعدة للاعتراف بفشلها فى إدارة الدولة ولا كانت متقبلة لأية شراكة سياسية إلا أن تكون ديكورا.\nبدت عاجزة تماما عن أن ترى كراهيتها فى الشارع مجسدة فى عشرات الملايين ولا أن تقر بشرعية الغضب عليها.\nمانعت فى قراءة المشاهد التاريخية ووصفتها بأنها «فوتوشوب».\nعندما تغالط الحقائق التى أمامك فإنك على وشك أن تطرد من التاريخ.\nبالقرب من لحظة الصدام راهنت على الوعود الأمريكية بأكثر من أى حسابات داخلية.\nكانت تلك خطيئة سياسية خامسة، فقد عجزت عن أن تطل على الحقيقة التى يعرفها كل الناس باستثناء قياداتها.\nتولد لديهم اعتقادا راسخا أن الجيش لن يتدخل فى صراعات السلطة أيا كانت أحجام تظاهرات (٣٠) يونيو أو احتمالات الانجراف إلى احتراب أهلى.\nالإدارة الأمريكية قطعت تعهدات بهذا المعنى لرجل الجماعة القوى «خيرت الشاطر» نقلتها السفيرة «آن باترسون».\nتدخل الجيش لم يكن قرار رجل واحد إنما هو قرار مؤسسة وصفها «مرسى» فى خطابه العلنى الأخير يوم (٢٦) يونيو بـ«رجال من ذهب».\nحتى لا ننسى فإن قطاعا كاسحا من الرأى العام طالب علنا بتدخل الجيش قبل أن يحدث وهناك من اتهم قيادته بالتخاذل عن التقدم لإنقاذ البلد من مصير مأساوى.\nاستنادا إلى الوعود الأمريكية تشددت الجماعة وتناثرت التهديدات فى خطاب «مرسى» الكارثى.\nوكانت الخطيئة السياسية السادسة أن الجماعة لم تستوعب إطاحة رجلها فى قصر الاتحادية يوم (٣) يوليو، لا قرأت الحقائق الجديدة ولا حاولت مصالحة شعبها.\nأفلتت فرصتها الأخيرة فقد دعى «محمد سعد الكتاتنى» رئيس المجلس النيابى السابق ورئيس حزبها «الحرية والعدالة» إلى الاجتماع الذى سبق مباشرة الإعلان عن خريطة المستقبل.\nغير أنها رفضت مشاركة يمكن أن تفضى وفق تعقيدات لا مثيل لها إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون حل مجلس الشورى الذى تسيطر عليه أو تعليق العمل بالدستور الذى صاغته وحدها.\nالمعنى أنه كانت أمامها فرصة ما لا تعوض فى إعادة ترتيب أوراقها لكنها لم تكن مهيأة لأى تصرف سياسى يوقف تدهورها.\nلخصت ما جرى فى كلمة واحدة «الانقلاب» واعتقدت أن الضغوط الغربية كفيلة بإعادة «مرسى» للرئاسة من جديد.\nبانخراطها فى العنف قوضت أية مبادرة سياسية حتى بدت فكرة المصالحة نفسها سيئة السمعة.\nكان الانخراط فى العنف والتحريض عليه والترحيب بجرائمه هو الخطيئة السابعة والقاتلة.\nاشترك على صفحة المصريون الجديدة على الفيس بوك لتتابع الأخبار لحظة بلحظة

الخبر من المصدر