سفير عراقي سابق: بغداد إلى الهاوية وتحالف الشيعة يتفكك

سفير عراقي سابق: بغداد إلى الهاوية وتحالف الشيعة يتفكك

منذ ما يقرب من 8 سنوات

سفير عراقي سابق: بغداد إلى الهاوية وتحالف الشيعة يتفكك

اعتبر السفير العراقي السابق مزهر الدروي أن مستقبل العراق انحدر إلى الهاويه وتجاوز الحال قضية الصراع الطائفي الذي كان مدخل ذلك الانحدار، حتى ألغيت الهوية الوطنية التي هي أساس قيام واستمرار الدولة وحلت مكانها الهوية الطائفيه والعرقية.\nوأضاف في حوار خاص لـ"مصر العربية" أن أخطاء أسس بناء الدولة وإحلال الطائفية والعرقية المسلحة بدلاً من المواطنة جعل من الصعب قيام دولة تجعل المواطنة رابطة توحد شعبا تعبر عن إرادته، وهذا التسليح والهيمنة على الشارع والصراع بين الاتجاهات المتناقضة يجعل من إصلاح الحال صعبا جدا.\nوعن معركة الفلوجة أكد الدروي أن  أسباب عديدة دفعت حكومة العبادي المدعومة من الإيرانيين إلى تعجيل معركة الفلوجة على الرغم من الصعوبات الميدانية والفاتورة العالية المتوقعة من هذه المعركة.\nوأوضح أن أهم تلك الأسباب هو تمييع الخلافات السياسية بين غالبية الكتل السياسية في العملية السياسية والمستمرة على المستويين الحكومي والبرلماني منذ عدة أشهر، وذلك للضغط على الأطراف المعارضة وإحراجها بموضوع أن مصير العراق كله معرض لخطر داعش..\nاقرأ لنا المشهد العام في العراق الآن…وما هي التعقيدات التي تراها بلا حل؟\nالمشهد العراقي هو امتدادا للحال الذي بدأ بعد الغزو الأمريكي وأسباب الاخفاق في إقامه دولة رصينة الأسس لأن العمليه السياسه بنيت من قبل الأحزاب التي جاء بها الاحتلال لملئ الفراغ الذي حدث بعد إزالة الدولة العراقيه ومؤوساتها التي ألغيت، واعتمدت أسس المحاصصه الطائفية والعرقية والحزبية بدلاً من رابطه المواطنة، وبالتالي وظفت عمليات تثقيف تربوي وإعلامي قادته سلطة الاحتلال على عهد سيئ الصيت وعممت مصطلحات وأفكار طائفيه لتحقيق إحلال الثقافه الطائفية والعرقية وتلقفتها منابر رحال الدين وخاصة الشيعة في إشاعة ماسمي بالمظلومية وأن استلام السلطه هو استحاق منذ 1400 سنه.\nولعب التطرف الذي حاءت به القاعدة والزرقاوي ومن ثم داعش عام ٢٠١٣ لتأجيج هذا الصراع ولعبت إيران الدور المباشر بالتنسيق مع واشنطن دورا خطير في توجيه الصراع وادخال الميلشيات التابعة لها أو الموالية والتي وصل تعدادها الآن لأكثر من 100 مليشيا مسلحة بأسلحة خفيفة ومتوسطة وحتى ثقيلة من مدرعات أو مدافع وأوجدت لها الآن غطاء ماديا من مما يسمى دعم الحشد الشعبي والذي شكله المجرم المالكي بفتوى دينية من المرجع الشيعي السيستاني.\nفأخطاء أسس بناء الدولة وإحلال الطائفية والعرقية المسلحة بدلاً من المواطنة جعل من الصعب قيام دوله تجعل المواطنة رابطة توحد شعبا تعبر عن إرادته، وهذا التسليح والهيمنة على الشارع والصراع بين الاتجاهات المتناقضة يجعل من إصلاح الحال صعبا جدا،  والنهب المنظم والسرقة للمال العام الذي بلغ حوالي نصف ترليون من خلال سرقة مباشر أو من خلال عقود وهمية وأساليب مختلفة خلق حيتان استخدمت جزء منه لتشكيل مليشياته ودعمهم بالمال والسلاح إضافة لتشابك مصالح وأطراف إقليمية مثل إيران بشكل رئيسى وبعض دول الخليج مثل قطر بشكل أقل .\nكيف تنظر للسلطات العراقية خاصة التشريعية؟\n السلطة التشريعية سلطه عرجاء بل أصبحت معطلة بعد انشقاق النواب واستباحة المتمردين للبرلمان والمنطقة الخضراء فلم يستطع البرلمان عقد جلسة واحدة بعد الانشقاق رغم دعوة رئيس البرلمان سليم الجبوري من الحزب الإسلامي، وقد انعكس ذلك على السلطة التنفيذية فضعف رئس الوزراء حيدر العبادي وبقائه تحت خيمة حزب الدعوه الطائفي وعدم قدرته ان يتخلص منه ويكون رئيسا لكل العراقين وعجزه عن تنفيذ إصلاحات للقضاء على الفساد المالي والإداري الذي استفحل وضرب جميع مفاصل الدولة إن جاز أن نسميها دولة والتزوير للانتخابات البرلمانية التي ساعدت عليه إيران.\nأما السلطة القضائية فاسده لفساد رئيسها مدحت المحمود الذي حوله المالكي إبان ولايته إلى شرطي ينفذ له مايقول وسوغ له مئات القرارات مقابل هبات ومصالح، وأصبح القضاء عاجزا في إصدار قرارات بحق رئيس البرلمان.\nالعراق للأسف انحدر إلى هاوية تهدد مستقبله وتجاوز الحال قضية الصراع الطائفي الذي كان مدخل ذلك لما آل إليه حال العراق وخاصه بعد ان ألغيت الهوية الوطنية التي هي أساس قيام واستمرار الدولة وأحلت مكانها الهوية الطائفية والعرقية.\nورغم كل المشاكل السياسة الحالية بالعراق لماذا دخلت الحكومة في معركة الفلوجة؟\n هناك أسباب عديدة دفعت حكومة العبادي المدعومة من الإيرانيين إلى تعجيل معركة الفلوجة على الرغم من الصعوبات الميدانية والفاتورة العالية المتوقعة من هذه المعركة، وأهم تلك الأسباب هو تمييع الخلافات السياسية بين غالبية الكتل السياسية في العملية السياسية والمستمرة على المستويين الحكومي والبرلماني منذ عدة أشهر، وذلك للضغط على الأطراف المعارضة وإحراجها بموضوع أن مصير العراق كله معرض لخطر داعش، وأن العملية السياسية برمتها في خطر، وبذلك يمكنهم ولو بصورة مؤقتة تجميد تلك الخلافات.\n كيف يدخل الشيعة معركة الفلوجة وتردد مؤخرا وجود خلافات سياسية بينهم؟\n بات واضحاً للجميع أن التحالف الشيعي لم يعد متماسكاً، وبينهم صراعات ليتها فكرية أو عقائدية وإنما سلطوية فهم لا يفكرون في مصلحة عامة ورؤيتهم ضحلة يفكرون كيف يحصلون على مكاسب شخصية، لذلك هم وجدوا بمعكرة الفلوجة أنها ربما تجمع شتاتهم، فضلا عن تنفيذ أحقاد طائفية وتغيير ديموغرافي في بعض المناطق القريبة من بغداد من جهة الأنبار، والنجف بحجة مقاتلة داعش، وبذلك ربما سنشهد نزوحاً لبعض عوائل المليشيات لتلك المناطق بعد انتهاء المعارك.\nهل هناك رسائل من معركة الفلوجة ؟\nبالفعل هناك رسائل لبعض دول الخليج وبالتحديد المملكة العربية السعودية بأن المليشيات قادرة على ضرب المملكة، والتي استهدفت سابقاً في أكثر من هجوم، والدليل على ذلك أن من يضمن استقرار الانبار سيضمن السيطرة التامة على النخب القريبة من السعودية، وما صور نمر النمر على الصورايخ في معركة الفلوجة إلا رسالة واضحة من تلك المليشيات.\nلماذا هذا الاهتمام الحكومي والإيراني بمعركة الفلوجة؟\nلأن الوضع السياسي الداخلي بالعراق اقترب من الانفجار بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وسط فساد ذكم أنوف الجميع، كما جاءت فرصة  لصرف الأنظار عن المظاهرات الشعبية والغضب الجماهيري المشتعل في بغداد ومدن الجنوب والوسط وهو ما دعا رئيس الحكومة للطلب من الجماهير تأجيل المظاهرات إلى ما بعد معركة الفلوجة.\nبرأيك من يقاتل من بالفلوجة؟\nالمواجهة اليوم بين طرفين، الطرف الأول هو القوات الحكومية المدعومة بـ(17)فصيلاً من مليشيات الحشد الشعبي، والملاحظ هنا أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن أسماء هذه الفصائل الشيعية بهذا الوضوح الغريب، وهذه الفصائل المليشياوية هي: " لواء أنصار المرجعية، ولواء علي الأكبر، وفرقة العباس القتالية، وفرقة الإمام علي، وقوة أبي الأحرار الجهادية، وقوات بدر، وسرايا عاشوراء، وسرايا أنصار العقيدة، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وسرايا الجهاد، وسرايا الخراساني، وفيلق الكرار، ولواء المنتظر، ولواء مجاهدي الأهوار، وكتائب سيد الشهداء، وسرايا السلام".\nوكذلك نلاحظ في هذه المعركة التواجد الإيراني العلني عبر تواجد قاسم سليماني زعيم الحرس الثوري الإيراني، والذي نشر صوره وهو يجتمع مع زعماء المليشيات ومنهم هادي العامري، وهنالك تسريبات من ارض المعركة تؤكد وجود أكثر من 70 ضابطا وجنديا في معسكر المزرعة القريب من مدينة الفلوجة، أما بالطرف المقابل فهنالك تنظيم داعش الذي يسيطر على الفلوجة منذ قرابة العامين.\nهل كل من في داخل الفلوجة هم من مقاتلي تنظيم داعش؟\nبعيداً عن العواطف سأحاول أن انقل تصريحات المسؤولين الحكوميين تؤكد حقيقة السكان في الفلوجة، صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار أكد أن داعش تمثل 5% من مجموع السكان المدنيين في الفلوجة، وبعده أكد فالح العيساوي رئيس مجلس مدينة الفلوجة أنه يتواجد (70) ألف مدني في داخل المدينة، فإذا كان داعش يمثل 5% فقط من مجموع سكان الفلوجة والبقية هم من المدنيين العزل فهذا يعني أننا أمام كارثة إنسانية سترتكب ضد الفلوجة بحجة مقاتلة داعش ودليل الكارثة هو التصريحات الطائفية التي أطلقها زعماء المليشيات والتي تؤكد أن الحرب هي حرب طائفية وليست حرباً لبسط النظام والأمن في البلاد. ومن بين تلك التصريحات ما قاله نوري المالكي زعيم حزب الدعوة أو رئيس الوزراء السابق أن الفلوجة هي رأس الأفعى!\nوأيضاً تصريحات أوس الخفاجي قائد مليشيا أبو الفضل العباس الذي ذكر في كلمة أمام عناصر مليشياته إن "الفلوجة هي منبع الإرهاب منذ 2004 وحتى يومنا هذا، ولا يوجد فيها شيخ عشيرة آدمي، ولا إنسان وطني ولا ملتزم دينيا، حتى في مذهب أهل السنة، وأن هذه المعركة فرصة لتطهير العراق، لاستئصال ورم الفلوجة منه وتطهير الإسلام منها، فهذا شرف لا بد من المشاركة فيه وأن نناله، ويجب أن نكون من السباقين في هذه المدينة"، بحسب مقطع فيديو بثه الإعلام الحربي.

الخبر من المصدر