انتحاريو "داعش" الشقر!

انتحاريو "داعش" الشقر!

منذ ما يقرب من 8 سنوات

انتحاريو "داعش" الشقر!

لم تنجح التنظيمات المتطرفة وخاصة "داعش" في الوصول إلى أكثر من عاصمة أوروبية فقط، بل ولجأ عدد من الغربيين الأصليين إليها وقاتلوا في صفوفها ونفذ بعضهم عمليات انتحارية.\nصدام حسين وحبل "داعش" السري! من سيرث "خلافة" البغدادي؟\nتوالت موجات التطرف لتنتشر في أوساط الأوروبيين من أصول عربية وآسيوية في عدة عواصم وخاصة باريس وبروكسل ولندن، إلا أن انضمام مواطنين غربيين إلى تنظيم "داعش" كان بمثابة صدمة لمجتمعاتهم لاسيما أن عددا منهم نفذ عمليات انتحارية.\nواللافت أن هذه الظاهرة أخذت شكلا خطيرا في السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة أهمها التأثير المباشر للإنترنت في استقطاب هؤلاء، ولما يشكلونه من خطر على دولهم لقدرتهم على التنقل بحرية بعيدا عن الشبهات، والعمل خارج نطاق الرصد الأمني الذي يتوجه في العادة للأقليات الوافدة.\nويمكن القول إن ظاهرة انضمام غربيين إلى تنظيمات مسلحة في الشرق الأوسط ليست بالجديدة إذ سُجل انضمام عدد من الأوروبيين إلى فصائل مسلحة فلسطينية في السبعينيات ومشاركتهم في هجمات شهيرة، بل وشارك مواطنون يابانيون في تنفيذ مثل هذه الهجمات.\nإلا أن الظروف تغيرت وأصبحت إمكانية انضمام الغربيين الذين يعتنقون الإسلام حديثا إلى تنظيمات مثل القاعدة و"داعش" أوسع بسبب سهولة الاتصال، وانتشار دعايات مثل هذه التنظيمات في الإنترنت، إضافة إلى إمكانية الاتصال بعناصر متطرفة من أصول شرقية بطرق مختلفة بخاصة مع وجود نشاط يعمل في هذا الاتجاه داخل المجتمعات الأوروبية تحت غطاء الجمعيات الخيرية وما شابهها.\nوعلى الرغم من أن أفرادا قلائل من الغربيين الأصليين قد انضموا إلى "القاعدة" و"داعش" وأعدادهم حتى الآن لا تشكل خطرا كبيرا، إلا أن حماسة هؤلاء واندفاع بعضهم إلى درجة تنفيذ عمليات انتحارية تضع إشارات استفهام كبيرة أمام مستقبل هذه الظاهرة.\nويجدر الذكر على سبيل المثال أن أحد الأمريكيين الذين انضموا إلى تنظيم القاعدة وهو آدم غدن، قد أصبح متحدثا باسم التنظيم وظهر باسم "عزام الأمريكي" في أشرطة عديدة مهددا ومتوعدا. وقد طاردته الولايات المتحدة وتمكنت في أبريل من عام 2015 من القضاء عليه في غارة استهدفت معقلا للتنظيم على الحدود الأفغانية الباكستانية.\nويمكن وضع عزام الأمريكي في قائمة واحدة مع البلجيكية موريل يغوك التي فجرت نفسها بحزام ناسف في دورية للجيش الأمريكي في بعقوبة جنوبي بغداد عام 2005، وكان لها من العمر 38 عاما، وأصبحت بذلك أول انتحارية أوروبية .\nهذه الظاهرة تلقفها "داعش" الأكثر تطرفا من سابقيه، وأعطاها أبعادا أشد خطورة بخاصة أن هذا التنظيم تمكن من السيطرة على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وبات بإمكانه أن يستقبل ويؤوي المزيد من المقاتلين من جميع أنحاء العالم بما في ذلك الذين اعتنقوا الإسلام حديثا.\nوتتعدد الأمثلة عن الأدوار التي لعبها مواطنون غربيون انضموا لـ"داعش" وشاركوا إلى جانبه في القتال في سوريا والعراق، وبعضهم نفذ عمليات انتحارية مثل الفرنسي اليافع بيار شولي الذي غادر إلى سوريا عام 2013 ولحقته من مدينته "فوزول" الواقعة شرق فرنسا، مجموعة تتكون من سبعة أشخاص، معظمهم فرنسيون أصليون بوضع مادي واجتماعي مريح.\nشولي الذي أصبح يسمي نفسه أبو طلحة الفرنسي قضى سنة ونصف في سوريا، ثم أنهى مشوار حياته بتنفيذ هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة على ثكنة لمليشيات عراقية من الطائفة الشيعية في محافظة صلاح الدين وسط البلاد في فبراير عام 2015.\nوفي نفس العام نفذ شاب أسترالي يدعى جايك بيلاردي، ويبلغ من العمر 18 عاما هجوما انتحاريا ضد موقع للجيش العراقي في الرمادي. كما صُدم معارف مغني الراب الألماني "دينس كوسبيرت " برؤية صور له في الإنترنت وقد أصبح مقاتلا في صفوف "داعش" بسوريا، وبات قائدا لما يعرف بـ"الكتيبة الألمانية من ملة إبراهيم" قبل أن يُقتل في عملية انتحارية لجبهة النصرة ضد موقع لداعش.\nويبدو أن ظاهرة انضمام مواطنين غربيين لـ"داعش" مرشحة لأن تصبح مشكلة حقيقية في الغرب إذا استمر نشاط هذا التنظيم في دول الشرق الأوسط، وبقي على حاله مسيطرا على مناطق من العراق وسوريا وليبيا واليمن.\nوهذه المشكلة ستجد كما هو الحال دائما أسبابا تغذيها، يراها البعض في الملل أو التوق إلى المغامرة أو البحث عن الشهرة، أو يأسا من الظروف المحيطة إلى غير ذلك، لكن تبعات مثل هذه الظاهرة في مجملها فادح بنهاية المطاف، فهؤلاء ليسوا إلا قنابل بشرية موقوتة لا تترك خلفها إلا الأشلاء.

الخبر من المصدر