الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى: الجزء السادس من «ليالى الحلمية» نبش فى كفن «عكاشة» (حوار) | المصري اليوم

الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى: الجزء السادس من «ليالى الحلمية» نبش فى كفن «عكاشة» (حوار) | المصري اليوم

منذ ما يقرب من 8 سنوات

الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى: الجزء السادس من «ليالى الحلمية» نبش فى كفن «عكاشة» (حوار) | المصري اليوم

34 عملا دراميا استطاع من خلالها الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى أن يُحدث نقلة نوعية فى تاريخ الدراما التليفزيونية، وأن يحجز لنفسه مكانا خاصا ضمن أكبر مؤلفى الدراما فى الوطن العربى، واضعا نصب عينيه الحفاظ على عادات وتقاليد وملامح الشخصية المصرية، والارتقاء بذوق وفكر ووجدان المجتمع دونما وعظ أو مباشرة. «المال والبنون» و«أولاد آدم» و«سوق العصر» و«الليل وآخره» و«غوايش» و«الرجل والحصان» و«نصف ربيع الآخر» و«حضرة المتهم أبى» و«قصة الأمس».. بعض أعمال جلال عبدالقوى التى أثرت الدراما المصرية، والتى مازالت حتى الآن تجذب الكثير من المشاهدين، رغم مرور سنوات طويلة على عرضها، علهم يجدون بها ضالتهم إلى أعمال جادة وراقية. عن أسباب غياب عبدالقوى عن المشهد الدرامى الحالى، ورأيه فيما يقدم على المستوى الفنى والإبداعى، والسبيل لاستعادة الدراما المصرية ريادتها.. كان لنا معه هذا الحوار:\n■ بداية، أين الأستاذ محمد جلال عبدالقوى من الساحة الدرامية الآن؟\n- الساحة الدرامية الآن كان لابد أن يغيب عنها محمد جلال عبدالقوى ومحفوظ عبدالرحمن وبشير الديك ويسرى الجندى وكرم النجار وآخرون، وبالنسبة للمخرجين كان لابد أن تغيب إنعام محمد على ومحمد فاضل ورباب حسين وغيرهم.\n■ ولماذا كان لابد أن يغيب كل هؤلاء؟\n- المناخ الحالى ليس مناخنا، لأننا تربينا بشكل مختلف ككتاب وكمخرجين، وأرسينا قواعد الرواية التليفزيونية بدءا من محفوظ عبدالرحمن وأسامة أنور عكاشة كل فى ميدانه، فأسامة أرسى قواعد الدراما ذات الجذور الأدبية، ويسرى الجندى أرسى القواعد ذات الجذور الشعبية، ومحفوظ عبدالرحمن أرسى القواعد ذات الجذور التاريخية، أما الآن فتدار الدراما التليفزيونية بشكل جديد ينافى ما تعودنا عليه.\n■ هل هذا الشكل الجديد أفقد الدراما المصرية ريادتها؟\n- حينما تجد هذا الطوفان من المسلسلات التركية، وتجد هذا التكالب والترحيب بمشاهدتها، ثم تحل مكانها الدراما الهندية، حتى وصلنا إلى أمريكا اللاتينية، تعرف أن تلك الأعمال أفقدت الدراما المصرية ريادتها، لأنها لا تحمل فلسفتنا أو غاياتنا وأهدافنا فيما تقدمه، فالأمر أصبح بحاجة إلى إعادة نظر من الدولة لكى تسترد محمد جلال عبدالقوى وزملاءه، لأننا لا نستطيع أن نعمل فى هذه الدراما المشاهدة الآن، أو بالتحديد المنتجة الآن حتى لا نفترى على الطاقات الإبداعية الموجودة فى مصر، لأنها مليئة بالطاقات الإبداعية على مستوى الممثلين والمخرجين والمؤلفين، ولكن الداء يكمن فى الإنتاج، فالعملية الإنتاجية الآن تلهث خلف الإعلانات، حتى أصبحت الدراما التليفزيونية أشبه بـ«الدلالة» التى تروج للبضائع فى الأسواق، فمن يصنعون المسلسل يروجون للسلع كالسمن والزيت والصابون والشامبو، دون النظر إلى وظيفة الدراما الحقيقية من حيث تقديم منظومة من المعرفة والقيم والأخلاقيات داخل إطار مغلف دون أن يشعر المشاهد أن هناك من يعظه أو يعلمه.\n■ ألا تعدون كمؤلفين كبار لكم رصيدكم من الأعمال الفنية المميزة مسؤولين بشكل أو بآخر عما وصل إليه المشهد الدرامى المصرى؟\n- لم يحدث أن أتى إلينا منتج جاد ليقدم لنا أعمالا ورفضنا، وإنما الذى يحدث هو أن يأتى أحد المنتجين ليعرض على الكاتب الذهاب إلى منزل النجمة أو النجم، والقبول بمخرجة مبتدئة أقصى ما يمكن أن تعمل به هو أن تكون مساعدة مخرج، والانصياع لبعض ملاحظاتها الساذجة جدا والجاهلة جدا، وهو ما حدث معى ورفضته.\nويكفى أن أقول لك إن أحد السماسرة اتصل بالمخرج على عبدالخالق الذى كان يشترك معى فى أحد الأعمال ليساومه على 10 بالمائة من أجرى وأجره مقابل تسويق العمل، هذا ما وصلنا إليه، لدرجة أن زوجتى قالت لأبنائى، حينما كانوا يلحون على أن أوافق على بعض الأعمال: «اتركونى أنا ووالدكم لأننا لو اضطررنا سنأكل فول وطعمية بقية عمرنا فى سبيل أن يبقى والدكم محمد جلال عبدالقوى، لأنه لن يكتب جملة هو غير راض عنها»، فأنا ضد التنازل بجميع صوره وأشكاله.\nفالمنتج الذى يريد إنتاج أعمال على غرار المال والبنون وأولاد آدم والليل وآخره وسوق العصر مرحبا به، والذى يريد تقديم ما هو أقل من ذلك فلا أريد أن أراه.\n■ ما مواصفات المنتج الدرامى الجيد من وجهة نظرك؟\n- مع الأسف المنتجون تحولوا إلى تجار، مع أن هناك فرقا كبيرا جدا بين المنتج الدرامى والتاجر أو الممول، التاجر لا يهمه سوى الربح، فى حين أن هناك قسم إنتاج فى الأكاديميات الفنية يدرس 4 سنوات لتخريج منتجين مبدعين، مثله مثل المصور والمخرج والممثل، فيجب أن يكون المنتج ملما بالعملية الفنية، وألا يقل مؤهله عن المؤهل العالى، لأنه يُصدر قيما للمشاهدين ويساهم فى تشكيل وجدانهم وأخلاقياتهم، ولكن ما يحدث الآن هو انحدار بأذواقهم.\n■ صناع الدراما يقولون إنهم ينقلون الواقع وإن وظيفة الدراما هى عرض المشاكل وليس حلها؟\n- هذا كذب، لأن وظيفة الدراما هى عرض الواقع كما يجب أن يكون، وليس فضح المجتمع وإهانة كل الطبقات، فالدراما ليست مطالبة بعرض واقع الشارع كما هو وإنما المطالب بذلك هو الإعلام، فهناك فرق كبير بين الإعلام والإبداع، فالمبدع يأخذ من كل المناحى والطبقات ويستجمع ذلك فى عمل فنى راق، عكس صفحة الحوادث والصور الفوتوغرافية.\n■ رغم كل ما ذكرته عن الدراما حاليا إلا أن المجتمع يتفاعل معها بدليل أنها موجودة وتحقق أرباحا؟\n- هذه الأعمال موجودة لأنه لا يوجد غيرها، ولأن الناس لابد أن يجدوا شيئا يتأملونه، وبمناسبة الموجود فلا يزال المال والبنون والشهد والدموع وعصفور النار وأولاد آدم وغيرها موجودة أيضا، رغم مرور سنوات طويلة على عرضها، ومازال الناس يستعذبونها، وهذه الأعمال هى التى تضيف للناس، وأزعم أن الدراما الآن هى ديوان العرب، وإن كان ديوان العرب اهتز إلى حد ما، لذلك نطالب بأن يكون للدراما التليفزيونية مهرجاناتها وجوائزها أسوة بنوبل وكان، ولكن لا يزال هذا الصنف مهملا حتى الآن.\n■ هل تؤمن بنظرية المؤامرة أو أن هناك مخططا لحرمان مصر من قوتها الناعمة؟\n- نحن المصريين الذين نخطط لحرمان بلدنا من قوتها الناعمة، كل حسب وجهة نظره، فهذا ما نفعله بأيدينا وليس من الخارج، لأنه يمكن أن يحرم أحد دولة ما من تفوقها العسكرى أو الاقتصادى، ولكنه لا يستطيع أن يحرمها من الإبداع، فهناك فى نيجيريا أو جنوب أفريقيا من يحصل على جائزة نوبل فى الإبداع منذ 20 سنة، وهناك فى إيران من يأخذ جائزة السعفة الذهبية فى كان، وذلك لأن الإبداع موهبة من الله، وتفوق ذاتى تماما لا دخل للآخر به، ومن هنا نحن مطالبون كمصريين بأن يكون لنا قوة إبداعية خاصة بنا، وأقول للرئيس عبدالفتاح السيسى إنه لن تنهض مصر إلا بجناحى الحرية والإبداع، فعليه أن يتأمل الحرية خاصة بين الشباب المحكوم عليهم أو من هم تحت المحاكمات، كما عليه أن يتولى الارتقاء بالثقافة، ولا يمكن أن تقوم لهذه الدولة قائمة لأننا عبدنا الطرق وبنينا الوحدات وأهملنا تعبيد العقل المصرى، فلابد من تنمية العقل المصرى أولا، وأن يتعلم الناس حب هذا الوطن أولا، وأن تملأ الأدمغة بحب الوطن بدلا من أن يملأها الإرهابيون، ولنتأمل جميعا كيف احتوى جمال عبدالناصر الإبداع فى الستينيات.\nونحن فى انتظار أن تقوم الدولة بدورها تجاه إنتاج المسلسلات التليفزيونية، وأن تقوم مدينة الإنتاج الإعلامى بترتيب أوراقها لإنتاج مسلسل تليفزيونى، وطالبت سابقا بأن تنتج الدولة 5 مسلسلات كل عام، منها مسلسل دينى وآخر تاريخى، لتكون تلك المسلسلات واجهة مصر القومية، فلم نجبر الآخرين على احترامنا على المستوى الثقافى والإبداعى إلا من خلال الدراما التليفزيونية فى الوطن العربى كله، بالإضافة أيضا للسينما والمسرح والرواية.\n■ الرئيس السيسى انتقد تناول العشوائيات فى السينما، وخلال الاحتفال بعيد الشرطة السابق وجه حديثه للفنانين أحمد السقا ويسرا قائلا والله هتتحاسبوا عن اللى بتقدموه. هل ترى ملاحظات الرئيس ستؤتى ثمارها أم ستظل لغة المصلحة والمكاسب المادية هى الفيصل؟\n- أعلنت مرارا أننى أحب الرئيس السيسى، وسأظل أحبه مادام متفانيا ومتحمسا ومحبا وطموحا «وعرقان دايما» من أجل مصر، على الرغم من وجود تحديات كثيرة حوله، وسندرك قيمته بعد عام أو اثنين، وبخصوص حديثه عن العشوائيات فانا أؤيده، لأنه كما ذكرت هذه النوعية من الأفلام تفضح المجتمع، لأن الفن يجب أن ينقل الواقع بشكل راق، وعلى السيسى أن يمد يده لإيجاد بديل للأفلام التى لا تعجبه، وخاطبت رئيس الوزراء حينما منع أحد الأفلام من دور السينما، وانتقدته لأنه لم يقدم بديلا تاركا الشاشة فارغة.\n■ هل الحل يكمن فى منع الأعمال أم فى تركها مع إيجاد بديل؟\n- بالطبع يجب إيجاد بديل، لأن الناس حينما ترى عملا جيدا تقدره وتتزاحم عليه وتخلده سواء كان أجنبيا أو مصريا، لأن الناس فى حاجة إلى الجيد، والفن المحترم تتبناه الدولة، لأننا بحاجة إلى فكر يبنى العقول المصرية، ولن يقوم بهذا إلا الدولة، لأن منتج القطاع الخاص لن يبنى المجتمع المصرى عقليا على حساب فلوسه، لذلك يجب أن تكون هناك ميزانية مخصصة لعمل الدراما، وستتحقق مكاسب هائلة، لأن الدراما تكسب جيدا، ودائما ما كانت تتم معايرتنا بأن أهم تجارتين تحققان أرباحا هما الدراما التليفزيونية والمخدرات، فلابد من أن تمد الدولة يدها لتقديم فن محترم، ونحن نثق تماما فى أن الرئيس يريد فنا حقيقيا ومحترما. ■ هل من الممكن أن يحدث هذا فى يوم من الأيام؟\n- لابد أن يحدث فورا، لأننا نبنى بلدنا، ونقوم بعمل واجهة درامية تليق باسم مصر، لأن الطرق والوحدات ليست أهم من عقلية ووجدان المصريين، وفى اعتقادى أن الدراما المصرية أهم من التعليم الجامعى، لأنها لا تستدعى مصاريف أو التزاما أو نجاحا أو رسوبا، وفى النهاية تخرج الجامعة موظفين تكنوقراط، أما الدراما التليفزيونية فلا تحتاج إلى شىء من هذا القبيل، ثم إنها تخرج مواطنين صالحين بلا مباشرة وبالمجان، فناك فرق كبير جدا بين أن تُخرج موظفين وأن تُخرج مواطنين، هذه هى وظيفة الفن والثقافة والإبداع عموما.\n■ هناك أزمات أثارت الرأى العام فى الفترة الأخيرة وعلى رأسها أزمة تيران وصنافير.. فما رأيك فيها؟\n- بوضوح كان التوقيت سيئا، حيث استيقظ المصريون صباحا ليجدوا أن الجزيرتين أصبحتا سعوديتين، بعد أن كانتا تابعتين لنا لأكثر من 60 عاما، فكان يجب أن تتم مناقشة الأمر جيدا لأنه لابد أن يقتنع المصريون، والفيصل فى النهاية للوثائق، لأننا لن نقبل بما ليس لنا، والمسألة كانت بحاجة إلى الإعمال السياسى، ومن هنا يجب أن تتصدر السياسة المشهد أكثر من ذلك، وأقول للرئيس السيسى أنت تحلم وتفكر فى ناحية والحكومة فى ناحية أخرى تسير بمد مبارك، بنفس الأفكار ونفس الإيقاع، وتحاول إقحام الرئيس فى أى مشكلة بسيطة تحدث فى البلد كالتى حدثت فى المنيا مؤخرا على سبيل المثال، فهذا الرجل أهدانا الله به ليخلصنا من جماعة الإخوان المسلمين التى كانت سترجعنا 500 سنة إلى الخلف والذى لا يرى ما يفعله الرئيس إما أعمى أو حاقد، وكنا دائما ما نقول أيام حكم الإخوان إن البلد يحتاج إلى رجل راضع من حضارة 7 آلاف سنة والسيسى هذا الرجل.\n■ وما رأيك فى أزمة وزارة الداخلية مع نقابة الصحفيين؟\n- أرى أنها قصر نظر من الجانبين، لأنه كان يجب على النقابة عدم الوقوف أمام أمر صادر من النيابة العامة وكان على الداخلية أن تتصرف بسياسة فى هذا المأزق حتى لا تقحم نفسها فى أزمة جديدة.\n■ ألا يقلقك هذا الأمر على حرية التعبير؟\n- من وجهة نظرى كأحد المعبرين أرى أن حرية التعبير أصبحت «على الكيف»، وكان على واضعى مبدأ حرية التعبير فى الدستور أن يضيفوا «على أن يكون التعبير غير جارح للمشاعر العامة والقيم والأخلاقيات»، لأن هناك من الكتاب من لا يجدون غير الألفاظ الخادشة للحياء، وأدهشنى وزير ثقافة سابق كان يدافع عن إحدى الروايات المبتذلة فى إحدى القنوات، ويقول إنه لا يجوز أن تقرأ الروايات على الشاشات، وأقول له إذن أين تقرأ الروايات يا سيادة الوزير السابق، هل تقرأ فى الأسرة فقط؟ وهل نكتب أدبا سريا؟ فعلى الكاتب أن يحترم هذه المهنة، ويحترم أن الله وهبه هذه الموهبة، ويختار ألفاظه بعناية على الأقل، بدلا من الألفاظ التى كان يدافع عنها الوزير السابق مثل «مص...» و«لحس....»، فيجب أن يحاسب المبدع عن أعماله لأننا لا نؤلف كى نهين أهلنا وأولادنا وأنا كمؤلف أتحدى أى شخص أن يأتى لى بجملة خارجة فى أى عمل من أعمالى وهذا هو المقياس ومع ذلك فأنا لست كاتبا دينيا أوأخلاقيا، فهكذا يجب أن يكون الأديب لأنه يقدم رسالة للناس ويبنى وجدان الآخرين، وأنا أول جمهورى زوجتى وابنتاى وولداى، لذلك أربأ بنفسى أن أذكر لفظا أو جملة جارحة فى أحد أعمالى.\n■ عودة إلى الدراما.. هل كثرة الفنانين العرب المشاركين فى الدراما المصرية فى صالحها أم ضدها؟\n- أنا شخصيا لن ألجأ إلى ممثل عربى إلا إذا لم أجد له بديلا مصريا، وهناك ممثلون عرب نجحوا وتبوأوا مكانة كبيرة عن جدارة وأضافوا للدراما المصرية مثل إياد نصار وجمال سليمان فهم لم يقطعوا الطريق على الممثلين المصريين، كما أننى من المعجبين أيضا ببعض المخرجين العرب وعلى رأسهم حاتم على وشوقى الماجرى، فهذا لا يمنع أن الساحة تتسع للجميع، فهم يرون أن مصر هى القبلة والواجهة وأنها مجتمع يفرز النجوم.\n■ مشاركة القطاع الخاص فى الإنتاج الدرامى هل هى إيذان باختفاء الأعمال الدينية والتاريخية لأنها تتطلب إنتاجا ضخما؟\n- الأعمال الدينية مرتبطة بإيمان الدولة والقائمين على الدراما التليفزيونية وليس القطاع الخاص، رغم أنه فى الثمانينيات لم يكن أحد ينتج أعمالا دينية جيدة غير القطاع الخاص كالسعودية ودبى وأبو ظبى، فالأمر يتوقف على المنتج، فقديما كان المنتج فنانا ومبدعا مثل ممدوح الليثى ورياض العريان وحسن عبدالله، وبالمناسبة حاليا أكثر شخص ينتج للقطاع الخاص كان متعهد توريد السيارات لقطاع الإنتاج سابقا، ما الذى يدركه هذا الشخص فى الإبداع والدراما؟ وإذا كنا نريد دراما محترمة وقوية ومشعة فلابد من تدخل الدولة، وستربح ولن تخسر.\n■ ولكن إنتاج الدولة للمسلسلات التاريخية فى الفترة الماضية لم يكن على المستوى المطلوب؟\n- بالفعل وعانيت من ذلك فى مسلسلى على باب مصر.\n■ ما رأيك فى تجسيد الأنبياء والصحابة دراميا؟\n- أنا ضد تجسيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو أعلى من أن يجسده أحد، وأرحب بتجسيد الصحابة،\nوكنت أنوى كتابة عمل عن الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلا أن المؤسسات الدينية رفضت تجسيده ثم فوجئت بعد سنتين بمسلسل «عمر» يعرض على الشاشة.\n■ كيف ترى تقديم أجزاء جديدة من مسلسلات قديمة، مثل الجزء السادس من ليالى الحلمية، وهل من الممكن أن تقدم جزءا ثالثا من المال والبنون؟\n- هناك مذيعة سألتنى نفس السؤال فقلت مستنكرا اسألى المؤلف، فقالت إن المؤلف مات، فقلت لها إذن أخبرى المخرج والمؤلف اللذين ينويان تقديم جزء جديد بذلك، ومن وجهة نظرى أن تقديم هذا الأمر هو نوع من النبش فى كفن المؤلف أسامة أنور عكاشة، خاصة أنه لم يترك ملخصا أو معالجة أو رواية مكتوبة، فلماذا نلصق بتاريخه شيئا هو ليس له رأى فيه، فهذا نوع من أنواع الفلس والافتراء على تاريخ المؤلف، وبخصوص المال والبنون فقد كتبت بالفعل جزءا ثالثا له أيام تولى صفوت الشريف وزارة الإعلام إلا أننى اختلفت مع قطاع الإنتاج، أما الآن فهذا ليس زمن تقديم الجزء الثالث من المال والبنون لأن تاريخه مضى.\n■ وما رأيك فى تحويل الأفلام الناجحة إلى مسلسلات؟\n- هذه إهانة، حتى إذا كان كاتب المسلسل هو ابن مؤلف الفيلم، لأنه يجب أن يضيف إلى والده ويعلى من اسمه عن طريق أعمال خاصة به هو بدلا من الاتكاء على الأفلام الناجحة.\n■ ذكرت فى تصريحات سابقة أنك كنت تنوى تقديم مسلسل يجسد تاريخ مصر المعاصر أثناء حديثك عن قناة السويس الجديدة، ما مصير هذا العمل؟\n- كل ما أستطيع فعله هو أن أعرض فكرة هذا المسلسل ربما يريد الرئيس السيسى أن يوثق هذا العمل، لعرض تاريخ مصر الحديث من خلاله، لأنه لن يعيش أحد بلا تاريخ، والأجيال القادمة يجب أن تعرف تاريخها.\n■ وماذا عن المشروعات القادمة للكاتب محمد جلال عبدالقوى؟\n- انتهيت حاليا من كتابة 30 حلقة من مسلسل خريف السادة، وسيكون له جزء ثان أيضا، ووافق على بطولته الفنان محمود حميدة وكذلك الفنان جمال سليمان، وهناك عمل آخر ذو صبغة سياسية جدا اسمه «صاحب المقام الرفيع»، وهناك أيضا عمل يجسد ثورة 25 يناير هو «ست الحسن»، أما ما أكتبه حقيقة فهو «زمن الحب والحرب»، وهى رواية أشبه بثلاثية نجيب محفوظ، وتؤرخ للفترة من الستينيات حتى نهاية زمن الرئيس السادات، انتهاء باعتقالات 5 سبتمبر 1981، وخروج المعتقلين فى أول عهد مبارك.\n■ هل أنت راض عما كتبته حتى الآن؟\n- كل أعمالى أعتبرها محاولات جادة للبحث عن عمل جيد، ودائما لا أجده، وأعتقد أننى سأموت ولن أحصل على هذا العمل الجيد، لأننى لو حصلت عليه فلن أكتب ثانية.

الخبر من المصدر