تقرير في الجول – لماذا انهارت البرازيل

تقرير في الجول – لماذا انهارت البرازيل

منذ ما يقرب من 8 سنوات

تقرير في الجول – لماذا انهارت البرازيل

هل لم يعد منتخب السيليساو إحدى القوى العالمية التي يُعمل لها ألف حساب في كرة القدم؟ هل وصل الحد إلى توديع البطولات أمام فرق لم تكن لتحلم بالفوز على البرازيل؟\nما الذي حدث لصاحب الرقم القياسي في التتويج بكأس العالم؟ ما هذا السقوط المدوي في السنوات الأخيرة؟\nوداع مبكر جديد يعكس مشكلة حقيقية تعيشها الكرة البرازيلية، الدولة التي أنجبت بيليه وزيكو وروماريو ورونالدو ورونالدينيو أصبحت تعاني أمام جيرانها اللاتينيين، فهل هذا معقول؟\nبعد خروجها المهين أمام ألمانيا، ثم وداع الكوبا العام الماضي أمام باراجواي، ها هي البرازيل تخرج من الدور الأول للمسابقة القارية للمرة الأولى منذ عام 1987.\nوعلى يد من؟ بيرو، التي لم تهزمها منذ أكثر من 40 سنة!\nما هي أسباب ذلك السقوط المروع لرجال المدرب المقال كارلوس دونجا؟\nأحد أهم الدلائل أن البرازيل لم تمنح هذه البطولة الاهتمام الكافي هو عدم استدعاء نيمار للمشاركة فيها، نجم الفريق الأول.\nبينما جميع المنتخبات المشاركة أتت بكل أسلحتها الرئيسية، وعلى رأسها الأرجنتين مع ليونيل ميسي.\nومع غياب نيمار، يتأثر المنتخب البرازيلي كثيرا، ليس فقط لأنه مايسترو الفريق، وإنما لأنه اللاعب الوحيد في التشكيلة صاحب المهارات الاستثنائية.\nالبرازيل لم تعد كما كانت في السابق، لم يعد لديها فريقا يضم رونالدو ودينلسون وريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس.\nلا يوجد بالفريق لاعب يستطيع حمل اللواء بعد نيمار، ففيليبي كوتينيو لم يظهر سوى أمام منتخب هايتي المتواضع.\nإضافة لذلك، غياب بعض اللاعبين المؤثرين مثل دوجلاس كوستا نجم بايرن ميونيخ الذي ابتعد للإصابة أثر بالسلب على مردود الفريق.\nوكذلك أصحاب الخبرة مثل تياجو سيلفا وديفيد لويز، أين هما؟\nافتقدت البرازيل للمهارة والخبرة في قائمتها، ولذلك كانت العودة للديار مبكرة جدا.\nالأسلوب الذي يتبعه دونجا غريبا على منتخب الكناري، فالترسانة الهجومية للبرازيل اندثرت بوجوده.\nفهو لا يحبذ الكرة الهجومية، لا يفسح المجال للاعبين المهاريين من أجل الإبداع، أسلوبه مبني على الأداء المنضبط الملتزم للمجموعة بالدرجة الأكبر.\nصحيح أن البرازيل ودعت باستقبالها هدفين فقط، وهذا يعكس القوة الدفاعية، لكن لا توجد تلك القوة الهجومية المعروفة عن السيليساو، يُسير اللعب إلى الطرفين ويفتقد للاختراق من العمق، وهو ما يسهل مهمة المنافسين.\nلازالت هناك أزمة ثقة تلاحق البرازيل منذ كارثة 7-1 أمام ألمانيا، لم يرد الفريق على المشككين به حتى الآن.\nقلة الثقة تبدو واضحة على محيى اللاعبين، الفريق يساوره الشك في القدرة على العودة لعرش الكرة.\nلم يثبت حتى اللحظة أن تلك الهزيمة كانت "سحابة صيف" وانتهت.\nمن بين 13 مباراة رسمية للبرازيل مع دونجا عقب مونديال 2014، فازت 5 فقط وخسرت 3.\nربما تورط مسؤولي الاتحاد البرازيلي في فضائح الفيفا إضافة للانتقادات اللاذعة التي وجهت للبلاد بسبب الإنفاق الكثير على تنظيم كأس العالم يجعلنا نتفطن أن الدولة لا تهتم بقطاعات الناشئين.\nلا يوجد استثمار واهتمام كاف بالمواهب الصغيرة من أجل ثقلها وتطويرها لضمان مستقبل أفضل للكرة البرازيلية.\nوهذه مشكلة قد تحتاج لسنوات من أجل علاجها، وقد تشير إلى أن معاناة البرازيل ستظل مستمرة لفترة من الزمن.\nيقول جونينيو باوليستا بطل العالم مع البرازيل عام 2002:"منح الأولوية للقوة البدنية على حساب المهارة في الفئات العمرية الصغيرة قلص مواهبنا وأنسانا الشيء الأفضل حول البرازيل، لاعب الوسط المبدع".

الخبر من المصدر