«صادق خان» ليس وحيدًا.. 5 نماذج مماثلة له في العالم الإسلامي - ساسة بوست

«صادق خان» ليس وحيدًا.. 5 نماذج مماثلة له في العالم الإسلامي - ساسة بوست

منذ ما يقرب من 8 سنوات

«صادق خان» ليس وحيدًا.. 5 نماذج مماثلة له في العالم الإسلامي - ساسة بوست

منذ 11 دقيقة، 13 يونيو,2016\nأثار انتخاب «صادق خان» عمدة للعاصمة البريطانية العديد من ردود الأفعال المتباينة. فالبعض ذهب بعيدًا في امتداح الغرب ومدى تمسك الغربيين بقيم المواطنة لدرجة توحي وكأن خان قد خاض منافسة «شريفة» مع خصمه الأبرز «زاك جولدسميث» أو أن المعركة الانتخابية كانت يسيرة ولم تكن مثار اهتمام العالم. وربما متناسين كذلك أن المسلمين في الغرب، وفي بريطانيا خاصة يتعرضون لموجة حادة من الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية وأن «خان» نفسه تعرض لحملة عنصرية وقت الانتخابات شارك فيها رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» نفسه.\nكما عُقِدت مقارنات بين إمكانية المسلمين في الغرب للوصول للمناصب العليا وعدم قدرة غير المسلمين على الوصول للمناصب العليا في الدول ذات الغالبية المسلمة.\nومن هنا جاءت فكرة هذا التقرير.\nفهي أولًا محاولة لاستعراض بعض الأمثلة على مسيحيين وصلوا لمقاعد القيادة في دول ذات أغلبية مسلمة والنقطة الأهم أن ثلاثة منهم وصلوا لمقاعد القيادة بالانتخاب وليس التعيين وهي نفس الطريقة التي وصل بها «خان» لمنصب عمدة لندن.\nوهي ثانيًا توضيح لحقيقة أن وصول أحد أبناء الأقلية لمنصب رفيع – في أي بلدٍ كان – ليس في حد ذاته مؤشرًا وحيدًا لتأصل قيم المساواة والتسامح في ذلك المجتمع ولا يعني بالضرورة ترسخ قيم الديمقراطية والمواطنة في ذلك البلد. توجد حالات عديدة لوصول أحد أبناء الأقليات لمناصب رفيعة في بلدان لا تعترف لا بالديمقراطية ولا تداول السلطة أو حتى بحقوق الإنسان.\nالأمر الثالث هو التأكيد على أهمية وضع فوز «خان» المنتمي لأقلية عرقية ودينية في سياقه المناسب، ففوزه لا يعني حالة من التسامح الكامل عند الغرب أو انقضاء عصر الإسلاموفوبيا ولكنه يعني أن سكان لندن استطاعوا في تلك اللحظة التغلب على خطاب مفعم بالكراهية وعدم الالتفات لخلفية «خان» العرقية والدينية والتصويت لصالحه لأنهم يعلمون أنه الأجدر بالمنصب والأقدر على حل مشاكلهم. مثلما يعني فوز «باسوكي بورناما» في جاكرتا نفس الأمر وأن إندونيسيا قطعت شوطًا جيدًا نحو ترسيخ الديمقراطية ولكنه لا يعني أن إندونيسيا هي جنة التسامح والتعايش على الأرض.\n1- صيني مسيحي رئيسًا لعاصمة أكبر دولة مسلمة\nأصبح «باسوكي تاجاهاجا بورناما الملقب بـ «أهوك» حاكمًا لجاكرتا في نوفمبر 2014 ليصبح أول صيني مسيحي يصل لهذا المنصب منذ نصف قرن في عاصمة الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم.\n«أهوك» على يمين الصورة بصحبة «جوكو ويدودو»\nنظرة على ديموغرافية إندونيسيا وجاكرتا\nيبلغ عدد سكان إندونيسيا 256 مليون نسمة ينتمي 1% منهم فقط لأصول صينية – ترتفع تلك النسبة لـ 3% وفقًا لبعض التقارير – ولكن تظل نسبة الإندونيسيين من أصول صينية أقلية ضئيلة تعرضت في فترات من تاريخ وجودها في إندونيسيا لقمع الحاكم أو عنف الأغلبية من الشعب الإندونيسي.\nيدين حوالي 88% من الإندونيسيين بالإسلام، وعامة فإندونيسيا تضم أكبر عدد للمسلمين في العالم حيث يشكل المسلمون الإندونيسيون حوالي 13% من إجمالي تعداد المسلمين في العالم.\nبينما يشكل الإندونيسيون المسيحيون حوالي  10% من إجمالي عدد سكان إندونيسيا وهي الأقلية الدينية الأكبر في إندونيسيا يليهم الإندونيسيون الهندوس بنسبة 1.7% من إجمالي عدد سكان إندونيسيا.\nينتمي «أهوك» إذا لما يعرف بالأقلية المزدوجة، فهو عرقيًا ينتمي للأقلية الصينية، ودينيًا ينتمي للأقلية المسيحية البروتستانتية في أكبر دولة مسلمة في العالم.\nكيف وصل »أهوك» لمقعد حاكم جاكرتا\nخاض «أهوك» الانتخابات في جاكرتا في 2011 على منصب النائب لـ«جوكو ويدودو» الذي خاض الانتخابات على منصب الحاكم. واجه الاثنان موجة حادة من الهجوم من جانب بعض الجماعات الإسلامية المتشددة بسبب انتماء «أهوك» الديني، ولكن في النهاية فاز الثنائي بأغلبية الأصوات ليصبح «ويدودو» حاكمًا لجاكرتا و«أهوك» نائبًا له في 2012.\nاعتمدت حملة «ويدودو – أهوك» الانتخابية على محاربة الفساد المستشري في الحكومة الإندونيسية وزيادة الشفافية وهو الأمر الذي استمال الناخبين الذين كانوا قاد فاض بهم من الفساد والبيروقراطية.\nفي يونيو 2014 أصبح «أهوك» حاكم جاكرتا بالإنابة بعد خوض «ويدودو» انتخابات الرئاسة الإندونيسية، والتي فاز «ويدودو» بها بالفعل ليتم تنصيب «أهوك» تلقائيًا حاكمًا لجاكرتا في نوفمبر 2014.\nأمضى «أهوك» حتى الآن ما يزيد عن عام ونصف في مقعد الحكم للعاصمة الإندونيسية عمل فيه على محاربة الفساد وزيادة الشفافية كما استحدث نظامًا جديدًا بحيث يتم نشر ميزانية المدينة على موقع على الإنترنت ليتسنى للمواطنين مراقبة أداء الحكومة المالي. عمل «أهوك» كذلك على حل مشكلة الإسكان ببناء وحدات سكنية جديدة تضم خدمات صحية وحدائق بنظام يسمح للمواطنين باستئجارها مقابل ما يعادل نصف دولار يوميًا.\nأعلن «أهوك» بداية هذا العام أنه سيخوض انتخابات 2017 على منصب حاكم جاكرتا ويرى المحللون أنه صاحب الحظ الأوفر للفوز بالمنصب لرضا المواطنين عن أدائه.\n2- «ليوبولد سيدار سنغور».. الرئيس الشاعر\nننتقل من أقصى الشرق للطرف الغربي للقارة السمراء وبالتحديد لدولة السنغال. دخل الإسلام الغرب الإفريقي قديمًا بسبب العلاقات التجارية بين الممالك التي حكمت المغرب خاصة دولة المرابطين وبين غرب إفريقيا ونشأت عدة دول وإمبراطوريات إسلامية في غرب افريقيا حتى وصل المستعمرون الأوروبيون وسقط الغرب الإفريقي في قبضة المستعمرين وكانت السنغال من نصيب فرنسا.\nفي الستينات، ومع انتشار حركات الاستقلال في إفريقيا نالت السنغال استقلالها وتم إجراء أول انتخابات رئاسية في 1960 ليفوز بها «ليوبولد سيدار سيغور» ليصبح أول رئيس للسنغال. «ليوبولد» سيصبح بعدها بعشرين عامًا أول رئيس إفريقي ينزل عن مقعد الرئاسة طواعية.\n«ليوبولد» ينتمي للكاثوليك الروم وهم أقلية صغيرة بين السنغاليين الذين يدين 96.4% منهم بالإسلام ويدين 3.6% بالمسيحية بمختلف طوائفها. وبرغم كونه من الأقلية إلا أنه كان يحظى بحب الريفيين السنغاليين مما جعله يفوز بانتخابات الرئاسة في 1960.\nكحال كل المستعمرات الإفريقية كانت السنغال تعاني من الفقر الشديد وانتشار الفساد، لذلك اعتمدت سياسة «ليوبولد» الداخلية على محاربة الفساد، كما حاول تحديث طرق الزراعة. كان حكم «ليوبولد» يميل لما أسماه الاشتراكية الإفريقية ولكنه كان يوضح أنها اشتراكية منزوعة الميل للمادية الزائدة.\nلم يكن «ليوبولد» رجل سياسة فقط، بل كان في الأصل أديبًا وشاعرًا درس الأدب الفرنسي في جامعة السوربون. كما كان فيلسوفًا من رواد فلسفة «الزنوجة» أو «الخصوصية الإقريقية» والتي كانت تهدف لتعزيز وجود هوية موحدة للأفارقة السود في العالم كله ومواجهة الاستعمار الأوروبي لإفريقيا مع إبراز دور الميراث الحضاري والثقافي الإفريقي في الحضارة العالمية.\nاهتم «ليوبولد» بتأسيس الديمقراطية والتعددية الحزبية في السنغال. وتنازل «ليوبولد» عن الرئاسة طواعية في 1980 ليخلفه «عبده ضيوف». وما زالت السنغال إحدى أبرز الدول الإفريقية التي تنعم بنظام ديمقراطي حقيقي يتم تداول السلطة فيه بفضل الرئيس الأديب «ليوبولد سيدار سيغور».\n3- سريانية مسيحية رئيسة لمدينة «ماردين التركية»\nتركيا هي إحدى الدول التي يدين ما يقرب من نسبة مائة في المائة من سكانها بالإسلام، فوفقًا لتقرير «بيو» يدين أكثر من 98% من الأتراك بالإسلام – ترتفع النسبة إلى 99.8% في بعض المصادر – بينما يدين 0.3% منهم فقط بالمسيحية.\nوتقع مدينة «ماردين» في الجنوب الشرقي للأناضول وهي مدينة عريقة ينتمي سكانها إلى عدة أعراق مختلفة أبرزها العرب والسريان.\nحزب «السلام والديمقراطية» الكردي قرر في 2014 أن يخوض الانتخابات البلدية بمرشحين: رجل وسيدة لتعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية، واختار لانتخابات رئاسة مدينة «ماردين» السياسي «أحمد ترك» برفقة «فيبروني أكيول». «أكيول» تحدثت عن سعادتها بدعم الحزب لها، كونها سيدة شابة – كانت تبلغ 25 عامًا وقت الانتخابات – من الأقلية السريانية المسيحية، في مجتمع محافظ أغلبيته من المسلمين. استطاع الثنائي«أكيول – ترك» الفوز بالانتخابات ليتقاسما منصب رئيس بلدية «ماردين». جدير بالذكر أنّ تركيا لا تعترف بالسريان كطائفة عرقية ولذلك فهم ممنوعون من تدريس لغتهم في مدارسهم الخاصة، ولكن الأمور آخذة في التحسن على المستويين السياسي والاجتماعي. «أكيول» صرحت أنها ستعمل على الاهتمام بالبيئة ومحاربة العنف الأسري والمطالبة بالمزيد من الحقوق الشخصية للسريان.\n4- «أليس سمعان» رئيسة مجلس الشورى البحريني\nبرغم معاناة البحرين من التوتر بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية الحاكمة فقد وصلت «أليس سمعان» لرئاسة مجلس الشوري بالتعيين في المملكة الخليجية في 2005. «سمعان» بحرينية من أصل عراقي وتقلدت العديد من المناصب الحكومية من ضمنها رئاسة مجلس الشوري. البحرين دولة ذات أغلبية مسلمة حيث يدين 81.2% من سكانها بالإسلام ويدين بقية السكان إما بالمسيحية أو الهندوسية.\n5-«كامران مايكل» وزير الموانئ والنقل البحري في باكستان\nباكستان من الدول المشحونة بقدر غير قليل من الطائفية، فلا يخلو عام من أعمال عنف بين أتباع الأديان المختلفة أو حتى بين الطوائف داخل الدين الواحد. يقطن باكستان 174 مليون نسمة, يدين 96.4 منهم بالإسلام و 1.9% بالهندوسية و1.6% بالمسيحية. وبسبب هذا القدر من الشحن الطائفي فإن وصول وزير ينتمي للأقلية المسيحية يعد أمرًا مستغربًا، ولكن «كامران» تم تعيينه وزيرًا للموانئ والنقل البحري في الحكومة الباكستانية في يونيو 2013.\nهذه القائمة ليست شاملة ولم يكن الهدف منها حصر كل من تولى مناصب عليا في دول ذات أغلبية مسلمة من المسيحيين ولكنها كانت محاولة لاستعراض بعض الأمثلة على مسيحيين وصلوا لمقاعد القيادة في دول ذات أغلبية مسلمة.\nاستعراض هذه النماذج يوضح حقيقة أن وصول أحد أبناء الأقلية لمنصب رفيع ليس في حد ذاته مؤشرًا وحيدًا لتأصل قيم المساواة والتسامح في ذلك المجتمع ولا يعني بالضرورة ترسخ قيم الديمقراطية والمواطنة في ذلك البلد. فقد شاهدنا حالات عديدة لوصول أحد أبناء الأقليات لمناصب رفيعة في بلدان لا تعترف لا بالديمقراطية ولا تداول السلطة أو حتى بحقوق الإنسان.\nالأمر الثاني هو التأكيد على أهمية وضع فوز «خان» المنتمي لأقلية عرقية ودينية في سياقه المناسب، ففوزه لا يعني حالة من التسامح الكامل عند الغرب أو انقضاء عهد الإسلاموفوبيا ولكنه يعني أن سكان لندن استطاعوا في تلك اللحظة التغلب على خطاب مفعم بالكراهية وعدم الالتفات لخلفية «خان» العرقية والدينية والتصويت لصالحه لأنهم يعلمون أنه الأجدر بالمنصب والأقدر على حل مشاكلهم. مثلما يعني فوز «باسوكي بورناما» في جاكرتا نفس الأمر وأن إندونيسيا قطعت شوطًا جيدًا نحو ترسيخ الديمقراطية ولكنه لا يعني أن إندونيسيا هي جنة التسامح والتعايش على الأرض.

الخبر من المصدر