معظم اللاجئين الذين تحولوا للمسيحية بأوروبا إيرانيون

معظم اللاجئين الذين تحولوا للمسيحية بأوروبا إيرانيون

منذ ما يقرب من 8 سنوات

معظم اللاجئين الذين تحولوا للمسيحية بأوروبا إيرانيون

يتحول عدد كبير من اللاجئين المسلمين للمسيحية في أوروبا، وفقاً لما أعلنته بعض الكنائس الأوروبية التي تقول إنها أقامت طقوس تعميد جماعية في بعض الأماكن.\nولا توجد بيانات موثقة في هذا المجال، لكن بعض الروايات تفيد بأن العديد من المسلمين الفارين من مناطق النزاع والاضطهاد والفقر من الشرق الأوسط وإفريقيا بدأوا يذهبون إلى الكنائس، حسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية.\nتؤثر عوامل متشابكة ومعقدة في هذه المسألة، منها الشعور بالعرفان تجاه المجموعات المسيحية التي تقدم المساعدات للاجئين أثناء رحلتهم المخيفة، ومنها أيضاً توقع أن التحول للمسيحية قد يساعد على إتمام إجراءات اللجوء.\nفي كنيسة ترينيتي في برلين، زاد عدد مرتادي الكنيسة إلى 700 بعد أن كان عددهم لا يتجاوز الـ150 منذ عامين، وذلك بسبب توافد عدد من المسيحيين الذين تركوا دين الإسلام، وفقاً لما يقوله القس جوتفريد مارتنس. ويقال إن بعض الكنائس في برلين وهامبورغ قامت بإجراء طقوس تعميد جماعية للاجئين في حمامات سباحة محلية.\nأما في النمسا، فقد تسلمت الكنيسة الكاثوليكية 300 طلب للتعميد في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2016. وقد قدرت نسبة اللاجئين بينهم بـ70%.\nوفي كاتدرائية ليفربول الإنجيلية، يقام قداس أسبوعي باللغة الفارسية يحضره بين 100 و140 شخصاً، معظمهم مهاجرون من إيران وأفغانستان.\nويقول القس توبي هوارث، أسقف برادفورد، إن واحداً من كل 4 أشخاص تحولوا للمسيحية العام الماضي كان مرتداً عن الإسلام، ومعظمهم لاجئون من إيران.\nويقول محمد اقتداريان، وهو كاهن في كاتدرائية ليفربول، ولاجئ إيراني تحول إلى المسيحية، إن الكنيسة تساعد الناس على تطوير إيمانهم، وليحصلوا على حق اللجوء، وأن الكثير من الناس يطلب اللجوء بدعوى الاضطهاد الديني.\nكان محمد قد أتى إلى بريطانيا من شيراز، بعد أن عبر 6 دول أوروبية، على متن قطارات وشاحنات، وسيراً على قدميه أحياناً. كان مرعوباً وبائساً، وقد ساعده بعض المسيحيين على الطريق.\nقبل أن يمنح حق اللجوء، قضى 4 أشهر في مركز احتجاز تنسلي هاوس بالقرب من مطار جاتويك. يقول: "كان كل يوم يمر عليّ يشكل تحدياً، لأنني لم أكن أعرف ما إذا كانوا سيرحلونني، لكنه كان جميلاً في نفس الوقت؛ لأنني كنت بين يدي الرب. وقد وعدت الرب أن أخدمه إذا ما أطلق سراحي".\nيقول إنه كرّس حياته الآن لمساعدة اللاجئين الآخرين؛ لأنهم بائسون، ويخسرون مالهم، ويتعرضون للإساءة بل والاغتصاب أحياناً. ويضيف أن تجربة اللجوء كانت مهينة ولا إنسانية.\nأما يوهانس (32 عاماً)، فقد ترك طهران ليسافر إلى فيينا. اسمه الأصلي صادق، وقد وُلد في أسرة مسلمة\nكان يوهانس قد بدأ في التحول إلى المسيحية في إيران. وقد ترك البلاد بعد هروبه واختبائه خوفاً من افتضاح أمره. وغادر بلده بعد أن جاءته تأشيرة النمسا التي كان قد تقدم\nللحصول عليها، وهو الآن في انتظار الحصول على حق اللجوء. لم يُطلع والديه على هذا السر، لكن أخته تعرف بالأمر.\nتقول السلطات إن هناك نحو 90 ألف مسيحي في إيران، لكن بعض منظمات حقوق الإنسان تزعم أن العدد يقترب من 500 ألف. وبالرغم من أن القانون الإيراني لا يقضي بإعدام المرتد عن الإسلام، إلا أن بعض المحاكم تقضي بذلك، وفقاً للشريعة الإسلامية والفتاوى التي يصدرها علماء المسلمين.\nفي عام 2015، أصدر مؤتمر الأساقفة في النمسا توجيهات جديدة للقسيسين، محذراً من أن بعض اللاجئين يدّعون اعتناق المسيحية من أجل تحسين فرصهم للحصول على اللجوء.\nوتقول توجيهات الكنيسة الجديدة إن تعميد طالبي اللجوء قبل الانتهاء من الإجراءات الرسمية قد يؤدي لفقدان الكنيسة مصداقيتها في أنحاء البلاد.\nمنذ عام 2014، أصبح على الذين يريدون أن يتحولوا إلى المسيحية في الكنيسة النمساوية أن يمروا بمرحلة تحضيرية لمدة عام، حيث يتم تقييمهم بطريقة غير رسمية.\nتقول فريدريك دوستال، منسقة الفصول التحضيرية في مطرانية فيينا: "يجب أن يكون هناك اهتمام ملحوظ بالدين نفسه، وليس فقط بالحصول على الأوراق. نحن لا نريد أن يتحول الناس للمسيحية شكلياً. يجب أن يمر الناس بمرحلة للتغيير". فقد وجد أن نسبة 5 إلى 10% من الحالات تتوقف عن الذهاب إلى الكنيسة قبل أن يتم تعميدهم.\nفي ليفربول، يعترف اقتداريان بأن العوامل التي تؤدي بالمسلمين إلى ترك دينهم ربما تكون معقدة ومتشعبة. يقول: "الناس يتوقون لحياة كريمة، وربما يكذبون من أجل ذلك أحياناً".\nفي كاتدرائية ليفربول توجد إجراءات معتمدة. يتم تسجيل الناس حين يحضرون إلى الكنيسة أول مرة، إذا ما كان تسجيل الحضور ضرورياً من أجل طلب اللجوء. بعد ذلك، يحضرون 17 جلسة تحضيرية، وذلك لمتابعة كيفية اندماجهم في الحياة الكنسية.\nومن المعتاد أن تصدر الكنيسة خطاباً موجهاً للسلطات المعنية بشؤون الهجرة يفيد بحضور طالب اللجوء لدعمه أثناء إجراءات عملية اللجوء.\nوأكد اقتداريان أن العديد من الناس يتظاهرون باعتناق المسيحية لأسباب مختلفة، ولكن هذا ليس خطأ الكنيسة، بل خطأ الشخص نفسه، وأنه إذا ما استطاع الشخص خداع القس أو مسؤولي الهجرة، فلن يستطيع خداع الله، حسب تعبيره.\nويضيف: "البعض يقوم بالتهرّب من الضرائب مثلاً. والبعض يذهب للكنيسة كي يستطيع أولادهم الالتحاق بمدارس الكنيسة. ما الفرق؟".\nيقول هوارث: "كان المسيح يعرف أن يهوذا سيخونه. ليس دوري أن أحكم عليهم. هذه مسألة حساسة وعلينا أن نكون واعين بالبيئات المختلفة التي أتى منها هؤلاء. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي بالناس لتغيير دينهم، منها الهجرات".\nويضيف أن الناس يتحولون من ديانة إلى أخرى في كل مكان، وضرب مثلاً بتحول الكثير من السود في أميركا للإسلام.\nوقد أفاد بأن الكنيسة تعمل جاهدة للتأكد من جدية المتقدمين لها، ولكن من الصعب الكشف عن نوايا الناس، وأن أقصى ما يمكنهم عمله هو التأكد أنهم يلتزمون بالحضور لمدة عام.\nاشترك على صفحة المصريون الجديدة على الفيس بوك لتتابع الأخبار لحظة بلحظة

الخبر من المصدر