لماذا يكره اليسار الأمريكي هيلاري كلينتون؟

لماذا يكره اليسار الأمريكي هيلاري كلينتون؟

منذ ما يقرب من 8 سنوات

لماذا يكره اليسار الأمريكي هيلاري كلينتون؟

لماذا يكره اليسار الأمريكي هيلاري؟ ولماذا سوف يرفض بعض الناخبين التصويت لها في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016؟ وما علاقة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بذلك؟.\nتساؤلات طرحها الكاتب بيل شير في مقال رأي نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، يستعرض تاريخ كلينتون السياسي، وعلاقتها بـ"وول ستريت"، وأجندة السياسة الداخلية لزوجها، ولوبي شركات الرعاية الصحية، وتأثير ذلك على احتمالات تصويت الناخبين في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.\nوقال إن هيلاري كلينتون عملت منذ ما يقرب من نصف قرن لإثبات حسن نواياها بشأن اليسار، وفي عام 1968، كانت تحشو أظرفا بالمال في نيوهامبشاير لصالح حملة يوجين مكارثي الرئاسية المناهضة للحرب، وبعد 4 سنوات، سجلت ناخبي تكساس لرمز الليبرالية جورج ماكغفرن.\nوأضاف أنها خلال حملة بيل كلينتون الأولى لمنصب الحاكم في عام 1978، أغضبت المتمسكين بالتقاليد في ولاية أركنساس؛ لأنها لم تتخذ اسم عائلة زوجها، وكان لديها ما يكفي من القاعدة الجماهيرية الليبرالية حتى أنه في عام 1992، كانت هناك أزرار مكتوب عليها "انتخبوا زوج هيلاري".\nوأشار إلى أنه في عام 1993، حطمت أول قوالب السيدة الأولى بأن أصبحت مساعدا سياسيا بارزا في مكتب الجناح الغربي (المكتب التنفيذي، يضم مكاتب رئيس الولايات المتحدة)، وفي عامها الأول، قالت إنها حاربت بشراسة لوبي شركات التأمين الصحي في سعيها لتفعيل التغطية الصحية الشاملة.\nوتابع متسائلا: كيف وصلنا إلى مرحلة اليوم حيث أصبحت (هيلاري) لبعض أهل اليسار، "مرشحة آلة الحرب" ذات "أيديولوجية عميقة موالية للشركات" التي "تبني على إرث رونالد ريغان"، وكيف يتحول شخص من رمز لمساواة المرأة ومقاتل لمصالح الشركات إلى أن ينظر إليه باعتباره يجسد التداخل الفاسد للشركات والحكومة؟.\nواعتبر أن الإجابة القصيرة هي سجلها، وزوجها، فكان تصويت كلينتون عام 2002 في مجلس الشيوخ على السماح بغزو العراق أول صدع كبير في رابطتها مع القاعدة الديمقراطية، كما زادت حملتها الرئاسية عام 2008 نفور الناخبين المناهضين للحرب عندما انتقدت تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عامه الأول بلقاء زعماء الدول المارقة.\nورأى أنها دعمت التصور بأنها سياسية جبانة تزن الأمور بدقة، عندما أعطت إجابة ملتوية حول ما إذا كان المهاجرين غير الشرعيين ينبغي عليهم الحصول على رخص قيادة، وعندما أسقط خداع "وول ستريت" الاقتصاد العالمي، أشير بأصابع الاتهام إلى سياسات بيل كلينتون لرفع القيود، ووضعت علاقتها بالقطاع المالي تحت المجهر.\nإلا أنه حتى هذا لا يفسر تماما لماذا لا تملك هيلاري كلينتون المزيد من مصداقية الشارع اليوم مع الحركة التقدمية، ولماذا يبدو أنها هي نفسها في كثير من الأحيان تفتقر إلى الإيمان بها، وهذا موقف، يلاحظه الناخبون، بحسب الكاتب الذي نوه إلى الطريقة التي تتحدث بها كلينتون عندما ترفض مقترحات (منافسها الديمقراطي بيرني) ساندرز الطموحة بالقول "إنها لن تنجح فقط"، و"الأرقام غير منطقية"، إنها حساسيتها الزائدة إزاء رغبتها في حشد القاعدة الشعبية وراء نظام الرعاية الصحية أحادي الدفع ("أنا لا أريد لنا أن نبدأ من جديد [و] نغرق بلادنا في جدل حاد").\nوارتأى أن أفضل تفسير ربما يكون شديد الخصوصية، ويعزى إلى إحدى أسوأ لحظات حياتها: التجربة الأليمة عندما أوكلت بأكبر جزء من أجندة السياسة الداخلية لبيل كلينتون في العامين الأولين من إدارته، -التغطية الصحية الشاملة- وفشلها تماما، ويمكن القول المساهمة في خسارة حزبها مجلسي الكونجرس، ومعها نهاية الأمل في إرث تشريعي طموح لها ولزوجها.\nولكن أكثر ما يلفت النظر ونادرا ما يتذكر، وفقا للكاتب، هو أن فشلها في الرعاية الصحية يأتي من محاولة كسب المعركة بأسلوب بيرني: مهاجمة مصالح الشركات علنا، والتغلب على نفوذ الشركات من خلال حشد الجماهير وراء الإصلاح.\nومضى بالقول: ربما لأن العديد من الناخبين التقدميين يشعرون أنها ليس لديها الإيمان عندما يتعلق الأمر بسياسة التحركات، وأنهم لا يسامحونها بسهولة كما يفعلون مع السياسيين الديمقراطيين الآخرين.\nوأردف: إدراكا منها أن حسن نيتها التقدمية سوف تكون موضع تساؤل في الانتخابات التمهيدية، حاولت هيلاري إعادة تقديم نفسها للناخبين الديمقراطيين خلال الـ12 شهرًا الماضية، بنقاط سيرة ذاتية تغطي نشاطها في مجال الحقوق المدنية في السبعينيات، وبيل (كلينتون) يتحدث عن مبادراتها السياسية كسيدة أركنساس الأولى في الثمانينيات، فكانت الفكرة تعريف جوهرها.\nوبحسب الكاتب، هناك فجوة كبيرة في السرد الذاتي لهيلاري من المحتمل أن تخبرنا المزيد حول كيفية النظر لها اليوم أكثر من أي شيء آخر، وهي كارثة الرعاية الصحية.\nواعتبر أن تأييد هيلاري النسبي للحرب لا يتم قبوله باعتباره نابعا من إيمان صادق بمبادئ التدخل العسكري الإنساني المشترك مع معظم الرؤساء الديمقراطيين، يجب أن يكون ثمة دافع شرير، كما تكهن خبير الاقتصاد في جامعة كولومبيا جيفري ساكس: "هل هو سوء الحكم بشكل مزمن؟ هو إيمانها الخارق للطبيعة بآلة كذب وكالة الاستخبارات المركزية؟ هل هي محاولة متكررة لإظهار أنها كديمقراطية، ستكون أكثر تشددا من الجمهوريين؟ هل هو لإرضاء الممولين المتشددين لحملتها؟ من يعرف؟ ربما يكون كل ما سبق".\nوتطرق إلى رؤية أجيال الناخبين لكلينتون بالقول إنه اعتمادا على أعمارهم، تفسر أجيال مختلفة سجلها بشكل متباين، فالناخبون الديمقراطيون في سن 45 فيما فوق، وهم أكثر من ثلثي الذين صوّتوا لكلينتون، يتذكرون عندما ظهرت كلينتون للمرة الأولى على الساحة الوطنية عام 1992، وإذا أظهرت لهم أمثلة لانحراف كلينتون عن المسار الصحيح، سيذكرونك بأنهم فعلوا ما كان عليهم القيام به للفوز، عندما لا يكون هذا في استطاعة أي ديمقراطي أخر.\nوالديمقراطيون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، 70% منهم صوتوا لصالح السيناتور بيرني ساندرز، لم يكونوا مراهقين خلال فترة رئاسة بيل كلينتون، فالطالب الجامعي اليوم لم يكن وُلد عندما أتمت هيلاري 10 جولات مع لوبي التأمين الصحي، وتأتي صحوتهم السياسية من انهيار أسواق الأوراق المالية عام 2008 وكارثة الحرب على العراق، وكانت معرفتهم بهيلاري كلينتون عند التصويت على الحرب وإلغاء زوجها قانون جلاس ستيجال (الذي يفصل نشاط البنوك التجارية عن نشاط المصارف الاستثمارية بهدف تقليل المخاطرة على النظام المصرفي).\nبينما يراها الناخبون الأكبر سنا كشخصية تنتمي ليسار الوسط تقاوم عقودا من الهجمات الوحشية خلال الإبحار ببسالة في واقع واشنطن، والناخبون الشباب يسارعون لتصنيفها على أنها تجسيد لكل ما هو خطأ في النظام السياسي الحالي.\nوإذا كان الديمقراطيون الأصغر سنا أكثر وعيا بالعداوة التي كانت بين هيلاري كلينتون ولوبي التأمين الصحي فيما مضى، فمن المحتمل أنهم سيظلون يشعرون بالخطر، سيظلون يرفضون فكرة أن الطبيعة المدمرة لجمع التبرعات بالدولارات الكثيرة تستحق التحمل للفوز في الانتخابات، سيظلون لا يستسيغون رفع قيود "وول ستريت" والتصويت لحرب العراق، سيظلون يعتقدون أن ثورة فقط يمكنها تغيير واشنطن.\nولكن إذا عرفوا المزيد عن رحلتها الشخصية، على الأرجح فإنهم سيرون كلينتون بالطريقة التي يرى بها كثيرون أوباما: كشخص محترم يحاول دفع الكثير من الصخور فوق تل واشنطن الكبير، وربما يجعل ذلك الأمور أسهل قليلا على مؤيد بيرني الثابت الوصول في نهاية المطاف إلى "أنا معها".

الخبر من المصدر