ليبرمان المتطرف «يتجمل ويكذب معًا».. وزير الدفاع الإسرائيلي: «نرحب بقيام دولة فلسطينية».. ومراقبون: «تل أبيب ‏تتبع سياسة المراوغة وتوزيع الأدوار»

ليبرمان المتطرف «يتجمل ويكذب معًا».. وزير الدفاع الإسرائيلي: «نرحب بقيام دولة فلسطينية».. ومراقبون: «تل أبيب ‏تتبع سياسة المراوغة وتوزيع الأدوار»

منذ 8 سنوات

ليبرمان المتطرف «يتجمل ويكذب معًا».. وزير الدفاع الإسرائيلي: «نرحب بقيام دولة فلسطينية».. ومراقبون: «تل أبيب ‏تتبع سياسة المراوغة وتوزيع الأدوار»

"قيام دولة فلسطين".. حلم ظل يراود العرب طيلة 86 عامًا، تعاقبت خلالها الحكومات الإسرائيلية، وتعددت مبادرات السلام، ورغم ذلك لم يجن الشعب الفلسطيني سوى مزيدًا من ‏الانتهاك والهوان، تخللها من حين لآخر وعود براقة لمسؤلي الاحتلال الصهيوني بتنفيذ هذا ‏الحلم.‏\n‏"أفيغدور‎ ‎ليبرمان" وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي صدق الكنيست، أمس الثلاثاء، على قرار تعيينه في هذا ‏المنصب، أعلن تأييده لقيام دولة فلسطينية، وترحيبه ببعض العناصر الإيجابية التي حوتها مبادرة السلام ‏العربية.‏\nعُرف ليبرمان بتبنيه خطابًا معاديًا للفلسطينيين، وذلك لسنوات طويلة، ألا أنه منذ نيل ثقة الكنيست، يسعى ‏إلى طمأنة المتخوفين من نهجه المعادي للفلسطينيين، مؤكدًا في خطاب مقتضب تأييده حل النزاع ‏الإسرائيلي الفلسطيني على أساس مبدأ دولتين لشعبين.‏\nكما وجه وزير دفاع الكيان الصهيوني، تحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، واصفًا التصريح الذي أدلى به ‏الأخير، بأنه غاية في الأهمية، وأوجد فرصة حقيقية يتعين على تل أبيب اغتنامها وتلقفها.‏\nوكان الرئيس السيسي أكد قبل إسبوعين، في خطاب له، أن الفلسطينيين والإسرائيليين أمام فرصة حقيقية، ‏لحل النزاع، وأن السلام الدائم بينهما كفيل بتحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل، مؤكدًا استعداد القاهرة ‏لبذل كل الجهود التي تساهم في إيجاد حل لهذه المشكلة.‏\nالتحويل المفاجىء في سياسة ليبرمان نحو الفلسطينيين، أرجعه خبراء الشأن السياسي إلى خطة "توزيع ‏الأدوار" التي تتبعها تل أبيب منذ احتلال فلسطين، معتبرين تصريحه مجرد مراوغة جديدة وكلام مُعتاد، ‏وليس اتجاهًا جديدًا من الكيان الصهيوني نحو القضية الفلسطينية.‏\nالدكتور محمد أبو غدير، رئيس قسم الإسرائيليات بجامعة الأزهر، رأى أن ليبرمان أعلن ترحيبه فقط، ولكن ‏لم يعلن عن آليات تنفيذه لهذا الترحيب، مشيرًا إلى أن فلسطين دخلت في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ‏منذ عام 1948، ولم تجن سوى هذه التصريحات والوعود.‏\nولفت إلى أن تل أبيب إذا كان لديها نية لقيام دولة فلسطينية، لمَ قامت بتعيين ليبرمان وزيرًا للدفاع؟، وهو ‏المعروف بمعادته للشعب الفلسطيني، وسياسته تتلخص في محاولة ترسيخ وجود دولة إسرائيلية على ‏أراضي فلسطين وليس العكس.‏\nوأشار إلى أن إسرائيل تسير بخطى ثابتة، وخطة مُبرمجة نحو هذا الهدف، وسياستها تعتمد على عدم ‏الاعتراف بفلسطين كدولة، وألا فلم تعمل على محو معالم القدس؟، موضحًا أن ما تقوله بعيدًا عن هذا ‏الهدف، مجرد كلام إنشاء لا يغني ولا يثمن من جوع.‏\nوتابع، أن تصريح ليبرمان هو ردًا على مبادرة الرئيس السيسي، لأن إسرائيل أعلنت بعدها عن ترحيبها ‏بالتفاوض ولكن بدون شروط أو تحديد وقت زمني، وهو نفس الأسلوب الذي اتبعته في اتفاقية أوسلو عام ‏‏1993، ولم يجن منها الشعب الفلسطيني شيئًا.‏\nوأوضح، أن مصر تعتبر الدول العربية الوحيدة التي لازالت تحتفظ بقوتها، لذلك ترفض إسرائيل كل ‏مبادرة تخرج منها، ويعتبرون العرب قطيع لا يقرر ولا يفهم، لذلك يضعون خططهم والنهج الذي ‏سيسرون عليه حتى عام 2020 دون اعتبار للعرب.‏\nوأتفق معه الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مؤكدًا ‏أن إسرائيل لا تريد وجود للدولة الفلسطينية، ويستحيل أن يقبل ليبرمان بوجودها، لأنه يمحي الوجود ‏الإسرائيلي على أرضها ولا يعيطه شرعية مزعومة.‏\nولفت إلى أن ليبرمان لم يحدد مفهوم الدولة التي يرحب بقيامها، فهل هي دولة واضحة المعالم ولديها آليات ‏محددة، بأرض وشعب وحكومة وبرلمان وجيش وشرطة؟، أم دولة فلسطينية برعاية وسلطة إسرائيلية؟، ‏مشيرًا إلى أن مفهوم الدولة مطاط وله معان كثيرة.‏\nوأوضح أن التصريح لا يخرج عن نطاق المراوغة، واستخدام سياسة توزيع الأدوار الذي اعتادت عليه تل ‏أبيب منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، بغرض كسب مزيدًا من الوقت، والدخول في مفاوضات تصل ‏إلى سنوات، يخرج من خلالها الشعب الفلسطيني صفر اليدين.‏\nولفت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي، رحب بذلك بالحديث فقط وليس بالتنفيذ، معلنًا عن رؤية إسرائيلية ‏كاذبة، لن يتبعها أي تنفيذ سواء كان هدم الجدار العاز، أو حق العودة، أو تفكيك الحواجز العسكرية التي ‏تفرضها على الشعب الفلسطيني.‏\nواستبعد أن يكون تصريح ليبرمان له علاقة بحديث الرئيس السيسي، الذي اعتبرته إسرائيل مبادرة ‏مصرية، وهو في الأصل مبادرة عربية فرنسية، مشيرًا إلى أن مصر لم تطرح مبادرات ولكنها تحدثت ‏عن القضية الفلسطينية، ووجهت نداء للكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني يشمل الوحدة والأمل.‏

الخبر من المصدر