صداقة جمعت مراقبًا روسيًا ومنشقًا بريطانيًا في الخمسينات

صداقة جمعت مراقبًا روسيًا ومنشقًا بريطانيًا في الخمسينات

منذ 8 سنوات

صداقة جمعت مراقبًا روسيًا ومنشقًا بريطانيًا في الخمسينات

"داعش" يعدم شخصين في سرت بتهمة ممارسة السحر والتجسس\nالولايات المتحدة وبريطانيا تجسستا على إسرائيل\nبريطانيا: القوانين الجديدة للتجسس على الانترنت تهدد الحقوق\nأطلقت وكالة الاستخبارات الأمنية المعنية بالأمن القومي بالمملكة المتحدة  MI5 وثائق سرية حول التجسس في الخمسينات لاثنين من وزارة الخارجية، وهما جاي بورغيس ودونالد ماكلين.\n بعد اطلاق وكالة الإستخبارات الأمنية MI5 وثائق سرية حول التعامل مع فضيحة بورغيس وماكلين، اصبح هناك منظور جديد في ما خص الخيانة التي تأسر جيل اثنين من وزارة الخارجية جاي بورغيس ودونالد ماكلين، خريجي جامعة كامبريدج، ليست سوى أحدث مظاهر الخمسينات في ما خص التجسس، ولقد تم التداول في ذلك الوقت اعلاميًا مع قضية ستالين أو خروتشوف اقل بكثير من ما يتم التداول به الان في ما خص قضية بورغيس وماكلين، اللذين اصبحا ذات شهرة واسعة في بريطانيا، واصبحت قصتهما مألوفة لكافة القرّاء.\nلقد أصبح مقياس التغلغل الروسي هوسًا وطنياً، حيث تحوي الحكومة الكثير من الكفر والسحر كذلك، ويعتبر بورغيس رجلاً متهورًا، ايديولوجيًا وقمعياً، اصبح ظهور بورغيس المثير إن كان على الهاتف أو اللقاء الشخصي ضمن الطقوس الغريبة للزائر الإنجليزي المتوجه الى موسكو، في أول لقاء له مع مايكل ريدغريف الممثل المسرحي والسينمائي، كان بورغيس ثملاً حتى انه رمى ريدغريف في غرفة خلع الملابس، ولقد جذبت هذه القصة انتباه الممثل التلفزيوني الدرامي الآن بينيت في نهاية المطاف.\nلم يكن من السهل أن يحصل احد على اعجاب بورغيس، فعلى سبيل المثال إدوارد كرانشكو كان نموذجاً لمراقب الخمسينات، ولقد اقدم أثناء عمله مع الصحافي ديفيد استور  على عمل سري في الحرب العالمية الثانية كان هدفه خدمة موسكو، أستور الذي غالبًا ما يوظف صحافيين استخباراتيين في زمن الحرب، جلب كرانشكو للعمل معه في عام 1947 والتخصص في روسيا السوفياتية.\nوعندما قدم كرانشكو تقريره الى وزارة الخارجية، قام بورغيس بإستدعائه وتوبيخه بسبب أن التقرير فيه كثير من الليونة تجاه روسيا، وكان هذا الاجتماع الاول الذي ضم كرانشكو وبورغيس، والذي تخلله بعض التشنجات، الا أن كرانشكو لم يكن صحافيًا عاديًا بل كان غارقًا في الوضع الروسي، حيث كان ينجز تقارير عن التجسس جذبت انتباه وكالة المخابرات المركزية والاستخبارات السوفياتية.\nالصحافة البريطانية في الشؤون السوفياتية\nفي عالم من الإيماءات في وايت هول وسانت جيمس، كان الخط الفاصل بين السلطة الرابعة والدفاع عن النظام غير واضح، واستطاع فريق أستور تحقيق بعض النتائج الخارجية المذهلة. في يونيو ١٩٥٦ على سبيل المثال، خلال غداء التحرير الدوري في فندق والدورف، ذكر كرانشكو أنه حصل على نسخة من الانسحاب خروشوف السري من حكومة ستالين في مؤتمر الحزب الشيوعي الـ ٢٠ من دون ان يكشف عن مصدر معلوماته،  استخراج ٢٦٠٠٠ كلمة من المراقب في ١١ يونيو ١٩٥٦ تسبب ليس فقط في شهرة الصحيفة، بل رسخ أيضًا سمعة كرانشو باعتبارها سلطة الصحافة البريطانية البارزة في الشؤون السوفياتية.\nبعد ذلك بوقت قصير، في شتاء عام ١٩٥٨، وجد كرانشكو نفسه منجذباً إلى بورغيس مرة أخرى. وكان قد هبط لتوه في موسكو، وهي مدينة كان يعرفها جيدًا، لإجراء تحقيق المراقب حول روسيا خروشوف. ولقد رفع جهاز الامن MI5 مؤخرًا السرية عن الملفات، والتي كشف عنها الصحافيان ستيوارت بورفيس وجيف هولبرت في أبحاثهما عن بورغيس: \nالتقرير الأكثر إثارة عن بورغيس\nاتصل بورغيس بكرانشو بعد 24 ساعة من وصوله، والتقوا في ثلاث جلسات مطولة، رايلي، الوسيلة الاعلامية التي تقدم التقارير إلى لندن، وصفت نسخة كرانشكو لهذه الاجتماعات بأنها "التقرير الأكثر إثارة للاهتمام والادراك عن بورغيس". لأسباب لا تزال غامضة، واخبر كرانشكو السفير أنه لم يكن ينوي أن يكتب شيئًا عن بورغيس في ما خص المراقبة. كان هناك، على ما يبدو، صراع في عقل كرانشو بين التشويق للحدث، وبعض القلق المهني في لقائه مع بورغيس، ففي الاجتماع الأول في شقته، كرانشو، الذي تناقش بحدة مع بورغيس عبر الهاتف، لم يتمكن من إخفاء البغض لخيانة الجاسوس. قد تبادلا كلمات صعبة،  ولكن بعد ذلك، يقول كرانشو، "فهمت ما كنت قد فشلت في معرفته من قبل"  بورغيس لديه كاريزما خاصة، وبذلك أصبح الرجل المراقب مبهورًا في بورغيس المتألق والساحر.\nفي كتاباته ذكر كرانشكو ان بورغيس تحدث بلا انقطاع ومع فرحة حول إيتون وأكسفورد وأصدقاء مشتركين". أنا لم اكن اعرف أي شخص منهم”،  ويضيف كرانشو : “كان يتباهى بمثليته الجنسية امام الجميع”، في وقت لاحق في فترة ما بعد الظهر، اتصل بورغيس وهو ثمل بماكلين لتحديد اجتماع مع كرانشو، وعندما رفض ماكلين رؤية المراقب، اطلق عليه بورغيس صفة "قميص محشوة"، معترفًا كرانشو أن الجاسوسين لديهما "القليل من القواسم المشتركة". وفي اجتماع لاحق اخذ بورغيس ضيفه إلى كنيسة نوفوديفيتشي لتقديمه إلى "صديق آخر"، وهو كاهن، ووصف كرانشكو بأنه "صغير بعض الشيء  لكنه وسيم جدا”.\nنشر كرانشكو سلسلة من المقالات الطويلة حول الاتحاد السوفياتي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، يقول الصحافي ستيوارت بورفيس، ولكن لم يذكر اجتماع بورغيس. وكان كاتب يوميات المراقب بيندينيس في موسكو في نفس الوقت، ولكن لم يذكر حكايات كرانشكو هناك أيضاً. الآن فقط، مع الافراج عن ملفات وزارة الخارجية وتحويل ملفات بورغيس MI5 إلى المحفوظات الوطنية، يمكن اعتبار تقرير كرانشكو الحصري للسلطات البريطانية، وبعض المراسلات حول سجلات الحاكي، أن تتم قراءتها خارج الحكومة البريطانية.\nفي ٣٠ اغسطس ١٩٦٣ توفي بورغيس نتيجة الفشل الكبدي الحاد  عن عمر يناهز ٥٢، ويشار الى ان كيم فيلبي، الذي كان قد انشق مؤخرًا عن الاتحاد السوفياتي، قام بزيارة فراش الموت، اما كرانكشو فلقد تفرغ لكتابة كتب التاريخ، الى ان توفي في منزله في كينت في نوفمبر عام 1984. وكتب الكثير عن روسيا، قبل وبعد الثورة، لكنه لم يعد أبدًا إلى موضوع جواسيس كامبريدج.

الخبر من المصدر