"تحرير" الرقة- رهان أمريكي على الأكراد وتجاهل لموسكو

"تحرير" الرقة- رهان أمريكي على الأكراد وتجاهل لموسكو

منذ ما يقرب من 8 سنوات

"تحرير" الرقة- رهان أمريكي على الأكراد وتجاهل لموسكو

منذ إعلان تنظيم "داعش" مدينة الرقة السورية عاصمة لخلافته "الدولة الإسلامية"، أضحت المدينة معقلا له ومركزا للتحضير والتخطيط لعملياته واستراتيجيته في سوريا. وبذلك باتت المدينة محور نشاطات وتحركات التنظيم وأحكم قبضته عليها وعلى الباقين من سكانها. ومن هنا لم يكن من السهل طرده منها واستعادة السيطرة عليها سواء من قبل النظام السوري أو قوات المعارضة الأخرى المنافسة لداعش. ولهذا فإن الولايات المتحدة في إطار حملتها على الإرهاب والتحالف الدولي الذي تقوده ضد "داعش" تعول كثيرا على طرده من الرقة وتوجيه ضربة مؤلمة له حسب رأي العقيد اللبناني المتقاعد الياس فرحات، الخبير العسكري والاستراتيجي، الذي يقول في حواره مع DW عربية إن الرقة تعتبر مهمة واستراتيجية "فالسيطرة عليها تشكل ضربة قوية لداعش، لذلك اهتمت الولايات المتحدة كثيرا بهذا الموضوع وأرسلت قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل إلى شمال سوريا للتخطيط والتحضير للعملية التي سيشترك فيها 12 ألف جندي من قوات سوريا الديمقراطية".\nوقد أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، عن إطلاق عملية استعادة الرقة بدءا من ريف شمال المحافظة. وقبل بدء عملية "تحرير الرقة" أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعزز قواتها في سوريا إلى جانب تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات سوريا الديمقراطية، وإثر ذلك زاد وصل عدد الجنود الأمريكيين في سوريا إلى 250 جنديا منهم 200 من وحدات قوات العمليات الخاصة، سيكون لهم دور محوري في الهجوم على الرقة. وعن دور القوات الأمريكية في الهجوم يقول فرحات، إن "هناك وحدات قتالية ووحدات خاصة تقوم بعمليات محددة خاصة وتقديم الاستشارات والقيادة الميدانية على صعيد وحدات صغرى من قوات سوريا الديمقراطية" ويضيف بأن التسنيق مع القوات الجوية الأمريكية والاستفادة من المعلومات التي توفرها المخابرات الأمريكية "لتحديد الأهداف الدقيقة لتنظيم داعش ومقرات قياداته ومخازن الأسلحة وتجمعات مقاتليه وقصفها بالطيران وتأمين الوحدات البرية اللازمة للهجوم على هذه المراكز" سيكون أيضا من مهام الجنود الأمريكيين.\nأما إعلان الولايات المتحدة التخطيط لهذه العملية فيعني حسب الخبير العسكري والاستراتيجي أن هناك "نية جدية لديها لإنهاء تنظيم داعش في الرقة" وإن تزامنها مع عمليات الفلوجة يهدف إلى منع "داعش من تحريك قواته وتبادل المساندة بين المنطقتين".\nمشاركة جنود أمريكيين في المعارك ودعم واشنطن للأكراد يثير حفيظة تركيا وتتهم واشنطن بالكيل بمكيالين\nوفي خضم العمليات وتدوال أنبائها، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) صورا لجنود أمريكيين يشاركون في العملية وقد وضع بعضهم شعار وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما أثار حفيظة تركيا وسارع وزير خارجيتها، مولود تشاووش أوغلو، إلى انتقاد الولايات المتحدة واتهمها بالكيل بمكيالين بقوله "إذا قالوا نحن لا نرى أن وحدات حماية الشعب وهذه الجماعات الإرهابية هي الشيء ذاته، فإن جوابي هو هذه معايير مزدوجة وكيل بمكيالين" وتابع "من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية." حيث تعتبر أنقرة الوحدات امتدادا وفرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه مثل الولايات المتحدة جماعة إرهابية. لكن وزراة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) رفضت التعليق على ذلك وعندما سئل بيتر كوك، السكرتير الصحفي للوزارة، خلال مؤتمر صحفي فيما إذا كان من المناسب ارتداء هذا الشعار رفض التعقيب على الصور، لكنه قال إنه عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. أما قوات سوريا الديمقراطية فنفت مشاركة جنود أمريكيين في القتال مباشرة وقال الناطق باسمها، العقيد طلال سلو، "هذه الصور عارية عن الصحة، حيث هناك مقاتلون ضمن وحدات حماية الشعب من جنسيات مختلفة يمكن أن تكون الصور لهؤلاء" وتابع في حواره مع DW عربية أنه ليست هناك "قوات أمريكية على الأرض، فقط هناك مدربون أمريكيون وخبراء. وإن دور الأمريكيين حتى الآن هو التدريب وفي غرفة العلميات لتوجيه الطيران".\nورغم هذا الزخم والحشد الكبير للقوات والتخطيط للهجوم وتدخل القوات الأمريكية مباشرة في العملية، لفت فرحات إلى أنه يجب عدم الاستهانة بداعش وتوقع أن تكون "المعركة قوية وقاسية وليست سهلة أبدا رغم المشاركة الأمريكية الفاعلة فيها". أما فيما إذا كان مقاتلو التنظيم سينهارون وينسحبون من الرقة كما حصل في مناطق أخرى فإنه لم يستبعد ذلك، فحين "بشتد الهجوم عليهم وعندما تطوق مدينة الرقة وتصبح القوات البرية قريبة منها، فمن المتوقع أن يحصل الانهيار كما حصل في تدمر والرمادي وتكريت أيضا".\nمقاتلة في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. في مناطق مهاباد وسنندج وعموم مناطق الأكراد في إيران، تنشط عدة حركات داعية الى استقلال كردستان. النساء الكرديان كنّ منذ 50 عاماً في صفوف مقاتلي الجبال، وفيهن أمهات وزوجات كثيرات هجرن بيوتهن دفاعاً عن قضيتهن.\nمجندات في الجيش الوطني الأفغاني خلال حفل تخرجهن من دورة التدريب الأساسي في شباط/ فبراير 2016. في أفغانستان، حيث نادراً ما تُرى المرأة بدون نقاب، توجد مقاتلات خرجن عن سلطة الأب والزوج والمجتمع وذهبن يخدمن جيش بلادهن.\nنساء صحراويات يرفعن شارة النصر في عرض عسكري بمنطقة تيفاريتي في الصحراء الغربية عام 2008. العرض يحتفل بالذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاق جبهة البوليساريو. رغم شدة تقاليد البادية الصحراوية الخشنة، خرجت نساؤها مقاتلات في خدمة قضية آمنّ بها.\nمقاتلات كرديات من القوات الديمقراطية السورية في قاعدة متقدمة تضمهن ومقاتلين آخرين يتصدون لتنظيم "داعش" في الحولة بسوريا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. الحرب على "داعش" أجبرت النساء على الانخراط في صفوف المقاتلين في عدة مناطق بالشرق الأوسط.\nمقاتلة فلسطينية منقبة من حركة الجهاد الإسلامي في غزة. الصورة التقطت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. لطالما لعبت النساء أدواراً قتالية في حركات التحرر الفلسطينية منذ سبعينيات القرن الماضي.\nمجندة إسرائيلية في دورة تدريبية بالقدس عام 2007. شهد العقد الأخير من الزمن تغيراً في طبيعة خدمة المرأة بالجيش الإسرائيلي، وتزايدت أعدادهن في الوحدات القتالية بعد أن كانت خدمتهن تقتصر على التمريض وصنوف الخدمات.\nناريمان راينكه جندية في الجيش الألماني من أصل مغربي. ولراينكه قصة مع تجربة الانضمام للجيش بدأت بفيلم "بيرل هاربر" الحربي الأمريكي، الذي كان أول من جعلها تفكر في إمكانية الالتحاق بالجيش.\nمقاتلات كرديات أيزيديات في منطقة جبل سنجار بالعراق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. احتل تنظيم "داعش" جبل سنجار ومناطق شمال غرب العراق وسبى خمسة ألاف أيزيدية، فحملت النسوة السلاح يدافعن عن أنفسهن.\nمجندات في جيش ميانمار خلال عرض عسكري احتفاءاً بيوم الاستقلال في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2015. ميانمار، التي كانت تعرف باسم بورما، استقلت عن بريطانيا عام 1948.\nالمجندة الألمانية شتيفاني كراينر في دروس التدريب على الرمي ببندقية G3. منذ الأول من كانون الثاني/ يناير 2001، سُمح للنساء بالخدمة في الوحدات المقاتلة بالجيش الألماني، وقد تطوعت لهذه الخدمة آنذاك 244 مجندة.\nتجاهل موسكو وعرضها للمشاركة في الهجوم\nبدورها عرضت موسكو التعاون والتنسيق مع واشنطن وتقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية في هجومها على الرقة وطرد "داعش" منها، لكن العرض الروسي لم يلق الرد ولا الاهتمام من الولايات المتحدة التي "يبدو أن لها أجندتها الخاصة وماضية في العملية بالاشتراك مع قوات سوريا الديمقراطية من دون أن تشرك معها القوات الروسية"، حسب ما جاء في حوار فرحات مع DW عربية. وفي نفس السياق ذهب سلو أيضا بتأكيده أنه "كان هناك طرح من روسيا، لكن القيادة العامة وأمريكا هي التي تقرر فيما إذا كان يجب التنسيق مع الروس أم لا".\nأما عن تعاون وتنسيق الولايات المتحدة مع الأكراد في سوريا واعتمادها على القوات الكردية بالدرجة الأولى في حربها على "داعش" فيعود حسب رأي فرحات إلى أنهم "أثبتوا جدارتهم في المعارك، على عكس الجيش الحر أو ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي فشلت في تحقيق أي تقدم أو أي وجود فاعل على الأرض رغم الدعم الأمريكي الكبير لها" وأضاف أن "تجربة الأمريكيين لم تنجح إلا مع وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية".\nوكما يرى بعض المراقبين، لم يستبعد فرحات أن يثير دخول المقاتلين الأكراد إلى الرقة حفيظة بعض السكان من العرب، ولهذا فحسب المعلومات المتوفرة سيدخل مقاتلو "الوحدات التابعة للعشائر العربية" إلى المدينة، أما "الوحدات الكردية ضمن قوات سوريا الديمقراطية فسيكون لها دور قتالي ولكن ليس داخل المدينة. هذا ما يعرف حتى الآن ولكن مع تطور الأمور لا نعرف ماذا سيحدث". أما العقيد سلو فقد استبعد أي حساسية من قبل السكان العرب تجاه المقاتلين الأكراد وقال لـ DW عربي إن أهالي الرقة "وجهوا لنا نداءات استغاثة. هذا الكلام لأبواق داعش وأردوغان وتركيا التي تبث مثل هذه الإشاعات".

الخبر من المصدر