باحثون يشككون في مكتشفات يهودية بالأقصى

باحثون يشككون في مكتشفات يهودية بالأقصى

منذ ما يقرب من 8 سنوات

باحثون يشككون في مكتشفات يهودية بالأقصى

تشكك جهات فلسطينية وإسرائيلية في صدقية المكتشفات الأثرية اليهودية الجديدة جنوب الحرم القدسي أمس، وترى أن دوافعها سياسية وتندرج ضمن عمليات تكريس الأسطورة ودعم مزاعم الهيكل.\nوكان باحثون من الجامعة العبرية قد أعلنوا أمس اكتشاف كنز بيزنطي ويهودي جنوب الحرم القدسي في القدس المحتلة، يعود تاريخه لفترة ما بين القرنين الرابع والسابع الميلادي.\nوقال بيان صادر عن الباحثة المسؤولة إيلات مازار إنه تم العثور على "مكتشفات نادرة" من القرن الرابع ميلادي، تشمل 36 قطعة نقدية ذهبية بيزنطية، وميدالية ذهبية قطرها 10 سم تحمل رموزا يهودية كالشمعدان.\nومازار نفسها توضح في بيانها أنه في الفترة البيزنطية لم يسكن اليهود في القدس، وأن مصدر "الكنز" من خارج المدينة، مرجحة أنه قد وصلها من قبل رسل جماعات يهودية.\nوترجح الباحثة -التي لا تخفي في البيان انفعالها بهذه المكتشفات- أن "الكنز" قد تراكم داخل صندوق كنيس، تمهيدا لاقتناء منازل لليهود في القدس بعد فتح أبوابها أمامهم في فترة حكم الساسانيين للبلاد.\nوتضيف مازار -متبنية الرواية التاريخية الصهيونية حول الطرد والعودة لـ"أرض الآباء"- أن "الكنز يبدو أنه أهمل، واليهود طردوا من البلاد".\nويتحفظ المؤرخ الإسرائيلي شلومو زند -في حديث للجزيرة نت- بشأن ما قالته مازار، متهما الصهيونية وأذرعها بنسج أكاذيب وأساطير واستنساخ التاريخ، ومشككا في كل الروايات التلمودية المزعومة وليس فقط في رواية الهيكل.\nويوضح المؤرخ زند -الذي وضع سلسلة كتب حول اختراع الشعب اليهودي و"أرض إسرائيل"- أن الهيكل لم يكن موجودا أصلا كي يهدم، وأن حائط البراق في القدس لم يكن يوما "حائط المبكى".\nولا شك لديه في أن "المبكى" هو بقايا سور تاريخي وتسميته تنم عن تضليل، مؤكدا عدم إمكانية مقارنة أهميته بمكانة الأقصى المقدسة والطويلة الأمد.\nويشكك زند أيضا في دوافع علم الآثار الإسرائيلي، ويعتبره من أدوات اختراع الأساطير وصياغة الأمة، ويرى أن تهجير اليهود من قبل الرومان أسطورة رعتها الصهيونية لتدعيم "الحقوق التاريخية لليهود على كل فلسطين، "أرض إسرائيل".\nوزند من المؤرخين الإسرائيليين القلائل الذين يعتبرون أن اليهود خرجوا إلى الشتات من بلاد الخزر وليس من فلسطين، مشيرا إلى أن الآثار إحدى تقنيات صياغة "الذاكرة الجماعية" التي تقوم على فكرة أن يهود أوروبا مهجرون من فلسطين وهم من سلالة سيدنا إبراهيم.\nومن جانبه يشكك العالم الأثري يونتان مزراحي في دوافع ومعطيات الجامعة العبرية حول المكتشفات اليهودية.\nويوضح مزراحي أن الجامعة العبرية لم تقدم معطيات كافية حول أسئلة أثرية جوهرية تخص النقطة المحددة للموجودات المكتشفة وتتعلق بأصلها وحقيقة تاريخها.\nوردا على سؤال للجزيرة نت، قال مزراحي -وهو من منظمة "عيمك شافيه" الإسرائيلية- إن التوجه السريع للصحافة وتعميم نبأ "الاكتشاف المثير" يثير تساؤلات وشكوكا، ويعكس مراميه السياسية.\nوأضاف أن "الباحثة مازار نفسها تعترف بأن الميدالية الذهبية مصممة بأسلوب يميز العصور الوسطى. ومن جهة أخرى، فإنها اكتشفت في طبقة أثرية تعود للقرن السادس ميلادي، وهذا تناقض كبير يحتاج لإجابات".\nويؤكد مزراحي أن هذه الاكتشافات الجديدة يلفها الضباب لعدم وجود أجوبة على هذه التساؤلات المهنية.\nويقول مزراحي إن اليهود سكنوا في القدس خلال الفترات الإسلامية بالذات، لأن غير المسلمين منعوهم من ذلك. وحول رؤية زميله زند، يوضح مزراحي أنه لم يعثر حتى الآن على أي موجودات أثرية تتبع "الهيكل الأول" (هيكل سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد).\nوفي المقابل، يشير إلى اكتشاف "بقايا للهيكل الثاني" تعود للقرن الأول قبل الميلاد، بينما تزعم الرواية التاريخية اليهودية أنه بني في القرن الخامس قبل الميلاد على يد الحاكم الروماني للبلاد هيرودوس، موضحا أن "هناك فجوة بين التاريخ اليهودي وعلم الآثار".\nومن جانبها، شككت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أيضا في صدقية الأحاديث عن مكتشفات يهودية بجوار الأقصى، وقالت في بيان لها أصدرته اليوم إنها "ليست سوى دسائس وتدليسات".\nوتشدد المؤسسة على أن الرواية الإسرائيلية بشأن الموجودات الأثرية في منطقة القصور الأموية  تهدف بمكر لربط المكان -بدءا من الأقصى وحتى حي وادي الحلوة في سلوان- بشكل مباشر مع تاريخ الهيكل المزعوم.\nوأكد باحث الآثار في "مؤسسة الأقصى" عبد الرازق متاني للجزيرة نت أن الفترة الراهنة تشهد حملة إسرائيلية محمومة لتشويه التاريخ وتزييف الحضارة في محيط المسجد الأقصى.

الخبر من المصدر